القيادي والعاطفي في التنظيم الشيوعي . أنا والرفيق النمري نموذجا


جاسم محمد كاظم
2014 / 3 / 25 - 18:49     

أثارت مقالي المنشورة على الحوار المتمدن :-
" ماذا لو كنت سكرتيرا للحزب الشيوعي مكان " سلام عادل " ردا للرفيق النمري .
وإذا كان الرد يقاس بالكلمات المجردة فأنة يبقى أسير الورقة لكن كلمات الرفيق النمري احتوت في مضمونها على أهمية التطبيق العملي للتنظيم والغاية التي يناضل من اجلها .
وتبين من كلمات المقالة والرد البون الشاسع مابين تفكير التلميذ وعقل الأستاذ العارف بخفايا الأمور في حركة التنظيم في ساعة اللحظة .
يعتبر التنظيم الحزبي مدرسة متكاملة عند " لينين " ولابد لهذا التنظيم أن يكون بصلابة الفولاذ وجديا في تطبيق النظرية إلى واقع ومابين طرح لينين عن الحزب وتنظيمه انشق حزب العمال الاشتراكي إلى تيارين مختلفين .
أراد احدهم العمل سوية مع البرجوازية التي اعتبرها وطنية بينما نادى الثاني بضرورة الثورة " وان كل السلطة للسوفيت" .
واثبت التاريخ صدق نظرة لينين وان أهم ما في الثورة الشيوعية هو تحطيم الطبقات المناوئة للبروليتاريا لان أي تنازل عن حق البروليتاريا في الحكم يعتبر انتحار بحق للثورة العمالية .

السياسة لا تعرف العاطفة وليس العمل في التنظيم الشيوعي لعبة "نرد " وتسلية أطفال لأنة عمل محكوم بالفناء في حالة ارتكاب الخطأ .
العاطفة تعني الموت في قانون السياسة وحين يحكمك قانون نفي النفي تكون أنت المنفي لا محالة .

تعليق الرفيق النمري القائل " لو كنت الأمين للحزب الشيوعي العراقي لما خضعت لأوامر خروشوف الذي بات يبحث عن المصالحة مع معسكر الإمبريالية ويرى أن الحزب الشيوعي العراقي يجب ألا يستلم السلطة كما توجه بخطاب مفتوح إلى عبد التنصر عقب تمرد الشواف .
لو كنت الأمين العام للحزب لحرصت أن أكون لينينياً حتى النخاع وخلعت قاسم دون تردد في العام 1962 وقد ظهر قاسم عدواً للشيوعيين ووصل به الأمر أن يعبث بالثورة ويعيد الاآرين إلى القيادات العسكرية وهم الذين انقلبوا عليه وحتى في 8 شباط يوم الانقلاب الأسود منع قاسم السلاح على الشيوعيين وذهب يستسلم لعصابة المتآمرين .""

في هذا الرد تكمن عقلية المعلم العارف بالوضع وتحليل اللحظة وموازنة مواقع القوة والضعف في جسد التنظيم وكيفية استغلال نقطة التفوق والقوة على الخصم.
وعلى هذا الأساس يجب أن تكون مواصفات القيادة والإدارة للحزب الشيوعي فشتان أن يؤخذ العمل الشيوعي ككلمات متيبسة من الكتب قدر أخذة كواقع فعال من ارض المكان .
كلمات الرفيق النمري أجابت على سؤال التاريخ الأول وأعادت موقف لينين إلى الواجهة بلحظة الضرورة التي يجب أن لا تؤخر لاستلام السلطة وإعادة نصب العالم الواقف على رأسه ليكون واقفا على قدميه بالقوة كما فعل لينين مع "كيرنسكي " لان تغير موازين القوى سيقلب ظهر المجن وهذا ما حصل بالفعل .

ومابين مقالة التلميذ ورد المعلم يتضح دور القائد الفعلي وقراره التاريخي المحنك بالشجاعة التي يجب أن تؤخذ بالحسبان من جديد عند العمل في تنظيم ماركسي يؤمن بالتغيير نحو الأحسن بدل العواطف المجة القاتلة .

يقول نابليون في أهمية عقلية الدور القيادي ومهمته في تحقيق النصر :-
" بان جيش من الوعول يقوده أسد أفضل بكثير من جيش من الأسود يقوده وعل "

وعلى ضوء هذا العقل العارف بالتاريخ واستثمار لحظاته علينا إعادة قراءة التاريخ بتراكمه المعرفي وخبرته السابقة لكي لا نكرر نفس الخطأ ونكون مصداقا لقول أمام الحكمة علي بن أبي طالب وهو يقول :-
" أغبى الأغبياء من عثر بالحجر مرتين "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