تقوية العمل النقابي، تقوية لحزب الطبقة العاملة.....3


محمد الحنفي
2014 / 4 / 17 - 10:37     

إلــــــــــــــى:

ــ كل من قتل في نفسه وفي ممارسته تطلعات البورجوازية الصغرى.
ــ كل من يخلص في النضال من أجل البناء الأيديولوجي والتنظيمي والسياسي لحزب الطبقة العاملة.
ــ من أجل إنضاج شروط تحقيق التحرير والديمقراطية والاشتراكية.

محمد الحنفي

المهام المطروحة على حزب الطبقة العاملة في ظل الوضع القائم:

وانطلاقا مما رأينا في الفقرات السابقة، وسعيا من حزب الطبقة العاملة إلى تجاوز وضعية التردي، والحصار، والانحسار، وعدم القيام بالدور اللازم في الإطارات النقابية التي يتواجد فيها مناضلوه، نرى أن ما سيقع غدا، يحضر له اليوم. وإذا كانت المنظمات النقابية غير مؤهلة، اليوم، لمواجهة التحديات، فإن المستقبل يفرض، ومن الآن، اتخاذ كل المبادرات لتقوية العمل النقابي، والعمل على ربط النضال النقابي، بالنضال الاجتماعي، والسياسي بشكل عام، بإدخال كل الطبقات الكادحة، والمحرومة، والمهمشة، من عاطلين، وتجار صغار، وفلاحين صغار، ومعدمين؛ لكن هذه المهمة الشاقة، والنبيلة، لا يمكن أن تقودها النقابة، بالرغم من محاولات بعضها، لتنصيب نفسها لهذه المهمة، إنها، بامتياز، مهمة حزب الطبقة العاملة، باعتباره حزبا ثوريا، يملك وحدة التصور النظري، والأفق الإستراتيجي، والبعد التنظيمي، القادر على استيعاب كل الفئات الاجتماعية المتضررة، من الهيمنة الأمبريالية، في ظل عولمة اقتصاد السوق. وحزب الطبقة العاملة، وانطلاقا من هويته، واختياره الاشتراكي العلمي، قادر، إذا ما تجند كل مناضليه، وانضبطوا لقرارات أجهزته، وتحملوا مسؤوليتهم، في نشر الفكر العلمي بين الجماهير الشعبية الكادحة، ووسعوا التنظيم داخل الفئات الشعبية الكادحة، وعملوا على فرض الحد الأدنى من التوازن، لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، في أفق تعديل ميزان القوى لصالح الشعب المغربي، وجماهيره الكادحة. وإذا كان دور النقابة، يتجسد في تنظيم الطبقة العاملة وباقي الأجراء وسائر الكادحين، فقط، في إطار الصراع من أجل تحسين بيع قوة العمل، فإن المهام المطروحة على حزب الطبقة العاملة، هي:

1) تنظيم أوعى عناصر الطبقة العاملة، في إطار تنظيم حزب الطبقة العاملة، لتوفير الإطار المنظم، والموجه لعموم شرائح الطبقة العاملة، من أجل قيادتها في اتجاه التغيير، وقيادة الصراع الطبقي، ومن أجل بناء المجتمع الاشتراكي، وتوفير إمكانية التحالف مع الفئات المتضررة من نمط الإنتاج السائد، والمتميز بهيمنة المخزن، الخاضع لمراكز الهيمنة الأمبريالية، في وجهها الجديد، المنسجم بإخضاع المجتمعات، والدول، لإرادة القوى الأعظم، المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقوت بانهيار الاتحاد السوفياتي، الذي كان يشكل القطب النقيض.

2) السعي إلى تنظيم الحلفاء الطبيعيين للطبقة العاملة، من فلاحين فقراء، وتجار صغار، وعاطلين، وشباب، ومهمشين، ومثقفين رافضين لنمط الإنتاج السائد، وقابلين لأن يتحولوا، بفعل تشبعهم بالفكر الاشتراكي العلمي، إلى مثقفين ثوريين / عضويين.

3) المساهمة في العمل الفعال، داخل المنظمات الجماهيرية التقدمية، وخاصة منها النقابات، لنشر الفكر الاشتراكي العلمي بين مختلف شرائح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وهي مسؤولية لا ينجزها، وبالدقة المطلوبة، إلا مناضلو حزب الطبقة العاملة.

