النازيون لا هم حزب عمال و لا هم اشتراكيون


بيان الدفاع عن الماركسية
2005 / 8 / 13 - 12:13     

مضت ستون عاما على التحرر من فاشية هتلر (في ماي 1945). اعتقد و صدق الكثير بأن النازيين كانوا في خدمة الطبقة العاملة. في الحقيقة كان النازيون أكبر عدو للطبقة العاملة فقد دحروها نضالها في أوروبا في ذلك الوقت.

في الإنتخابات الأربعة التي شهدتها ألمانيا بين 1928-1932 بقيت الأصوات ثابتة لSPD وKPD و تراوحت بين 12 و 13 مليون صوت. و قد صعد الحزب النازي لأسباب عديدة منها غياب الشيوعيين عام 1918 و الأزمة الإقتصادية العالمية عام 1929 و خاصة بعد الأزمة الإقتصادية العالمية و تولى الحكم عام 1933 و قد فاز ب 43.9 في المائة من الأصوات و تخيبت آمالهم في الحصوا على أغلبة الأصوات.

لقد حصل النازيون على السلطة على حساب الأحزاب الأخرى و بعد ذلك نجحوا في خلق ديكتاتورية لهم و قاموا إثر ذلك بالتخفيض في الأجور و دخل الفرد:

1932 – ب 64 في المائة

1933 – ب 63 في المائة

1934 – ب 63 في المائة

1935 – ب 61 في المائة

1936 – ب 59 في المائة

1937 – ب 58 في المائة

1938 – ب 57 في المائة



إن عدد ساعات العمل في سنوات الثلاثينات لم تصل عدد ساعات العمل لماقبل الأزمة الإقتصادية العالمية. ارتفعت الأجور الأسبوعية بعد الإرتفاع في عدد ساعات العمل و الساعات الإضافية (الى حد 60 ساعة في الأسبوع) و قد زادت حوادث العمل و الأمراض و قلت مساعدات الحكومة الإجتماعية و ازدادت التجارة و الوظائف.

حوادث العمل و الأمراض 1939 – 1933

1933 – 929592

1934 – 1173594

1935 – 1354315

1936 – 1527344

1937 – 1799512

1938 – 2006574

1939 – 2753749



إن النازية المستغلة للأجور قمعت محاولات الأحزاب و تحركات العمال الثورية و الثورة بشكل عام (مثال شركة أوبلOPEL سنة 1935)

من ضمن 107 المترشحين النازيين في انتخابات 1930:

33 كبار ملاك الأراضي و ملاك مصانع و رجال أعمال

31 من كبار الطبقة الوسطى

19 محامين و أطباء و آخرين من أصحاب المهن الحرة

9 ضباط متقاعدين

8 موظفين

7 عمال

لقد جمع النازيون في عام 1933 جميع سلطات الدولة المالية في أيديهم. و شغلوا العمال و بنسب عالية بطرق غير شرعية.

إن الثورة لم تبدأ عام 1944:

لقد اعتقل و حاكم النازيون حوالي ربع مليون شخص تسعون في المائة منهم كانوا عمالا. فقد تظاهر العمال منذ 1933 و 1934 و حاولوا دائما القيام بثورة و لكنهم سرعان ما ضربوا و اعتقلوا و قتلوا على أيدي النازيين المجرمين.

لم تكن سنة 1945 بداية جديدة:

كانت آمال الشعب الألماني اثر الحرب إقامة دولة جديدة و تبني سياسة جديدة بدون تسلح و لكن لم تكن القوات المحررة المحتلة مهتمة بهذا الأمر.

لقد خدع النازيون العمال و الطبقة العاملة و و أبادوا ثوريتهم مثلما أبادوا اليهود.

إن وجود الإقتصاد الرأسمالي هو الذي يخلق الأزمات و المشاكل في المجتمع. إننا نطالب بارساء الإقتصاد الإشتراكي لإنهاء أزمات المجتمعات.

