(البراغماتية) في الأخلاق


اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني
2014 / 1 / 31 - 21:30     

اتجاه في فلسفة الأخلاق, راج في الولايات المتحدة الأمريكية منذ مطلع القرن العشرين وحتى الستينات, ارسى اسس المذهب الأخلاقي البراغماتي وليام جيمس, الذي صاغ مبدئيه الأساسيين:
1- الخيرهو ما يلبي حاجة ما.
2- ان كل حالة اخلاقية فريدة لا تتكرر, ولذا تتطلب في كل مرة, حلاً جديداً تمام الجدة.
وفيما بعد تطورت هاتان الموضوعتان الى نظرية متكاملة على يدي الفيلسوف البراغماتي ديوي, والمفكر الأخلاقي ج.تافتس, وعالمي الاجتماع ج.ميد و أ.سيمول, وفيرهم. ويطرح البراغماتيون انفسهم خصوماً لتطرفين في الأطيقا: للنزعات الدوغمائية والاطلاقية في الأخلاق, التي تصور القيم الأخلاقية شيئاً كلياً, فوق الزمن, ومعزولاً عن الحالة الحياتية المتغيرة دائماً وأبداً, من جهة, واللاعقلانية والشكية والوضعية الجديدة, التي تنفي دور العلم في الأخلاق, ولا تعترف بأن التصورات الأخلاقية تقوم على المعرفة. وقد كانت لنقد البراغماتيين لتياري الأطيقا البرجوازية المعاصرة هذين قيمته الايجابية. ولكن تحليل مضمون النظرية الأخلاقية البراغماتية يبين انها تتسم, هي نفسها, باللاعقلانية والنسبوية, وأن دفاعها عن حقوق العلم, والعقل في الأخلاق ليس, في حقيقة الأمر, الا دفاعاً وهمياً بحتاً. فالبراغماتيون, الذين يؤكدون على (حيوية وعملية) نظريتهم الأخلاقية, ينفون, في الوقت ذاته, قيمة المبادئ الأخلاقية العامة, ويزعمون ان المشكلات الأخلاقية كلها يجب ان يحلها الانسان نفسه, بحيث لا يراعي الا الحالة الملموسة, التي يتواجد فيها. وبذلك ينفي البراغماتيون, في جوهر الأمر, امكانية الدراسة النظرية للمشكلات الحياتية العملية, كذلك ظل شعارهم, الداعي الى تحويل الأطيقا الى (علم عملي), اعلاناً فارغاً معلقاً في الهواء. ان البراغماتيين يتحدثون عما للعقل من شأن كبير في حل مسائل الأخلاق. ولكنهم يرون أن العقل لا يمكن ان يساعد الا في حل مسألة اختيار وسائل وأدوات بلوغ الأهداف الطروحة, اما الأهداف ذاتها فيتعذر, على حد زعمهم, تأسيسها عقلياً. حتى وتخرج مسألة الأهداف عن اطار الأطيقا والأخلاق. ان الأهداف عند ديوي, تتحدد بتطلعات الناس الارادية, فلا يرصدها العقل الا بعد ان ينخرط الانسان في الفعل. ومثل هذا المدخل الى مشكلة (الأهداف والوسائل) يعني, في الحقيقة, التبرير الأخلاقي للأهداف (وضمناً اهداف النشاط البرجوازي), طالما ان ثمة من يعمل لتحقيقها. وبذلك يرد دور العقل في الأخلاق الى حل المهمة النفعية البحتة: ما هي انجع السبل لتحقيق هذا الهدف أو ذاك (اياً كان هذا الهدف). اما العقل نفسه كأداة في التفكير النظري, فيحط به الى مستوى العقل الحياتي.
ان تطلعات الأطيقا البراغماتية لأن تغدو علمية وعملية جائت واهية الأسس, وانقلبت على صعيد الواقع, الى حلول وسط, اقرب الى روح الانتهازية والنفعية البرجوازية. وهذا يؤدي, في عدد من الحالات, الى تبرير اللاأخلاقية واللامبدئية وسياسة استخدام شتى الوسائل للوصول الى الغايات المطلوبة.

المصادر:
1- علم الأخلاق, ايغور كون, فيلسوف سوفييتي
2- النفسية والسلوك الطبقي, فاسيلي ديميتريف... فيلسوف بلغاري
3- اعداد... اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني ©