ماذا نتعلم من نضال نيلسون مانديلا ؟


توما حميد
2013 / 12 / 31 - 11:41     

لست هنا بصدد الحديث عن الكاريزما و الحكمة والصبر والشجاعة و الثقة بالنفس والاخلاص وقوة الارادة والصفات القيادية الاخرى التي تحلى بها نيلسون مانديلا او حجم المعاناة التي قاسها على المستوى الشخصي في ظل حكم نظام التميز العنصري في جنوب افريقيا. لقد تحدث الاعلام الرسمي كثيرا عن كل تلك الامور باسهاب ولكن اود الحديث عن الدروس التي يمكن استخلاصحها من نضال نيلسون مانديلا والمؤتمر الوطني الافريقي.
ولكن قبل كل شيئ يجب ان اوضح بانه لايمكن التعلم من نضال نيلسون مانديلا اذا لم نعرف من كان نيلسون مانديلا. مانديلا لم يكن "شيوعي ارهابي" كما يصفه اقصى اليمين عندما تكون الشيوعية في قاموسهم مرادفة للفاشية او في افضل الاحيان للانظمة التي حكمت القطب الشرقي ايام الحرب الباردة والدول التي دارت في فلكه والارهابي من يستخدم النضال العسكري ضد الظلم والقمع التي تمارسه الطبقة الحاكمة بشكل عام والطبقة الحاكمة في الغرب بشكل خاص. ولم يكن نيلسون مانديلا "القديس" الذي ناضل بشكل سلمي ضد نظام الفصل العنصري كما يصفه قادة البرجوازية واعلامها في وقتنا الحاضر. من جهة اخرى مانيدلا لم يكن عدو الماركسية والطبقة العاملة و مناصر التاتشرية و النيوليبرالية كل هدفه حماية الرأسمالية وثروة واملاك حكام البلاد من البيض والاحتكارات العالمية و درء خطر النضال الثوري الذي نشب في ظل الابارثايد والثورة الاجتماعية من اجل الاشتراكية كما يقول اقسام من اليسار الهامشي.
يمجد نيلسون مانديلا وينظر له كبطل من ابطال البشرية وكمصدر الهام على مستوى العالم. ولكن سبب هذا التمجيد ليس واحدا. فالمواطنون السود في جنوب افريقا وحتى في العالم يمجدونه لانه تمكن من رد الاعتبار لهم و تخليص السود في جنوب افريقيا من نظام الابارثايد و التقدميون يمجدونه ويعتبرونه مصدر الهام لما قدمه في نضاله من اجل تحرر الانسان. في حين الطبقة الحاكمة واعلامها الماجور وان كانت تتحدث عن انقاذ البلاد من الحرب الاهلية و بناء "وطن قوس قزح عرقي" تحكمه "ديمقراطية متعددة الاحزاب والاعراق وتسود فيه حرية الصحافة" ولكن في الحقيقية تمجده وتعتبره بطلا من ابطال عصرنا لانه في النهاية لم يمس النظام الاقتصادي الرأسمالي في جنوب افريقيا ومصالح الراسماليين في هذا البلد وبقى اقتصاد البلد مندغم في الاقتصاد الرأسمالي العالمي كما لم يمس معادلات السلطة على مستوى العالم في وقت كان هناك فرصة لاخذ هذا المسار.

من المفهوم ان يكون تقيم كل طرف لنيلسون مانديلا والمكانة التي يعطيها له نابعة من مصالحه ووجهة نظره ولكن تقيم وتمجيد البرجوازية الغربية وحكوماتها واعلامها له كان مرائيا وزائفا الى اقصى الحدود. لقد كان الغرب وامريكا بالذات عدو كل ماقام به نيلسون مانديلا في القسم الاعظم من حياته وكانت تعتبره ارهابيا. في حين كانت للحكومات الغربية علاقات طيبة من نظام الفصل العنصري. ولم ترفع الولايات المتحدة إسم المؤتمر الوطني الافريقي من قائمة الإرهاب إلا في 2008. وامريكا ريجان وبريطانيا تاتشر بالذات كانتا من المدافعين الاشداء عن نظام الفصل العنصري الحاكم في جنوب إفريقيا، باعتباره حليفا للغرب اثناء الحرب الباردة. ففي 1981، صرح الرئيس الامريكي رونالد ريكان إنه يدعم جنوب إفريقيا لأنه "بلد وقف إلى جانبنا في جميع الحروب التي خضناها؛ بلد ذو أهمية إستراتيجية بالنسبة للعالم الحر بسبب ما ينتجه من معادن".في 1985 كانت الولايات المتحدة اكبر شريك تجاري لجنوب افريقيا وثاني اكبر مستثمر اجنبي حيث كانت تسيطر على نصف صناعة النفط و75% من صناحة الكوبيوتر 23 % من صناعة السيارات. ان التعاون كان مدفوعا بالدرجة الاساس من قبل مصالح الرأسمال. اذ كان نظام الابارثايد جزئا من الامبريالية العالمية حيث وفر شروط العمل الامبريالية في جنوب افريقيا التي امنت فائض قيمة عالية نتيجة وجود ايدي عاملة رخيصة من خلال قمع عنصري وطبقي مبرمج للسود في جنوب افريقيا ، ولهذا السبب تجاهلت الحكومات الغربية هذا القمع.
ولكن في السنوات الاخيرة من حياة نيلسون مانديلا احتفى الغرب و امريكا بالذات به كرمز للحرية. ولقد تبارى قادة الغرب بعد وفاة مانديلا في تمجيده والاشادة به والقاء الاوصاف والالقاب عليه. فقال اوباما : اليوم ، خسرت الولايات المتحدة صديقا مقربا ، وخسرت جنوب افريقيا محررا لا يقارن ، وخسر العالم مصدر وحي للحرية والعدالة والكرامة الانسانية ،نبكي خسارته ولكننا سنكرم ذكراه الى الابد". كما قال "الزعيم الراحل كان صوتا للضعفاء، وسيبقى رمزًا للباحثين عن العدالة" واضاف "الراحل مانديلا الذي كان الأكثر شجاعة وتأثيراً على وجه الأرض، أنجز أكثر مما يمكن توقعه من أي رجل"، ومضى قائلا، إن مانديلا رحل و"قد خسرنا أحد أكثر الأشخاص شجاعة وتأثيراً، أحد أفضل البشر الذين يمكن أن نمضي معهم وقتاً على وجه الأرض، وهو لم يعد يخصنا، بل يخص الأجيال".
وقال ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني المحافظ : "الليلة خبا نور من أسطع الأنوار في عالمنا ، لم يكن نلسون مانديلا بطلا لعصرنا هذا لكنه كان بطلا لجميع العصور". وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في الاشادة بمانديلا "انه مقاوم استثنائي ومقاتل رائع" . يكفي ان نعلم ان اربعة من رؤوساء الولايات المتحدة بما فيهم جورج دبليو بوش حضروا مراسيم تشيع نيلسون مانديلا.
كان وراء هذا الاختلاف الكبير الذي طرأ على موقف الغرب من نيلسون مانديلا سببان وهما ان مانديلا وانتصاره كان قد اصبح حقيقية وكان على الغرب التعامل معه وكان من القوة بحيث لم يكن بامكان الغرب ان يعارضه ببساطة وخاصة في وقت لم يكن هناك حاجة قوية الى مثل هذه المعارضة والسبب الاخر هو ان مانيدلا لم يقم بالاطاحة بالنظام الرأسمالي او المساس بمصالح البرجوازية في جنوب افريقيا.
ولكن عدم معارضة مانديلا ومن ثم القبول به و تمجيده يتطلب خلق تقارب وتوافق بين اهداف الغرب واساليب النضال وصفات القائد المثالي التي يروج لها و اهداف مانيدلا واسلوب نضاله وصفاته القيادية. وينتهي الامر الى خلق تصوير عن مانديلا كمعارض سلمي ليبرالي وباسفستي مستعد على مصافحة اعدائه والتساوم معهم وليس كمناضل شرس وحازم التجا الى العنف عندما وجده مناسبا لتركيع اعدائه وكان في مراحل محرك النضال وملهمه واحدى الجمرات التي ابقته مشتعلا. ان موقف الغرب من مانيدلا والمؤتمر الوطني والتغير الذي طرأ عليه يكشف بشكل جلي بان مواقف الغرب لم تكن يوما من الايام على اساس حقانية القضية او المبادئ التي يروج لها من قبيل" الديمقراطية" و"حق الشعوب في تقريرمصيرها" و " السلم" وغيرها. لقد دافع الغرب عن نظام التميز العنصري لعقود لان هذا النظام كان يوفر شروط مناسبة لتراكم الرساميل الغربية وكان حليفهم في الحرب الباردة .
لقد كان نيلسون مانديلا قريبا من الحزب الشيوعي الجنوب افريقي الذي كان تنظيما مهما ولعب دورا مهما في المؤتمر الوطني ومع قادته مثل جو سلوفو وكرس هاني والشخصيات الاساسية الاخرى . كما كان لنيلسون مانديلا علاقات قريبة مع الاتحاد السوفيتي والدول الاخرى التي ادعت الشيوعية او التي كانت ضمن المعسكر الشرقي. وكان حتى بعد وصوله للحكم يكيل المديح لفديل كاسترو وكوبا وينتقد احيانا الولايات المتحدة على سجلها العنيف والمعادي للحرية.
لقد وعد نيلسون مانيدلا والمؤتمر الوطني لعقود بتحقيق العدالة الاجتماعية وحتى اقامة " الاشتراكية" على طراز الاشتراكيات التي عرفناها في دول القطب الشرقي والدول الدائرة في فلكه والتي اقامت رأسماليات دولة دون ان تغير من علاقة العامل بوسائل الانتاج، اي دون ان يتحكم العمال بموقع العمل بمافيه ماذا ينتجون وكيف واين يتم الانتاج وظروف العمل وماذا يعملون بفائض القيمة التي ينتجونها. لقد قال نيلسون مانديلا مرارا بانه حال وصوله للسلطة سيقوم فورا بتاميم المناجم والبنوك ومعظم الصناعات الاساسية كجزء من برنامجه الاشتراكي الاساسي. ولم يكن لديه اي تردد في هذا الامر.
ولكن بعد وصوله الى السلطة لم يقم بهذا العمل، كما لم يقم المؤتمر الوطني من بعده بهذه المهمة ايضا. منذ اول يوم دخل نيلسون مانديلا في مفاوضات مع الطبقة الحاكمة في جنوب افريقيا كان موضوع شكل الاقتصاد وثروة الاغنياء البيض والبرنامج الاقتصادي للمؤتمر الوطني مسالة اساسية في هذه المفاوضات. وكانت البرجوازية العالمية تمارس الضغط من اجل ثنيه والمؤتمر الوطني عن هذا البرنامج وقد اشتد هذا الضغط بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وفي عام 1992 خضر نلسون مانديلا قمة المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس ، سويسرا. لقد هدد من قبل اصحاب الرساميل والشركات والبنوك العالمية الكبيرة بان اي حركة باتجاة تاميم الاقتصاد سوف تؤدي ليس لوقف الاستثمارات في جنوب افريقيا بل حتى سحب الاستثمارات التي كانت موجودة بالفعل في البلد. كما اخبره وفود الصين وروسيا بان بلدانهم كانت بصدد الانتقال السريع الى اقتصاد السوق وخصصة الاقتصاد.
لم يجد مانديلا والمؤتمر الوطني الافريقي سندا عالميا في تلك الفترة. وكان جنوب افريقيا بحاجة الى مساعدات خارجية في حين ان تاميم الصناعات واعادة توزيع الاراضي كان سيدفع الغرب الى عدم التعامل معهم . حدث هذا في وقت لم يامنوا بقدرات الجماهير الثورية في جنوب افريقيا، لذا قبلوا ببرنامج اصلاحي ضعيف مالبث ان تخلوا عنه بعد فترة قصيرة وقبلوا باملاءات البنك النقد الدولي وسياسات اقتصاد السوق وخصخصة مشاريع القطاع العام التي كانت موجودة تحت نظام الابارثايد. لقد كانت تلك الحقبة فترة انتصر فيها ريكان وتاتشر في الحرب الاقتصادية والايدولوجية مع القطب الشرقي والخصخصة وتحرير الاقتصاد من القيود والقوانين كانت الممارسة السائدة.
