اطروحات في المساله االفلاحيه المقدمه و الجزء الاول


عبد المطلب العلمي
2014 / 8 / 24 - 22:00     

الأمميّة الشّيوعيّة ، اللّجنة التّنفيذيّة

الاجتماع الخامس الموسّع

ترجمة : عبد المطلب العلمي

المقدمه

1.الخط العام للشيوعيه بخصوص المساله الفلاحيه ، تم إقراره في المؤتمر الثاني للامميه الشيوعيه ، في اطروحات الرفيق لينين حول المساله الزراعيه . المؤتمر الرابع اقر هذه الاطروحات مره اخرى ، مضيفا اليها بعض الافكار الناتجه عن التجربه اللاحقه في التطبيق العملي من قبل بعض الاحزاب الشيوعيه في بلدان مختلفه. اطروحات المؤتمر الثاني و الى يومنا هذا تبقى مبادئا توجيهيه ، يتوجب اتباعها من قبل جميع احزاب الامميه الشيوعيه.
2. الآن ارتسمت بشكل اكثر وضوحا ضخامة و أهمية مسألة الفلاحين للثورة البروليتارية. كل ما اصبحت
الحركة الشيوعية اكثر عالمية ، يصبح اكثر وضوحا افق الثوره البروليتاريه العالميه ، و يصبح واضحا ان مسار الثوره كثير التنوع ، سيلعب فلاحو الدول المستعمَره و النصف مستعمره و كذلك فئات مختلفه من فلاحي مايسمى "الدول المتحضره" ، و بدون شك الدور الاكبر فيها. بما ان الفلاحين يشكلون الاغلبيه العظمى من سكان الكره الارضيه ، و بما ان النضال من اجل استماله الفلاحين ، هي واحدة من القضايا الرئيسية للسياسة العامة من منظور نضال البروليتاريا للوصول الى السلطه ، كذلك من منظور تدعيم هذه السلطه و وضعها الاقتصادي . فان مساله المستعمرات ، هي مساله النسبيه ما بين الحضريه العالميه و الريفيه العالميه ـ التي تزرح تحت اضطهاد ثلاثي:الاقطاعي ، الراسمالي ، و التمييز القومي .
3.عدم استقرار العلاقات الراسماليه ، يطرح المسأله الفلاحيه بحده بالنسبه للطبقات الحاكمه ، اي للبرجوازيه و كبار المزارعين . تقريبا في كل دول العالم ، و باشكال مختلفه تستخدم طرق متعدده بما فيها استخدام الاشتراكيه الديمقراطيه . الطبقات الحاكمه في الواقع تسعى لانشاء شئ مشابه "لتكتيك الجبهه الموحده" مع الفلاحين ،موجهه اياهم ضد البروليتاريا .
معتمده و في المقدمه على الفئات الفلاحيه الاكثر ثراء ، فان الطبقات الحاكمه و من خلالهم تسعى لتقويه نفوذها على الجبهه الفلاحيه باسرها ، بهدف خلق تناقض بين الفلاحين و جبهه النضال الثوري البروليتاري .
4.من جهه اخرى ، في الاتحاد السوفياتي الطبقه العامله استطاعت ان تعزز سيادتها ، بفضل وحدتها مع جماهير الفلاحين الواسعه و قيادتها لها . المقامره السياسيه للبرجوازيه و قوى مناهضه الثوره و الاحزاب الشبه اشتراكيه ، اعتمدت على عزل الفلاحيين عن البروليتاريا . لذلك فان المرحله الراهنه و بدرجه كبيره تفاقم حده المساله الفلاحيه و تضع امام الامميه الشيوعيه مهمه العمل النشيط و الواعي في هذا المجال . صياغه نظريه واضحه للمسأله الزراعيه - الفلاحيه ، و النشاط العملي المكثف ، اصبحتا اكثر من اي وقت مضى شروط ضروريه لنجاح الحزب الشيوعي .

الجزء الاول: البروليتاريا و الفلاحين كفئات اجتماعيه اقتصاديه

5.إن البروليتاريا هي احدى الطبقات الرئيسه في المجتمع البرجوازي . البروليتاري مجرد من وسائل الانتاج يبيع قوه عمله ، و يعمل على الاغلب في ظروف يصبح فيها متحدا مع اليات الانتاج الراسمالي . ظروف وجوده الاجتماعي ( التناقض الحاد بين مصالحه و مصالح البرجوازيه ، انعدام الملكيه الفرديه ، الطابع الجماعي للعمل ، و اخيرا الزياده المطرده في العدد ) تجعل من البروليتاريا الحامل الطبقي – الاجتماعي للانقلاب الشيوعي .
6.الفلاحين الذين كانوا في الماضي الطبقه الرئيسه في المجتمع الاقطاعي ، لم يعودوا في المجتمع الراسمالي طبقه بالمعنى الدقيق للكلمه . مأسورين بفعل قوانين الاقتصاد السلعي ، و مجذوبين في مدار الاستغلال الراسمالي ، و محافظين على شريحه مستقره نوعا ما من المنتجين الصغار ، تتشظى هذه الفئه بشكل مستمر منتجه عمالا ، و تدفع بالفائض منهم الى المدينه ، حيث يصبح اغلبهم عمالا صناعيين ؛ من جهه اخرى تتشظى ايضا البرجوازيه الزراعيه ، التي و بشكل متسارع تتحول من نمط الانتاج الذاتي الى النمط البرجوازي ، اي انها تلجأ بشكل منتظم الى استخدام العمل المأجور . لذلك ففي المجتمع الراسمالي ، الفلاحين لم يعودوا طبقه . فنحن نرى مجتمعا يتحول من علاقات الانتاج الاقطاعيه الى علاقات الانتاج الراسماليه ، ان الفلاحيين بشكل عام موجودون في وضع متناقض : بالنسبه للاقطاع فانهم طبقه ؛ لكن و بما انهم مأسورين في العلاقات الانتاجيه الراسماليه و مقسمين لفئات ، فهم ليسوا طبقه . لهذا ففي البلدان التي ما زالت بقايا العلاقات الزراعيه الاقطاعيه كبيره ، مصالح الفلاحيين كطبقه تتناقض تناقضا حادا مع مصالح الاقطاع ، من الممكن و في مرحله معينه من مراحل الثوره ،ان تصبح كوحده كامله حليفا للبروليتاريا . هكذا هو الوضع في المستعمرات و شبه المستعمرات ، كذلك في دول اوروبا المتخلفه اقتصاديا .فالمهمه المرحليه هناك هي الثوره الفلاحيه ضد النظام الانتاجي الاقطاعي الذي ترسمل فقط جزئيا .
7.تنوع الفئات الاجتماعيه و حتى الطبقات داخل المجموعه الفلاحيه ؛ تنوع النسب بين تلك الفئات و الطبقات في مختلف البلدان ؛ مرده الى اختلاف درجه التطور الاقتصادي ؛ اخيرا ، تغير الاوضاع حسب الحاله التاريخيه المعينه ، يجعل تحليل العلاقات الطبقيه في الريف ،صعبا للغايه و يتطلب دقه خاصه.
8) الشئ الاساسي الذي يفرق عميقا بين مصالح البروليتاريا و كبار الفلاحين - هو مصالح الملكيه الراسماليه ، اي التناقض بين مشتري قوه العمل و بائعها ، بين الراسمالي و العامل المأجور . لهذا و في مرحله الثوره البروليتاريه ، اي الثوره التي ستدمر الملكيه الراسماليه ، كبار الفلاحين سيصبحوا احتياطي للقوى المعاديه للبروليتاريا ، سيصبحون اعداء للبروليتاريا ، لكن في تلك البلدان التي تتجه نحو الثوره الفلاحيه ضد الاقطاع ، فحتى كبار الفلاحين من الممكن ان يقفوا ضد الاقطاعيين .
9) ما يفرق بين مصالح الفلاحين المتوسطين و الطبقه العامله ، هي مصالح الاقتصاد السلعي الخاص القائم على الملكيه الخاصه بغض النظر عن انها مرتكزه على الجهد الشخصي . مصلحه بائع الحبوب (الفلاح) و مشتري الحبوب (العامل ) في هذه النقطه متناقضتان . هناك نقاط اخرى نتيجه هيمنه الاستغلال الراسمالي للفلاحين المتوسطين ( المرابين ، سياسه الاسعار العاليه للتريستات الصناعيه ، الضرائب ، اضطهاد الموظفين الحكوميين الامبرياليين ، الحروب الخ) من الممكن ان تتفوق على نقاط الاختلاف مع البروليتاريا . لهذا من الممكن تحييد هذه الفئات ، و هناك حيث القهر الراسمالي قوى او مضاف اليه القهر الاقطاعي ، من الممكن ان يسير الفلاحين المتوسطين مع البروليتاريا .
10) الاختلاف بين صغار الفلاحين و البروليتاريا ، ينبع ايضا من طبيعه المصالح السلعيه الخاصه . لكن التناسب بين نقاط التلاقي و الاختلاف في هذه الحاله مختلفه عن الوضع بين البروليتاريا و الفلاحين المتوسطين . صغار الفلاحين غالبا يشترون الحبوب و يعملون موسميا بالاجره . مصالحهم الرئيسيه على نفس الخط ، خط النضال ضد كبار الراسماليين . لذلك فمن الممكن اجتذاب صغار الفلاحين الى جانب البروليتاريا كحليف قوي .
11) التعارض بين الفلاحين الفقراء و البروليتاريا ينبع من الملكيه الخاصه للفقراء . لكن هذا التعارض طفيف و تبتلعه وجود المصالح المشتركه بينهم . فقراء الفلاحين هم شكليا مستقلون ،في الواقع خاضعين كليا للراسمال ، اي عمالا مستغلون من قبل الرأسمال . لهذا فانهم سيقفوا الى جانب البروليتاريا مكونين شكليا الاحتياط المخفي .
12) العمال الزراعيون هم جزء من البروليتاريا ، لكن هذه الفئه تملك خصائصا ، تعيق في كثير من الاحيان نضالهم ضد المجتمع الراسمالي . الظروف الموضوعيه هي تشتت العمال الزراعيين ، و بطريركييه العلاقات في الريف . هذه الظروف الخاصه تعيق تفهم المصالح الطبقيه و تحول البروليتاريا الزراعيه الى فئه "متخلفه" من الطبقه العماليه . من الواضح ان مهمه الاحزاب البروليتاريه بالدرجه الاولى هي اجتذاب هذه الفئه.
13) العلاقه بين البروليتاريا و صغار الفلاحين ( و في البلدان الزراعيه ) مع الفلاحين المتوسطين ، يجب ان تكون علاقات تحالف و قياده . هذه العلاقه الخاصه بين الطبقات ،لا تزيل الفروقات الطبقيه ، لكنها مبنيه على المصالح المشتركه في النضال ضد كبار الاقطاعيين و الراسماليين . هذه العلاقات لها اشكال مختلفه ، لكنها في النهايه و بعد استيلاء البروليتاريا على السلطه و تدعيمها ، و تدعيم الاقتصاد ، تبدأ في الموت تدريجيا ،لان العلاقات الطبقيه تبدأ تدريجيا بالزوال.لهذا من الضروري وضع المساله برمتها في اطارها التاريخي.