الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي ( الجديد ) و مفترق الطرق الذى تواجهه الحركة الشيوعية العالمية (ج 2)


شادي الشماوي
2014 / 7 / 3 - 03:16     


روبار بوبا
نشر المقال بتاريخ 7 أفريل 2014 على موقع مجلّة الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية
www.demarcations.org

( ملاحظة : نسخة بى دى أف من هذا المقال بجزئيه متوفّرة بمكتبة الحوار المتمدّن و الجزء الأوّل و الثاني من هذا المقال الذى يعدّ ردّا ثانيا على مقال " ضد الأفاكيانية " لآجيث متوفّران أيضا على الموقع الفرعي لناظم الماوي على موقع الحوار المتمدّن ).
...
المنعرج اليميني فى النيبال : مناسبة للغبطة لدى بعض المراكز
بالعودة و النظر فى ما يناهز العقد من السنوات الماضية ، ينبغى أن يكون من الجليّ أنّ خطّ و ممارسة الحزب النيبالي فى الفترة الحيويّة ل 2005 – 2006 مثّلت منعرجا حاسما فى الإنحراف عن مواصلة الإطاحة الثوريّة بالدولة و تركيز سلطة ثوريّة جديدة خدمة للثورة العالميّة ، و عوض ذلك تمّ سلوك طريق سيؤدّى إلى تفاقم التأقلم مع الإمبريالية و الرجعيّة . و هذا أيضا وجّه صفة شديدة للثوريين و لآمال المضطهَدين عبر العالم . لكن هذا بالنسبة للبعض كان مناسبة للغبطة – كان الأمر كذلك بالنسبة لمايك إيلي مؤسس كازاما فبحماس و من صميم قلبه عانق مايك إيلي خطّ و ممارسة الحزب النيبالي منظّما حملات مساندة للثورة فى النيبال و مصدرا كرّاسات تروّج للحزب النيبالي و مرحّبا بمشاركة هذا الحزب فى الحكومة الإنتقاليّة و مادحا مشاركته فى إنتخابات المجلس التأسيسي سنة 2008. ( 37)
لقد وقع تقليص مشاكل الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) ، لا سيما إخفاق تمرّد ماي 2010 فى تحقيق الإنتصار ، إلى مسألة " خونة " من قبل عديد المساندين عالميّا للخطّ التحريفي فى النيبال ، بما فى ذلك كازاما الذى كتب :" لكن بالضبط لمّا كانوا [ الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) ]على عتبة إختراق كبير ، فى 2010، و لمّا كانوا قد إستنهضوا الملايين لغلق كلّ المدت فى البلاد لمدّة أيّام ستّة من خلال الإضرابات العامة و إقامة الحواجز ، خان براشندا و باتاراي الثورة . لقد تخاذل هذان القائدان و تراجعا و ناديا بفكّ الإضرابات " ( 38).
لا يتجاوز كازاما و ليس بوسعه أن يتجاوز الخطّ الإنتقائي الذى حرم الثورة من أيّة مبادرة و قوّة و تحديدا لأنّه يتقاسم نفس الإنتقائيّة و الحزب النيبالي .ففى مقال أفريل 2013 عن النيبال ، لا يزال كازاما يحاجج بأنّ " الجيش الحاكم للنيبال لا يشبه جيوش البلدان المضطهَدَة الأخرى حيث الدولة مندمجة عادة مباشرة فى النظام الإمبريالي العالمي . فى النيبال ، كانت الدولة تاريخيّا مننوع قومي- إقطاعي(دولة قد إضطهَدت بمرارة الشعب بينما كانت تقاوم الإندماج فى النظام الإمبريالي العالمي)" (39) لا، يا كازاما، المظهر الرئيسي لسلطة الدولة فى النيبال هو أنّها مندمجة جدّا فى النظام الإمبريالي العالمي و تعزّز مصالح الإمبريالية و الرجعيّة و خاصّة طبقتكم الحاكمة الخاصّة ، الإمبرياليّون الأمريكان ، بعنف فعّال. و تجدر الملاحظة بأنّه ليس لكازاما ما يقوله حول العامل " الأصغر " بأنّه فى فترة هذا التمرّد القليل الحظّ و " خيانة " براشندا و باتاراي ، كان كازاما نفسه يروّج لكليهما من أجل " تفكيرهما النقيّ " و تطبيقهما " الخلاّق " للماويّة فى صياغة هذه الأطروحة عن الدولة و الإمبريالية التى شكّلت جزءا من الأساس النظري لسياسات الحزب التى يندّد بها كازاما الآن بنفاق.
مقاربة كازاما للمسائل الحيويّة التى تواجه الثورة النيباليّة المندمجة فى المفهوم الإشتراكي الديمقراطي للدولة . أنظروا الآن كيف حلّل مايك إيلي مشاركة الحزب النيبالي فى إنتخابات المجلس التأسيسي لسنة 2008 ، بموجب تأثير خطّ تشنوانغ : " ...عندما وافقت الأحزاب الأخرى على إنتخاب المجلس التأسيسي ، كان ذلك تنازلا كبيرا ( مذهلا ) أمام المطالب الشيوعية جرى نضال مرير من أجل تحقيقه طوال خمسين سنة – أمر جوهري . ومثّل ذلك خطوة بعيدا عن البرلمانيّة و دحضا لحقّ البرلمان فى أنّ يقرّر مستقبل النيبال . كما مثّل نزعا لشرعيّة السياسات البرلمانية النيباليّة الفاسدة " ليصل إلى إستنتاج : " حجج الماويين النيباليين كانت كلّ شيء عدا دعوة إلى " طريق برلماني سلمي " " (40).
هنا مايك إيلي ليس بعيدا عن الخطاب المزدوج الأورويلي [ نسبة لجورج أوروال – المترجم ] . ففى عالم مايك إيلي ، سير الثوريين نحو فخّ إنتخابات الإمبرياليين البرلمانيّة للمجلس التأسيسي تمثّل نوعا ما " خطوة بعيدا عن " البرلمانيّة و عوض هذه المساهمة فى الإنتخابات التى تطلى بطلاء جديد وجه الدولة الرجعيّة التى كانت قد فقدت مصداقيّتها ، وهو ما حدث عمليّا ، يصبح ذلك نوعا ما " تزع للشرعية عن السياسة البرلمانيّة ". هل هناك أيّة شروط فى ظلّها كان من الممكن و الضروري المشاركة فى هذه الأنواع من الإنتخابات ؟ هذا لا يمكن أننمحيه بصورة مطلقة . لكن 1) كان خطّ تحريفي يقود كلّ هذا ، خطّ ضمن أشياء أخرى قد بدّل الدفاع عن الثورة الديمقراطية الجديدة بالدفاع عن " جمهوريّة إنتقاليّة " لاطبقيّة واهمة ، مع كافة الأوهام الإصلاحيّة حول سلطة الدولة الناجمة عن ذلك ، 2) كانت هذه الإنتخابات مشروطة مسبّقا بإتفاق بموجبه وضع جيش التحرير الشعبي فى حجز و إنتزعت منه أسلحته و فكّكت قواعد الإرتكاز .
أليس واضحا جليّا أنّ إتفاق الأحزاب على المجلس التأسيسي لم يكن " تنازلا " بل وسيلة لجلب الماويين إلى مجال الإنتخابات و السياسات البرلمانيّة ؟ تحريفيّة مايك إيلي تتجلّى بوضوح عندما تجعل من مطلب المجلس التأسيسي " مطلبا شيوعيّا " جوهريّا .
تميّزت مقاربة كازاما كذلك بالبراغماتيّة و التجريبيّة و الإنتقائيّة و بقدر مناسب من النسبيّة ، و جميعها تمضى متشابكة. ومثلا ، إذا قمتم بتحليل إنتقائي لظاهرة و إستنتجتم أنّ لديها معا مظاهر سلبيّة و مظاهر إيجابيّة لكن لم تستطيعوا تمييز أيّهما الرئيسي ، ثمّ كيف يمكن الحصول على أي تأكيد حول أي منهما سيهيمن – باقين منفتحين لإجتياح تيّار الأحداث . و مضى هذا مترافقا بالفصل الحاد لقيمة التحليل العلمي للخطّ السياسي و الإيديولوجي القائد للثورة فى النيبال . (41)
إليكم كيف يضع مايك إيلي نفسه ذلك وهو يكتب عن النيبال فى فيفري 2009 ، سنة بعد إنتخابات المجلس التأسيسي : " أصالة عن نفسي ، أشعر بإستمرار جزئيّا [ هكذا ] بتراجع قائلا بأنّه لدي معلومات مجزّأة فقط ... و أجد من العسير الحصول على صورة شاملة عن مآل الأمور ... و من حسن الحظّ لسنا فى حاجة إلى نوع من الحكم النهائي من أجل العمل على بعض المسؤوليّات العالميّة الهامة –و نحتاج إلى إستيعاب أنّ الثورة لا وجود حقّا لأحكام نهائيّة ضئيلة القصب للتقدّم إلى الأمام عادة ما يكون موضع نزاع و تعارض خلافي و جدال شديد ضد رياح عرضيّة ".
ينبغى أن يكون من الواضح الآن أنّ ما كان جدالا شديدا ضد رياح عرضيّة " هو فعلا ط ضئيل القصب " لمايك إيلى و كازاما – أيانا يتذيّلون للخطّ التحريفي لباتاراي و براشندا و أحيانا يندّدان بإستقامة بكليهما معا على أنّهما " خائنين" يراوحان بين التراجع و التقدّم ، طبعا دون كلمة نقد ذاتي ، بما أنّه بالنسبة لمايك إيلى هكذا جدال شديد هو الوضع الطبيعي للثوريين . هنا نرى كيف تتمّ صياغة مبدأ من التذيّل " للرياح العرضيّة " عوض تطبيق المناهج الشيوعية لبلوغ المبادئ و الأهداف الإستراتيجيّة .
و يستطرد مايك إيلي ، " يمكن أن تنحرف هذه الثورة فى النيبال . يمكن ألاّ تجد فى آخر المطاف طريق تجاوزها جميع التناقضات المعقّدة التى تواجهها . يمكن ( فى النهاية ) أن يتعزّز خطّ خاطئ . و يمكن أن فى النهاية أن يسحقهم الجيش الوطني " . قد يحدث هذا أو ذاك أو ... من يدري ؟ بكلمات مايك إيلي لا شيء يمكن توقّعه لأنّه فى هذا العالم من اللاأدريّة النسبيّة ، لم يعد الخطّ السياسي و الإيديولوجي هو المحدّد . فى عالم مايك إيلي ، من يمكن أن يعلم مسبّقا أنّ خطّا يخلط بين الشيوعية و الديمقراطية ، خطّاوضع جيش التحرير الشعبي فى ثكنات و فكّك قواعد الإرتكاز الحمراء ، خطّا ركّز عمل الحزب على الإنتخابات البرلمانيّة فى العاصمة فى ظلّ يافطة تحريفية كلاسيكيّة ل " إعادة هيكلة الدولة " – من يستطيع أن يتنبّأ بأنّ مثل هذا الخطّ ينزع نحو القيادة إلى الإستسلام ؟!
كما لخّصت مجموعة الصياغة التابعة للحزب الشيوعي الثوري أبستيمولوجيا مايك إيلي النسبيّة ، " يتطلّب التغيير الثوري قاعدة أبستيمولوجية قويّة ، و درجة عالية من اليقين القائم على العلم فى فهم المشكل/ الحلّ المستوعب و الذى يجرى عليه العمل و التعميق من طرف قوى واعية ، من طرف أناس ثوريين – بما فى ذلك أنّه عدا سلطة الدولة ، كلّ شيء وهم . بمعيار مايك إيلي ، و ما يحاجج من أجله ، سنصاب بالشلل نظرا لأنّ هناك حقائق نسبيّة ذات " صلة ضعيفة " عادة بما يكون موضع نزاع و تعارض " ضئيل القصب " ] ، و بالتالي توفّر قاعدة ضئيلة على أساسها يتمّ العمل و تغيير الواقع ، خاصّة بطريقة مختلفة راديكاليّا . هذا ليس سوى نداء للتذيّل إلى العفويّة و التهرّب من قطائع راديكاليّة و فى النهاية هجر الثورة و الشيوعية معا " .
هذه الأبستيمولوجيا النسبيّة هي التى تكمن وراء الهجمات المتكرّرة لمايك إيلي و كزاما على موقف الحزب الشيوعي الثوري على أنّه " دغمائيّة " قائمة على " نماذج نقيّة " التى سخر منها مايك إيلي على أنّها ط وقوع فى فخّ إلتزام دائم بما إذا كانتهذه الثورة تدوس هذا المبدأ أو ذاك ( المستخلص ميكانيكيّا ) من كتاب ماركس " نقد برنامج غوتا " أو كتاب لينين " الدولة و الثورة " . و يخلص إلى : " منهج يعتمد إطلاق الأحكام على بعض البيانات الصحفيّة [!!] لن يفهم أبدا السيرورة العمليّة لكلّ من الثورة أو الثورة المضادة ". (42)
تاركين جانبا كاريكاتور مايك إيلي لتحليل الحزب الشيوعي الثوري الذى عالج فى الواقع خطّ الحزب النيبالي مثلما جرى التعبير عنه فى الوثائق المفاتيح للحزبو فى عديد ميادين الممارسة العمليّة ، ما ينبغى أن يكون جليّا تماما لكلّ شخص الآن ، بعد بضعة سنوات ، هو أنّ هذا النوع من الإحتقار البراغماتي للخطّ السياسي و الإيديولوجي لن يؤدّي إلى أي مكان بإستثناء التكيّف مع النظام الرجعيّ القائم كي ، مثلما وضعت ذلك مجموعة الكتابة :" يتخلّى عن الثورة و الشيوعية معا ." و هذا هو حال مايك إيلي .
تشتمل أبستيمولوجيا كازاما كذلك على قدر كبير من التجريبيّة وهو ما يمكن رؤيته فى إدّعاءاته العديدة التى كان يقدّمها عن الأوضاع " الحقيقيّة " فى النيبال فى تعارض مع " دوغما " الحزب الشيوعي الثوري الكُتبي . و قد نشرت عديد التقارير تروى أنّ " بعثات كشف الوقائع " التى إدّعت أواخر 2008 و 2009 أنّ السلطة الحمراء متواصل وجودها فى قواعد الإرتكاز بالريف و أنّ جيش التحرير الشعبي لميقع فعلا تفكيكه ، و عدّة أكاذيب و إحباطات بيّنة أخرى هي الآن مفضوحة تماما . وحتى فى نهاية 2011 ، ظلّ مليك إيلي يحاول بثّ الشكّ حول تفكيك السلطة السياسيّة الحمراء ، بحجج كالتالية : " يُعرف القليل عن المشاريع الثوريّة فى المناطق المحرّرة . نعلم أنّ هناك كمونات و محاكم ثوريّة – و قد سمعنا عنها بشكل متموّج طوال سنوات(أحيانا سمعنا أنّها ضعفت بعد 2006 و احيانا أنّها تقفز مجدّدا)". (43) كما لو أنّه فى الوضع السائد حينها ، فى 2011 ، كان بإمكان مؤسسات السلطة الحمراء أن " تقفز من جديد " و تزدهر فى الريف دون حماية جيش التحرير الشعبي و فى إنفصال عن أيّة سلطة حمراء أوسع – و بالرغم من الخطّ العام الخاطئ للحزب ! كان هذا جزءا من جهد مايك إيلي لإيجاد جوّ من اللاأدريّة و حرف الإنتباه عن واقع أنّ الخطّ التحريفي الذى طالما سانده قد أدّى نهائيّا وبلا أدنى شكّ إلى الإنقلاب هلى هذه المؤسسات الثمينة . بما أنّ الإعتقاد فى الوجود المستمرّ للسلطة الحمراء فى الريف و لجيش التحرير الشعبي كان " مفيدا " لكازاما ، لا سيما لحملتها ضد أفاكيان و الحزب الشيوعي الثوري ، يجب أن يكون ذلك صحيحا – لا يهمّ أن يكون جيش التحرير الشعبي فى الحياة الواقعيّة و فى قواعد الإرتكاز السابقة قد جرت تصفيته قبل ذلك بزمن طويل ، وهو ما لا ينكره أحدّ بعدُ الآن ، و الذى نبع من المفاهيم التحريفيّة الحقيقيّة جدّا للحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) التى كان لها مايك إيلي بوق دعاية .
مايك إيلي و كازاما لم يكونا ببساطة مخطئين فى كلّ هذا . لم يكن ذلك مجرّد محاججة حول مبدأ مقصور على فئة معيّنة . لقد مات آلاف و آلاف الناس فى القتال فى سبيل مستقبل ثوري للنيبال و خدمة للثورة العالمية ،حسب ما صاغه ذلك الحزب . لقد إنتشرت روح تضامن أممي عميقة حيال تلك الثورة – و جرى إستنهاض الملايين – وفى هذه الفترة الحاسمة من صراع الحياة أو الموت حول الخطّ ، بما أنّ الثوريين النيباليين تطلّعوا إلى رفاقهم فى الخارج ، ما الذى وجدوه ؟ و لا أثر لجدال ثوري كانت الحاجة إليه ماسّة لإيقاظهم ، ما وجدوه هو تطمينات " ماركسية " بأنّ الجرف الذى كانوا يتجهون إليه حقّا ليس سوى عثرة فى الطريق الذى سيمضى بهم إلى الإنتصار . على عكس المقاربة الأممية المبدئيّة للحزب الشيوعي الثوري الذى بذل كلّ الجهد لمنع الثورة من السقوط فى الهاوية ، قوى مثل آجيث و الحزب الشيوعي الإيطالي ( الماوي ) و أمثالهما ، فى حين أنّها لمتكن القوى التى كانت تقود مباشرة الثورة نحو الهاوية ، بالتأكيد قد ساهمت بقسطها فى كيل المديح – مع كلّ الضرر الذى ألحقه ذلك ليس بالثورة فى النيبال و حسب بل بالحركة الشيوعية العالميّة أيضا .
و على ضوء كلّ هذا ، لا يستغرب أنّ المبعوث الذى إختاره كازاما لإلقاء خطاب فى المؤتمر السابع للحزب الشيوعي النيبالي – الماوي فى جانفي 2013 هو ليام رايت الذى إلتحق بكازاما فى مهاجمة الحزب الشيوعي الثوري . و فى موقع القلب من نصّ رايت على موقع إنترنت كازاما يشرح تغيّر ولائه و يدافع مطوّلا عن مقال بابوران باتاراي " الدولة الجديدة " . لاحظوا أنّ هذا كان فى 2010. وفيه يحاجج رايت : " سأحاجج بأنّ مقال باتاراي [ " مسألة بناء نوع جديد من الدولة " ] ينطوى على فكر شيوعي هام وهو مثال للتطبيق الخلاّق للنظريّة الشيوعية على الظروف الملموسة فى النيبال . حتى مع بعض المشاكل فى تلخيصه لتاريخ الثورة الشيوعية و كذلك بعض النواقص الثانويّة ، المظهر الرئيسي للمقال هو إيجابي بصفة عامة و شيوعي تماما " . ويمضى رايت للدفاع عن الأطروحات التحريفية لباتاراي و كيف أنّ التنافس الإنتخابي المتعدّد الأحزاب فى ظلّ الإشتراكيّة هو حلّ منع إعادة تركيز الرأسماليّة ،و كيف أنّ الجيش القائم يتعيّن أن يقع على الفور تفكيكه فى ظلّ الإشتراكية و ما إلى ذلك .
نظرا للمساندة الطويلة لكازاما للخيانة التحريفية فى النيبال ، فى أي ضوء ساطع عندئذ نرى الأبطال السابقين ل " التفكير النضر " الذى يمثّله باتاراي " إيجابي بصفة عامة و شيوعي تماما " يقفون الآن أمام المؤتمر السابع للحزب الشيوعي النيبالي – الماوي مهنّئين الحزب على قطيعته مع " الخونة " براشندا وباتاراي ! و لا حاجة لقول ذلك ، شأنهم شأن أضرابهم الدغمائيين " الطُرقيين " ، قد فعلوا ذلك دون أي ذرّة من النقد الذاتي ! ( ومعبّر جدّا عن عمق النفاق البراغماتي الذى غرق فيه الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي ، أنّ هذا الحزب يشجّع أعداء الثورة مثل كازاما وهو على علم تام بالدور الذى لعبه فى علاقة بكلّ من الثورة النيباليّة وفى جعل هدف حياته التهجّم على الحزب الشيوعي الثوري وأفاكيان).
و ثمّة رواية أنّ هذه المجموعات تودّ أن تمرّر فكرة أنّه وُجد فى الواقع لسنوات صراع خطّين واضح صلب الحزب النيبالي بين كتلة تحريفية وكتلة ثوريّة ، و أنّها بمواصلة مساندة الثورة فى النيبال ، كانت فى النهاية تعدّ أرضيّة أفضل لسيطرة الثوريين مثلما حصل الآن . و القدرة على افشارة إلى علامات على الحياة فى الحركة الشيوعية النيبالية اليوم هو هكذا هام لأجل مصداقية هذه الرواية ( على غرار عنوان كازاما " القطار على السكّة – إنفتاحات ثوريّة فى النيبال " الذى ظلّ عنوانا للصفحة الأولى لموقع الأنترنت ذاك لأسابيع فى أفريل 2013 ) ، وكذلك للتوفيق و الدفع نحو الخلف بدورهم الخاص فى تقديم الدعم للخطّ التحريفي فى كلّ خطوة حاسمة خطاها على مرّ السنين .
قلّة هم فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية الذين تجرّأوا على مواصلة إتباع حزب براشندا و باتاراي ، الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد ( الماوي ) فى طريقه الإستسلامي للإمبريالية المفضوح أكثر فأكثر . ليس بوسع الخطّ التحريفي لذاك الحزب إلاّ أن يجد تعبيرا عنه فى سياسات لها تأثير واضح و ملموس فى العالم الحقيقي : الإستسلام النهائي لجيش التحرير الشعبي ؛ تسيير إقتصاد معتمد على إستغلال سكّان النيبال الفقراء فقرا مدقعا ، إلى جانب نظام الكاست و العلاقات البطرياركيّة ،و و كلّ هذا يتعزّز بخبث بجهاز القمع المؤسساتي بما فيها شرطته وجيشه ومحاكمه . و قد ترافق هذا بشكل متصاعد بخطاب مفضوح أكثر موالاة للرأسماليّة ، مثل الدفاع المفضوح الآن للوزير الأوّل باتاراي عن فترة مديدة من " التطوّر الرأسمالي " فى النيبال ، إفتراضيّا لأجل بناء صفوف الطبقة العالمة و إعداد الإنتقال إلى الإشتراكيّة الذى لن يحدث أبدا بالطبع على هذا النحو . مع تزايد إفتضاح الجوهر الحقيقي للحزب الشيوعي النيبالي الموحّد ( الماوي ) ، مع ذلك ، القوى التى بطلة التحريفية داخل الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد ( الماوي ) يمكن أن تدير ظهرها الآن و تندّد به و تأمل أن تجعل من الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي وسيلة لتحقيق تطلّعاتها .
ملاحظات مقتضبة ختاميّة عن الحزب الشيوعي النيبالي – لماوي و الصراع صلب الحركة الأممية الثورية ، و الخلاصة الجديدة للشيوعية :
منذ المؤتمر السابع للحزب الشيوعي – الماوي فى جانفي 2013 ، وبّخ بعض قادة الحزب دفاع الحزب الشيوعي الثوري عن الخلاصة الجديدة لبوب أفاكيان على أنّها سبب أزمة الحركة الأممية الثوريّة . فغوروف مثلا ، قد حاجج بأنّ إستسلام براشندا من جهة و دفاع الحزب الشيوعي الثوري عن الخلاصة الجديدة لبوب أفاكيان كتقدّم نوعي للشيوعية من جهةأخرى ،هما المسؤولان عن إنهيار الحركة الأممية الثوريّة ( بكلمات غوروف : " جهود فرض مختلف أنواع " الخلاصات " ببساطة قد بثّ الإنشقاق فى صفوف الحركة الشيوعية العالميّة " ) ( 45).
نظرة الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي الجديد لمشاكل الحركة الشيوعية العالمية فى الواقع لا تنبنى على تقييم لصحّة أو عدم صحّة الخطّ السياسي و الإيديولوجي ، بل على معيار مغاير كلّيا كما يكشف تاريخ الحركة الأممية الثوريّة . و يستطرد غوروف ليحاجج : " زمن تأسيس الحركة الأممية الثوريّة سنة 1984 ، ما كان يسمّى حينها بالحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي- اللينيني ) ( حرب الشعب ) و المركز الشيوعي الماوي الهندي و الحزب الشيوعي الفليبيني لم يقع ضمّهم إلى الحركة وهو ما مثّل ضعفا كبيرا ". و يبدو أنّ حجّته الأساسيّة هي أنّ هذه الأحزاب كان ينبغى أن تضمّ لأنّها " أحزاب هامة" " تخوض حرب الشعب ".
ما يمحوه غوروف هنا هو أيّة إشارة إلى الخطّ السياسي و الإيديولوجي الذى قاد إلى تشكيل الحركة الأممية الثوريّة و توحيدها زمنها – و إن كان بشكل لامتكافئ و ينطوى على تناقضات – أو خطّ تلك الأحزاب التى لم تساند تشكيل الحركة الأممية الثوريّة . فعلى سبيل المثال ، قد دافع الحزب الشيوعي الفليبيني عن إنقلاب هواو كوفينغ الرجعي لسنة 1976 فى الصين و ندّد بأنصار ماو أو ما أطلق عليهم مجموعة الأربعة على أنّها " يسارية متطرّفة" ، زمن تشكيل الحركة الأممية الثوريّة كان يصف الإتحاد السوفياتي فى ثمانينات القرن العشرين بأنّه حتى " إشتراكي " . و هناك أيضا مسالة " أقلّ أهمّية " هي أنّ كُلّ من الحزب الشيوعي الفليبيني و الحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي- اللينيني )( حرب الشعب) قدعارضا تكوين منظّمة عالميّة للشيوعيين ستسير ك " نواة مركز سياسي و إيديولوجي " . و فعلا قد إلتحق المركز الشيوعي الماوي بالحركة الأممية الثوريّة فى 2002 قبل الإندماج مع ما كان سابقا الحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي – اللينيني ) (حرب الشعب ) لتأسيس الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) فى 2004 .
عدم معالجة هذه النزعة المتسقة للخطوط الإيديولوجيّة و السياسيّة الجوهريّة موضع الرهان هي التى تقف أيضا وراء تأكيد غوروف بأنّ " جهود فرض مختلف أنواع " الخلاصات " ببساطة قد بثّ الإنشقاق فى صفوف الحركة الشيوعية العالميّة " – وقد ضمّ إلى ذلك الصراع من أجل الخلاصة الجديدة للشيوعية لبوب أفاكيان . و نفس المنهج الكامن هو الذى سمح لغوروف أن ييسوّي و يجمع معا ك " مختلف أنواع الخلاصات " الردّة و الإستسلام التحريفيين لبراشندا من جهة و تقدّم أفاكيان فى علم الشيوعيّة ، مع عدم الرجوع للمضمون العملي لكليهما . فى كلّ هذا الكلام و التصريحات السلبيّة ، لا وجود لذرّة تفاعل فعلي مع الخلاصة الجديدة ، لا سيما منهجها و مقاربتها و لا يتمّ تقديم أي سبب ملموس لرفضها أو أي شيء يشير إلى إختلافات معها .
و يمحو غوروف كامل تاريخ صراع الخطّين و الإستقطاب داخل الحركة الأممية الثوريّة حول المسائل المركزيّة للثورة الشيوعيّة اللذين تفجّرا بشأن التطوّرات فى حروب الشعب فى البيرو و النيبال . و كما أشرنا إلى ذلك أعلاه ، فى وقت كان فيه الحزب الشيوعي الثوري يصارع الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) الأصلي حول توجّه الثورة فى النيبال ، كان الكثيرون فى الحركة الأممية الثوريّة يهتفون للحزب النيبالي ، إن لم يكونوا سلبيين . تشير رسالة الحزب الشيوعي الثوري إلى الأحزاب و المنظّمات المنتمية إلى الحركة الأممية الثوريّة بوضوح :" لم يكن الفشل الذريع للحركة الأممية الثورية فى الردّ بشدّة و بصورة صحيحة على ظهور الخطّ التحريفي فى النيبال حتميّا ، إلاّ أنه ، لسوء الحظّ ، كان متسقا مع النزعات الإيديولوجية و السياسية الخاطئة الكامنة منذ مدّة طويلة و التى نمت مع الوقت داخل الحركة الأممية الثورية و الحركة الشيوعية العالمية بشكل أعمّ ".
و مظهر آخر جدّ معبّر عن هذا سابق عن هزيمة النيبال تمثّل فى نزعات داخل الحركة الأممية الثوريّة نحو الأداتيّة و البراغماتيّة و ضمن بعض القوى نقص فى التمسّك بالمبادئ فى مقاربة التطوّرات التى جدّت فى الحزب الشيوعي البيروفي على إثر إيقاف رئيس الحزب الشيوعي البيروفي غنزالو فى 1992 و ظهور ما بات يسمّى الخطّ الإنتهازي اليميني المنادي بوضع نهاية لحرب الشعب هناك . و هذا مفصّل فى رسالة الحزب الشيوعي الثوري إلى أحزاب و منظّمات الحركة الأممية الثوريّة .
كلّ هذا ، بما فيه الخطوط و الإطارات الكامنة التى أفضت بعديد أحزاب الحركة الأممية الثوريّة إلى التذيّل إلى الطريق التحريفي الذى كان يسلكه الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) ، يُغفله غورورف إغفالا تامّا. و لئن كان الخطّ الذى كان يروّج له براشندا و باتاراي قد فهم حقّا على أنذه خطّ تحريفي ، لماذا لا يتمّ الترحيب بجهود الحزب الشيوعي الثوري لخوض الصراع ضدّه و المساعدة على عودة الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) إلى الطريق الثوري ، ترحيبا صريحا ، و لا يتمّ التفاعل معها والتعلّم منها من قبل الذين يقولون إنّهم كانوا يصارعون هذا الخطّ فى حزبهم ؟
و ينطبق هذا ليس على غوروف فحسب بل كذلك على آخرين لهم ذات المقاربة فى صفوف الحركة الشيوعية العالمية ، مثل آجيث . فى " ضد الأفاكيانية " يصوغ إتهام :" قد إغتنم مسألتي الحركة الشعبية البيروفية و أحداث النيبال كوسائل لتقويض الحركة الأممية الثورية و تتويج الأفاكيانية ".
أوّلا ، أية مراجعة نزيهة لجدالات الحزب الشيوعي الثوري بصدد النيبال – رسائله الأربع الموجّهة للحزب النيبالي بين 2005 و 2009 ، ومقال جريدة " الثورة " بالضبط قبل التمرّد الشعبي المجهض فى ماي 2010 ، و تصريح أحد أنصار الخلاصة الجديدة أمام المؤتمر السابع للحزب الشيوعي النيبالي – الماوي فى 2013، و غيرها من الوثائق المنشورة فى النيبال نفسه – ستبيّن أنّها بصفة متكرّرة تشخّص المسائل الأساسيّة للخطّ السياسي و الإيديولوجي التى كانت موضع رهان . و المقاربة و النقاط الأساسية مضت ضد موجة العفويّة التى تذيّلت ببراغماتيّة ل " النجاحات " التكتيكية للحزب ،حتى بينما كانت بصفة متصاعدة تبعده عن الطريق الثوري .
لنذكّر ببعض الوقائع الأساسيّة حول كيف تطوّر هذا الصراع ( من أجل نظرة أشمل لتطوّر صراع الخطّين صلب الحركة الأمميّة الثوريّة ، أنظروا مجدّدا الرسالة الموجّهة لأحزاب الحركة الأممية الثوريّة و منظماتها ). فى أكتوبر 2005 ، بعث الحزب الشيوعي الثوري برسالة خاصة إلى الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) محذّرا ما كان باتاراي يدافع عنه فى مقاله " الدولة الجديدة " . ثمّ وقع توزيع هذه الرسالة داخليّا فى صفوف الحركة الأمميّة الثوريّة . ما كان الردّ ؟ صمت مطبق ، مع إستثناءات قليلة ، و نهائيّا آجيث لم يكن إستثناءا منتلك الإستثناءات. وكما رأينا ، إنجرف الكثيرون ضمن الحركة الماويّة ، عوض ذلك ، وراء ما كان يبدو نجاحات " تكتيكيّة " للحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) ن بينما وضعوا جانبا بشكل تصاعدي سلسلة رائل الحزب الشيوعي الثوري الملحّة و المحذّرة من تفاقم خطر التحريفية ، على أنّها [ الرسائل ] غير مهمّة و غير مفيدة إن لم تكن صراحة " إنعزاليّة ط و " عقائديّة " بغيحاءات عدوانيّة . بعيدا عن أن يكون " موضوع النيبال " قد إستخدم ل " تدمير الحركة الأممية الثوريّة " ، كان الحزب الشيوعي الثوري يرتئى أن يقرع أجراس الخطر و أن يشجّع المنتمين إلى الحركة الأممية الثوريّة على خوضالصراع الضروري للغاية بما أنّ الثورة كانت تنزلق أكثر فأكثر إلى الطريق التحريفي .
ثمّ ، خلال السنوات القليلة التالية ، و قد صارت التبعات البشعة لتحريفيّة الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) بشكل متصاعد من الصعب تجاهلها ، عوض أن تنخرط مجموعات مثل الحزب الشيوعي الإيطالي ( الماوي) و حزب آجيث ، الحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي – اللينيني ) نكسلباري ، فى تفكير و نقد ذاتي بشأن ما أدّى بها إلى التذيّل وراء حتى مدح هذه التحريفيّة ، عوض ذلك ، إختارت أن تبرّر أداءها الباعث على الخجل . القيام بأخطاء جدّية شيء لكن تبريرها نظريّا أو حتى الدفاع عنها لا يمكن إلاّ أن يقود إلى مزيد الغرق أبدا فى المستنقع . إنّه لخطّ إنتهازي ذلك الخطّ الذى ينعت دعوة الحركة الأممية الثوريّة لإعمال الفكر وطرح التساؤلات و الصراع بأنّه محاولة " تدمير للحركة الأممية الثوريّة " .
ثانيا ، أمّا بالنسبة لتهمة آجيث بأنّ الحزب الشيوعي الثوري إستغلّ " موضوع النيبال " ل " يفرض" الخلاصة الجديدة على الحركة الأمميّة الثوريّة ، لا شيء يمكن أن يكون مجافيا منه للحقيقة . فمنذ البداية إرتأى الحزب الشيوعي الثوري أن يتفاعل مع المسائل المفاتيح التى تواجه الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) فى حدّ ذاتها و ليس ل" فرض " جملة من التعاليم أو المبادئ . بكلمات أخرى ، كان الحزب الشيوعي الثوري ينظر علميّا لما إذا كانت أم لم تكن المقترحات التى تقدّم بها الحزب النيبالي بعد تشنوانغ تتناسب مع الواقع الموضوعي ، لا سيما مع الحاجة إلى التقدّم بالثورة فى النيبال و عالميّا . هل كانت خلاصات باتاراي للموجة الأولى من الثورة الشيوعيّة فى القرن العشرين صحيحة أو لا ؟كيف يرتبط ذلك بإقتراحات تشنوانغ حول " ديمقراطية القرن الواحد و العشرين " و علاقة الديمقراطية بنوع المجتمع الذى يرتئيه الحزب ؟ما كانت إنعكاسات ذلك على إستراتيجيا الثورة فى النيبال ،و بصورة خاصّة إقتراح " مرحلة دنيا " جديدة للثورة الديمقراطية الجديدة – هل كان هذا فعلا ينطبق على تقدّم الثورة إعتبارا لوجود النظام الملكي ؟
و حاجج البعض فى الحركة الأممية الثوريّة كما لو أنّه لم يكن من المهمّ الخوض جدّيا فى مثل هذه المسائل ، إن لم يكن من غير الممكن . و على العكس من ذلك ، تلخّص رسالة الحزب الشيوعي الثوري إلى الأحزاب و المنظّمات المنتمية إلى الحركة الأممية الثوريّة : " نقصد الإجابة و الردّ على تطوّر الخطّ التحريفي ( أو ربّما ، بصيغة أفضل عموما غياب الإجابة على الخطّ التحريفي ) من طرف الكثير من المشاركين فى الحركة الأممية الثورية فى حدّ ذاته إنعكاس لإختلافات عميقة و متطوّرة حول المسائل الجوهري للخطّ. و تشمل هذه الإختلافات ليس مسألة الخطّ بشأن الدولة و الثورة فحسب ، بل كذلك بشأن طبيعة الأممية البروليتارية و كيفية مقاربة المسائل الكبرى للخطّ السياسي ، و هل يكون ذلك على ضوء مبادئ و نظرية الشيوعية العلمية و المنهج الماركسي بصفة أعمّ ، أو بالموافقة على المعايير والمقاربات غير الشيوعية ، مثل السياسة الواقعية بكلّ الآداتية و البراغماتية و التجريبية القائمة عليها. "
لقد بيّن الحزب الشيوعي الثوري فى جداله و صراعات الخطّين مع الحزب النيبالي الفهم العلمي اللينيني بأنّ ، بكلمات لينين ، الثورة فى كلّ بلد ينبغى أن ينظر إليها ك " إشتراكي أنا فى تحضير الثورة البروليتارية العالمية ، فى الدعاية لها ، فى تقريبها." و يتعارض هذا مع النظرة المهيمنة و المسيطرة - و الخاطئة و غير العلمية – للأمميّة مثلما تتكثّف فى نظرة جايمس كونولى الذى حاجج بأنّ الأمميّة هي المساندة أو الدعم الذى تمدّه ثورة إلى ثورة أخرى – و بكلمات أخرى ، " سأسانك فى القيام بالثورة فى بلادك و ستساندنى فى القيام بالثورة فى بلادي " – إضافة إلى نتيجة مباشرة هي " لا تنقدنى و أعد بألاّ أنقدك " (47). و هذه النزعة لتجاهل المسائل الخطّية فى حزب شقيق قد تعزّزت أكثر بفعل البراغماتيّة التى مدّت جذورها وسط الحركة الشيوعية العالمية أي لماذا الإنشغال بالمساعي النظريّة لباتاراي أو حتّى اللجنة المركزيّة للحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) على كلّ حال ، نظرا للمكاسب المفترضة التكتيكيّة الكبرى التى كان الحزب يحقّقها على أرض الواقع ؟
هنا مجدّدا ، يجب أن نعلّق و نكرّر بأنّه فى حين أنّ الذين مثل آجيث و أضرابه يدّعون أنّهم يرفعون راية " الماويّة " ينبذون بحسم الحقيقة الأساسية الماويّة أنّ " الخطّ الإيديولوجي و السياسي هو المحدّد ".
فى ما يتّصل بمسائل الدولة و الثورة هذه وما نعته بسخرية الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) السابق ب" أبجديّات الماركسية " ، تشمل الخلاصة الجديدة للشيوعية فهما و مقاربة علميين حتى أكثر للتعاليم الأساسية للماركسية بما فيها الماديّة الجدليّة و التاريخية و طبيعة الدولة و الحاجة إلى الثورة الشيوعيّة . و يشير أفاكيان إلى أنّ هذه لم يقع تزويرها رغم الجهود المتكرّرة للقيام بذلك . (48) إعادة صياغة المرحلة الإنتقاليّة الإشتراكيّة التى تنطوي عليها الخلاصة الجديدة للشيوعية تتخذ بصلابة كنقطة إنطلاق لها و قاعدة " القيام بالثورة و إفتكاك السلطة " و ليس شيئا آخر. هناك إستمراريّة فى هذه المسائل الأساسيّة المركزيّة فى علم الشيوعيّة و أيضا هناك تقدّم بها و تعزيز لها أكثر علميّة فى إطار الخلاصة الجديدة للشيوعية . و إضافة إلى ذلك ، فى معالجة النواقص الثانويّة فى الثورات و المجتمعات الإشتراكيّة السابقة ، و كذلك فى مسألة المعارضة و المثقّفين ، ضمن هذا الإطار الجديد ، يعطى أفاكيان المزيد من الدفع و الخلفيّة الماديّة لإمكانيّة هذا النوع الجديد راديكاليّا من الدولة ومرغوبيّته و فعاليّته. و بالفعل ، هناك بعض ذات المسائل التى تطرحها الثورة فى النيبال و التى قدّم بشأنها باتاراي خلاصة ديمقراطية برجوازيّة . و على النقيض ممّا جاء به باتاراي ، وقع التقدّم بمظاهر حيويّة لفهم أفاكيان و إطار " اللبّ الصلب مع الكثير من المرونة " فى محاججة الحزب الشيوعي الثوري كبديل و خلاصة شيوعيّة ثوريّة مختلفة راديكاليّا .
ليس بوسع آجيث أسير إطار دغمائي – ديني إلاّ أن ينظر إلى الخلاصة الجديدة ك " فرض " لجملة من التعاليم بدلا من كونها تمثّل تقدّما فى علم الشيوعية بما يضع الشيوعية نفسها و ضمنها مساهمات إختراقات ماركس و لينين و ماو تسى تونغ على أساس علمي أرسخ ، مع ما يتناسب مع ذلك من إبستيمولوجيا و منهج و مقاربة علميين ، بمعنى ، أكثر ماديّة و أكثر جدليّة و أشمل للطبيعة المتناقضة للواقع و تغييره ، و فى النهاية أكثر إنسجاما مع الواقع و بلوغ الشيوعية . و كانت الخلاصة الجديدة و لا تزال محور صراع شرس فى صفوف الحركة الشيوعية العالميّة و منها أحزاب الحركة الأممية الثوريّة فى الوقت الذى تواجه فيه الحركة الشيوعية الخيار الموضوعي لأنّ تكون طليعة للمستقبل أو الإنحطاط إلى بقايا الماضي .
لنخطو خطوة إلى الولاراء و نلقي نظرة على ما كان يحدث عامة فى صفوف الحركة الأمميّة الثوريّة . كانت هناك أشياء ثلاثة متمايزة لكن مترابطة :1- كانت هناك حاجة إلى الصراع صلب الحركة الأممية الثورية و من طرفها ضد الخطّ التحريفي الذى أمسى مهيمنا فى الصراع فى النيبال ، صراع لم ترد عليه غالبيّة الأحزاب الأخرى فى الحركة الأمميّة الثوريّة . 2- و فى نفس الوقت ، كان صراع يخاض صلب الحركة الأممية الثوريّة و صلب الحزب الشيوعي الثوري ذاته فى شكل ثورة ثقافيّة حول ما هي الشيوعيّة اليوم و الخلاصة الجديدة لأفاكيان كتقدّم فى علم الشيوعية . 3- كان الحزب الشيوعي الثوري يطبّق هذا العلم ، هذا الفهم المادي الجدلي على مشاكل و مسار الثورة فى النيبال و الصراع داخل الحزب الشيوعيّ النيبالي ( الماوي ) على هذا الأساس ، معتمدا على يقين و فهم أكثر علميّة حتى للمسائل المركزيّة للدولة و الثورة ، و على هذا الأساس مطبّقا كذلك هذا على مشاكل مثل طبيعة سلطة الدولة الإشتراكية و المثقّفين و الشرائح الوسطى إلخ فى تعارض مع مقال الدولة الجديدة لباتاراي ، و على مسائل أخرى ذات أهمّية .
و يمثّل المنهج و المقاربة فى جوهر الخلاصة الجديدة مقاربة و إبستيمولوجيا علميّة مختلفة راديكاليّا تقطع تماما مع البراغماتيّة و التجريبية و الأداتيّة التى ميّزت الإنحراف و الطريق التحريفيين اللذين إتبعهما الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) السابق و يواصل الغزو و المطاردة ذاتهما الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي ، و الشيء نفسه تفعله الحركة الشيوعية العالمية أيضا . لقد واجهت الثورة فى النيبال و تواصل مواجهة مسائل صعبة للغاية و باعثة على التحدي – على سبيل المثال ، جدوى إقتصاد جديد و دولة جديدة فى وجه القوى و الإمبريالية العدائيتين أو طبيعة الدولة الإشتراكيّة ، أو " ما العمل ؟ " و كيفيّة إختراق الظرف الراهن . و فى حين أنّ ذلك غير يسير ، فإنّ تطبيق مقاربة ماديّة جدليّة تماما يفسح المجال لإمكانيّة إكتشاف و صياغة دروب عبر العراقيل ، معترفين بطبيعة الواقع المتناقضة و المتعدّدة الطبقات و يجعل من الممكن تغيير الضرورة و تغيير العالم تغييرا تغييرا راديكاليّا بإتجاه الثورة الشيوعية . وهذه هي المقاربة التى طبّقتها رسائل الحزب الشيوعي الثوري إلى الرفاق النيباليين ، منطلقا من و مناضلا من أجل المبادئ و الأهداف الإستراتيجية ، فى الوقت الذى تواجه فيه و تبحث عن حلّ المشاكل و التحدّيات الحقيقيّة فى المضيّ فدما بإتجاه هذه الأهداف .
الصراع حول النيبال ليس مردفا لمفترق الطرق الذى يواجه الحركة الشيوعية العالمية اليوم ، لكن هناك تداخل كبير . و كيف يمكن أن يكون بشكل آخر : بما أنّ قادة الثورة فى النيبال واجهوا تحدّى التقدّم من الريف صوب إفتكاك السلطة عبر البلاد بأسرها ، ومجموعة مثيرة من المسائل التى كانت موضوعيّا تواجه الثوريين فى كلّ الأماكن غدت ملحّة أكثر فأكثر:هل من الممكن حتى إفتكاك السلطة فى بلد واحد ، و إن كان ذلك ممكنا ، كيف ستكون العلاقة بالثورة العالميّة الأوسع و النضال البعيد المدى فى سبيل عالم شيوعي ؟ كيف يتمّ كسب الشرائح الوسطى فى المناطق المدينيّة ، منها المثقّفين و الفنّانين و كيف سيرتبطون بالقطاعات الأفقر فى الريف و المدينة ؟ ما هي أشكال الديمقراطيّة الضروريّة لأجل إطلاق العنان لأقصى المعارضة و الإبداع فيما يقع إجتثاث الإنقسامات المستمرّة فى المجتمع ، و القيام بذلك فى إنسجام مع ممارسة الدكتاتوريّة على من سيصبحون المضطهِدين الجدد؟ كيف سيغالج الحزب الطليعي كافة التناقضات المتباينة التى تشقّ صفوف المضطهَدين أنفسهم – تمييز الكاست و التمييز الإثني و سلاسل النظام الأبوي التى تقيّد النساء و ما إلى ذلك ؟ كيف سيقود الحزب إفتكاك السلطة ، و ما سيكون دوره فى نظام سلطة الدولة الثوريّة عقب الإنتصار ؟
واجهت قيادة الحزب طرح هذه التحدّيات على بساط البحث بأكثر قوّة أبدا فى 2004 و 2005 – لا وجود لأرضيّة حياديّة فى معركة بشقّ الأنفس و أجابت قيادة النيبال ، كما فعلت الحركة الشيوعية بأكملها ، بشكل أو آخر . و مثلما رأينا أعلاه ، الإجابات المقدّمة فى النيبال و من قبل الكثير من الآخرين إتخذت بصفة واسعة شكل وجهي المرآة المشخّصة فى بيان الحزب الشيوعي الثوري . كون الحزب الشيوعي الثوري تمكّن من تشخيص الخطّ التحريفي الذى ظهر فى النيبال و أن يقدّم إجابات شيوعيّة ثوريّة للتحدّيات كان فى جزء كبير منه بفضل تحليل أفاكيان تحليلا عميقا و من كافة الجوانب النظريّة و الممارسة اللتان قادتا الثورات الكبرى للقرن العشرين . وهذا أيضا يبيّن حقيقة أنّه كما تلاحظ رسالة الحزب الشيوعي الثوري إلى أحزاب الحركة الأممية الثوريّة : " حتى ّ فى أكثر البلدان المضطهدة و المستغلّة بخبث تواجه ...الثورة نفس القضايا الجوهريّة التى تواجه كامل الحركة الشيوعية العالمية ، قضايا معالجتها حاسمة فى فسح المجال للتقدّم المستقبلي " .
لتطوير نقد لما حدث فى النيبال و إعادة تجميع القوى الثوريّة هناك ، من الحيويّ أن تقطع القوى التى تتطلّع حقّا إلى إيجاد طريق للتقدّم بالثورة فى النيبال كجزء من النضال العالمي برمّـته فى سبيل إنشاء عالم شيوعي ، مع الإنتقائيّة و القوميّة و البراغماتيّة و خاصة الخلط بين الديمقراطيّة و الشيوعية . الخلاصة الجديدة ضروريّة لتطوير هذا النوع من النقد التام و للشروع فى تشكيل نواة من الثوريين و الشيوعيين الذين يستطيعون إخراج أنفسهم من الرمال المتحرّكة للمستنقع الذى علقت فيه الثورة هناك. و ينبغى أن يتمّ هذا فى إرتباط وثيق بتحليل الخطوط الخاطئة المفاتيح فى المجتمع النيبالي اليوم ، لأجل الشروع فى رسم خطوط تمايز بين التكيّف التحريفي مع النظام القائم و الثورة .
و لنختم بما شدّدنا عليه فى رسالة مناصر للحزب الشيوعي الثوري إلى المؤتمر السابع للحزب الشيوعي النيبالي – الماوي :
" قبل عشرين سنة لمّا واجه الثوريون تراجعا حدث فى البيرو، تقدّم الثوريون النيباليون للقفز فى الفجوة. و اليوم وضع الحركة الشيوعية على الصعيد العالمي أحرج و يتطلّب جرأة أكبر بكثير للتقدّم و المشاركة فى إنقاذ المشروع الشيوعي و قيادته إلى الأمام نحو قمم أعلى . غير أنّ هذا لن ينجز دون قطيعة تامة مع الخطّ التحريفي الذى هيمن على الحركة فى النيبال لسنوات الآن . و مثلما قال ماو ، صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي – السياسي هي بالفعل المحدّدة . "
الهوامش :
1- لاحظوا أنّ باللغة الأنجليزية الإسم الأصلي للحزب كان
CPN(M)
و الحزب الجديد إسمه
CPN-M
و أنّ عناوين مواقع الأنترنت و مراجع الأنترنت تعود إلى 4 أفريل 2014 ، إلاّ إذا تمّت الإشارة إلى غير ذلك .
2- من أجل المزيد بشأن الخلفيّة التاريخيّة لهذا الصراع و بشأن حجج باتاراي و إجابة الحزب الشيوعي الثوري عليها ، أنظروا خاصّة إلى رسالة الحزب الشيوعي الثوري لأكتوبر 2005 إلى الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) . " رسائل الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) ، 2005-2008 ( مع ردّ من الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) ، 2006 " .
http://www.revcom.us/a/160/Letters.pdf
3- " الشيوعية : بداية مرحلة جديدة ، بيان للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية."
http://www.revcom.us/Manifesto/index.html.
و " رسالة الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية إلى الأحزاب و المنظّمات المنتمية إلى الحركة الأممية الثورية "
http://www.demarcations-journal.org/issue03/letter_to_participating_parties_of_rim_ revolutionary_communist_party_usa.htm.
4- تعدّ التحويلات الماليّة تحويلات مدهشة إن تبلغ 25-30 بالمائة من الإنتاج القومي الخام بما فى ذلك 50 مليون دولار أمريكي سنويّا من جنود غورخا العاملين كمرتزقة فى الجيش البريطاني ،و توزيع ثروة البلاد توزيعا من أكثر اللاتكافئ فى العالم . والوفاة الحديثة لعشرات النيباليين العاملين فى قطر فى الإعدادات لكأس كرة القدم العالمي 2022 فى الأشهر الأخيرة ، و عدد منهم شباب ماتوا جرءا سكتة قلبيّة ، يكشف ظروف العبوديّة تقريبا التى يشتغل فيها هؤلاء المهاجرين . و " تبيّن الدراسة أن 68 بالمائة من العمّال المهاجرين النيباليين من الإناث ".
http://www.nepalnews.com/archive/2011/feb/feb15/news10.php
5- لتلخيص الخلاصة الجديدة ، كتب بوب أفاكيان التالي :
" تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية ، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيئ مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي .
" القيام بالثورة و تحرير الإنسانية " - الجزء الأوّل : تجاوز الأفق الضيّق للحقّ البرجوازي .
http://www.revcom.us/avakian/makingrevolution1/index.html
6- " حول التطوّرات فى النيبال و رهانات الحركة الشيوعية " ، جريدة " الثورة " عدد 160 ،مارس 2009 ، أعيد نشره ضمن العدد الأوّل من مجلّة " تمايزات "
http://demarcations-journal.org/issue01/nepal_article.html
7- هذا التقرير الذى يستعرض سياسة الحزب منذ إجتماع تشنوانغ 2005 و هيمنة الخطّ التحريفي مثّل وثيقة مفتاحا فى إجتماع جوان 2012 الذى أسّس الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي الجديد. أنظروا " لنتقدّم بالثورة بخوض الصراع الإيديولوجي ضد التحريفيّة الجديدة ! التقرير السياسي المقدّم للمجلس الوطني للحزب الشيوعي النيبالي - الماوي فى 18 جوان 2012 من قبل رئيس الحزب كيران " نشر فى " نظرة ماويّة " ، أوت 2012.
http://www.bannedthought.net/Nepal/CPN-Maoist/MaoistOutlook/2012/MO-01-01.pdf
8- بوب أفاكيان " ماتت الشيوعية الزائفة ...عاشت الشيوعية الحقيقيّة " منشورات الحزب الشيوعي الثوري ، شيكاغو ، الطبعة الثانية 2004 .
9- يشرح بوب أفاكيان الإنتقائيّة على النحو التالي : " هنا من المهمّ أن نشدّد على جوهر الإنتقائيّة ( و الطريقة التى تعمل بها التحريفيّة عندما يكون الشيوعيّون أو الذين يعلنون أنّهم شيوعيين هم الذين يتبنّونمثل هذه الإنتقائيّة و يطبّقونها ) ليس فقط وضع الأمور على " من جهة هذا " و" من جهة أخرى ذلك " – بل القيام بذلك بطريقة تحجب جوهر المسألة ، و خاصّة تقوّض ما هو فى الواقع المظهر الرئيسي و المحدّد للتناقض .
مثلا ، لنأخذ هذا التصريح : " صحيح أنّ الإمبريالية تعنى الإستغلال و الإضطهاد الشديدين و الخبيثين للناس فى عديد أنحاء العالم ؛ لكنّها قد أدّت أيضا إلى تطوّر عديد الأشكال المفيدة من التكنولوجيا و إلى مستوى عيش عالي لأعداد هامّة من الناس " . كلا المظهران هنا – ما قيل عن الإمبريالية ( قبل كلمة " لكن " ) و ما يلى ذلك – صحيحان . لكن ما هو المظهر الرئيسي ، المحدّد و الجوهري ؟ بوضوح هو الأوّل : الطبيعة الإستغلاليّة و الإضطهاديّة العالية للإمبريالية و النتائج السلبيّة جدّا لهذا بالنسبة للغالبيّة العظمى للإنسانيّة . لكن طريقة صياغة هذه الجملة تحجب الحقيقة الجوهريّة بأن تضع شكليّا المظهر الثانوي ( المتجسّد فى الجزء الثاني من الجملة إعلاه ) على نفس مستوى المظهر الرئيسي . و يخدم هذا ، على الأقلّ موضوعيّا ، كمديح للإمبرياليّة . كلّ المقاربات الإنتقائيّة ذات الطبيعة و النتيجة الأساسيتين تخدم خلط الأشياء و إنكار أو تقويض المظهر الرئيسي و الجوهري للأشياء "( بوب أفاكيان، " لنخرج إلى العالم – كطليعة للمستقبل " 2009، (http://www.revcom.us/avakian/Out%20into%20the%20World/ba-out-into-world-en.html)
و قد درّب براشندا الحزب على الإنتقائيّة لسنوات ، و كان ذلك أحد أهداف الرسالة الأولى للحزب الشيوعي الثوري إلى الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) فى أكتوبر 2005 . و ردّ الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) لم يُشر حتى إلى الموضوع .
10- ك. ج .أي " لننقذ الثورة " ،
http://thenextfront.com/?p=41
11- بوب أفاكيان " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " ، منشورات الحزب الشيوعي الثوري ، شيكاغو 2001 ، ص 17 .
12- خلط الحزب الجديد بصدد دور الإنتخابات البرلمانيّة متّصل بلا شكّ بتواصل فشله فى تصفية الحساب مع وجهات نظر باتاراي حول الديمقراطيّة و الدكتاتوريّة ، بما فيها حجّته بأنّ التنافس المتعدّد الأحزاب هو الوسيلة المفتاح لمعالجة الصراع الطبقي فى ظلّ الإشتراكيّة ، و الذى دحضته مطوّلا رسائل الحزب الشيوعي الثوري . و بالرغم من أنّ الحزب الجديد قد قاطع الإنتخابات الوطنيّة للمجلس التأسيسي الثاني سنة 2013 ، فإنّه نبذها على قاعدة أنّ المجلس التأسيسي السابق " لم ينجح " فى إنجاز المهام المنوطة به و أنّ الإنتخايات "ستتلاعب " بها " القوى الأجنبيّة " ، عوض نبذه على قاعدة فهم أوضح للماذا فى مجتمع منقسم إلى طبقات ليس بوسع الإنتخابات أن تكون الوسيلة الأساسيّة لممارسة الجماهير السلطة و تغيير المجتمع . ما هو ضروري هو دكتاتوريّة البروليتاريا بقيادة حزب شيوعي طليعي ، و سلطة دولة و مؤسسات جديدة ستطلق العنان لسيرورة من خلالها تتمكّن الجماهير من تغيير المجتمع فى إتجاه ثوري.
http://www.bannedthought.net/Nepal/CPN-Maoist/PeoplesVoice/ PeoplesVoice-01.pdf
13- " مفترق طرق حاسم : رسالة بعثها مناصر للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي المعاد تنظيمه ."
جريدة " الثورة " عدد 296 ، 24 فيفري 2013 و عدد 297 ، 10 مارس 2013.
http://revcom.us/a/296/critical-crossroads-in-nepal-en.html.
14- أنظروا مقدّمة فريديريك إنجلز لكتاب كارل ماركس " الحرب الأهليّة فى فرنسا " ص 15- 18 ، و كذلك القسم الثالث من عمل ماركس نفسه حيث يقول فى الصفحة 64 " و بوجه خاص برهنت الكومونة أن " الطبقة العاملة لا تستطيع أن تكتفي بالإستيلاء على آلة الدولة جاهزة و أن تحرّكها لأهدافها الخاصّة " ...". و قد شدّد على أنّ هذا من أهمّ دروس كمونة باريس لسنة 1871 ، منشورات باللغات الأجنبيّة ، بيكين ، الطبعة الثالثة ، 1977.
15- لينين ، " الأعمال الكاملة ، المجلّد 24 ، 25 و 26 ، دار التقدّم للنشر ، موسكو 1964.
16- " حول مفترق الطرق الحيوي فى الثورة النيباليّة و الحاجة الملحّة إلى قطيعة حقيقيّة مع التحريفية "
http://revcom.us/a/200/Nepal_crossroads-en.html
17- فريديريك إنجلز " الثورة و الثورة المضادة فى ألمانيا " ،منشورات باللغات الأجنبيّة ، بيكين 1977 ، ص 4 .
18- حسب ما إقتطف فى " توحيد الماويين فى النيبال : القطائع و العوائق " ، ليام رايت ، كازاما .
http://kasamaproject.org/component/content/article/64-winter-has-its-end/4393-maoists-regroup-in-nepal
19- أنظروا للعدد الأوّل من الإصدار باللغة الأنجليزية التابع للحزب الشيوعي النيبالي – الماوي ، " الجبهة الحمراء " ، لأجل أمثلة عديدة .
http://www.wprmbritain.org/?p=1382
20- للمزيد حول حاجة الشيوعيين إلى أن يكونوا " محرّري الإنسانيّة " و قطيعة الخلاصة الجديدة مع نزعات ضمن الحركة الشيوعية العالميّة نحو الخلط بين القوميّة و الأممية ، أنظروا مقال " أفكار جداليّة حول مقال برنار دميلو " ما هي الماويّة ؟ " فهم الماويّة علميّا و رفع رايتها بصلابة و المضيّ أبعد منها من أجل مرحلة جديدة من الشيوعيّة " ، مجلّة " تمايزات " عدد 2 .
http://demarcations-journal.org/issue02/demarcations-polemical_reflections,html
21- حوار صحفي مع براشندا ، جريدة " الهندي " ، 6 فيفري 2006 .
22- لينين ، " ما العمل ؟ " ، منشورات باللغات الأجنبيّة ، بيكين 1973 ، ص 48.
23- من أجل المزيد ، أنظروا تحليل بوب أفاكيان فى " تأملات و جدالات : حول أهمّية المادية الماركسية و الشيوعية كعلم و العمل الثوري ذو الدلالة وحياة لها مغزى " ، قسم " الأخطاء الأساسيّة للحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) : فهم خاطئ للمشاكل ، حلول خاطئة " حول كيف أنّ الحزب النيبالي قد نظّر لنظرة أنّ العفويّة دائما إلى جانب القوى الثوريّة بعد الإفتكاك الأوذلي للسلطة ، و لماذا يعدّ ذلك خاطئا .
http://www.revcom.us/avakian/ruminations/BA-ruminations-en.html
24- " تربية خنازير صريحة من معسكر الثورة المضادة " ، جريدة " الثورة " عدد 249.
http://revcom.us/a/249/outright_piggery_from_the_camp_of_counter-rev-en.html
25- آجيث " ضد الأفاكيانيّة " ، مجلّة " نكسلباري " ، جويلية 2013 ، عدد 4 .
http://theNaxalbari.blogspot.com/2013/07/Naxalbari-issue-no-4.html"
26- مثلا ، أنظروا المقال التالي" الماويّون فى تركيا : يجب أن نقدّم دعما أمميّا قويّا للناس فى النيبال" ، للحزب الشيوعي الماوي ( تركيا و شمال كردستان).
https://southasiarev.wordpress.com/2008/09/22/maoists-of-turkey-peoples-of-nepal-should-be-given-strong-international-support/
27- " ضد الأفاكيانيّة " و أنظروا أيضا " الموجة الجديدة " ، ديسمبر 2006.
http://bannedthought.net/India/CPI-ML-Naxalbari/TheNewWave/nw-2-full-final-1.pdf
28- " ضد الأفاكيانيّة " ، الهامش 266.
29- من " حول خطّ و تكتيك الحركة الماويّة النيبالية " ، الحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي – اللينيني ) نكسلباري ، أكتوبر 2010 ،
http://bannedthought.net/India/CPI-ML-Naxalbari/Naxalbari-Magazine/Number03/OnNepalLine-101000.pdf 30- " النيبال : حوار صحفي مع الرفيق بابوران باتاراي " ،
http://www.wprmbritain.org/?
31- ملخّصا ذلك بصفة أعمّ ، حاجج أفاكيان فى " القيام بالثورة و تحرير الإنسانيّة " ، الجزء الثاني أنّه يجب على الشيوعيين أنيبحثوا عن " إستيعاب العلاقة الجدليّة الحيويّة بين العوامل الموضوعيّة و الذاتيّة و قدرة الأخيرة ( العوامل الذاتيّة – نشاطات الناس الواعية ) على ردّ الفعل و اغيير السابق ( العالم الموضوعي – الظروف الموضوعيّة ).
http://www.revcom.us/avakian/makingrevolution2/index.html
32- هذا هو دفع حجّة كارل كاوتسكي بأنّ القرارات التى أصدرتها الأمميّة الإشتراكيّة قبل الحرب العالميّة الأولى و الرامية للردّ على الحرب الإمبرياليّة و التى كانت تبحث عن القيام بالثورة صارت غير ذات فعاليّة لأنّه " ليست الحكومة أبدا جدّ قويّة و ليست الأحزاب أبدا جدّ ضعيفة ، كما هو الحال عند إندلاع حرب " و بالتالي بكلمات مرتدّ " تبيّن أنّ آمال الثورة أوهام " ف. إ. لينين " إفلاس الأمميّة الثانية " ، الأعمال المختارة ، المجلّد 21 ، منشورات دار التقدّم ، موسكو 1964 ، الصفحات 215 و 212 تباعا.
33- " حول التطوّرات فى النيبال ..."
http://bannedthought.net/India/CPI-ML-Naxalbari/TheNewWave/nw-2-full-final-1.pdf
34- نظرا لهذه النزعة نحو تقليص النظريّة و عدم تقليلهم منأهمّية الفكر النقدي عامّة ، ليس من المفاجئ جدّا أنّ الشيء الأخير فى أذهان أصحاب هذه النزعة هو أيّ تساؤل نقد ذاتي عن دورها فى التهليل لإنزلاق الثورة النيباليّة إلى الهاوية .
35- تصريح لفراد أنجلار ، بإسم اللجنة المركزيّة للحزب الشيوعي الثوري ( الكندي ) ، " النيبال : تحيّة من الحزب الشيوعي الثوري الكندي إلى الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي http://maoistroad.blogspot.fr/2013/01/nepal-salute-from-revolutionary.html
36- تجدر الإشارة إلى أن الدفاع عن أو حتّى خوض الكفاح المسلّح نفسه لا ينقذ حزبا من الإقتصادويّة . أليس فصل الهدف الشيوعي عن الحرب الثوريّة التى نحتاج إليها لكسب سلطة الدولة تنتهى إلى تحويل النضال المسلّح إلى لا شيء أكثر من إقتصادويّة مسلّحة : الحركة عبر السلاح ، هي كلّ شيء و الهدف النهائي لا شيء ؟ هل من عجب حالئذ أنّ نظرة الحزب الشيوعي الثوري الكندي و الحزب الشيوعي الإيطالي ( الماوي ) قد إنتهى ، فى كلتا الحالتين ، إلى مزج عقود طويلة من النداءات لشنّ " حرب الشعب الطويلة الأمد " فى هذه البلدان مع ممارسة تركّز فى الأساس على نوع النضال النقابوي الذى لطالما ميّز الأحزاب التحريفية فى البلدان الإمبريالية ؟
37- إلى جانب الحوارات الصحفيّة المتوقّدة ما بعد الإنتخابات و التى نشرتها كازاما على موقعها ، مع باتاراي و براشندا و برفاتي ، أنظروا مقالات مثل " تهليل : إكتساح ماوي – ثورة إنتخابيّة فى النيبال " (http://kasamaproject.org/south-asia-revolution/395-27leupp-a-maoist-sweep-electoral-revolution-in-nepal)
أو " براشندا : الشعب النيبالي سيفتكّ السلطة "
(http://kasamaproject.org/south-asia-revolution/1044-76prachanda-nepal-s-people-will-seize-power)
و الكرّاس الناري الأطول الذى صاغه و وزّعه كازاما فى 2009 و الذى مدح الإنتصار فى إنتخابات المجلس التأسيسي على أنّه " خطوة إلى الأمام فى السيرورة الثوريّة فى ظلّ ظروف جديدة ". (http://kasamaproject.org/south-asia-revolution/1743-75new-pamphlet-a-revolution-at-the-brink-stand-with-nepal)
وتواصلت مساندة كازاما للخطّ التحريفي الواضح للحزب الشيوعي النيبالي ، حتّى لمدّة أطول من ما فعلت معظم القوى الدغمائيّة مثل آجيث ، وصولا إلى زيارة براشندا سنة 2009 إلى الأمم المتحدة فى نيويورك و بعدها . و نشرت كازاما رابطا لحوار صحفي مع باتاراي ( نعم باتاراي ذاك ، " الخائن " ) أجرته معه بعثة الحركة الثوريّة لشعوب العالم – بريطانيا إلى النيبال بدايات حريف 2009 ، دون كلمة نقد واحدة و أكثر من ذلك حثّت قرّاءها على " نشر هذه الوثائق على أوسع نطاق " .
http://www.wprmbritain.org/?p=926
38- " توحيد الماويين فى النيبال : القطائع و العوائق " ، ليام رايت
http://kasamaproject.org/projects/revolution-in-south-asia/4393-maoists-regroup-in-nepal
39- القطار على السكة [هكذا] – إنفتاحات ثوريّة فى النيبال " ، أفريل 2013 ، إيريك ريبالارسي http://kasamaproject.org/south-asia-revolution/4428-legitimacy-crisis-and-revolutionary-opportunity-in-nepal
40- " مايك إيلي : وإن حصلت مواجهة حاسمة فى النيبال ...؟ " ، مايك إيلي ، قسم التعليقات ، مايك إ. http://kasamaproject.org/south-asia-revolution/1267-99mike-ely-and-if-a-showdown-comes-in-nepal
41- للمزيد بشأن لاأدريّة مايك إيلي و نسبيّته و كيف يتّصل ذلك بمعارضته لنقد بوب أفاكيان ل " الحقيقة الطبقيّة " ، أنظروا كرّاس مجموعة كتابة الحزب الشيوعي الثوري " البقاء فى إطار " الرأسماليّة الفظيعة الراهنة " أم سلوك طريق نحو الشيوعية المستقبليّة ؟ " ، لا سيما قسم " الحقيقة ، رابط ضعيف بصورة مؤلمة بالواقع ؟ "
http://www.revcom.us/a/poleics/NineLettersResponse.pdf
42- رغم أنّ مايك إيلي هو الذى كتبه ، فإنّ كازاما تتبرّأ من هذا المقال ، مدّعية أنّه لا يمثّل بالضرورة ط النظرة المشتركة لمشروع كازاما "، و مع ذلك قد رفع من التعليقات فى شبكة البلوغ الأساسي للغاية ، لتعميق هذا النوع من التفكير و المنهج " . " تفكيك بعض الرفض السهل للثورة النيبالية " لمايك إيلي .
http://kasamaproject.org/projects/revolution-in-south-asia/1050-82dissecting-some-easy-rejection-of-nepal-s-revolution
43- " مقاربة لخيارات النيبال : باتاراي حول إعادة الهيكلة و الخيارات " ، قسم التعاليق ، مايك إيلي ،
http://kasamaproject.org/south-asia-revolution/3140-72one-:approach-to-nepal-039-s-options-bhattarai-on-restructuring-choices
44- " نقد الحزب الشيوعي الثوري : وداعا بقايا الماضي " ، ليام رايت http://kasamaproject.org/communist-organization/2773-5critique-of-the-rcp-goodbye-to-a-residue-of-the-past
45- " الحركة الشيوعية العالمية و دورنا " سنبن كاجورال [ غوروف ] ، نائب رئيس الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي ، " صوت الشعب " ، نشريّة شهريّة يصدرها القسم الدولي للحزب الشيوعي النيبالي – الماوي .
http://kasamaproject.org/files/peoples-voice-1.pdf
46- الحركة الشعبيّة البيروفيّة كانت مجموعة مرتكزة فى أوروبا تبنّت مقاربة غير مبدئيّة تماما حيال التطوّرات التى جدّت صلب الحزب الشيوعي البيروفي عقب إيقاف رئيس الحزب البيروفي غنزالو فى 1992 و ظهور الخطّ الإنتهازي اليميني . أنظروا الرسالة الموجّهة لأحزاب الحركة الأمميّة الثوريّة و منظّماتها
www.demarcations-journal.org/issue03/letter_to_participating_parties_of_rim_revolutionary_ communist_party_usa.htm
47- بوب أفاكيان ، " التقدّم بالحركة الثوريّة العالمية : قضايا توجّه إستراتيجي "
http://revcom.us/bob_avakian/advancingworldrevolution/advancingworldrevolution.htm
على النقيض من فهم كونولي ، شرح لينين نظره على النحو التالي : " أمّا الإشتراكي ، البروليتاري الثوري ، الأممي ، فإنّه يحاكم على نحو آخر : ... فليس من وجهة نظر بلاد"ي" يتعين علي أن أحاكم ( إذ أنّ هذه المحاكمة تغدو أشبه بمحاكمة رجل بليد و حقير ، محاكمة قومي تافه ضيق الأفق، لا يدرك أنّه لعبة فى أيدى البرجوازية الإمبريالية ) ، بل من وجهة نظر إشتراكي أنا فى تحضير الثورة البروليتارية العالمية ، فى الدعاية لها ، فى تقريبها. هذه هي الروح الأممية ، هذا هو الواجب الأممي ، واجب العامل الثوري ، واجب الإشتراكي الحقيقي ."
" ( ف إ لينين " الثورة البروليتاريّة و المرتدّ كاوتسكي " ، منشورات باللغات الأجنبيّة ، بيكين 1972 ، ص 80 باللغة الأنجلزية و باللغة العربية ، ص 68-69 من طبعة دار التقدّم ، موسكو ) .
48- أنظروا جدال آفاكيان ضد كارل بوبر فى " القيام بالثورة و تحرير الإنسانيّة " ، الجزء الأوّل .
demarcations-journal.org

ملحق من إقتراح المترجم
الثورة النيبالية و ضرورة القطيعة الإيديولوجية و السياسية مع التحريفية .
كلمة للمترجم :
هل قطع الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي مع التحريفية ؟ سؤال لطالما أثاره فى المدّة الأخيرة عديد الماويين غير أن الإجابة لم تكن واحدة و قطعية بعد عقد المؤتمر الأوّل- أو السابع لإعتبارهم للإستمرارية التاريخية - لهذا الحزب الجديد . و منذ سنوات ما إنفكّ البعض من الماويين عبر العالم يساند مؤسّسي الحزب الجديد حتى عندما كانوا ضمن الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) المنعوت بالتحريفية لسنوات الآن و يعتبرونهم " كتلة حمراء " داخله و يعقدون عليهم الآمال العريضة ؛ فى حين إعتبر آخرون أنّ الحزب برمّته قد تغيّر لونه و صار تحريفيّا و أنّه على الثوريين القطع مع هذه التحريفية بعمق إيديولوجي و سياسي و تنظيمي و الإنفصال عنها على أساس شيوعي ثوري حقّا يعيد وضع قطار الثورة على السكّة .
و ها قد إنعقد فى جانفي 2013 المؤتمر الأوّل / السابع الذى أعلن مؤسسوه إنفصالهم عن الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد (الماوي ) منذ أكثر من نصف سنة قبل ذلك . حصل إنشقاق و حصلت قطيعة تنظيمية و تشكّل حزب آخر و مع ذلك يظلّ السؤال مطروحا : هل قطع الحزب الجديد مع التحريفية التى خرّبت الثورة الماوية فى النيبال بالعمق و الشمولية اللازمين ؟ هل حدّد مظاهرها و أسبابها العميقة فى الخطّ الإيديولوجي والسياسي ؟ هل أعاد على جدول الأعمال مواصلة حرب الشعب ؟ هل يستهدف تحطيم الدولة القديمة وبناء سلطة حمراء و دولة ديمقراطية جديدة ؟ هل يضع الثورة الزراعية و " الأرض لمن يفلحها " للإنجاز أم يؤجّلها ؟ بإختصار شديد هل يتبنّى و يكرّس تكتيك و إستراتيجيا حرب الشعب الطويلة الأمد طريقا لإفتكاك السلطة و إنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة و بناء دولة الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية بقيادة البروليتاريا ممهدة الطريق للثورة الإشتراكية كتيّار من تيّاري الثورة البروليتارية العالمية – تيارها الآخر الثورة الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية – الإمبريالية أم يتبنّى و يكرّس طريق التحوّل السلمي و الديمقراطية البرجوازية ؟
بعد أكثر من شهر الآن ، نادرة هي الأحزاب الماوية التى صدحت برأيها فى هذا المضمار . و إعتبارا لكوننا لا نودّ أن نقدّم هنا إجابة شافية كافية بقدر ما نرمى إلى دفع الماويين و الماويات خاصّة و الثوريين و الثوريات عامة إلى إعمال الفكر و النقاش الجدّي و العلمي للقضايا المطروحة ، من جهة أولى ندعوهم إلى متابعة آراء مختلف الأحزاب و المنظّمات متابعة عن كثب و إلى دراسة وثائق المؤتمر إيّاه ؛ و من جهة ثانية ، ندعوهم إلى إتخاذ الوثيقة التى نضع بين أيديكم مدخلا من المداخل و إتخاذ كتبى المنشورة على الحوار المتمدّن بشأن صراع الخطين بصدد النيبال و أيضا بصدد الماوية التى تنقسم إلى إثنين كمراجع لوثائق فائقة الأهمية و ذلك قصد إجراء تقييم علمي على أساسه تتخذ المواقف الصحيحة و ترسم السياسات السليمة فى إطار قضيّة من قضايا صراع الخطّين الدائر عالميّا صلب الحركة الماوية راهنا .

مفترق طرق حاسم : رسالة مناصر للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي المعاد تنظيمه .
جريدة " الثورة " 24 فيفري 2013
لسنوات عشر ( من 1996 إلى 2006) شهدت النيبال حرب شعبية هامة . فى ظلّ قيادة الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي ) ، إستطاعت قوى صغيرة أن تتحدى الدولة القديمة التى كان يحكمها حينها النظام الملكي . و كان هدف الحزب المعلن هو إنجاز ثورة الديمقراطية الجديدة كمرحلة أولى من الثورة ستمضى لاحقا إلى الأمام نحو المرحلة الإشتراكية ، مثلما فعل ماو فى الصين . و قد لاقت الثورة إستجابة هائلة فى صفوف ملايين الفلاحين و العمال و الشباب المثقّف فى النيبال . و تشكّل جيش التحرير الشعبي الذى إنتزع غالبية الريف النيبالي من قبضة الحكّام الإقطاعيين التقليديين و الرأسماليين الكمبرادوريين ، و أعلنت مناطق إرتكاز محرّرة فى معظم تراب البلاد. و كذلك إكتسبت الثورة مساندة متزايدة من عناصر الطبقات الوسطى المركزة فى العاصمة و المدن الأخرى من البلاد . و فاقمت قوى الثورة من المأزق الذى تعيشه الطبقات الحاكمة فإستخلص العديد من عناصرها أنّه سيستحيل مواصلة حكم النيبال بنظام ملكي قديم . و فى نفس الوقت قاتل الخكّام اليائسون و قاتلت القوات المسلّحة للدولة القديمة مدعومة من الهند و القوى الإمبريالية الغربية ، ومسنودة أيضا من الحكّام الرأسماليين الجديد فى الصين ، قاتلت بشراسة القوّات الثورية .
و لسوء الحظّ ، فى 2005 ، حدث إنحراف حيوي فى خطّ الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) فى إجتماع شونوانغ . فقد صادق إجتماع اللجنة المركزية للحزب على سياسة التخلّى عن هدف تركيز دوبة جديدة ، جمهورية شعبية بقيادة البروليتاريا و حزبها ، لفائدة القتال من أجل" دولة ديمقراطية ". و عندما تركّز هذا الخطّ ، إنجرّت عنه سلسلة كاملة من الإنحرافات فى الإستراتيجيا و التكتيك و السياسات فعُقدت إتفاقيّات " ديمقراطية متعدّدةالأحزاب " مع أهمّ الأحزاب السياسية الرجعية فى النيبال . و فى نوفمبر 2006 ، تمّ إمضاء إتفاق سلام شامل أنهى رسميّا حرب الشعب ووافق على مخطّط دمج جيش التحرير الشعبي ضمن الجيش الرجعي للدولة القديمة ؛ و تفكيك أجهزة السلطة التى أرسيت فى مناطق الإرتكاز المحرّرة ؛ و أقرّ بإنتخابات المجلس التأسيسي . و تشكلت حكومة إنتقالية شارك فيها الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) ببضعة وزراء .
خلال هذه المرحلة ، أعيد تنظيم الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي ) تحت إسم الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد ( الماوي ) ، متّحدا مع أحزاب و أشخاص آخرين لم يشاركوا فى حرب الشعب أو عارضوها حتى . و أجريت إنتخابات فى 2008. و كسب الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد ( الماوي ) أكبر عدد من المقاعد فى المجلس التأسيسي و تشكّلت حكومة كان رئيس الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي ) براشندا وزيرا أوّلا فيها .
و طوال هذه الفترة من الإنقلاب على الثورة ، خيض مقاش حاد ، بداية على نحو خاص ثم على الملأ، بين الحزب الشيوعي الثوري، الولايات المتحدة الأمريكية و الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد (الماوي) . و بعث الحزب الشيوعي الثوري بسلسلة من الرسائل نقدت بشدّة الخطّ التحريفي الذى تبنّاه الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد ( الماوي ) و إنعكاساته و ناضل ضدّها [ أنظروا " حول التطوّرات فى النيبال و رهانات الحركة الشيوعية : رسائل من الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي ) 2005-2008 ( مع ردّ من الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي ) 2006 ].[ هذه الوثائق متوفّرة بالعربية على الحوار المتمدّن ترجمة شادي الشماوي ] .
و بفعل ضغط جيش الدولة القديمة و قادتها ن إستقالت حكومة براشندا سنة 2009 و تشكّلت حكومة جديدة من المعارضين السابقين لحرب الشعب .
و فى نوفمبر 2011 ، عقب أزمة حكومية دامت ، تشكّلت حكومة جديدة ترأسها هذه المرّة كوزير أوّل قائد بارز من الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) ن بابوران باتاراي . و سرعان ما تحرّكت هذه الحكومة بإتجاه إنهاء تحطيم الثورة .[ أنظروا " بابوران باتاراي : حفّار قبر الثورة النيبالية المختار " – " الثورة " ، 11 سبتمبر 2011].
و فى الأثناء ، صار عديد أعضاء الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد ( الماوي ) و مناصريه على نحو متصاعد غير مرتاحين للمسار الذى تتخذه الأمور مع التخلّى عن ثمار الثورة الواحدة تلو الخرى . ومثّلت هذه القوى داخل الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد ( الماوي ) معارضة لقيادة رئيس الحزب براشندا . و لاحقا فى 2012 ، غادرت الحزب و أنشأت الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي .
و فى المدّة الأخيرة عقد هذا الحزب الجديد مؤتمره التأسيسي . و بينما جلب إليه أولئك الغاضبين على النتائج المتراكمة لخيانة الثورة ، لسوء الحظّ لم يستطع أن يقطع بصفة حاسمة مع مشاكل الخطّ الأساسية للحزب الشيوعي النيبالي (الماوي ) و الممارسة الناجمة عنها – الخطّ الذى قاد إلى هذا الوضع الكارثي الذى تعرفه الثورة .
على ضوء ما تقدّم ، دُعي مناصر للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية كان لمدّة طويلة منخرطا فى بناء الدعم للثورة فى النيبال ، إلى أن يبلغ آراءه للمؤتمر الحديث . و فعل . و فيما يلي نسخة منقّحة بصفة طفيفة لما أرسل به إلى ذلك المؤتمر .

تحيّاتي للرفاق ،
أمضي مباشرة إلى جوهر الموضوع . إنّنا فى منعرج حاسم ليس فحسب بالنسبة للثورة النيبالية و إنّما أيضا بالنسبة للحركة الشيوعية العالمية . قبل بضعة سنوات ، كان ملايين النيباليين يتطلّعون إلى الماويين على أنّهم أملهم فى القضاء على الإضطهاد . و الآن أضحى القادة السابقون الوجه القبيح لمضطهديهم و مستغلّيهم . و تحوّل الكثيرون فى صفوف الحركة الأممية الثورية إلى مدّاحي التحريفية . ماذا حصل – ما المشكل – و ما هو الحلّ ؟
كمناصر للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ، أرغب فى أن أقدّم الدعم لكلّ من يريد أن يعيد وضع الثورة على السكّة الصحيحة . لكن إنقاذ الثورة يتطلّب قبل كلّ شيء آخر قطيعة جذرية مع الخطّ الذى قاد إلى هذه الكارثة – وهي قطيعة لم تتمّ بعدُ.
لقد سمعت الكثير من الحديث عن كيف أنّ المشكل هو انّ براشندا و باتاراي قد خانا الثورة و باعا نفسيهما إلى الهند . فلنستمع إلى ما قاله إنجلز ، أقرب رفاق ماركس عن خيانة القادة : " ... حينما نبحث عن أسباب نجاح الثورة المضادة تعترضنا فى كلّ ركن إجابة جاهزة بأنّ " المواطن فلان و علاّن " قد خانا الناس . لكن هذه الإجابة لا تشرح كلّ شيء . إنّها لا تشرح حتى كيف حدث أنّ الناس سمحوا لأنفسهم بأن يخدعوا . و كم يكون الحزب السياسي مفتقرا للتصديق إذا كان زاده الوحيد يتمثّل فى معرفة الشيء الوحيد أي " المواطن فلان و علاّن " .
فكروا فى ما يطالب به إنجلز : لماذا سمح الناس لأنفسهم بأن يخدعوا ؟ و هذا يعود بنا إلى تلخيص ماو المركّز و مفاده صحّة الخطّ أو عدم صحّته هي المحدّدة . إنّ الخطّ الخاطئ سيغيّر حتى أفضل المقاتلين و بإمكان الخطّ الصحيح أن يعيد صهر حتى الذين أضاعوا البوصلة .
لا أرى تاريخ الحزب على أنّه جهد مستمرّ لبلوغ خطّ أصحّ . فبينما هناك دائما صراع خطين صلب الحزب ، فإنّ المنعرج كان عندما ظهر خطّ تحريفي قبل سبع سنوات من الآن و صار مهيمنا و الجميع تقريبا مضوا فى ركابه و ركاب نقاطه الأساسية . و لنضرب مثال إنتخابات المجلس التأسيسي فى 2008. كان العديد من الرفاق فى النيبال منشغلون بخطر الإصلاحية. لكن مع ذلك هلّل الحزب برمّته و غالبية الحركة الأممية الثورية للإنتصار على أنّه " معجزة إنتخابية " . لماذا يعدّ معجزة ؟ تلك كانت طريقة لتقولوا لأنفسكم نعم نعلم جميعا أنّ التقدّم بالثورة عبر برلمان برجوازي يتحدّى قوانين المجتمع الطبقي ، نعم نعلم أنّه يذهب ضد أبجديّات الماركسية ، لذا ما حدث يشبه تدخّلا إلاهيّا . لا لم يكن كذلك . كان خدعة حبك خيوطها الإمبرياليون و الرجعيون الحقيقيون و مثّل خطوة عملاقة بإتجاه المستنقع البرلماني . مهما كانت نوايا براشندا ، لماذا سمح الحزب لنفسه بأن يسقط فى هذه الخدعة الديمقراطية البرجوازية ؟
لأنّ الحزب كان واقعا بين براثن التفكير التحريفي . بعدما بات الخطّ التحريفي مهيمنا فى أكتوبر 2005 فى تشنغوان ، أمسى كلّ شيء منحدرا من هناك ، و كافة التكتيكات كانت تخدم هذا الخطّ التحريفي . دون القطيعة مع هذا الخطّ ، سيظلّ فى صفوفكم فكر براشندا دون شخص براشندا .
مرارا و تكرارا سمعت رفاقا يقولون إنّ المشكل يكمن فى أنّ براشندا كان يقول شيئا و يفعل شيئا آخر . و هذه الرؤية مجرّد تعبير آخر عن رفض مواجهة أنّ المشكل كان يكمن فى الخطّ الجماعي للحزب . المشكل الأساسي مع براشندا ليس أنّه لم ينجز ما قاله وإنّما هو أنّه مارس فى إنسجام مع الخطّ التحريفي . جوهريّا ، قام على وجه التحديد بما قال إنّه سيقوم به . لقد كرّس براشندا على وجه الضبط الخطّ التحريفي الذى تبنّاه الحزب و هيمن عليه طوال السبع سنوات الأخيرة .
حين لا تعرف المشكل ، لن تجد الحلّ . ما المشكل إذن ؟ كان الخطّ التحريفي خاطئا بشأن مواضيع مفاتيح بما فى ذلك مواضيع الدولة و القومية و المنهج الشيوعي . فقد تنكّر الخطّ التحريفي للفهم الماركسي للدولة حيث كان يتحدّث عن " الجمهورية الإنتقالية غير الطبقية " ،و شجّع على جميع أنواع الأوهام حول الإنتخابات المتعدّدة الأحزاب و الديمقراطية البرجوازية . و قد أنكر الخطّ التحريفي أنّ فى المجتمع الطبقي تنشأ كلّ طبقة حاكمة شكلا مختلفا من الديمقراطية لخدمة مصالحها و حكمها الطبقي ؛ و ليس بوسع الديمقراطية البرلمانية المفروضة على النيبال إلاّ أن تعزّز حكم الطبقات الرجعية و تقود إلى تفكيك مناطق الإرتكاز و جيش التحرير الشعبي .
و قد تميّز هذا الخطّ التحريفي بالنزعة القومية . لتتذكّروا شعار الإنتخابات القائل بتحويل النيبال إلى سويسرا جنوب آسيا . و مثلما نعلم جميعا ، ليست سويسرا بالضبط قاعدة للثورة العالمية . إنّها دولة رجعية مرتبطة بالقوى الإمبريالية الأعتى وهي تخدم مصالح هذه القوى . هذا هو النموذج الذى عناه براشندا حين قال يجب أن تكون النيبال قطب رحى حيوي بين الهند و الصين . و لم يعارضه أحد . وقد جرى كلّ هذا بمنهجية تميّزت بالإنتقائية سمّيت المزج و بالبراغماتية و الواقعية السياسية و مصطلحات أخرى ، مضحّية بالمبدأ أملا فى مكاسب على المدى القصير .
لقد تخلّى الحزب عن هدف إرساء دولة بروليتارية قويّة يقودها الحزب الطليعي خدمة للثورة العالمية . و قد عوّض النظرة الشيوعية بمفاهيم تحريفية لإعادة هيكلة الدولة ما يعنى أنّه مهما كانت التكتيكات التى يتوخّاها لن ينتهي به الأمر إلاّ إلى إصلاح الدولة الرجعية القائمة . ولنتذكّر ماي ، قبل سنتين و نصف السنة من الآن . زحف مئات الآلاف على كتمندو مستعدّين للتضحية بحياتهم من أجل الإنتفاضة بيد أنّه بالنظرة الخاطئة للدولة القائمة حتى و لو نجح ذلك التكتيك ، فلن تكون نتيجته تفكيك سلطة الدولة القديمة و تطيم الجيش الرجعي . قامت الإستراتيجيا كلّها على كسب شريحة عريضة من الجهاز الرسمي الرجعي لمساندة ما يسمى ب " الإنتفاضة " . فى حال نجاحكم كانت النتيجة ستكون أقرب إلى مثال هوغو تشافاز فى فنزويلا منها إلى مثال ماو فى الصين . سواء بلغتم هذه الحصيلة الإصلاحية عبر وسائل سلمية أو عبر وسائل عنيفة لن يغيّر ذلك من جوهر الأمر.
و بخطّ تحريفي متمكّن من قيادة تفكير الرفاق ، كان براشندا و باتاراي موافقين على السماح للقوى المعارضة بأن تستنهض الجماهير كنوع من مجموعة ضغط . ليست هذه صورة للصراع من أجل خطّ ثوري لتحقيق تقدّم مستمرّ . عوض ذلك ، عملت المعارضة فى السنوات الأخيرة كصمّام نجاة حيث ينفّس الغاضبون فى الحزب عن ما آلت إليه الأمور عن غضبهم . لم يقع أي نبذ حقيقي للخطّ التحريفي . و بهذه الطريقة ، فُقدت قوّة التمرّد الثوري و جرى إصباغ الشرعية على الدولة الرجعية جرّاء سبع سنوات من مشاركة الماويين فى السياسة الإنتخابية .
فى السنوات الأخيرة ، المرّة تلو المرّة ، سمعت الشرح التالي لرفض إنجاز القطيعة الحيوية مع التحريفية : أتفهمون ، ليس بإمكان الثورة أن تنجح دون براشندا ، علينا أن نبقي الصراع داخل الحزب لأجل كسبه . بكلمات أخرى ، صحّة الخطّ أو عدم صحّته أقلّ أهمّية من خسارة براشندا .
إنّ الأوهام البراغماتية و الديمقراطية التى سيطرت لسبع سنوات يجب بخثها بعمق و القطع معها – و ينتظركم الكثير من العمل فى هذا المضمار . هل تظنّون أنّ المهمّة إنتهت ؟ لا ، هي فى بدايتها لا غير. يتفق الجميع على أنّ تعاون براشندا و باتاراي المخزي مع الهند يفوح براغماتية و واقعية سياسية، وهما بذلك يخونان المبادئ فى سبيل التموقع البرجوازي . لكن إلى أي مدى تختلف مقاربة الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي للصين عن مقاربتهما ؟ لقد جعل التحريفيون الصينينون من الصين مصانع فيها ظروف العمل سيّئة للغاية فى خدمة الإمبرياليين . إنّ الصين الراهنة مجتمع من أهمّ المجتمعات المتيّزة باللامساواة على وجه الأرض . نعم هناك حاجة للدبلوماسية و إستعمال التناقضات فى صفوف العدوّ و أتفهّم هذه الحاجة . بيد أنّ هذا مغاير لتركيز الإستراتيجيا على مناورات الواقعية السياسية . لقد قيل لى " إنّنا واضحون بشأن طبيعة الصين " . إذن بيّنوا لى مقالا واحدا فى صحافتكم يفضح فظائع الرأسمالية فى الصين . فكّروا فى الإضطراب الذى ينجرّ عن ذلك لدى شعوب العالم . يريد الملايين رؤية تغيير حقيقي لكن بإمكانهم أيضا رؤية ما فعلته الصين للجماهير هناك و فى أفريقيا و غيرها من الأماكن – كلّ هذا بإسم الشيوعية . إنّ إستغلال التناقضات فى صفوف الرجعيين لا يجب التعامل معه وفق مغيار القومية ، بل وفق معيار الأممية البروليتارية .
الآن يقع الحديث عن توحيد " الجميع " ضد الهند ، حتى القوى السياسية المناهضة للشعب بعناد و الأعداء اللدودين الثابتين للثورة مثل البرجوازية الصينية . أليس هذا حقّا مجرّد مرحلة فرعية مثل المرحلة الفرعية لإتفاق السلام الشامل لتوحيد " الجميع " بما فى ذلك الهند ضد النظام الملكي ؟ ( بالطبع من الصحيح و الضروري توحيد الناس ضد النظام الملكي إلاّ أنّ ذلك يجب أن يكون كجزء من الثورة الديمقراطية الجديدة و ليس خلقا لمرحلة فرعية خاصة مثلما تمّت المحاججة و الممارسة ). هل ما يُقترح الآن أفضل حقيقة ؟ ماذا عن التغييرات الجوهرية و الإصطفاف الطبقي للثورة الديمقراطية الجديدة ؟ ماذا عن العمّال و الفلاحين و المثقفين الثوريين ؟ المشكل ليس أنّ عديد القوميين و الديمقراطيين البرجوازيين قد إلتحقوا بالثورة : مشاركتهم فى الثورة ضرورية لا سيما فى مرحلتها الديمقراطية الجديدة . لكن من اللازم أن تقودهم نظرة أممية بروليتارية .
هناك حاجة لقطيعة راديكالية مع القومية التى هيمنت لسبع سنوات . إنّ وعد براشندا القومي أثناء الإنتخابات بتحويل النيبال إلى سويسرا ينتهي إلى ذات الإستسلام القديم للهند .و أليست هذه القومية كذلك سبب تجنّب العديد من الرفاق جدال الحزب الشيوعي الثوري ضد الخطّ التحريفي الذى أطلقه قبل سبع سنوات . مرّة أخرى ، جزئيّا لأنّ الرفاق فكّروا فى أنّ من كتب الجدال أهمّ من الخطّ الذى يدعو إليه .
ما يجرى فى النيبال جزء من سيرورة عالمية أوسع . إنّ الماركسية – اللينينية – الماوية تنقسم إلى إثنين و العلم يتقدّم نحو مرحلة جديدة .هناك البعض فى الحركة الشوعية العالمية قالوا إنّهم أصدقاءكم و مع ذلك يهاجمون بخبث الحزب الشيوعي الثوري و الخلاصة الجديدة للشيوعية لرئيس هذا الحزب بوب آفاكيان . و أعتقد أنّهم بالفعل أصدقاء لشيء هنا : لقد رحبوا بإمضائكم إتفاق السلام الشامل ،و رحّبوا بمشاركتكم فى إنتخابات المجلس التأسيسي و هم اليوم أيضا يفعلون الشيء نفسه. قولوا لنا إن كانوا أصدقاء للثورة ؟
فى المدّة الأخيرة قرأتُ بيانا أصدره أحد هؤلاء الأصدقاء المزيفين لم يعبّر فيه أبدا عن توبته بشأن ترحيبه بالخطّ الخاطئ طوال الوقت و خلال السنوات السبع الماضية . و هذا المدّعى صديقا للنيبال أدان الحزب الشيوعي الثوري على أنّه " دغمائي " لمعارضته خطّ الماويين النيباليين فى الالسبع سنوات الماضية ، و حاجج بأنّ خطأ خطّ الحزب النيبالي لوحده لا يعنى أنّ الثورة ستنتهى إلى الفشل . و هذا يشبه القول بأنّك تذهب إلى مطار تريبوفان و الطائرة مسجّلة على أنّها قاصدة دلهي وهي طائرة صغيرة معدّة للمسافات القصيرة و وقودها يكفيها لدلهي فحسب ،و مخطّط الطيران مرسوم بإتجاه دلهي – ثمّ حين تنزل من الطائرة ترفع يديك مستغربا ، يا إلاهي إنّنا فى دلهي ! رجاء قولوا لنا ، أين على كوكبنا قاد خطّ تحريفي إلى ثورة !
و الآن هؤلاء معيدي تنظيم الحركة الشيوعية العالمية يريدون أن يُمضي حزبكم على منظّمة جديدة يصرّحون بأنّها ستقوم على " حرب الشعب كأساس إستراتيجي " . لذا هذه الحركة الشيوعية العالمية تعلن صراحة أنّها لن تعتمد خطّا سياسيّا و خطّا إيديولوجيّا صحيحين بل ستعتمد على المكاسب العملية . و القيام بهذا سيكرّر بالضبط الوقوع فى أحد أهمّ المشاكل التى قادت الثورة إلى الكارثة هنا فى المصاف الأوّل – فصل الهدف عن إستراتيجيا كيفية بلوغه . فكّروا فى ما جدّ سنة 2005 . بينما كان باتاراي يقاتل بضراوة حول المسائل الكبرى مثل سلطة الدولة و كان يراجع حقائق دكتاتورية البروليتاريا و تجربة روسيا و الصين و يعوّضها بديمقراطية برجوازية متعدّدة الأحزاب ، إكتفى العديد و العديد من الرفاق بتجاهل ذلك و ركّزوا فقط على النضال العملي . لقد فقد الرفاق رؤية الهدف الأساسي الأوّلي لخوض حرب الشعب ألا وهو تفكيك الدولة القديمة و تركيز سلطة ثورية جديدة كجزء من التقدّم بالثورة العالمية . طوال الثلاثين سنة الماضية هاجمت الإمبريالية العالمية هجوما عنيفا على التجربة الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي و الصين قائلة كلّ ما قوامه أنّ الثورة الشيوعية تقود إلى كارثة . ما هي إجابتكم على ذلك ؟ كيف ستنظّمون إقتصاد نيبال إشتراكي ؟ كيف سترتبط الدولة الثورية الديدة بالثورة فى جنوب آسيا و بقيّة العالم – هل ترغبون فى " علاقات جيدة " مع الهند أم تريجون مساعدة المضطهَدين هناك على الإطاحة بتلك السلطة الرجعية التوسّعية ؟
إنّ الثورة الديمقراطية الجديدة تعنى مزج الثورة الإجتماعية و الثورة الوطنية و من غير الممكن حدوث واحدة دون الأخرى . و ليس هذا جوهريّا مسألة حكومة مسؤوليها " أشخاص جيدون ". إنّها سلطة دولة مختلفة ، تحالف طبقي مختلف . إنّها تعنى تفكيك علاقات الإنتاج القديمة و إنشاء علاقات إنتاج جديدة . إنها تعنى ثورة زراعية و إجتثاث تمييز الكاست و إستنهاض الجماهير لتغيير العالم ، لا السعي إلى الحصول على وضع أفضل فى عالم رجعي . و كلّ ما تقومون به ، بما فى ذلك كيفية خوضكم حربا ثورية ، يجب ربطه برؤية واضحة لأين نمضى .
كيف يمكن لأي شخص جدّي بشأن إنقاذ الثورة النيبالية من الكارثة التى تواجهها أن لا يرغب فى دراسة فكر الحزب الذى كان المبادر الأوّل فى إطلاق صافرة الإنذار بقوّة حول الخطّ التحريفي قبل سنوات سبع ؟ كيف يمكن أن لا ترغبوا فى مزيد المعرفة بصدد الفهم الذى تجرّأ على السير مباشرة ضد تيار العفوية الذى يدفع الحزب و جزء كبير من الحركة الأممية الثورية إلى مستنقع التحريفية ؟ ألحّ عليكم أن تدرسوا الخلاصة الجديدة للرفيق آفاكيان إذ لديه الكثير يقوله حول هذه المشاكل المتصلة بالبراغماتية و الواقعية السياسية و القومية و الإنتقائية التى خرّبت ثورتكم الخاصّة و الحركة الشيوعية العالمية برمّتها . إنّه يعالج هذه المشاكل و يوفّر إجابات أساسية دفاعا عن تجربة الثورة البروليتارية و كيف يمكننا نحن الشيوعيين أن ننجز ما أفضل مستقبلا .
ختاما : قبل عشرين سنة لمّا واجه الثوريون تراجعا حدث فى البيرو ، تقدّم الثوريون النيباليون للقفز فى الفجوة . و اليوم وضع الحركة الشيوعية على الصعيد العالمي أحرج و يتطلّب جرأة أكبر بكثير للتقدّم و المشاركة فى إنقاذ المشروع الشيوعي و قيادته إلى الأمام نحو قمم أعلى . غير أنّ هذا لن ينجز دون قطيعة تامة مع الخطّ التحريفي الذى هيمن على الحركة فى النيبال لسنوات الآن . و مثلما قال ماو ، صحّة أو عدم صحّة الخطّ الإيديولوجي – السياسي هي بالفعل المحدّدة .
جوان 2014