المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب - تتمة


مريم نجمه
2005 / 7 / 3 - 12:36     

أتابع موضوع - المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب ,
نظرا لأهميتة في هذه المرحلة التي اختلطت فيها جميع الأوراق , وشوّهت المبادئ , وسقط الكثير , مع الأسف - من أدعياء الإشتراكية العلمية برصاص الليبرالية والعولمة المغلّف بالسكر , الذي زعم أن الرأسمالية المتوحّشة هي نهاية العالم . ليكون درسا لمعاملة الحكام ( الوطنيين الديمقراطيين ) لشعوبهم .. , ومعاملة الأحزاب للرأي الاّخر بين صفوفها .
*
لكي يتمكن الشعب من ممارسة الإنتاج والدراسة على نحو مثمر ومن العيش في أوضاع يسودها النظام , فإنه يطالب حكومته والمسؤلين عن الإنتاج وعن المؤسسات الثقافية والتربوية بأن يصدروا مختلف الأوامر الإدارية المناسبة ذات الطابع الإلزامي .
فبدون هذه الأوامر الإدارية يستحيل المحافظة على النظام العام , وهذا أمر واضح يدركه كل إنسان له معارف أولية . إن الأوامر الإدارية , وأسلوب الإقناع والتثقيف يشكلان أسلوبين يكمّل أحدهما الاّخر في حلّ التناقض بين صفوف الشعب .
وحتى الأوامر الإدارية التي توضع للمحافظة على النظام العام ينبغي أن تكون مصحوبة بالإقناع والتثقيف , لأن الإعتماد على الأوامر الإدارية وحدها لا يجدي نفعا في كثير من الحالات . ( ماوتسيتونغ -حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب - 27 فبراير -شباط 1957 ) .
*
من المؤكد أن البرجوازية والبرجوازية الصغيرة ستعبّران عن أيديولوجيتهما , ومن المؤكد أنهما ستعبّران عن نفسيهما في المسائل السياسية والأيديولوجيّة بعناد .. , وبجميع الوسائل الممكنة , ولا يمكن أن يتوقع المرء منهما غير ذلك .
ولا يجوز لنا أن نلجأ إلى أسلوب الضغط لمنعهما من التعبير عن نفسيهما , بل علينا أن ندعهما تفعلان ذلك , ومتى فعلنا ناقشناهما ووجّهنا لهما النقد الملائم . ومما لا شك فيه أن واجبنا نقد الأفكار الخاطئة بجميع أنواعها . ولا يجوز بطبيعة الحال أن نتركها دون نقد وننظر إليها بلا مبالاة وهي تنتشر في كل مكان , وندعها تحتكر السوق كما تشاء .
إن الأخطاء يجب أن تنقد والأعشاب السامة يجب أن تكافح حيثما ظهرت , إلا أن مثل هذا النقد لا يجوز أن يكون متصفا بالجمود العقائدي ولا أن نستخدم فيه الأسلوب الميتافيزيقي , بل ينبغي أن نستخدم الأسلوب الديالكتيكي جهد طاقتنا , وينبغي أن نبني النقد على التحليل العلمي والحجج القوية الإقناع . ( من نفس المصدر السابق ) .
*
إن نقد نقائص الشعب ضروري , .... ولكن علينا أن نتخذ في نقدها موقف الشعب حقا مدفوعين برغبة صادقة خالصة في حماية الشعب وتثقيفه . فإذا عاملنا الرفاق كأعداء فمعنى ذلك أننا انقلبنا إلى موقف العدو . ( المعلم ماو - أحاديث في ندوة الأدب والفن بيناّن - مايو - أيار - 1942 - المؤلفات المختارة , المجلّد الثالث ) .
*
إن التناقض والصراع شيئان عامان ومطلقان , إلا أن طرق حل التناقضات , أي أشكال الصراع , تختلف تبعا لاختلاف طبيعة التناقضات . فبعض التناقضات تتميّز بصفة عدائية مكشوفة , وبعضها على خلاف ذلك . وتبعا للتطور المحدّد للأشياء , تتطوّر بعض التناقضات التي لم تكن في الأصل ذات صفة عدائية فتصبح تناقضات ذات صفة عدائية .
وهناك تناقضات أخرى هي في الأصل ذات صفة عدائية , ولكنها تتطور فتصير تناقضات صفتها غير عدائية . ( في التناقض - أغسطس - اّب 1937 - المؤلفات المختارة - المجلّد الأول ) .
*
إن التناقضات بين صفوف الشعب في الظروف العادية ليست تناقضات ذات صفة عدائية . ولكنها قد تصبح ذات صفة عدائية إذا عولجت بطريقة غير ملائمة , أو إذا ضعفت يقظتنا زقل حذرنا . ومثل هذه الحالات في البلدان الإشتراكية هي , عادة , ظاهرة جزئية مؤقتة ليس إلا . والسبب في ذلك يعود إلى نظام إستغلال الإنسان للإنسان قد أزيل في البلدان الإشتراكية , وأن مصالح الشعب فيها واحدة في الإساس . ( المعلم ماو - حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب - 27 - فبراير - شباط - 1957 - ) .
*
إن التناقض بين الطبقة العاملة والبرجوازية الوطنية في بلادنا هو في عداد التناقضات بين صفوف الشعب . كما أن الصراع الطبقي بينهما هو , عموما , صراع طبقي داخل صفوف الشعب , ذلك لأن للبرجوازية الوطنية في بلادنا طابعا مزدوجا .
ففي مرحلة الثورة الديمقراطية البرجوازية , كانت هذه الطبقة البرجوازية ثورية من جهة ومائلة للمساومة مع العدو من جهة أخرى . وفي مرحلة الثورة الإشتراكية , تقوم من جهة باستغلال الطبقة العاملة وتجني من وراء ذلك الأرباح , وهي من جهة أخرى تؤيد الدستور وترغب في قبول التحويل الإشتراكي . إن البرجوازية الوطنية تختلف عن الإمبريالية وطبقة ملاكي الأراضي والبرجوازية البيروقراطية .
والتناقض القائم بين الطبقة العاملة والبرجوازية الوطنية هو تناقض بين المستغل ( بفتح الغين ) والمستغل ( بكسر الغين , وهو بطبيعته تناقض ذو صفة عدائية , غير أنه من الممكن , في ظروف بلادنا الخاصة , أن يتحوّل هذا التناقض الطبقي ذو الصفة العدائية إلى تناقض ليس له صفة عدائية ويحل بالطرق السلمية إذا ما عولج بطريقة صائبة . أما إذا لم نعالج هذا التناقض معالجة صحيحة ولم نتبع تجاه البرجولزية الوطنية سياسة الإتحاد والنقد والتثقيف , أو إذا رفضت البرجوازية الوطنية سياستنا هذه , فإن التناقض بين الطبقة العاملة والرجوازية الوطنية سيتحول إلى تناقض بيننا وبين أعدائنا . ( من نفس المصدر السابق )
*
إن الرجعيين في البلدان الإشتراكية يتواطأون مع الإمبرياليين ويستغلون التناقضات القائمة بين صفوف الشعب فيعمدون إلى بذر بذور الشقاق وإثارة الإضطرابات بغية الوصول إلى ماّربهم التاّمرية . ( من نفس المصدر السابق ) .