الأمر القطعي (Categorical Imperative)


اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني
2014 / 1 / 6 - 15:14     

المقولة الأساسية في (أطيقا كانط), وهو (القانون الأخلاقي), الذي صاغه كانط: لا تتصرف الا وفقاً للقاعدة, التي تسير عليها ويمكن في الوقت نفسه أن تتمنى أن تغدو قانواً اخلاقياً كلياً (اي بحيث يمكن للاخرين جميعاً السير عليها).
وكان كانط يعتبر انه اكتشف في (الأمر القطعي) مبدأ, مبدأ يمكن ان تستخلص منه المطالب الأخلاقية الأقل عمومية, والتي يقبل بها الجميع (اذا كان النهج الذي تختاره في السلوك, لا يمكن للاخرين السير عليه, فانه يكون خاطئاً).
أما في حقيقة الأمر فان الطابع الصوري لهذا المبدأ (الصورية) يحول دون امكانية التعويل عليهالا في تحديد ما اذا كان النهج, الذي اختاره المرء في السلوك, ينتسب الى الأخلاق, هذا في حين يمكن ان تندرج تحته منظومات شتى من الأخلاق, بما فيها الزائفة والمحافظة. كما يشكل الأمر القطعي لوناً خاصاً من تأسيس مبدأ المساواة في الأخلاق: ان المطالب الأخلاقية, اياً كان مضمونها, يجب ان تكون كلية الطابع, يجب ان تنسحب على الناس جميعاً. ويميز كانط, (الأمر القطعي) (الأمر المطلق) عن الأمر الشرطي, والذي يعني: اذا كنت تريد التوصل الى هدف ما, عليك ان تقوم بتصرفات معينة كوسائط, وكانط, يعتبر (الأمر الشرطي) غير صالحاً لكي يكون معياراً للخلقية. ويشير كانط, الى انه ليس بوسع الأمر الشرطي أن يعطي قاعدة عامة لكل الناس, لأن اهدافهم وتطلعاتهم مختلفة دوماً, ان تصور كانط هذا يعكس الواقع الاجتماعي القائم على تضاد المصالح الخاصة, والمميز للمجتمع البرجوازي.
لقد نفى كانط, مبدأ الأمر الشرطي كمعيار خلقي ليقف ضد الفهم النفعي الضيق للخلقية, ضد الحسابات (العملية) وروح المتاجرة, التي تولدها الملكية الخاصة. كما رفض فهم الأخلاق بروح المبدأ المميز للسياسة البرجوازية- (الغاية تبرر الوسيلة), ورفض معها استخدام الانسان اداة للوصول الى اهداف, غريبة عنه.
ولكن كانط, بتركيزه الاهتمام على الواجب الشكلي, النابع من (الأمر القطعي) ينفي, في الحقيقة, الطابع الملموس الهادف, للفعل الأخلاقي, الذي من خلاله تتحقق متطلبات الانسان الاجتماعية- الأخلاقية.
وفي مجابهة مبدأ (الاستخدام المتبادل) البرجوازي, الذي يبرر استغلال الانسان للانسان, يطرح كانط الأمر القطعي في صيغته التالية: تصرف بحيث تنظر دوماً الى البشرية, في شخصك او في شخص اي انسان اخر, نظرتك الى هدف, ولا تنظر اليها ابداً على انها مجرد اداة فقط.
وعلى هذا الأساس رأى الكانطيون الجدد في كانط (رائد الاشتراكية). ولكن كانط نفسه كان يعتبر ان مبدأ هذا متعذر على التحقيق في الحياة, فنقل تحقيقه الى عالم بعيد كل البعد, الى عالم الغيب. وقد طور التحريفي برنشتاين فكرة كانط هذه الى الموضوعة القائلة: (الهدف الأخير- لا شيء, والحركة هي كل شيء!), وذلك في محاولة دعم تكتيك الانتهازية في الحركة العمالية, والتخلي عن النضال الثوري بالقول أن المهمة الوحيدة للطبقة العاملة هي النضال من اجل اصلاحات سطحية في اطار الرأسمالية.

المصادر:
1- علم الأخلاق, ايغور كون, فيلسوف سوفييتي
2- النفسية والسلوك الطبقي, فاسيلي ديميتريف... فيلسوف بلغاري
3- اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني ©