تقوية العمل النقابي، تقوية لحزب الطبقة العاملة.....4


محمد الحنفي
2014 / 4 / 21 - 13:45     

إلــــــــــــــى:

ــ كل من قتل في نفسه وفي ممارسته تطلعات البورجوازية الصغرى.
ــ كل من يخلص في النضال من أجل البناء الأيديولوجي والتنظيمي والسياسي لحزب الطبقة العاملة.
ــ من أجل إنضاج شروط تحقيق التحرير والديمقراطية والاشتراكية.

محمد الحنفي

وسائل تفعيل عمل حزب الطبقة العاملة في صفوف النقابات:

فماذا يجب على حزب الطبقة العاملة القيام به، من أجل تفعيل مناضليه في الإطارات النقابية، في أفق ربط العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بحزب الطبقة العاملة؟

هل مجرد قيام حزب الطبقة العاملة كاف لأجل ذلك؟

هل يكفي استيعاب مناضلي حزب الطبقة العاملة لمفاهيم الاشتراكية العلمية، للقيام بالدور اللازم في الإطارات النقابية؟

هل يكفي وجود هيئات حزب الطبقة العاملة، الموجهة لعمل مناضلي حزب الطبقة العاملة، العاملين في الإطارات النقابي،ة وقيام تلك الهيئات بدورها في هذا الاتجاه؟

إن حزب الطبقة العاملة، وانطلاقا من اقتناعه بالاشتراكية العلمية، وتشبعه بأيديولوجية الطبقة العاملة، فإنه لا يكتفي بالسعي إلى توسيع تنظيماته في المؤسسات الإنتاجية، والخدماتية، بل يلجأ مناضلوه إلى الارتباط المباشر بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من خلال المنظمات الجماهيرية، ومنها: النقابات المركزية، والقطاعية، حتى يرتبطوا بالمجال المناسب للنضال، من أجل التحسين المستمر للأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في مختلف المؤسسات الإنتاجية، والخدماتية، في أفق إعدادهم للنضال، من أجل التغيير الشامل للأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، في أفق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، انطلاقا من وحدة تصور حزب الطبقة العاملة، وسعيا إلى وحدة العمل، من أجل تحقيق نفس الأهداف، المتمثلة في إشاعة الفكر العلمي، بين شرائح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وربط تلك الشرائح، عن طريق ذلك الفكر، بحزب الطبقة العاملة، والعمل على إشاعة التربية النقابية، الحقيقية، التي تصير أساسا لتربية حزب الطبقة العاملة، حتى تتميز الممارسة النقابية، التي تستهدف تحقيق المطالب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل تحسين أوضاعهم المادية، والمعنوية، عن الممارسة الحزبية، التي تهدف إلى القضاء على الاستغلال، وبصفة نهائية، كما هو الشأن بالنسبة لحزب الطبقة العاملة.

إن دور الجهات الموجهة، في توحيد جهود مناضلي حزب الطبقة العاملة، في الإطارات النقابية المختلفة، وعلى أسس تنظيمية جماهيرية محكمة، ومضبوطة، وانطلاقا من التحليل العلمي للواقع النقابي، ولوضعية حزب الطبقة العاملة، في نفس الوقت، يؤدي إلى تحقيق أهداف النقابات المبدئية المناضلة، كما يساهم في تحقيق أهداف حزب الطبقة العاملة، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن أجلهم.

فأهداف النقابات المبدئية، والمناضلة، تتمثل في:

1) العمل في أفق الحفاظ على نضالية النقابة، من أجل تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

2) الحرص على تحقيق، واحترام ديمقراطية النقابة، وتقدميتها، وجماهيريتها، واستقلاليتها، ووحدويتها؛ لأن تحقيق المبادئ المذكورة في الهياكل النقابية، وفرض احترامها على القيادات، والقواعد، ودون التواء عليها، في الأنظمة الأساسية، والداخلية، يعتبر مسألة أساسية في النقابة المبدئية، وفي العمل النقابي المبدئي.

