من الديمقراطيه الى الثيوقراطيه الشيعيه


ليث الجادر
2014 / 2 / 12 - 21:36     

• في تخوم المنطقه الغربيه من العراق تكتمل الان المراحل الاخيره لعملية اعادة انتاج مفهوم الديمقراطيه البرجوازيه وتحولها الحتمي بسبب احتضانها للطائفيه الى اطار قانوني لسلطه شوفينيه مطلقه ..

دعوني اشتم ثقافة الرياء.... دعوني اشتم المثقفين الاغبياء اللذين يساهمون بالمجزره ويرتكبون الاثم بلا ثمن ...دعوني اسالئكم واسائل هؤلاء المذبوحين بلا سكين هل ان العنب مضر ؟ سؤال غريب اليس كذلك ؟ لا ... ستعرفون انه ليس بغريب,, وانه يبدوا لكم الان كذلك لان الثقافه عندنا.. اما نفاق ورياء او درخ عن ظهر قلب ..هل الحصرم له ذات النفع الذي يحتويه العنب ؟ سؤال اخر يا كل المرائين سيدهشكم !! لاباس من يريد ان يكمل معي فاليصبر وليتحمل مزيدا من هزات الكتف ..هزات الكتف تستخدم لايقاظ النائمين وانتم اكثر من ان توصفوا بالنيام !!انتم بالذات ايها الشيعه اللذين تمثلون قاعدة التشيع السياسي ..هل تعرفون الحصرم ...طبعا تعرفونه ولابد ان تعرفونه ولقد ضرستم منه الكثير!! هل الحصرم ليس عنبا في ماهيته ؟ ام ان الحصرم هو العنب في سيرورته ؟ دعوني اخبر المؤدلجون الشعبيون منكم ولاذكر المؤدلجون الاقحاح بالتشيع ان علي بن ابي طالب يقول ان الحصرم ليس عنبا في حال جنيه بغير وقت ايناعه !!طبعا لم تصل محدودية الذهن درجه في تدنيها بحيث نحتاج هنا الى ان نذكر بان الحصرم في هذا المقام يوحي الى ماهية شيء في حال سيروره ... ولا اظن كذلك ان هناك من هو محدود الذهنيه بحيث لايجد حرجا في انكاره لحقيقة ان (الشعب ) العراقي يرفض النظام الديمقراطي ..ونعم هناك من لايتحرج من هذا لانه يظن بانه سيعبر عن تفاهت منطقه فقط حينما يقع في التناقضات ..وجل هؤلاء هم من انصار ودعاة التشيع السياسي والجزء الباقي هم من مفردات تلك الفئه المتكلسه التي تقتات على ثقافة الموديلات الغربيه المتهرئه ..هؤلاء جميعا وفي النهايه سنجد انهم اعادوا انتاج مفهوم الديمقراطيه واليتها النيابيه تماما مثل الذي يصر على ان الحصرم هو عنب ..اعادوا انتاج الديمقراطيه الى اليه قهر شوفينيه مهلهله ..والا فهل هؤلاء الساده يستطيعون ان ينكروا مقاومة العرب السنه للنظام ؟ فما وصلت اليه الاحداث وتازماتها في الانبار هذه الايام استنفذت بالكامل كل تلك الذرائع والحجج المفبركه التي كان يتحجج بها المدافعون عن المشروع الديمقراطي الاسلا-امبريالي ..تلك الحجج التي تنسب مقاومة النظام ورفضه الى شكل محدد من الفعاليات المسلحه التي يقوم بها تنظيم القاعده وباقي التنظيمات الارهابيه المدعومه من اطراف خارجيه ..هذه الكليشهات المجه فقدت بالكامل كل معنى واقعي لها بعد تطور الاحداث الاخيره..والصوره الان صارت واضحه فاهالي الانبار واهالي المناطق السنيه صاغوا موقفهم الرافض لكلا الطرفيين المتنازعيين (سلطة المركز والتنظيمات الاسلاميه المسلحه )..وتطورات تطبيق هذا الموقف تجعل اهالي هذه المنطقه يقتربون من امتلاك شروط ومبررات اعلان الصراع من اجل الحريه السياسيه ونيل الاستقلال الذي سيعتبره ما تبقى من الوطنيون الديمقراطيون سواء من هم من المثقفين او السياسيين بانه مطلب انفصالي غير مشروع ..هؤلاء سيجدون انفسهم ومنذ الان في وضع المسائل عن معنى فرض الديمقراطيه النيابيه على الشعب ومدى توافق الية النظام الديمقراطي وتتطابقه مع الاداء الوطني ..والاسئله التي توجه وستوجه لاحقا لهم تتمحور فيما اذا كانوا يعتبرون الوطن هو وطن الشيعه فقط وان العرب السنه انما هم اقليه او فئه يمكن اعتبارها من الدرجه الثانيه ؟ واذا كان جوابهم بالنفي وهو الجواب المنطقي المفترض فالسؤال اللاحق الذي سيواجهونه هو هل ان من الديمقراطيه شيء يحرم نصف كم الشعب من تحقيق رغبته وارادته ..اليست الديمقراطيه حكم الشعب بالشعب ؟ ام انها باتت تعني عندنا في العراق حكم السلطه الشيعيه للسنه العرب والاكراد على السواء ؟ ام ان هناك تفسير اخر وهو التفسير الحقيقي الذي يعطي لكل هذه المفاهيم (الشعب والديمقراطيه والسلطه ) معاني اخر ليست كالتي الان نؤشر اليها ؟ بالتاكيد هناك تفسير اخر لهذه المفاهيم وبالادق هناك حقيقه مخفيه ومتستر عنها لهذه المفاهيم ..بالتاكيد ان جوهر النظام الديمقراطي هو عباره عن شرك خبيث يتم نصبه في طريق الوعي الطبقي وما يحمله في حناياه من نزعه حتميه للثوره ..وبكل تاكيد فان كل المثقفيين ونخبهم يدركون ان الديمقراطيه ما هي الا اخبث اشكال السلطه التي من خلالها يمكن تمرير الظلم الطبقي .. ولكن ما هو مهم هنا ان هذا الشكل لايمكن ان يحتفظ بعدائيته الناعمه الا اذا تشكل على امكانيات اجتماعيه ترتكز باجملها على قاعده متينه من الاقتصاد ..والا فان فرض هذا النظام وبطريقه قسريه على مجتمع من قبل ارادات خارجيه لا يعني الا فرض شروط مزمنه لفوضى اجراميه ..وهذا هو الحصرم الذي يصر مثقفي الترهات العراقيون بتقديمه على انه عنب !! وهذه هي الفوضى التي تعم في مقاييس الوعي وموضوعات الواقع ليستطيع من خلالها البرجوازيون تمرير موقف تشكيله اجتماعيه فوقيه باعتباره اراده شعبيه ... فبالاضافه الى ان مصطلح (الشعب) هو بذاته مفهوم استهلكته الدوله الاقطاعيه ومن ثم حنطته الدوله البرجوازيه الراسماليه لتدفع به وعي مفهوم الطبقه الثوريه ..فان ديمقراطية القسر عندنا ولأنها تاسست على ركائز دينيه حولت هذا المفهوم الى دائره ضيقه لا تعني الا طائفه مؤدلجه بعينها ..