لنكمل طريق -ماركس- بدل الاختلاف والخصام


جاسم محمد كاظم
2014 / 4 / 18 - 21:24     

لنكمل طريق "ماركس" بدل الاختلاف والخصام

وأنت أيضا يا بروتس ..1

آخر الطعنات المعادية للماركسية بدأت اليوم تظهر علنا من رفاق الأمس وربما ما تخفي نفوسهم أكثر .
ويحاول هؤلاء النفر تشويه الإحداث باختلاق الكلمات والتجريديات الموهومة وتحميل تبعات الفشل على الآخرين ممن أكملوا الطريق وأبدعوا فيه غاية الإبداع .
يقول كتاب ومحققي اليوم بان التاريخ الإسلامي نقل بعد أكثر من قرنين على زمن الحادثة ووصلوا بالتحليل إلى قناعة تقول بأنة تاريخ مختلق بمعظمة اسماه جورج طرابيشي في إشكالية العقل العربي " بعصر التلفيق" .

يحاول أصحاب النظرية الجديدة التعريض بالكلمات بدون التصريح بان أتباع ماركس ابتدعوا علية وحرفوا نظريته مثل كتاب التاريخ الإسلامي وان الرجل برى من كل التبعات والويلات التي جرها بعد ذلك المستقبل .

كان أول الضحايا رفيق عمر ماركس وصديقة الصدوق انجلز .
يقول انجلز في خطاب على ضريح ماركس بعد ثلاثة أيام من رحيله :-
" فمثلما اكتشف داروين قانون تطور الطبيعة العضوية اكتشف ماركس قانون تطور التاريخ البشري:..."
ويضيف :-
"كان ماركس قبل كل شيء ثوريا. و كانت مهمته الأولى في الحياة المساهمة بطريقة أو بأخرى في الإطاحة بالمجتمع الرأسمالي و بمؤسسات الدولة التي جلبها معه و كذلك المساهمة في تحرير البروليتاريا الحديثة الذي كان أول من جعلها تعي بموقعها و حاجاتها و تعي بشروط تحررها. لقد كان الكفاح أمرا أساسيا بالنسبة له فكافح بحب و عزم و نجاح لا ينافسه فيهم إلا قليلون.
وأول ما أعلنه انجلز بحق ماركس هي ثوريته الجبارة التي لم تقبل المهادنة أبدا حتى نفسه الأخير .

لكن البعض بدا بالتقول كما يحلوا له بان القوانين الثلاثة للديالكتيك الهيجلي التغيير من الكم للكيف وصراع الأضداد وتداخلها ونفي النفي قد وضعها انجلز في ديالكتيك الطبيعة .
لكن في البحث البسيط نجد أن قوانين هيجل قد رد عليها ماركس بنفسه وهي موجودة في بؤس الفلسفة كما يلي :-

""إننا سنقدم القاعدة المقدمة لهؤلاء الذين لا يعرفون لغة هيجل: التأكيد Affirmation والنفي Negation ونفي النفي Negation of Negation وهذا تعنيه اللغة. إنها ليست عبرية لكنها لغة هذه الحقيقة الصافية، هذه اللغة المختلفة عن لغة الفرد."

ويزيد عليها ماركس أيضا :-

""ولكن عندما تبدأ الحقيقة في وضع قاعدة لذاتها Thesis، فإن هذه القاعدة أي هذه الفكرة تناقض ذاتها Antithesis فتقسم إلى فكرتين متناقضتين – الايجابي والنفي، نعم ولا. والصراع بين هذين العاملين المضادين المتضمن في التناقض يشكل حركة الديالكتيك. النعم تصبح لا، ولا تصبع نعم، نعم تصبح لا ونعم، ولا تصبح نعم ولا، فتتعادل المتناقضات وتتجانس وتشكل بعضها. وتداخل هاتين الفكرتين المتناقضتين يشكل فكرة جديدة هي نتيجة الاثنين Synthesis. إن هذه الفكرة تنقسم مرة أخرى لفكرتين متعاكستين فتعود وتتشابك في نتيجة واحدة. ومن هذا العمل تتولد مجموعة من الأفكار. وهذه المجموعة من الأفكار تتبع نفس حركة الديالكتيك كلائحة بسيطة. "
وهذا هو ديالكتيك هيجل الذي يقول فيه الأخ الازيرجاوي بأنة نفس ديالكتيك ماركس .
يقول مؤلف " تطور الفكر الفلسفي جورج سباين وترجمة د راشد البراوي ما نصه ..:-
" استبعد ماركس من نظرية هيجل دعوى أن الشعوب هي وحدات التاريخ الاجتماعي ذات الأثر الفعال واحل صراع الطبقات الاجتماعية محلها . وهكذا انتزع من الهيجلية صفاتها التي تميزها بوصفها نظرية سياسية – أي قوميتها ونزعتها المحافظة وطابعها المضاد للثورة - وحولها إلى طراز جديد وقوي من الراديكالية الثورية "
ويضيف
" يكمن الفارق المهم بين ماركس وهيجل في حقيقته بان ماركس اتخذ نسخة مادية من الديالكتيك فالأفكار ليست قوى كما تراءى لهيجل ولكنها صور لأشياء حقيقية أي أنها "الانعكاس الواعي للتطور الديالكتيكي الذي يمر بة الواقع الحقيقي "