4) ولإنجاز المهمة السابقة، لا بد من تتبع عمل مناضلي حزب الطبقة العاملة، داخل المنظمات الجماهيرية، ومن بينها النقابات: المركزية، والقطاعية، الذي يجب أن يخضع لتوجيه مضبوط ومحدد.

5) قيام تنظيمات حزب الطبقة العاملة: الفرعية، والإقليمية، والجهوية، بإعداد تقارير عن عمل مناضلي حزب الطبقة العاملة، في مختلف المنظمات الجماهيرية، وفي فروع مختلف النقابات، لاستثمارها في الوقت المناسب.

6) قيام حزب الطبقة العاملة، بتنظيم ندوات دورية، حول سير، وتطور العمل الجماهيري، بما في ذلك الحركة النقابية في المغرب، وحول أداء مناضلي حزب الطبقة العاملة في الإطارات الجماهيرية، والنقابية: القطاعية، والمركزية، لتقييم الأداء الجماهيري، بما في ذلك الأداء النقابي، وما مدى استجابة العمل الجماهيري، بما فيه العمل النقابي، للأهداف التي يسعى حزب الطبقة العاملة إلى تحقيقها في الإطارات الجماهيرية، وعلى المستوى العام.

وما مدى قيام مناضلي حزب الطبقة العاملة، بإشاعة الفكر الاشتراكي العلمي، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

وهل ساعد ذلك على تغذية القواعد الحزبية؟

وإذا لم يحصل، هل معنى ذلك أن مناضلي حزب الطبقة العاملة لم يقوموا بدورهم؟

هل يرجع إلى عدم استيعابهم للنظرية الاشتراكية العلمية؟

أو إلى عدم توفر مناضلي حزب الطبقة العاملة على الأدبيات الاشتراكية العلمية؟

وهو ما يطرح على حزب الطبقة العاملة أن يضع برنامجا يستهدف تسليح مناضليه بالفكر الاشتراكي العلمي، وتمكينهم من القدرة على مواكبة ما يجري في العالم، وفي صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين: محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا.

7) قيام حزب الطبقة العاملة، بإنشاء مدارس تكوين الأطر الجماهيرية: محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا، لإعداد العاملين في مختلف الإطارات الجماهيرية، بما فيها الإطارات النقابية، والقطاعات التابعة لها، عن طريق استيعاب مفهوم العمل الجماهيري، بما فيه العمل النقابي، والغاية التي يسعى إلى تحقيقها، وكيفية التمرس على بناء التنظيم الجماهيري، بما فيه التنظيم النقابي، وقيادته، وكيفية التعامل مع مختلف الملفات القطاعية، والمركزية، وملفات شرائح القطاع الخاص، والعمل على استيعاب قوانين التنظيمات الجماهيرية / النقابية، وأنظمتها الأساسية، والداخلية، وطبيعة مطالبها الخاصة، إضافة إلى المطالب المشتركة، وصولا إلى امتلاك الوعي الجماهيري / النقابي الصحيح، المؤدي إلى حماية المنظمات الجماهيرية / النقابية: المبدئية، والمبادئية، من الوقوع في التحريف، وسعيا إلى إعداد العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لتقبل احتضان الفكر الاشتراكي العلمي، الذي يعتبر شرطا للالتحاق بحزب الطبقة العاملة، الذي يقود الصراع الطبقي في شموليته، من أجل تغيير الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، في أفق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الاشتراكية.

8) إنشاء لجان للدراسات العمالية: محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا، توكل إليها مهمة إعداد الدراسات عن الوضعية الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، للطبقة العاملة، بمختلف شرائحها، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن منظور اشتراكي علمي، والعمل على نشر ما تتوصل إليه تلك اللجان، في صفوف العمال، وباقي الأجراء وسائر الكادحين، وبكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك الوسائل السمعية البصرية، وطبعها في كتيبات، تكون في متناول القراء من العمال، والشباب، حتى تصير أداة من أدوات نشر الفكر العلمي.