3) ربط العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بالإطارات النقابية المبدئية، والمناضلة، حتى يتمرس الجميع على التنظيم النقابي المبدئي، والمناضل، ويتم الابتعاد عن ظاهرة اللا تنظيم، التي لا يمكن اعتبارها ظاهرة سليمة، ومشرفة.

4) ربط النضال النقابي، بالنضال السياسي العام، من أجل فك الحصار المضروب على النقابة، ومن أجل انفتاح النقابة على المطالب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية للجماهير الشعبية الكادحة.

5) جعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يمتلكون الوعي النقابي الحقيقي، الذي يعتبر مدخلا حقيقيا، لامتلاك الوعي الطبقي، باعتباره مظهرا من مظاهر الربط الجدلي، بين النضال النقابي، والنضال السياسي.

6 نشر الفكر التنويري في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، باعتبار ذلك الفكر مدخلا، لاحتضان المعنيين بالعمل النقابي للفكر العلمي، أو للاشتراكية العلمية، كوسيلة، وكهدف.

أما الأهداف التي يسعى حزب الطبقة العاملة إلى تحقيقها، من ارتباط مناضليه بالإطارات النقابية، فتتمثل في:

1) تمكين مناضلي حزب الطبقة العاملة، من نشر الفكر الاشتراكي العلمي، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من خلال تواجدهم في الإطارات النقابية: القطاعية، والمركزية.

2) قيام مناضلي حزب الطبقة العاملة، بتصريف برنامج حزب الطبقة العاملة، من خلال البرامج النقابية: القطاعية، والمركزية، التي تعمل الأجهزة النقابية على أجرأتها.

3) مناهضة مناضلي حزب الطبقة العاملة، للتوجهات التي تسعى إلى تحريف النقابة، والعمل النقابي، عن المسار الصحيح.

4) ربط حزب الطبقة العاملة بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بالاستماتة في الدفاع عن مصالحهم، والسعي إلى تحقيق مطالبهم المادية، والمعنوية.

5) قيام مناضلي حزب الطبقة العاملة، باستقطاب أوعى شرائح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إلى حزب الطبقة العاملة، والعمل على إدماجهم في تنظيماته القاعدية، وإعدادهم لتحمل المسؤوليات المختلفة، بما فيها قيادة التنظيمات الحزبية.

6) خلق حزام جماهيري، لحزب الطبقة العاملة، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من خلال العمل في الإطارات النقابية المركزية والقطاعية، إلى جانب الحزام الجماهيري الواسع، في صفوف أبناء الشعب المغربي، حتى يصير ذلك الحزام الجماهيري، مجالا لتحرك الحزب، وقوة له.

والعلاقة القائمة بين أهداف الإطارات النقابية المختلفة: القطاعية، والمركزية، وبين أهداف حزب الطبقة العاملة، هي علاقة جدلية، نظرا للتلازم الحاصل في سلوك مناضلي حزب الطبقة العاملة، في الإطارات النقابية، بين العمل على تحقيق الأهداف النقابية: القطاعية، والمركزية، والعمل على تحقيق أهداف حزب الطبقة العاملة؛ لأن أي فصل بينهما، يعتبر فصلا تعسفيا، يؤدي إلى تحريف العمل النقابي، وعمل حزب الطبقة العاملة، كما يظهر ذلك من خلال الممارسات الميدانية.

ولذلك، فإن الهيئات الموجهة لعمل مناضلي حزب الطبقة العاملة، في الإطارات النقابية المختلفة، وانطلاقا من الوضعية النقابية المتردية في المغرب، ومن حالة التفتيت، والتشرذم، التي صارت تعرفها مختلف القطاعات النقابية، ومن حرص الطبقة العاملة، على قوة، وتقوية النقابة، والعمل النقابي، وسعيا إلى استفادته من عمل مناضليه، في الإطارات النقابية: المركزية، والقطاعية، فإن على حزب الطبقة العاملة، أن يعمل على:

1) إعطاء الأهمية للمناضلين المنتمين إلى حزب الطبقة العاملة، مثالا، وقدوة بين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

2) فسح المجال أمام التحاق أوعى النقابيين، بحزب الطبقة العاملة، وعلى جميع المستويات التنظيمية.