ويضيف
" أن ماركس وانجلز اعتمدا عل هيجل في فهمهما لطبيعة الديالكتيك العامة وفي تنوع الضرورة التي يكشف عنها في التاريخ .لقد اعترضا عل استعمالات معينة له من جانب هيجل قال عنها انجلز أنها تحكيمية دائما تقريبا ورفضا التفسير المثالي للتاريخ عل أنة تطور ذاتي للفكر أنة على العكس تطور ذاتي للطبيعة نفسها ينعكس في الفكر "


وحين يذكر ماركس هيجل و أفكاره فأنة يصفه في بؤس الفلسفة ما يلي :-

""إن كان الانكليزي يحول الرجال إلى قبعات فإن الألماني يحول القبعات إلى أفكار. فالرجل الانكليزي هو ريكاردو – اقتصادي مشهور وصاحب بنك غني–، أما الألماني فهو هيجل – أستاذ فلسفة بسيط في جامعة برلين. "

ويضيف جورج سباين عن فلسفة ماركس ما نصه :-
" اعتمدت فلسفة ماركس الاجتماعية على تغيير اجتماعي ذي أهمية من الدرجة الأولى تماما وجعلته لأول مرة موضع الاهتمام بشكل واضح وذلك هو وصول طبقة عمالية صناعية إلى الوعي الذاتي السياسي وفي النهاية إلى القوة السياسية "
يقول الأخ جاسم الازيرجاوي ما نصه :-

" لذلك وصف برنشتاين , أن الديالكتيك الهيجلي قد ضلل الاشتراكيين حول مسار تطور الرأسمالية"
يقول مؤلف كتاب تطور الفكر السياسي ما نصه :-

" وحين سافر ماركس إلى باريس انغمس في حد كبير في الاشتراكية الفرنسية التي كانت جزءا من الاختمار الثوري الذي بلغ ذروته عام 1848 وهذا ما اقنع ماركس بأن النظرية الاشتراكية سطحية لأنها افتقرت إلى فهم ديناميه التطور الاجتماعي التي اعتقد أن ديالكتيك هيجل وفرها "
ويضيف في موضع آخر

" أن الاتحاد بين نظرية ماركس بين برنامج العمل الثوري وبين نظرية فلسفية للمجرى الضروري الذي يسير فيه التطور الاجتماعي اتحاد لا يمكن إدراكه إلا بفهم المعنى الخاص الذي يضيفه الديالكتيك على كلمات مثل ضروري ومحتوم "

و لا نريد من هذه المقالة نبش القبور القديمة واستخراج الرفات مثل ما ذكر الأخ "آسو كرماني " بل استكمال الطريق الماركسي مثل ما بدئه ماركس وأظهره "انجلز" على الملا وطوره لينين بعد ظهور وتطور الاختراعات العلمية .

كان الأحرى بكل المناقشين البحث عن طريقة جديدة كمل الطريق تعيد للماركسية دفق الدم في نسغها بدل الانشقاق على طريقة الاسلاموين وفرقهم المتناحرة على التأويل ورسم صورة للرب .

فيا حبذا لو تظافرت كل الجهود والطاقات للعمل والبناء وليس الهدم .
فلنرمي خناجر "بروتس" من بعضنا البعض ولنبدى من أعطاء نقد جديد للاقتصاد البرجوازي في صورته الراهنة كل بما يرتئي بعد أن تداخلت الطبقات وأصبحت العملة متضخمة كثيرا وكثيرا وهي القائدة للسلعة وأضحت الدولة كيس نقود كبير يريد الكل تملكه بعدما كان العكس في زمن ماركس .
وبرزت على الوجه الطبقة الوسطى الرثة لتقود المجتمع وتتبوأ مناصب السيادة وتعيد أكثر أشكال التاريخ بدائية من الأديان الطفلية إلى العادات القديمة المتهرئة لتعيد التاريخ إلى الوراء لتجعلها حقيقة أبدية بعدما ثبت زيفها وبطلانها .

والخلاصة سواء أكان الديالكتيك ماركسيا أم لا فهذا ليس بالحجة والدليل على بطلان الماركسية وثوريتها في التغيير الاجتماعي والسياسي والتي لو سلبت لأصبحت الماركسية فلسفة عادية لا تختلف عن أية فلسفة تحليلية بسيطة للطبيعة والمجتمع كالذي قاله أفلاطون . أرسطو . ديكارت . كانت . وبقية الفلاسفة .
فلنعطي للماركسية دفق دم جديد بتحليل آخر لمجتمع الخدمة الحقير كل حسب طاقته ومعرفته بدل الخصام ونهش اللحم الذي لا يؤدي سوى إلى الهدم والضياع .
"وهنا الوردة فلنجلس هنا "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم محمد كاظم
1- شكسبير ... " يوليوس قيصر"