الأخلاق عند ماركوس اوراليوس


اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني
2014 / 1 / 31 - 12:53     

121-180 امبراطور روماني, من فلاسفة الرواقية, له مؤلف يتيم (وحيداً مع الذات), صاغ فيه باسلوب الحكم والمأثورات, تأملاته حول الأخلاق, التي لا يفصلها عن الدين. ويرى اوراليوس ان السلوك الأخلاقي يرتكز الى عقل الانسان, الذي هو وليد العقل الالهي الكوني وجزء منه. وهذا العقل الكوني هو علة ما في الكون من نظام متسق عادل, يجب ان يندرج فيه الانسان, الذي يسير على هدى عقله. ويذهب اوراليوس الى شيئاً مما يستثير عادةً لدى الناس, الذة او الألم (الغى والفقر, المجد والانحطاط, الحياة والموت) لا يمكن ان يقيم من خلال مقولتي الخير والشر, لأنهما قد يكونان من نصيب من يستحقهما, ومن لا يستحقهما على السواء. ان السلوك الحق الوحيد, السلوك الخلقي, هو نبذ التطلعات الى الخيرات الخارجية, والارتقاء فوق الأهواء والانفعالات, والنظر الى كل ما يحدث على انه تجلي لقانون كوني شامل. ولذا تجب ادانة كافة المحاولات لتغيير شيء ما في العالم, للاخلال (بخطة الكل), فلن تسفر الا عن الاجحاف بحق الطبيعة والمجتمع. صحيح ان اوراليوس يطيل الحديث عن واجبات الانسان الاجتماعية, وعن ضرورة الاخلاص للخير العام, لكن مذهبه الأخلاقي, ككل, جاء مفعماً بالنزعة الفردية. فهو يؤكد ان بلوغ الكمال الأخلاقي متعذر الا عن طريق الانكفاء على الذات والتعمق فيها, والوقوف على طبيعة الكلي وادراك الطابع العابر لحياة الانسان, والتفكر بالموت القادم لا محالة. وقد مارست هذه الاراء الأخلاقية, بنزعتها التشاؤمية ودعوتها الى الاستكانة والصبر, تأثيراً ملحوظاً في تكون الأخلاق المسيحية.

المصادر:
1- علم الأخلاق, ايغور كون, فيلسوف سوفييتي
2- النفسية والسلوك الطبقي, فاسيلي ديميتريف... فيلسوف بلغاري
3- اعداد... اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني ©