آخر رئيس وزراء لالمانيا الديموقراطية حول البيريسترويكا وانهيار الاتحاد السوفياتي واشتراكية أوروبا الشرقية


طلال الربيعي
2014 / 7 / 28 - 23:24     

تستعرض صحيفة الحزب الشيوعي البريطاني, Morning Star الكتاب الذي الفه Hans Modrow وهو آخر رئيس وزراء لالمانيا الديموقراطية, الذي يتناول من وجهة نظره, كاحد القادة الساسيين وقتها, امورا تتعلق بالبيريسترويكا وانهيار الاتحاد السوفياتي والاشتراكية القائمة في أوروبا الشرقية.

الكتاب
Perestroika And Germany: The Truth Behind the Myths
by Hans Modrow
Artery Publications/Marx Memorial Library

فلقد كتب الكثير عن البيريسترويكا وانهيار الاتحاد السوفياتي، جنبا إلى جنب مع انهيار الاشتراكية القائمة في أوروبا الشرقية، ولكن القليل قد كتب من قبل أولئك الذين شاركوا عن كثب في هذه العملية.

كان Modrow آخر رئيس وزراء لجمهورية ألمانيا الديمقراطية قبل توحيد ألمانيا في عام 1990، وكان مشاركا عن كثب في المناقشات مع ميخائيل غورباتشوف وغيره من القادة السياسيين السوفيتيين وكذلك مع قادة ألمانيا الغربية في الفترة التي سبقت توحيد ألمانيا.

تقدم ذكرياته نظرة فريدة إلى العمليات التي أحدثت البريسترويكا و ادت الى انهيار تجربة شرق أوروبا الاشتراكية . كتبت الذكريات في عام 1998 ولكن في نهاية المطاف ترجمت إلى اللغة الإنجليزية، والكتاب يشكل قراءة أساسية لجميع أولئك الذين يرغبون في فهم أفضل لتلك العمليات من وجهة نظر ذكية من الداخل ومراقبة للاحداث عن قرب.

كثيرون في العالم الاشتراكي والرأسمالي، مثل Modrow كانوا يكنون في البداية كامل الإعجاب لغورباتشوف عندما تولى رئاسة الحزب الشيوعي السوفيتي. كانوا يعلمون أن الاشتراكية في أوروبا الشرقية وخاصة في الاتحاد السوفييتي أصبحت متحجرة، وأنه كان من الصعب بمكان تغيير الامور بسبب بيروقراطية غير مرنة بالمرة.

كان هدف ظهور المطالب الأصلية للبيريسترويكا (إعادة الهيكلة) والغلاسنوست (الشفافية) من قبل غورباتشوف هو توفير وسيلة للخروج من الرمال المتحركة, كما انه خلافا لمتجهمي السحنات ومتحجري الاوجه من أسلافه, فقد خرج غورباتشوف واختلط مع الشعب، و كان عفويا، محاورا كبيرا, ومتحمسا للسلام العالمي.

في تلك الفترة الأولي، عندما كان ينظر اليه على أنه الرجل الواعد للدخول في تجديد اشتراكي حقيقي، حظى بحب جامح من الغرب، وبمجرد استهلاكه سياسيا، انتهى كرمز للإعلان عن مطاعم البيتزا.

Modrow يكشف كيف ان غورباتشوف والقيادة السوفيتية لم يكن لهم أي مفهوم حقيقي حول ما يريدون أو يأملون من البيريسترويكا والغلاسنوست, فعاصفة الارتباك والغموض التي عصفت بالاتحاد السوفياتي والدول الاشتراكية الأوروبية الأخرى احالت محاصيل البيريسترويكا التي كان المفترض منها الاصلاح الى محاصيل تالفة.

لم يؤد غورباتشوف فقط الى تحول في الاتحاد السوفياتي والكتلة الشرقية, ولكنه احدث ايضا تحولا في مجموعة العلاقات العالمية. في وسط تلك التغييرات العميقة التي هزت أوروبا كانت ألمانيا مقسمة والقادة الغربيون مثل ريغان، ثم بوش، تاتشر وكول لم يصدقوا حظهم عندما ظهر غورباتشوف لمنحهم جميع رغباتهم من دون اي مقابل.

لم يطالب غورباتشوف حتى باتفاق مكتوب يقضي بعدم توسع الناتو شرقا, كما تجاهل غورباتشوف مناشدات ألمانيا الشرقية بالحفاظ على تسويات ما بعد الحرب، بما في ذلك الطلب "المقدس" بالحفاظ على انتقال الأرض من ملاك الأراضي الكبيرة للشعب، كما أنه لم يطالب بالحصانة من الملاحقة القضائية لقادة الحزب في المانيا الشرقية الذين لم يرتكبوا جرائما وفقا للقانون.

خلال فترة توليه منصب سكرتير الحزب الإقليمي لمدبنة درسدن، كان Modrow على اتصالات عديدة مع الاتحاد السوفياتي وغيرها من دول شرق أوروبا، وخلال وقته القصير في منصب رئيس الوزراء التقى كثيرا مع القادة السوفيات.
ل Modrow معرفة وثيقة عن الاحداث التي أدت إلى البيريسترويكا والمناقشة التفصيلية التي جرت بين قادة العالم في ذلك الوقت, وشارك بشكل خاص في المناقشات بشأن الاتفاقية التي أبرمت بخصوص توحيد ألمانيا، ويشرح كيف أنه عمل من اجل توحيد على أساس دولتين ألمانييتين معترف بهما دوليا معا على قدم المساواة, ولكن ما حدث هو ضم المانيا الديموقراطية من قبل جمهورية ألمانيا الاتحادية, وبذلك تعرضت كل إنجازات المانيا الديموقراطية, مثل نظام نموذجي للرعاية الاجتماعية، تعزيز دور المرأة في مكان العمل ورعاية الأطفال، ونظام العدالة الممكن الوصول إليها بسهولة مبسطة, الى التلف والتآكل عند فرض نظام ألمانيا الغربية.

من الواضح أن الاقتصاديات المركزية لأوروبا الشرقية كان مصيرها تقريبا منذ البداية الفشل بسبب تجاهل المبادئ الديمقراطية. لهذا السبب، اليوم، يصر Modrow و يناضل من اجل اشتراكية ديموقراطية حقيقية.

ما هو مثير للاهتمام بشكل خاص ان Modrow رجل لا يزال يؤمن بالاشتراكية ويرفض أن يسلم ب "نهاية التاريخ"-;- على عكس العديد من الآخرين الذين دعوا أنفسهم مرة "شيوعيين" أو "اشتراكيين"، فقد رفض العبور إلى الجانب الآخر والانضمام إلى المنتصرين.

كما أنه لم يستسلم للسخرية واللامبالاة, فقد ذهب ليصبح نائبا لحزب اليسار في برلمان المانيا وهو اليوم الرئيس الفخري لحزب اليسار وما زال مشاركا نشطا في الحياة السياسية في ألمانيا.

المصدر
http://www.morningstaronline.co.uk/a-f25c-From-hope-to-despair#.U9Z8N6OH-zN