تقوية العمل النقابي، تقوية لحزب الطبقة العاملة.....2


محمد الحنفي
2014 / 4 / 14 - 16:38     

إلــــــــــــــى:

ــ كل من قتل في نفسه وفي ممارسته تطلعات البورجوازية الصغرى.
ــ كل من يخلص في النضال من أجل البناء الأيديولوجي والتنظيمي والسياسي لحزب الطبقة العاملة.
ــ من أجل إنضاج شروط تحقيق التحرير والديمقراطية والاشتراكية.

محمد الحنفي

الدور السياسي للطبقة العاملة:

إن حزب الطبقة العاملة، الذي يستحضر، باستمرار، الدور التاريخي للطبقة العاملة، يرى، كباقي أحزاب الطبقة العاملة، لقضايا العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أن هذا الدور يكمن في السعي المستمر، إلى القضاء على الاستغلال الطبقي، وأن هذه المهمة، لا يمكن إنجازها إلا بالتنظيم المحكم، والموجه، لكل شرائح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، على أساس نظري واضح، وأفق مرحلي / استراتيجي محكم، ولا تستطيع الحركة النقابية، مهما كان مستوى وعي قيادتها، توفير هذه الشروط، بحجم انشغالااتها بالملفات المطلبية المتعددة، التي تقتضي متابعة يومية، واحتكاكا دائما بطرفي الإنتاج: عمالا، ومشغلين. وكثيرا ما يؤدي هذا الاحتكاك، إلى خلق علاقات مشوبة بالشبهات، بل إلى العمالة الطبقية، فتلجأ القيادة النقابية، إلى نهج بلوكات بيروقراطية، تغطي بها على أخطائها، وممارستها للعمالة الطبقية، كما يمكن لهذا الاحتكاك، أن يؤدي بالقيادة النقابية، إلى ركوب أسلوب التصعيد، والمغامرة، فتتصور أن بإمكانها ممارسة الضغط، وقيادة التغيير، فتدمر، في نفس الوقت، أدوات، وقوى الإنتاج، خاصة، في مرحلة هيمنة القطب الأمبريالي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، التي فرضت هيمنها الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية على العالم. إن الحرية التي تدافع عنها أمريكا، والحقوق التي تدعو لها، هي حرية الاستثمار، وتنقل الرأسمال، والسلع، في حين، تفرض القيود على تنقل الفكر، وأن هذا الواقع، وهذه المخاطر، التي يمكن أن يؤدي إليها، يهدف بالأساس، إلى تفكيك تنظيمات الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وإلغاء الدور التاريخي للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الهادف إلى قيادة النضال، والإسهام في بناء المجتمع الاشتراكي.

وبقدر ما تحاول المنظمات النقابية تقوية التنظيم، لمواجهة تحولات الشغل، وبقدر ما تعمل الرأسمالية على تفكيك عالم الشغل، باللجوء إلى المقاولة، والشغل عن بعد، وعقود الشغل المحدودة الأجل، وفي ظروف استثمار الخوصصة، التي عرفها المغرب، ويحتل ميزان القوى لصالح الرأسمال الخاص هذه المعركة غير المتوازنة الأطراف، يوازيها تفكك تنظيمي، ووعي سياسي شديد التدني لدى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إلى جانب سيطرة الفكر الغيبي، وانتشار التفكك الاجتماعي، وانهيار القيم، وشيوع التعصب، والظلامية، التي تحاول إيهام المجتمع، وإقناع أتباعها، بأنها، بممارستها الإرهابية، ومواقفها المعادية للعلم، والمعرفة، قادرة على تغيير الواقع الاجتماعي، في ظل غياب أي برنامج، أو تصور لسبل التغيير.

فما العمل من أجل استيعاب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لدورهم التاريخي، في هذه المرحلة التي يعاني فيها المجتمع المغربي، من كافة أشكال التردي؟

ما العمل من أجل وضع حد للتفكك التنظيمي / الجماهري: الجمعوي، والنقابي، والسياسي، الذي يستهدف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

ما العمل من أجل وضع حد لسيطرة الفكر الغيبي، والظلامي، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

ما العمل من أجل وضع حد لانتشار التفكك الاجتماعي، وانهيار القيم، وشيوع التعصب، والظلامية؟

كيف نجعل العلم، والمعرفة، يستعيدان دورهما في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، حتى تقوى على تغيير الواقع الاجتماعي، انطلاقا من برنامج محدد، وتصور واضح؟

ما هو الدور، الذي يجب أن يقوم به حزب الطبقة العاملة في هذا الاتجاه؟

إن مناضلي حزب الطبقة العاملة، باعتباره حزبا لكل الكادحين، يعلمون، جيدا، أن مناضلي حزب الطبقة العاملة، العاملين في المنظمات الجماهيرية المختلفة، وخاصة في المنظمات النقابية، يعتبرون القنوات التي من خلالها يتم تصريف رؤيا حزب الطبقة العاملة، المستوحاة من برامج حزب الطبقة العاملة المختلفة، إلى صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه في هذا الإطار، هو:

هل يستوعب مناضلو حزب الطبقة العاملة قوانين الاشتراكية العلمية؟

هل يمتلكون القدرة على توظيفها في تحليل الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي؟

وهل يستطيعون توظيفها في تحليل واقع العمال، وباقي لأجراء، وسائر الكادحين؟

أليس عجز مناضلي حزب الطبقة العاملة عن ذلك، دليلا على ضرورة إعادة الاعتبار للفكر الاشتراكي العلمي في صفوفهم، وفق برنامج محدد، وهادف أولا، حتى يتم تحصين مناضلي حزب الطبقة العاملة، ضد كل التوجهات التحريفية، داخل الإطارات الجماهيرية، وفي مقدمتها الإطارات النقابية؟

ألا يعتبر مناضلو حزب الطبقة العاملة، أن إعادة الاعتبار للفكر الاشتراكي العلمي، في صفوفهم، هو الذي يدفعهم إلى القيام بدورهم، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

أليس ذلك هو الوسيلة لنشر الفكر العلمي، ومقاومة الفكر الغيبي، في صفوف الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

أليس استعادة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين لوعيهم الطبقي، نتيجة لتشبعهم بالفكر العلمي؟

ألا تعتبر استعادة الوعي الطبقي، هي الوسيلة لسعي العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إلى الارتباط بحزب الطبقة العاملة؟

وهل في إمكان حزب الطبقة العاملة، أن يعمل على إعادة الاعتبار للفكر الاشتراكي العلمي، في صفوف مناضليه، وفي صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

ألا يرتبط ذلك بتقوية تنظيم حزب الطبقة العاملة أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا؟

أليست لذلك علاقة بالالتزام بتنفيذ قرارات حزب الطبقة العاملة، الصادرة عن هيئاته التقريرية، على جميع المستويات التنظيمية؟

أليس ذلك الالتزام، هو الوسيلة التي تحمي مناضلي حزب الطبقة العاملة، العاملين في الإطارات الجماهيرية، من استيعاب العمل الجماهيري لهم، على حساب حزب الطبقة العاملة؟

إننا في الواقع، أمام مرحلة تقتضي من مناضلي حزب الطبقة العاملة، أو مناضلي أي حزب، يعتبر نفسه حزبا للطبقة العاملة، تعميق النقاش، وإغناء النظر في ممارسة مناضلي حزب الطبقة العاملة، أو مناضلي أي حزب يعتبر نفسه حزبا للطبقة العاملة، في الإطارات الجماهيرية بصفة عامة، وفي ممارسة حزب، أو أحزاب الطبقة العاملة، بصفة خاصة، وفي ممارسة حزب الطبقة العاملة، في علاقته بالنقابة بصفة أخص، كما هو حاصل، الآن في العديد من الإطارات الجماهيرية / النقابية، وفي العديد من الجهات، والأقاليم، والفروع، مما ينعكس سلبا على مسار علاقة حزب الطبقة العاملة بالمنظمات الجماهيرية، والنقابية، وحتى يصير مناضلو حزب الطبقة العاملة، فعلا، مناضلي حزب الطبقة العاملة، يعملون في صفوف التنظيمات الجماهيرية، والنقابية، انطلاقا من تصور واضح، ومن توجيه حزب الطبقة العاملة، حتى يعتبر ذلك وسيلة لتنمية الحزب، وتوسعه التنظيمي، حتى يصير حزب الطبقة العاملة سائدا أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا، ليتجاوز بذلك، فعلا، أزمة العلاقة بين حزب الطبقة العاملة، وبين المنظمات الجماهيرية بصفة عامة، والمنظمات النقابية بصفة خاصة. التي لا تتجسد لا في النقابة، ولا في التيارات، والتوجهات التي تعمل فيها، بقدر ما تتجسد في مناضلي حزب الطبقة العاملة، الذين ينسون حزب الطبقة العاملة، عندما يذوبون في المنظمات الجماهيرية، وينساقون وراء الفكر المثالي، والتحليل الذي يفتقد إلى العلمية، بدل العمل على إشاعة الفكر العلمي، في صفوف العمال، وباقي الأجراء وسائر الكادحين.