حين يتأسلم اليسار ويدعي الوسطية


جاسم محمد كاظم
2014 / 8 / 27 - 20:25     

حين يتأسلم اليسار ويدعي الوسطية
يدعي أصحاب هذا الفوج تنظيمهم باليسار المعتدل على طريقة بعض الفرق الإسلامية الوسطية التي لا تؤمن بالدولة الإسلامية على طريقة نظرية الخلافة أو بناء سلطة وفق ولاية الفقيه .
ولا يؤمن هذا التنظيم بنظرية الصراع الطبقي ودورها الحاسم في تقدم بناء التاريخ فالحياة لدية صراع مابين قوى الخير و تحالف الشر أو قوى النور المعتدلة مع فصائل الظلام المتشددة .
ولا تعني كلمة البروليتاريا شيئا في مخيال هذا التنظيم المعتدل بعدما توجهت أقلامه للتباهي والمديح لنوع آخر من الفرق الثورية عبر مواقع انترنيتة والطلب من الآخرين بالإعجاب بما تنشره وأصبحت حماس الإرهابية وبعض الفرق الوحشية الأخرى ثورية بعيون هذا الفصيل لأنها تقاتل عدوا عنصريا .
يمتهن هؤلاء اليساريون الجدد مهنة الكتابة في الصحف كصحفيين متجولين أو محررين للأخبار أو هم خليط من البرجوازيين وبعض بما يسمى بالمثقفين. . المتحررين . الفوضويين .العدميين . من الذين لم يشاركوا الطبقة العاملة ماسيها . ولم يكتووا بنار البؤس . الحرمان . ولم يمارس اغلبهم أعمالا حقيقة منتجة بل يعتاشون من الهبات .المنح . مردودات الصحافة. تبرعات الجمعيات الخيرية أو النقابات ولا يعرفون أبدا نظرية القيمة والاستلاب الممنهج للناتج الاجتماعي وساعات العمل المهدورة لطبقة العمال سواء أكانوا يمارسون عملهم في أنتاج البضاعة أو أنتاج الخدمة .

وهادن هذا النوع الجديد من اليسار السلطة واعتبرها ضرورة تاريخية حاسمة على طريقة المثل القائل " لابد للأمة من حاكم برا كان أم ظالما ".
وسكت عن سرقات السلطة الجديدة المتعاونة مع الرأسمال المنفلت والعولمة الحقيرة التي ليس لها من هم سوى سرقة مقدرات الشعوب وماتملك من موارد أولية واستعباد هذه الشعوب بطريقة الاستثمار الحقير .

وآخر ما يدعي هذا اليسار بخجل كبير بأنة ماركسي لكن بنظرية جديدة متصالحة مع كل طبقات اللصوص والقتلة ولا يستحي أن يتكلم باسم الطبقة العاملة بعدما تفتت هذه الطبقة على العرق والمذهب وأصبحت فصيلا خاويا مجردا همة العمل وليس غير العمل مقابل الاستجداء من المتسلطين بتحسين الأجر وتقليل وساعات العمل ولا أكثر من ذلك .

هذه الطبقة من اليسار الجديد هي اكبر الطبقات تأثيرا ومضرة للطبقة العاملة لأنها تقصي العمال عن أماكنهم وتتاجر بمآسيهم بدون نتيجة تذكر وهي بالتالي سلاح الطبقات والسلطات الجديدة لقهر الطبقة العاملة وتهميش دورها في الحياة

لذلك فعلى كافة الأحزاب الشيوعية والطبقات العمالية إعلان البراءة من هذا اليسار الجديد لان التاريخ يخبرنا بصراحة حين يتنازل التنظيم عن تاريخه فأنة يصبح بلا هوية ويفقد مشية الحمامة والغراب فليس للطبقة العاملة من ممثل أو ناطق باسمها سوى عملها و تنظيمها الأحمر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم