حزب الطبقة العاملة، وضرورة الحفاظ على هويته الأيديولوجية: (الاشتراكية العلمية)، والسياسية.....7


محمد الحنفي
2014 / 7 / 8 - 22:19     

إلــــــــى:

المناضلين الأوفياء إلى:
ــ التاريخ.
ــ تضحيات الشهداء.
ــ الطبقة العاملة.
ــ من أجل مجتمع جديد تتحقق في إطاره الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في أفق الاشتراكية في تطورها.
ــ من أجل أن تصير السيادة للشعب.
ــ من أجل سلطة شعبية ديمقراطية في ظل دستور ديمقراطي شعبي.
ــ من أجل قطع الطريق أمام كافة الانتهازيين مهما ادعوا الحفاظ على عذريتهم ومهما تساموا عن السقوط في المطبات القاتلة.

محمد الحنفي

المخاطر التي تتهدد حزب الطبقة العاملة:.....2

5) أحزاب البورجوازية الصغرى، والمتوسطة، التي قد تدعي سعيها لتحقيق الديمقراطية، وهي في الواقع لا تسعى إلا إلى تحقيق تطلعات قياداتها الطبقية؛ لأن الديمقراطية، التي تسعى إلى تحقيقها، لا تتجاوز أن تصير ديمقراطية الواجهة، التي لا تكون إلا مزورة، كما أنها قد تدعي أنها تسعى إلى تحقيق الحرية، في الوقت الذي ترتمي فيه بين أحضان الطبقة الحاكمة، التي تستعيد كادحي الشعب، تسمح باستمرار احتلال جزء من التراب الوطني، وقد تدعي أنها تسعى إلى تحقيق الاشتراكية، في الوقت الذي تقوم فيه بحماية النظام الرأسمالي، أو الرأسمالي التبعي، عندما تصل إلى المسؤوليات الحكومية، التي تمارس بواسطتها شكلا من أشكال السلطة، التي كان يجب أن توظفها في تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية.

وعداء أحزاب البورجوازية الصغرى، والمتوسطة، لحزب الطبقة العاملة، ناجم عن كون الحزب المذكور، الذي يوظف القوانين العلمية، في التحليل الملموس، للواقع الملموس، مما يجعله يقف على الطبيعة الانتهازية لأحزاب البورجوازية الصغرى، والمتوسطة، التي لا تسعى إلا إلى تحقيق التطلعات الطبقية، للقيادات الحزبية، أو النخب البورجوازية الصغرى، على حساب الشرائح العريضة من البورجوازية الصغرى، والمتوسطة، وعلى حساب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كما يذهب إلى ذلك مهدي عامل، في كتابه: مقدمات نظرية. وهذا العداء في صفوف نخبة البورجوازية الصغرى، والمتوسطة، لحزب الطبقة العاملة، هو عداء موضوعي، وطبقي، وموضوعيته نابعة من كون موقف الطبقة العاملة، من ادعاءات أحزاب البورجوازية الصغرى، والمتوسطة التضليلية، التي تجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يفقدون البوصلة الاشتراكية العلمية، مما لا تستفيد منه إلا الطبقة الحاكمة، وباقي المستغلين، وسائر المستفيدين من الاستغلال، ومنهم نخبة البورجوازية الصغرى، والمتوسطة، التي تحقق تطلعاتها الطبقية، واضح. وهو عداء طبقي؛ لأن قيام نخبة البورجوازية الصغرى، بتحقيق تطلعاتها الطبقية، تلحق أضرارا هائلة بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يستمرون في الحرمان من حقوقهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وهو ما يقتضي اعتبار نخبة البورجوازية الصغرى، والمتوسطة، من الطبقات الاجتماعية المستغلة، التي تصير نقيضا للطبقة العاملة، ولحزبها، الذي يناضل من أجل الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، في أفق تحقيق الاشتراكية. فالعداء الموضوعي، نابع أساسا، من ممارسة البورجوازية الصغرى، والمتوسطة، التي تلحق أضرارا هائلة بالكادحين، والعداء الطبقي، نابع، من كون نخبة البورجوازية الصغرى، والمتوسطة، تحرص على تحقيق تطلعاتها الطبقية، وتتنكر لادعاءاتها المتعلقة بتحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية.

