الموقف من البورجوازية -الوطنية- هو خط التمايز بين الاشتراكية العلمية و التحريفية


رشيد العيساوي
2014 / 9 / 15 - 08:31     

إشارة:
إن الهدف من هاته المقالات هو إثارة التساؤل و تحفيز البحث، أكثر من الاسهاب أو التفصيل في الموضوع. فالالمام بموضوع ما لن يكون بقرائة مقالات من هنا وهناك، بقدر ما سيكون عبر بحث مضن و طويل الامد. لكن هذا لا يعني أن للماركسية الللينينية أسس يمكن ضبطها و استعمالها من طرف ذلك المناضل كمقياس لتحديد الانحراف عن الصواب، في مرحلته الاولى من التكوين ككادر ثوري.
موضوعنا:
لطالما كانت البورجوازية هي الاساس في ظهور خطوط تحريفية و بتلاوين عدة.
الكل متفق أن البورجوازية في مرحلة الرأسمالية الغير احتكارية كانت تقدمية وثورية ضد علاقات الانتاج القائمة آنذاك "الاقطاع". لكن مع تطور الرأسمال الى الاحتكار ومركزة الانتاج، صارت البورجوازية كلها تبعية.
وبما أننا نتكلم من داخل قطر متخلف اقتصاديا و تبعي، أخطر هاته التحريفات هي الايهام بوجود بورجوازية "وطنية" كطبقة تعبر عن رأسمال محلي منفصل تماما عن الرأسمال الاحتكاري و الطغمة المالية، وبالتالي يمكن وصفه بالثوري بما أنه ليست له مصلحة في طبيعة العلاقات الاقتصادية وبالتالي السياسية القائمة.
ولكي نفهم ونحلل دور هاته البورجوازية "الوطنية" يجب أن نحلل الطبقات تحليلا ماركسيا، فالطبقات الاجتماعية هي انعكاس إنساني لعلاقات إنتاجية محددة سائدة في المجتمع. إن الشرط الضروري لتحليل الحركات الاجتماعية والسياسية والأيدلوجية للطبقات والفئات المختلفة هي معرفة القانون الاقتصادي لحركة المجتمع ذلك أن الطبقات الاجتماعية لا تنظم الروابط والعلاقات الإنتاجية بل إنها بذاتها نتاج تلك العلاقات والروابط وتتحرك في سياق هذه العلاقات واستنادا إلى قوانين حركتها الداخلية وبالضبط استنادا إلى نفس تلك القوانين تتصارع الطبقات المختلفة على مسألة الإبقاء على النظام الراهن أو تحويله ثوريا.
فشعار وجود طبقة تستغل الطبقة العاملة و بورجوازية "وطنية" ليس ردة عن الماركسية وإدعاء من نوع آخر بالتوافق بين الطبقات، لكنه غرق في الرجعية حتى العنق.
فمرددوا هذا الشعار ليسوا في عمقهم سوى أعداء الماركسية و الطبقة العاملة، هدفهم هو انتزاعهم منها سلاحها الاديولوجي و السياسي للقيام بمهامها الديموقراطية ومن ثم الاشتراكية، وكذلك تحويلها ( الطبقة العاملة) إلى أداة وسلاح في يد البورجوازية تخفف به من حدة الضغط، متى كبر جراء تناقضاتها الثانوية مع الامبريالية.
و من بين ما تروج له التحريفية و الشعبويون أساسا مع بعض السطحيين اللذين ابتذلوا الماركسية الى علم اجتماع بورجوازي،الفصل بين البورجوازية "الوطنية" عن الكومبرادورية. ويعتبرون أنه فقط الكومبرادورية من طبيعتها رجعية وأما الاخرى فتقدمية و بإمكان البرويتاريا التحالف معها من أجل إنجاز المهام الديموقراطية.
ومما يرتكزون عليه لتمرير سخافتهم هاته، أنه هناك رأسمال محلي منفصل عن الرأسمال النقدي الاجنبي، يمتلك وسائل إنتاجه، ويسوق ويستمد مواده الاولية من الداخل.
لن نفصل أقتصاديا لاننا أكيدون أننا لن نستوفيه حقه لكن يمكن أن نحيل القارئ على مرجعي موجز رأس المال لانكلز و الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية لصاحبه لينين.
أما نحن فسنطرح تساؤلات سطحية كطبيعة المسخ البورجوازي السطحي كله:
هل في مرحلة الامبريالية يمكن التكلم عن رأس مال غيرمتأثر ومرتبط بمصالح الطغمة المالية؟
ولنفترض جدلا أنها تمتلك وسائل إنتاجها كالصناعة التقليدية الممركزة في شركات مثلا، ألن تضطر للتسويق خارجيا و بالتالي التأثر بالاحتكارات و بناء علاقات تجارية مع الامبريالية.
وأما حجة التسويق الداخلي، فلنذكر أن معظم رأس المال الخارجي هو موجه للتسويق الداخلي.
إن الادعاء بوجد بورجوازية "وطنية" هو معاد بالثورة وصيرورتها، ولا يخدم الا البورجوازية بشكل شوفيني. فهاته البورجوازية مستفيدة من القائم، ومصالحها مهما ادعت من محلية تبقى مرتبطة بالامبريالية ومنسجمة مع طبيعة القائم.
ومهمتنا كماركسيين لينينيين ليست فقط تفسير الواقع أو لعب دور المستشار الاقتصادي للبورجوازية لندلي برأينا بأمور تهمهم، لكن مهمتنا هي النقد العلمي للمجتمع الرأسمالي ومفتاح تحويله الثوري.