تاملات في الاقتصاد السياسي1


ادم عربي
2014 / 8 / 18 - 22:05     

تاملات في الاقتصاد السياسي
وسائل الانتاج ، ادوات الانتاج قوى الانتاج وعلاقات الانتاج مربع متساوي الاضلاع ، اذا قصر او طال اي ضلع من الاضلاع اثر في قياسات بقية الاضلاع ، ففي العصر المشاعي عصر مشاعية انتاج البشر ، عصر عدم وجود الملكية ، كانت وسيلة الانتاج الطبيعه واداة الانتاج الحجر وقوى الانتاج مجموع الناس وعلاقات الانتاج سيرورة تاريخيه مشاعيه قائمة على التعاون من اجل الحفاظ على الحياة ولم يكن للملكيه الخاصة اي وجود وبالتالي لم يكن استغلال للانسان لاخية الانسان . ان المحاور الاربعة في الاقتصاد السياسي بل هي ما يقوم عليها الاقتصاد السياسي تظهر في تفاعل مستمر مع بعضها البعض مع تقدم المجتمعات الفطري وصولا لاول محطة في تقدم البشريه وهي الملكية الخاصة ،

ان دخول الملكية الخاصة في حياة المجتمعات غيرت من معالم المربع متساوي الاضلاع وشوهت به ليصبح شكلا غير منتظم او شكلا لا هندسيا ، مع اهميه الملكية الخاصة في تطور المجتمعات ، فانانية الانسان تولد معه كما ان سرابيل نفسية هي محفز تميزة وهي السبيل الى الصراع الطبقي الذي كتب التاريخ تارتا بخطوط عريضة وتارتا بخطوط باهته تبعا لطبيعة الصراع ، فاحيانا كان الصراع بين افراد نفس الطبقة ومن المستغلين ( بكسر الغين ) .
ان انانية الانسان لهي اهم صورة تمثل عدم وعي الانسان ، ومقدار ما يبتعد عن انانيته يكون بعده عن المملكة الحيوانيه التي غادرها منذ ملايين السنيين ، ففي المجتمع المشاعي ولم تظهر الملكيه الخاصة لم تتزعزع اضلاع المربع المتساوي الاضلاع ، وسيلة الانتاج مساويه قيمة لاداة الانتاج ومساوية لقوى الانتاج التي تنسجم بعلاقات انتاج تمثل الضلع الرابع دون تناقض .


مع تحول المجتمع الى مجتمع اقطاعي وهي ضرورة تاريخيه تبعا لنشوء الاستقرار والممالك ، حيث كانت وسيلة الانتاج الوحيدة هي الارض التي تحتاج الى قوى وادوات انتاج جديدين ، ظهرت علاقات انتاج جديدة ايضا اساسها الملكية الخاصة ، ظهر الاقطاعي وظهر العبد ولاحقا السيد والقن ، ان هذا الافراز المجتمعي ما كان ليتم دون وجود الملكيه الخاصة ، التي غيرت بعلاقات الانتاج وظهر استغلال الانسان لاخية الانسان ، اذن لماذا لا تكون الملكيه الخاصة هي الوجهة الاخر لاستغلال الانسان ؟ . ان علاقات الانتاج مثلا في العصر الاقطاعي قد فرضت نمطا من الحياة على المجتمع جوهرها الاضهاد ، والصراع الطبقي ، على هذا المنوال يمكن لعلاقات الانتاج ان تتطورتبعا لوسيلة الانتاج واداتها وطبيعة قوى الانتاج ، فلم تكن قوى الانتاج في عصر الاقطاع اكثر من استخدام العبيد في العمل في الارض ، مما فرض تحييد المراة واستغلال قوة الرجل وبالتالي مهانة المراة التي لا تملك ما يملك الرجل .
في العصر الصناعي ومع تغير وسيلة الانتاج واداة الانتاج وقوى الانتاج تغيرت ايضا علاقات الانتاج لكن لكن مع تشوة جديد باضلاع المربع



فعلاقات الانتاج في العصر الصناعي الراسمالي لم تقدم الحلول لاغتراب العامل مثلا شانها شان عصر الاقطاع ، بل اكثر من ذلك زادت من اغتراب العامل محدثة تشوة اكبر عمقا من عصر الاقطاع ، لما فرضته من علاقات انتاج اكثر تعقيدا من عصر الاقطاع ، فعصر الاقطاع عصر ازدهار الاديان وتغييب وعي الانسان لذاته او تقبل الانسان لذاته ، كان اخف مما فرضة عصر الراسمال وعصر التنوير ، وبالتالي ادراك الانسان لذاته ومفتاحه الصراع الطبقي ، الذي هو اساس تطور مسيرة الانسنه ، وهي اساس علاقاات الانتاج القائمه على الاغتراب للطبقه العامله .


لا يمكن ان يزول الاغتراب الملازم للطبقة العاملة مع تطور وسائل وادوات الانتاج ما دامت الملكيه خاصه ، ولا يمكن لاي علاقات انتاج مصدرها الملكيه الخاصة ازالة اغتراب الطبقة العامله ، بل بالعكس تزيد من اغتراب الطبقة العامله ، ينظر الماركسيون الى تطور علاقات الانتاج المضطردة في النظام الراسمالي على انها مطلب للطبقة العامله او مبتغاها ، نافيين اي استغلال في هكذا علاقات انتاج ، فشركة الادوية على سبيل المثال التي توظف الاف العمال برواتب مختلفه حسب كفاءة المستخدم ، وتعطي الامتيازات لنسبة قليلة من العاملين ، بناء على خبراتهم ، لن تكون شركة غير مستغٍله ، ولن تستطع رفع الاغتراب عن ارفع كوادرها تدريبا ، ما دام لا يملك . نعم ان شركة الادويه في مثالنا السابق تحوي عاملين بامتيازات مختلفة معتمدة على درجة تاهيلهم ، الى ان نصل الى ارفع فئة منهم وهم اساس تطور الشركة واستمرارها ، هم مسؤولو التطوير والبحث ، ان جميع عمال الشركة ما عدا الباحثون والمطورون هم مادة للاستغلال بشتى الاساليب ، فالشركة لن تعجز عن وسيله من شانها انهاء خدماتهم ومواجه ارتفاع رواتبهم والاستعاضة عنهم بشباب اقل تكلفه ولنفس المهمه ، ان هؤلاء العمال ينتمون لطبقتهم ويعيشون نفس علاقات الانتاج مع اي عامل اخر في اي موقع وان اختلفت رواتبهم واجورهم ، اما مسؤولو البحث والتطوير فلم يعودوا ينتمون الى طبقتهم الاساس ، بل اصبحوا جزءا من البرجوازيه وبالتالي همومهم وتطلعاتهم هي نفس تطلعات مالك الشركة ، بل ان مالك الشركة معتمدا عليهم كليا في استمرار شركته .
ان شركة مثل ابيل تبيع فقط تطبيقات والعاب للهواتف الذكيه عبر العالم بمليارات الدولارات سنويا ، ان الامر اشبه ما يكون بدخل يوازي او يماثل دخل السياحه مثلا لبلد مشهور بهذا القطاع ، لكن هل خلقنا قيمه من مبيعات ابيل لتلك الالعاب والتطبيقات ؟ قطعا لا ، لم نخلق اي قيمة جديدة ، وانما استحوذنا على قيم من مكان اخر عبر العالم