6) الأحزاب المؤدلجة للدين، بصفة عامة، والمؤدلجة للدين الإسلامي، بصفة خاصة. ذلك أن أدلجة الدين، تحوله عن مقاصده المتمثلة في إنتاج القيم النبيلة، المقومة لسلوك الأفراد، والجماعات، لتزداد بذلك احتراما للأفراد، والجماعات، وللاعتقاد القائم في الواقع، إلى إنتاج قيم بديلة، تقود إلى التسلط، والقهر، وإنتاج الاستعباد، بدل التحرر، والاستبداد، بدل الديمقراطية، والاستغلال، بدل العدالة الاقتصادية، والاجتماعية، وأن أدلجة الدين الإسلامي، تعمل على تحويل الدين الإسلامي، من دين يحرر المومنين بالدين الإسلامي، إلى دين يستعبدهم، ويعدهم لاعتبار الاستبداد القائم، أو الاستبداد البديل، مشروعا، ولقبول التجييش وراء مؤدلجي الدين الإسلامي، وللعمل على مضاعفة الإنتاج، وللخضوع إلى الاستغلال الممارس عليهم، باعتباره مقدرا من عند الله، والقدرية ليست إلا سلبا لكافة الحقوق الإنسانية، حتى لا يفكر المسلمون في العمل على فرض الاستجابة إليها، مهما كانت شروط العمل، والتعود على الحرمان منها، ولاعتبار العمل على التمتع بتلك الحقوق، تدخلا في شأن الله. وهو ما يعني، في عمق الأشياء، أن حقوق المسلمين في التحرر، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية وفي التمتع بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، تبقى غير واردة في عمق، وفي منطق، وفي عرف مؤدلجي الدين الإسلامي، الذين يبنون إستراتيجيتهم على الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، انطلاقا من الاستغلال الأيديولوجي، والسياسي، للدين الإسلامي.

وهذا الشكل من الاستغلال للدين الإسلامي، يعتبر مبررا لنفي ما سوى أدلجة الدين الإسلامي. وهو ما يشكل خطورة كبيرة، وعظيمة، على حزب الطبقة العاملة، وعلى كل أشكال التنوير، التي تستهدف المومنين بالدين الإسلامي، من أجل النهوض بهم، من حالة التخدير، والتضليل، التي يجدون أنفسهم فيها، بسبب ما يمارسه مؤدلجو الدين الإسلامي، الذين يجعلون كل ما يجري في الواقع، من مصدر الغيب، وبقدرة قادر. وهو ما يتناقض تناقضا مطلقا، مع التحليل الملموس، للواقع الملموس، الذي يسعى إلى اعتماده حزب الطبقة العاملة، من أجل جعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يعتمدون المنطق العلمي، والمعرفي، للتعامل مع الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، من أجل الإدراك العلمي، لعوامل التحول فيه، ولمعرفة اتجاه ذلك التحول، وكيف نجعل التحول يسير في الاتجاه الذي يخدم مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

7) أحزاب اليمين المتطرف، التي تعمل على نفي كل ما يتناقض مع مصلحتها في التحكم، في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، والعمل على إخضاع جميع أفراد المجتمع، للاستغلال المطلق، والعمل على إزاحة كل ما يتناقض مع حرص اليمين المتطرف، على التحكم في الواقع، وعلى تسخيره لخدمة مصالحها المطلقة، التي تصير مقدسة، انطلاقا من الاعتقاد بأن الطبقة المستغلة، المتحكمة في كل شيء، هي التي يجب أن تبقى متحكمة في كل شيء، ودون منازع، مما يمكن اعتباره مصادرة، غير مباشرة، لحق العمال، وباقي الأجراء وسائر الكادحين، في بناء الحزب العمالي، وتفعيله في الواقع، من أجل تغييره، لصالح المعنيين بالمصلحة في التغيير.

وهذه المصادرة، تهدف إلى تحقيق السيطرة المطلقة، على الاقتصاد، والاجتماع، والثقافة، والسياسة، لتحقيق الاستغلال المطلق، للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ودون أن يوجد في الواقع من يعمل على رفع صوتهم، والتعبير عن معاناتهم، حتى ولو أدى ذلك، إلى التخلص من كل من يناضل، من أجل أن يقع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، فريسة للاستغلال الهمجي لليمين المتطرف.

8) اليسار المتطرف، الذي ينشأ على المزايدة على الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية (أحزاب الطبقة العاملة)، المتواجدة في هذا البلد، أو ذاك، في هذه الدولة، أو تلك، من أجل تبخيسها، والحط من قيمتها، وعرقلة عملها، وإبعاد الناس عنها، خدمة للتطرف، وللطبقة البورجوازية، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، وخدمة للشرائح البورجوازية المتوسطة، والصغرى، المغذية لكل أشكال التطرف اليساري: الأيديولوجي، والسياسي، الذي يغري المسؤولين بمساومتها، مما يجعلها تسقط بين أحضانهم، من أول لحظة، ومن أول إشارة ترسلها الطبقة الحاكمة. ومما يدل على ذلك، هو أن من ذاقوا عذاب سجون الطبقة الحاكمة، في سنوات الرصاص، من هذا اليسار المتطرف، سارعوا إلى إعداد ملفاتهم، للاستفادة من التعويض، الذي قررته هيأة الإنصاف والمصالحة، لشراء كل من يستعد لبيع تاريخه النضالي.

وهكذا، يتبين لنا، تعدد مصادر المخاطر، التي تستهدف استئصال حزب الطبقة العاملة من الواقع، في تجلياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تتمثل في الدولة الرأسمالية، أو الدولة الرأسمالية التابعة، والحزب البورجوازي، وحزب التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، وأحزاب البورجوازية الصغرى، والمتوسطة، والأحزاب المؤدلجة للدين بصفة عامة، وللدين الإسلامي بصفة خاصة، وأحزاب اليمين المتطرف، وأحزاب اليسار المتطرف؛ لأن هذه المصادر، تعتبر حزب الطبقة العاملة نقيضا لها، خاصة، وأنه يسعى، من خلال العمل على تفعيل برنامجه المرحلي، في أفق تحقيق أهدافه المرحلية، والإستراتيجية، إلى تحقيق تحرير الأرض، والإنسان، وتحقيق الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، في أفق تحقيق الاشتراكية، وهي أمور، لا تخدم إلا مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ضد مصالح الدولة الرأسمالية، والدولة الرأسمالية التابعة، التي تنهار بقيام الدولة الاشتراكية، التي تصير في خدمة مصالح كادحي المجتمع، وضد مصالح البورجوازية، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، وضد مصالح البورجوازية الصغرى، والمتوسطة، المريضة بتحقيق التطلعات الطبقية، وضد مصالح مؤدلجي الدين الإسلامي، واليمين المتطرف، واليسار المتطرف، وجميع مصادر المخاطر التي تتهدد حزب الطبقة العاملة، الذي تعتبره عدوا لها، لسعيه المستمر، إلى مناهضة الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، والكرامة الإنسانية. وهي مناهضة لمصادر المخاطر، التي تتهدد حزب الطبقة العاملة.

ولذلك لا يمكن إلا أن يجد حزب الطبقة العاملة نفسه، مواجها لتعدد الأعداء، الذين تمرسوا على الاستفادة من النظام الرأسمالي، أو الرأسمالي التبعي، ومن تكريس الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، وامتهان الكرامة الإنسانية.