ماركس – لينين . التوافق والاختلاف


جاسم محمد كاظم
2014 / 3 / 29 - 20:16     

ماركس – لينين . التوافق والاختلاف

قرأت على صفحات الحوار المتمدن للأخ جاسم الازيرجاوي مقالته المعنونة "الحزب الشيوعي العراقي أمْ الحزب الاشتراكي الديمقراطي العراقي؟" بتاريخ 27-3-. 2014 .
وتطرق احد الردود الموجهة بكلمات تقول بان اللينينية خدعة كبرى في الماركسية وأنها ظاهرة روسية خاصة وان الحزب اللينيني لم يكن ماركسيا .
وهكذا أصبحت اللينينية بعد أكثر من 90 سنة من هزيمة الرأسمال بدعة في الماركسية ولو تجرا صاحب الرد قليلا بلسان الإسلاميين لزاد في الرد وإنها ضلالة وكل ضلالة إلى النار .

وحجة هؤلاء القوم اختلاف بنية الحزب في عهد ماركس عن عهد لينين ولان ماركس لم يتكلم عن حزب له طليعة تقدمية وأركان حرب .
ويذهب البعض إن لينين لم يتبع ماركس حذو النعل بالنعل وأن اللينينية كانت تشويها للماركسية وبنية مختلفة عنها تمام الاختلاف وأدت بالتالي إلى تدمير الماركسية بانهيار المنظومة الاشتراكية والاتحاد السوفيتي .
وربما كانت عقول هؤلاء القوم ساكنة لا تتحرك مع التاريخ وجدله فهم أشبة بالملالي الناظرين للسكون فقط مع إننا لا نستطيع أن نستحم بماء النهر مرتين كما قال هيراقليدس قبل أكثر من 2000 عام .

اختلف التاريخ كثيرا في عهد لينين عن عهد ماركس كان الاقتصاد في عهد ماركس يتركز على تعظيم الثروة التي كانت في ذلك الوقت الذهب . الفضة والمعادن الثمينة والمواد الأولية الداخلة في الصناعة البسيطة الناشئة آنذاك كصناعة الأحذية والملابس .
وتقاس ثروة الدولة آنذاك بمالديها من ذهب ومعادن ثمينة لذلك كانت هذه الثروة الأساس الذي انطلقت من أجلة الاستكشافات الجغرافية والاندفاع الاستعماري للاستحواذ على هذه الثروات في ما وراء البحار وحدود تلك الدول من اجل البقاء فكانت الدولة القومية والأساطيل البحرية ثم السيادة والتفوق والتوسع في أراضي الغير بالقوة في تلك الفترة التي سميت بمرحلة النهب الاستعماري للشعوب ولم تكن للبضاعة أو السلعة التي ينتجها العمل المأجور قد وصلت إلى ما وصلت إلية في عهد لينين من كونها المعادل الذي تقوم علية قوة العملة كما هي اليوم .
واختلف النظام النقدي المعمول بة في عهد ماركس عن عهد لينين حيث كانت العملة الورقية تحمل في طيات نفسها ما يساوي قيمتها من الذهب أو المعدن النفيس .
ولم يعرف عهد ماركس الانفصال مابين النقود الورقية وقيمتها الذهبية كما حصل بعد ذلك وكان كل فرد يستطيع أن يبادل ما عنده من عملة بالمعدن النفيس أو الذهب أن شاء أو أراد لان كمية البضائع كانت أكثر من كمية النقد .

تغير الموقف كثيرا بعد ماركس وانجلز في الربع الأول من القرن العشرين بعد الطفرة الهائلة في الصناعة واستخراج الثروات المخبوءة في رحم الأرض وبدء ظهور الصناعة الحديثة ذات الإنتاجية العالية الكفاءة والكم الكبير للسلع .
ومع انتشار السلع الهائل تغير شكل ومفهوم الدولة القديمة نحو الدولة الحديثة القائمة على استعمار الشعوب الأخرى والاستيلاء عليها بقوة الجيوش الحديثة والتكتلات الدولية عن طريق تشريع الانتداب أو الحكم غير المباشر .
وتغير النظام النقدي ولم يعد رأس المال الثابت أو رأس المال المتحول القوة الفاعلة بظهور أبناء غير شرعيين لرأس المال المنتشر مثل خلايا السرطان فكان رأس المال الاحتكاري ورأس المال المالي وبدل أن تقود السلع كميات النقود ومخزونها أصبح العكس هو الصحيح فبدأت النقود ورأس المال المتضخم تقود السلع حتى أصبحت السلع بعد ذلك شيئا ثانويا أمام كمية النقد الساحق ورأس المال المتضخم الذي أصبح عالميا وكونيا في طبعة وتعدى حدوده الأولية باستعمار أمم وشعوب أخرى ونتيجة للسباق المحموم لامتلاك الأسواق في ما وراء البحار دخلت الأرض مرحلة الحروب الكونية وتقاتلت الأمم فيما بينها .

ولذلك لم يعد اتحاد العمال في بينهم كافيا لدحر الرأسماليين والدولة الحديثة كما قال ماركس وانجلز في البيان الشيوعي " يا عمال العالم اتحدوا " .

يقول ماركس :-
" إنّ الشيوعيين ليسوا حزبا منفصلا في مواجهة الأحزاب العمالية الأخرى و ليست لهم مصالح منفصلة عن مصالح عموم البروليتاريا.).
وهذا الكلام كان قبل أن تتطور الرأسمالية وتصبح إخطبوطا هائلا له ألف ذراع اختلفت معها القوانين والتشريعات ولم يعد إضراب العمال يعامل في الليبرالية الأولى البسيطة أيام ماركس مثلما يعامل في الليبراليات اللاحقة لتلك الدول فكان أي إضراب أيام الحرب يعني الخيانة العظمى تدوس فيه أقدام خيول الدرك رؤوس المتظاهرين ويساق المضربين نحو السجون أو الجيوش العابرة للمحيطات وأصبحت الرقابة على العمال وتصفيتهم شيئا سهلا بظهور أجهزة القمع الجديدة المتمثلة بالمخابرات والشرطة السرية وعتاة المجرمين ممن تستخدمهم السلطة لحسابها وأصبح الاغتيال من ابسط الطرق لتصفية الخصوم ورؤساء العمال أو مثيري المشاكل في الدولة الحديثة .
فاقتضت الضرورة تشكيل حزبا من طراز آخر فولاذي البنية يستطيع قيادة حركة النضال العمالي .
.لقد تجلت عبقريات" لينين" في مقتبل العمر واثبت من نعومة أظافرة بأنة هو القائد الذي انتظرته البروليتاريا حين نظم في كتابة الرائع" ما لعمل" وهو لازال ابن الثلاثين عاما بوادر التنظيم الحديدي الثوري للحزب الشيوعي على نطاق عالمي يحدد فيه المفاهيم التنظيمية المركزية والمركزية الديمقراطية وأكد على أن هذه المنظمة الحديدية لابد أن تتشكل من الثوريين المحترفين لان العمال البسطاء لا يستطيعون تنظيم أنفسهم بأنفسهم مما تقتضي الضرورة دور القائد والمفكر الطليعي :-
( إن فكرة الحزب الثوري هي الظاهرة التي تلازم أعلى مراحل تطور الصراع الطبقي وهي واحدة من نتائجها ) ( وبدون حزب حديدي لا يتمتع بثقة الجماهير لا يمكن أن يكتب النجاح لأي نضال لهذا الحزب ) حتى أخذت كل الأحزاب الأخرى بما فيها الإسلامية والقومية أشكال تنظيمها الحزبي من لينين .
تناول لينين بعد ذلك دور الحزب الطليعي في قيادة الدولة والبروليتاريا بعد الانتصار الكامل على فلول الرأسمال :-
( إن دور الحزب بعد مرحلة الظفر يعتمد على قوتين راسيتين يتمثل أولهما بالجهاز الإداري للدولة وثانيهما المنظمات الجماهيرية)
و أكد لينين على نظافة الحزب من الانتهازيين والوصوليين والتأكد من كل أعضائه وقياس قابليتهم للعمل وسط الجماهير وكيف يكون انضباطهم الحديدي وأثنى على دور المثقفين في نشر الحركة الثورية بين الجماهير .
فكان الحزب وتنظيمه ودورة في الحياة السياسية أول مواضيع الخلاف مع النخبة الماركسية الأولى .
أختلف لينين أولا مع روزا لكسمبورغ والمناشفة حول دور الحزب الشيوعي وقيادته للطبقة العاملة .
رأت روزا إن سيطرة الحزب على السلطة الكاملة وإلغاء بقيت الطبقات لهو إلغاء لمفهوم الديمقراطية داخل نطاق الطبقة العاملة لتصبح الطبقة العاملة بالتالي أسيرة لأفكار الحزب من مجرد خروجها من نير الرأسمال ليجد نفسها تدخل في نير الحزب وأغلاله ويصبح بالتالي حزبا للنخبة بدل إن يكون تنظيما للطبقة العاملة .
وهي ترى بالتالي الإبقاء على بقية الطبقات الأخرى من البرجوازية الصغيرة وبقية الطبقات الأخرى وهذا ما انتقده لينين بشدة لأنة بالتالي يؤدي إلى الإبقاء على الوحدة المتداعية مع الطبقات الانتهازية وان أهم واجبات الحزب في مراحله الأولى سحق بقية الطبقات سحقا تاما والتي يصفها لينين بالحقيرة والحقيرة لألف مرة.
واثبت التاريخ خطا نظرية روزا لوكسمبورغ حيث لقت حتفها على يد الشرطة السرية والبرجوازية الألمانية مع كارل ليبنخت ورميت جثتها في النهر بدون أن يعرف ذلك احد .

وظهر في التاريخ مصطلح اللوكسمبورغية ليكون مرادفا ومناقضا لمصطلح اللينينية وأصبح مذهب روزا بحقيقته مذهب مستقل عن اللينينية والبلشفية بل ومعارض له .
وأصبحت روزا لكسمبورغ في نظر التيارات اليسارية المتطرفة والأحزاب البرجوازية المناوئة لللينينية رسوله الحرية والمواطنة العالمية والداعية إلى إقامة حكم المجالس العمالية في حملة استهدفت البلاشفه واللينينية بوجه خاص .
.
وكان مورد الاختلاف الثاني لروزا مع لينين حول دور الفلاحين مع العمال إذ كانت ترى أنة لا يمكن إن يتحد العمال مع الفلاحين لأنها ترى بان هذه الطبقة من الطبقات الرجعية التي لا يمكن إن تتحالف مع طبقة العمال .
وان قال ماركس من قبلها إن الفلاحين لا يعول عليهم في عملية التحويل نحو الاشتراكية في كتابة "الحرب الفلاحيه في ألمانيا" .
لكن تصرف لينين كان من الذكاء في احتواء هذه الطبقة الغفيرة في روسيا الفلاحيه .
يقول لينين في هذه الطبقة الغفيرة :-
" أما المهمة الثانية للحزب فهي القيام بعمل ثقافي بين جماهير الفلاحين والحال إن الهدف الاقتصادي من هذا العمل الثقافي بين الفلاحين إنما هو التعاون بالضبط . فإذا استطعنا تنظيم جميع السكان في التعاونيات رسخت أقدامنا في الميدان الاشتراكي ولكن هذا الشرط - أي تنظيم جميع السكان في التعاونيات - يفترض درجة من الثقافة لدى الفلاحين ( وأقول الفلاحين لأنهم يشكلون جمهورا غفيرا جدا ) يستحيل معها تعميم هذا التنظيم في التعاونيات دون ثورة ثقافية ".
ويضيف :-
(ينبغي لنا أن نسعى جهدنا لبناء دولة يستمر فيها العمال على تولي قيادة الفلاحين ويحتفظون فيها بثقة الفلاحين دولة يقضي فيها العمال عن طريق توفير صارم حتى على اقل مظاهر الإفراط والتبديد في جميع ميادين علاقاتهم الاجتماعية... فإذا استمرت الطبقة العاملة في تولي قيادة الفلاحين استطعنا عن طريق اشد ما يكون من الصرامة من المضي في إدارة اقتصاد دولتنا"..
ويضيف في موضع أخر :-
"إذا كان ينبغي في سبيل إنشاء الاشتراكية بلوغ مستوى معين من الثقافة ( مع العلم أنة ما من احد يستطيع أن يقول بدقة ما هو هذا "المستوى " المعين "من الثقافة " لأنة يختلف من كل من دول أوربا الغربية ) فلماذا لا يمكن لنا أن نبدأ أولا بالظفر عن طريق الثورة بالشروط المسبقة لهذا المستوى المعين لكي نتحرك فيما بعد للحاق بالشعوب الأخرى مستندين إلى حكم العمال والفلاحين والى النظام السوفيتي"

وأشار الانتقاد الثالث إلى اللينينية بأنة يأتي من انتهاج لينين للسياسة الاقتصادية الجديدة التي اشتهرت ب(NEP) وهي سياسة الدولة البروليتارية في مرحلة الانتقال من الرأسمالية نحو الاشتراكية والتي أقرت وجود العناصر الرأسمالية لوقت محدود مع الإبقاء على كل المواقع الأساسية للاقتصاد في يد البروليتاريا وكان الهدف النهائي منها يتمثل بتطوير القوى المنتجة الاقتصادية للدولة الجديدة وإنهاض الاقتصاد الزراعي لعملية التحول نحو الاشتراكية .
وأصبحت خطة لينين الجديدة سهما قاتلا وجه ضد اللينينية واعتبرت خطة لينين الجديدة عند بعض الاقتصاديين مجرد تحول بسيط في الاقتصاد الرأسمالي لعموم روسيا وان لينين لم يأتي بشي جديد سوى انتهاج رأسمالية جديدة أسموها "رأسمالية الدولة ".
يقول لينين حول ذلك :-
" كلما تحدثت عن السياسة الاقتصادية الجديدة استشهدت بمقالي الذي كتبته عام 1918 عن رأسمالية الدولة وقد اثأر ذلك أكثر من مرة الشكوك عند بعض الرفاق الشبان ولكن شكوكهم كانت تدور بوجه خاص حول مسائل سياسية مجردة كانوا يفكرون بأنة لا يجوز إطلاق اسم رأسمالية الدولة على نظام تكون فيه وسائل الإنتاج ملكا للطبقة العاملة وتتسلم فيه الطبقة العاملة زمام الحكم ولكنهم لم يلاحظوا إني استعملت تعبير " رأسمالية الدولة "
ويكمل بنفس المقالة :-
" من المؤكد إن التعاونيات في ظروف دولة رأسمالية هي مؤسسات رأسمالية جماعية ومن المؤكد كذلك إننا إذ نجمع في واقعنا الاقتصادي الراهن بين المشروعات الرأسمالية الخاصة ( ولكن فقط على الأرض التي تخص المجتمع لا بشكل أخر وفقط تحت رقابة سلطة الدولة التي تعود للطبقة العاملة لا بشكل آخر ) وبين المشروعات ذات الطراز الاشتراكي المنسجم إن وسائل الإنتاج تخص الدولة وكذلك الأرض التي تقوم عليها المشروعة والمشروعة بمجملها ) لابد من إن توضع هنا مسالة طراز ثالث من مشروعات كانت من حيث الأهمية المبدئية لا تتمتع فيما مضى بالاستقلال واعني بها المشروعات التعاونية . في ظل الرأسمالية الخاصة تتميز المشروعات التعاونية عن المشروعات الرأسمالية كما تتميز المشروعات الجماعية عن المشروعات الخاصة . وفي ظل رأسمالية الدولة تتميز المشروعات التعاونية عن المشروعات الرأسمالية التابعة للدولة . أولا من حيث أنها مشروعات جماعية .وفي ظل نظامنا الحالي تتميز المشروعات التعاونية عن المشروعات الرأسمالية الخاصة من حيث إنها مشروعات جماعية ولكنها لا تتميز عن المشروعات الاشتراكية إذا كانت وسائل الإنتاج والأرض التي بنيت عليها هذه المشروعات تخص الدولة أي الطبقة العاملة "

وكان سهم النقد الرابع الذي وجه إلى اللينينية أنها انتهجت نهجا أخر نحو التحول إلى الثورة العالمية بانتهاجها مبدأ الثورة في بلد واحد أو "الاشتراكية في بلد واحد " وهذا ما يخالف كثيرا التنظير الماركسي الذي يقول بعمومية الثورة وان كان ماركس حين يتحدث عن الثورة يقول :-
" إن الثورة الاشتراكية هي نتيجة حتمية لظرف موضوعي تكون مستقلة عن إرادة الأحزاب والشخصيات السياسية . وان الانتقال إلى الاشتراكية يتوقف على مستوى الإنتاج داخل النظام الرأسمالي نفسه" وان رسالتنا واهتمامنا ينصب على جعل الثورة الاشتراكية ثورة دائمة في كل البلدان من اجل تحقيق وحدة البروليتاريا الكاملة " ..
وعلى هذه النحو طالب التروتسكيين أولا بإعادة أركان النظام القديم وعناصره الرأسمالية والتوافق مع العناصر البرجوازية والمعادية لثورة أكتوبر وانتهجوا سياسيات معادية للخط اللينيني .
يقول لينين في إحدى كتاباته :-
" إن الشيوعي الذي يقول أنة لا يجوز توسيخ اليدين وأنة يجب أن تكون لدية أيد شيوعية نظيفة وأنة سيبني المجتمع الشيوعي بأيد شيوعية نظيفة دون أن يستخدم التعاونيين البرجوازيين الحقراء المعادين للثورة إنما هو منمق جمل فارغة لأنة بالعكس لا يمكن الاستغناء عن استخدامهم . إن المهمة تقوم ألان عمليا في انه يجب أن نجذب إلى خدمتنا أولئك الذين ربتهم الرأسمالية ضدنا وان نراقبهم كل يوم ونضع فوقهم مفوضين عمالا في جو التنظيم الشيوعي وان نقطع كل يوم دابر التطاولات المعادية للثورة ونتعلم منهم في الوقت نفسه"..
ويضيف في موضع أخر حول أولئك المتحذلقين :-
" جميعهم يقولون عن أنفسهم أنهم ماركسيون ولكنهم يفهمون الماركسية بأكثر ما يمكن من الحذلقة . إنهم لم يفهموا قط ما في الماركسية من أساسي أي دياليكتيكها الثوري . إنهم لم يفهموا إطلاقا حتى إشارات ماركس الصريحة حيث قال انه ينبغي الحد الأقصى من المرونة في أيام الثورة .... بل إنهم لم يلاحظوا مثلا إشارات ماركس في مراسلاته التي تعود كما اذكر إلى عام 1856 حيث أعرب عن الأمل بان يتحقق في ألمانيا اتحاد حرب الفلاحين القادرة على خلق وضع ثوري مع الحركة العمالية ... حتى هذه الإشارة الصريحة يتهربون منها ويطمسونها ويدورون حولها كما يفعل القط حول مرق ساخن"

ويكمل في برنامجنا حول نظرية ماركس :-
" فنحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به؛ بل إننا مقتنعون، على العكس، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لذلك العلم الذي يترتب على الاشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الاتجاهات، إذا شاءوا ألا يتأخروا عن موكب الحياة. ونحن نعتقد أنه من الضروري بخاصة أن يدرس الاشتراكيون الروس ويطوروا نظرية ماركس بصورة مستقلة لأن هذه النظرية لا تعطي سوى موضوعات توجيهية عامة تطبق مثلا في بريطانيا على غير ما تطبق في فرنسا، وفي فرنسا على غير ما تطبق في ألمانيا، وفي ألمانيا على غير ما تطبق في روسيا. "
يقول لينين في الشخص الذي يدعي بأنة شيوعي :-
"إن الشيوعي الذي يدعي الشيوعية لأنة تعلم استنتاجات جاهزة دون أن يقوم بعمل كبير جدي كثير ا وصعب جدا دون أن ينظر بعين ناقدة إلى الوقائع التي يترتب علي أن يتبصر بها بفكر ناقد نفاذ . إن مثل هذا الشيوعي يدعوك للرثاء له . وليس ثمة ماهو أشام من موقف سطحي كهذا الموقف . فإذا كنت اعرف إني اعرف قليلا بذلت كل ما في طاقتي لأعرف المزيد ولكن إذا زعم امرؤ يدعي أنة شيوعي بأنة ليس بحاجة لان يعرف أي شي ثابت فأنة لن يصبح أبدا ولو شبيها بالشيوعي ... بل إننا لن نتمكن من توطيد أسس المجتمع الجديد الشيوعي . و لن نتمكن بالأحرى من انجاز بناء هذا المجتمع الجديد على هذه الأسس ...""

عمل لينين من اجل الحزب والثورة الاشتراكية ودولة العمال وكلفة هذا العمل معظم حياته وتزوج في أخريات العمر ولم يرزق بنعمة الأطفال ولولا لينين وثورة أكتوبر لم يعرف العالم عن ماركس والماركسية والدولة العمالية وجدال اليوم والأحزاب الشيوعية شيئا ولكان فهمهم لماركس قدر معرفتهم بديكارت وكانت وسائر الفلاسفة .
ومن شدة اعتداده بنفسه كان يرى نفسه بأنة على الحق واليقين التام بينما كان الآخرون عرضة للتخاذل وقد منحة هذا اليقين أرادة فولاذية فائقة وقوة هائلة وهو القائل :-
" لنعطي التاريخ دفعة إلى الأمام"
يصفه جورج لوكاش :-
" وكأنة يجيب عن هذا السؤال المطروح "بأنة المنظر الوحيد الذي يرقى إلى درجة كارل ماركس ".
ويقول عنة غرامشي :-
"بأنة المنظر الذي أصبح فكرة قوة فاعلة في التاريخ "
وتصفه الموسوعة السياسية :-
" قائد الثورة السوفيتية النظري والعملي ومؤسس الاتحاد السوفيتي أضاف إلى الماركسية دراسات هامة عن الاحتكار والاستعمار والحزب والقومية والتحالف بين العمال والفلاحين والثورة الثقافية والديمقراطية المباشرة حتى أصبحت النظرية الماركسية تسمى من بعدة " بالماركسية - اللينينية .."