الحركة العمالية تنهض من جديد:

حققت الطبقة العاملة انجازات عام 1945 و نجحت ثوراتها ضد النازيين و لكن سرعان ما ما انتزعت القوات المحتلة المحررة أسلحة الثوار و تجنبت نداءات الوحدة و قامت بتحقيق آمالها الشخصية و خططها العسكرية.

منظمة الوحدة في هامبورغ:

في عام 1945 و إثر الحرب قاما حزبا SPD و KPD ببناء منظمة وحدة نقابية سعت إلى خلق اشتراكية حقيقية و الى تجنب الصراع الاقتصادي و السياسي. سعت النقابة الحرة الاشتراكية إلى توعية العمال بأن هتلر و حكومته عملوا على تدمير الطبقة العاملة. و سعت النقابة كذلك إلى ابادة الفاشية و أفكارها و إلى تأميم القطاعات الإقتصادية و إلى نزع التسلح. و في أقل من خمس أسابيع انضم حوالي 50 ألفا من سكان هامبورغ إلى المنظمة و لكن في 18 جوان من سنة 1945 أصدرت الحكومة العسكرية البريطانية أمرا بحل هذه المنظة.

بعد أن أسست القوات المحتلة منظماتها و نقاباتها كانت هنالك و منذ البداية نداءات بعدم ارساء الرأسمالية من جديد. فكانت هناك نداءات لجعل الصناعة اشتراكية.

منعت سلطات الإحتلال البريطانية و الأمريكية (و خاصة عن طريق الجنرال الأمريكي كليي) اقامة الإشتراكية بل و منعوا تبنيها في كل مكان من ألمانيا. و على سبيل المثال في هاسن و بريمن و بيارن برغم من تصويت السكان على ذلك أي اقامة الإشتراكية.

المعسكر الشرقي- الغربي:

في عام 1944-1945 و اثر تقدم القوات السوفييتية نحو الغرب أصاب أصحاب رؤوس الأموال الفرنسيين و البريطانيين و الأمريكيين الخوف.

لقد حلمت الطبقة العالمة في الشرق و حتى في الغرب بإقامة اشتراكية جديدة حقيقية و لكن أبيدت هذه الآمال عن طريق الستالينيين و أصحاب الرأسمال الغربيين.

لقد هدفت خطة مارشال إلى تقوية الرأسمالية في الغرب و كان ذلك هدف الفرنسيين و البريطانيين كذلك.

لقد احتدت الخلافات بين الشرق و الغرب و استخدم الألمان الغربيون المارك الألماني و تلى ذلك اقامة دولتين في ألمانيا.

اضراب عام 1948:

إن اصلاحات العملة لعام 1948 أثرت و بشكل كبير في وضع العمال. فقد ارتفعت الأسعار و أضرب الملايين من العمال. ففي نوفمبر 1948 تعطل الإنتاج و أضرب 10 ملايين شخص و طلبوا بتبني الإشتراكية و لكن "لا حياة لمن تنادي"

ماذا نستنتج من كل هذا؟

أن التاريخ يكرر نفسه و يمكن ان نتعلم الكثير مما حدث بعد 1945. إن الراسمالية في ألمانيا و في العالم ككل واقعة في أزمة حقيقية. و كما حدثا مثلا في 1929 خلال الأزمة الإقتصادية العالمية فهذا مثال آخر على أن الرأسمالية تقع دائما في أزمات. و يقال لنا انه توجد اوقات صعبة و لكن سيصبح كل شيء على ما يرام. إنهم يكذبون كما كذبوا في السابق.

إننا نناضل من اجل الاشتراكية للتخلص من الرأسمالية التي لا تختلف عن البربرية. فلنتعلم من التاريخ و لنبن الاشتراكية كبديل من أجلنا و من اجل أطفالنا و من اجل بقائنا.

وسيم عازم

بالإعتماد على مقال:

Die Nazis - weder "Arbeiterpartei" noch "sozialistisch" Hans-Gerd Öfinger
ألمانيا ماي 2005

المصدر
www.marxy.com