9) إنشاء مراكز الاستماع العمالي، في مقرات حزب الطبقة العاملة، من أجل تكوين الملفات العمالية: الفردية، والجماعية، وإيجاد الوسائل لاستثمار تلك الملفات، والعمل على أن يقوم حزب الطبقة العاملة، على إيجاد الحلول لمختلف المشاكل المعروضة في تلك الملفات، لأجل ربط العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بحزب الطبقة العاملة.

10) قيام حزب الطبقة العاملة، بإنجاز نشرة عمالية: محلية، وإقليمية، وجهوية، ووطنية، تهتم بنشر الفكر الاشتراكي العلمي، بين أفراد العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إلى جانب فضح، وتعرية المشاكل التي يتعرضون لها، وما يرتكب في حقهم من خروقات، من قبل الإدارة في القطاعين: العام، والخاص، وتترك مضامين النشرات المحلية، والإقليمية، والجهوية، إلى اجتهادات مناضلي حزب الطبقة العاملة، من أجل التمرس على معالجة القضايا العمالية، ومن منطلق التوجيه العام لحزب الطبقة العاملة، وبمنهج اشتراكي علمي.

11) انفتاح حزب الطبقة العاملة على المنابر الإعلامية المحلية، من أجل تحويلها إلى منابر تهتم بقضايا العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والعمل على إمدادها بدراسات محلية في هذا الشأن، وعدم الاستهانة بالإشعاع، وبالدور الذي يمكن أن تقوم به تلك المنابر، شرط أن تحترم اختيارات حزب الطبقة العاملة، ودون اعتبار للأهداف التي يسعى مسؤولوها إلى تحقيقها، حتى تتحول، بالتدريج، من منابر للإعلام المحلي الهجين، إلى منابر للإعلام العمالي الجاد، والمسؤول.

12) خلق مراكز للتربية على مبادئ، وقيم حزب الطبقة العاملة، وعلى قيم، ومبادئ النقابة، والعمل النقابي المبدئي، تكون مهمتها توجيه ممارسات العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من قبل حزب الطبقة العاملة، ومن قبل النقابة المبدئية، انطلاقا من الأدبيات المتوفرة، بالإضافة إلى أدبيات الاشتراكية العلمية، التي يجب أن يعاد إليها الاعتبار، وعقد ورشات دورية، للتربية العمالية: الحزبية، والنقابية، تستهدف المناضلين العاملين في النقابات، والمتعاطفين مع حزب الطبقة العاملة من العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، المرتبطين بالنقابة المبدئية: القطاعية، والمركزية، وتحت إشراف أجهزة حزب الطبقة العاملة: المسؤولة محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا.

13) خلق إطارات محلية، وإقليمية، ووطنية، مهمتها التنسيق بين أطراف اليسار القائم، في مجال العمل في النقابات، وتحت إشراف أجهزة التنسيق المركزية، مع الحرص على أن يكون حزب الطبقة العاملة، أكثر فعالية في تلك الإطارات، التي تعمل على تجاوز المشاكل، التي يمكن أن تطرأ في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي الإطارات النقابية، من أجل توحيد الجهود، في أفق تحقيق وحدة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين: أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا.

فهل يتحمل مناضلو حزب الطبقة العاملة مسؤوليتهم في إنجاز المهام الموكولة إليهم، وإلى الحزب، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن خلال الإطارات النقابية المبدئية؟

وهل يتحول مناضلو حزب الطبقة العاملة، من مناضلين نقابيين، عاملين في حزب الطبقة العاملة، إلى مناضلي حزب الطبقة العاملة، العاملين في الإطارات النقابية، ومن منطلق تصور حزب الطبقة العاملة للعمل النقابي؟

وهل يتحول عمل مناضلي حزب الطبقة العاملة، في الإطارات النقابية، من عمل غير منتج، إلى عمل منتج لصالح حزب الطبقة العاملة؟

إن من واجب مناضلي حزب الطبقة العاملة، أن لا يتحولوا إلى مجرد موظفين في الإطارات النقابية، بدون أجر، إذا استثنينا المتفرغين للعمل النقابي، مع استمرار تقاضيهم أجورهم من الدولة، إنهم هناك من أجل تحقيق الأهداف الحزبية المرسومة، من أجل أن يصير حزب الطبقة العاملة حزبا للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، على جميع المستويات الأيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، والبشرية.