3) الحرص على تنظيم المنتمين إلى مختلف القطاعات الاجتماعية، من العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في صفوف حزب الطبقة العاملة.

4) إيجاد هيئات للتواصل، بين المنتمين إلى كل قطاع على حدة، وإلى مجموع القطاعات، في حزب الطبقة العاملة، على جميع المستويات التنظيمية، لحزب الطبقة العاملة.

5) مراقبة ممارسات المنتمين إلى حزب الطبقة العاملة، العاملين في الإطارات النقابية المختلفة، حتى لا ينتجوا ممارسة تحريفية، تتناقض مع المبادئ النقابية، ومع مبدئيتها، ومع مبادئ حزب الطبقة العاملة، ومع رؤياه الواضحة، لما يجب أن تكون عليه النقابة، والعمل النقابي.

6) وفي حالة إنتاجهم للممارسة التحريفية، فإن عليهم أن يخضعوا للمحاسبة التنظيمية، في إطار تنظيمات حزب الطبقة العاملة، من أجل تحصين حزب الطبقة العاملة، وتحصين مناضليه، العاملين في النقابات المختلفة، ضد ممارسة كافة أشكال التحريف النقابي، الناجم عن الاقتناع بالتحريف الأيديولوجي، والتنظيمي، والسياسي.

وهكذا يتبين، أن حرص الطبقة العاملة على مناضليه، وعلى تتبع ممارساتهم في الإطارات النقابية، يكتسي أهمية خاصة، مصدرها الحرص على أن تصير النقابة، والعمل النقابي، في خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وانطلاقا من الرؤيا الصحيحة للنقابة، وللعمل النقابي، التي لا علاقة لها بالممارسات التحريفية، التي تجعل النقابة مجالا لخدمة شيء آخر، لا علاقة له بمصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

خلاصة عامة:

وحزب الطبقة العاملة، إذا لم يبن تنظيماته على أساس الارتباط بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن خلال النقابات التي يعمل فيها مناضلوه، فإنه، يتناقض مع كونه حزبا للطبقة العاملة، وستبقى الشرائح المنظمة فيه، من غير الطبقة العاملة، التي تكون في غالب الأحيان، حاملة للعقلية البورجوازية الصغرى، المريضة بالتطلعات الطبقية، التي تجعلها مستعدة لتحريف النقابة، والعمل النقابي، عن مساره الصحيح، حتى تجعله في خدمة مصالحها الطبقية، ولتجنب ذلك، لا بد من الحرص على استثمار عمل المناضلين، في الإطارات النقابية، حتى يتغير ميزان القوى لصالح حزب الطبقة العاملة، ومن أجل تجاوز حالة الضعف، التي صار يعاني منها، وتعاني منها النقابة، والعمل النقابي، في نفس الوقت.

فهل يتحمل حزب الطبقة العاملة مسؤوليته في الارتباط بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

وهل يلتزم مناضلو حزب الطبقة العاملة، العاملون في الإطارات النقابية، بالحرص على ربط حزب الطبقة العاملة، بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

هل يحرصون على تجنب إنتاج التحريف، في الممارسة النقابية، والتمسك بإنتاج العمل النقابي الصحيح، الذي لا يخدم إلا مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

إن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لا يعيشون خارج التاريخ، ويرصدون من خلال تواجدهم في الميدان، ومن خلال انتمائهم إلى نقابة معينة، ومن خلال ممارستهم للعمل النقابي، في مستوياته التنظيمية، والمطلبية، والنضالية، ما يقوم به أي نقابي، بقطع النظر عن انتمائه لحزب الطبقة العاملة، أو عدم انتمائه إليه، لتحديد:

هل ينتج العمل النقابي الصحيح؟

هل ينتج العمل النقابي التحريفي؟

هل يرتبط بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

هل يعمل على تقوية النقابة، والعمل النقابي، بإنتاجه للعمل النقابي الصحيح؟

هل يعمل على إضعاف النقابة، والعمل النقابي، بإنتاجه للعمل النقابي التحريفي؟

ابن جرير في: 20 / 4 / 2014

محمد الحنفي