قبل اكثر من عقدين قررجنوب افريقيا تحت مانيدلا والمؤتمر الوطني ان يتوجه نحو سياسات اقتصاد السوق الحر.قرروا ان يكون جنوب افريقيا صديقا للرأسمال العالمي اي ان يفتح الابواب له و يرهب به وان يقوم بكل ما بامكانه لتسهيل الاستثمار وان لايتخذ اي من الخطوات التي تخيف هذا الرأسمال ، فكانت النتيجة كارثية.
ان عدم المساواة العرقية التي كانت موجودة تحت النظام الفصل العنصري قد تم القضاء عليها بشكل كبير حيث تم تحسين المكانة القانونية والسياسية والثقافية للسود اي حققت المساواة بين السود والبيض امام القانون، وضمن حق التصويت والتنظيم للسود وحقوق سياسية ومدنية اخرى ولكن بقت اغلبية الجماهير محرومة من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية الاساسية.
ولكن ليس لم يتم تثوير الاقتصاد الرأسمالي بشكل جذري او حتى تاميم الصناعات الاساسية وتنفيذ البرنامج الاقتصادي الذي وعدوا به لعقود قبل الوصول الى السلطة فحسب بل توجهوا بشكل اكثر نحو اقتصاد السوق. ان تطبيق سياسات الليبرالية الجديدة قد ادى الى انخفاض في المستوى المعيشي على مستوى العالم بما فيع الدول المتقدمة ولكن هذا الانخفاض كان اسوا في الدول الاقل تقدما والاكثر فقرا مثل جنوب افريقيا. الاحصاءات التي تخص جنوب افريقيا في كل المجالات مخيفة للغاية.

اليوم مجتمع جنوب افريقيا هو اكثر المجتمعات عدم مساواة في العالم وهو في وضع انهيار.أن التعاسة هي نصيب الاغلبية السحقة الفقيرة كما كان الحال تحت نظام الابارثايد. ان 60% من الدخل القومي يذهب الى اغنى 10% بينما 50% من السكان يعيشون تحت خط الفقر ويحصلون على 8.7 % من الدخل القومي. وتبلغ نسبة البطالة اليوم في جنوب افريقيا 50%. هذا اضافة الى عدم الامان والعنف والجريمة، فجوهانزبيرك هي عاصمة العالم للاغتصاب والجريمة حيث يقتل 5000 في هذه المدينة بشكل متعمد سنويا.
ولايزال الاغنياء من البيض يسيطرون على الاراضي والثروة وان كانت شريحة صغيرة من الرأسماليين السود ومسؤولي المؤتمر الوطني قد لحقت بهم. فهناك مقدار كبير من الفساد التي يسيطر على الحزب في كل المستويات. فشخصيات من المؤتمر قد راكمت ثروة هائلة مثل سيرل رامافوسا القائد النقابي السابق لعمال المناجم الذي جمع ثروة بمئات الملاين من الدولارات بطرق مختلفة منها ابرام عقود لعمالة رخيصة لصالح الشركات الاحتكارية.
وهناك نقص وتدهور سريع في الخدمات الاساسية مثل الصحة والتعليم والماء الجاري والكهرباء. ان العنف والتعمال الوحشي من قبل الشرطة مع المعارضين وخاصة العمال هو امر روتيني وهناك تقويض مستمر لحرية التعبير. نظام التميز العنصري ارتكب مجزرة شاربفيل ضد العمال في عام 1960، بينما قام المؤتمر الوطني بمجزرة ماريكانا حيث قتل 34 من عمال المناجم المضربين عن العمل من قبل الشرطة بامر من شركة التنجيم. والغضب ينمو بين الفقراء في جنوب افريقيا بوتيرة متسارعة ومعه ينمو الاحتجاج . فالصراعات الطبقية المريرة التي حدثت في اخر سنتين ليس لها مثيل في اي بقعة اخرى من العالم. جنوب افريقيا اليوم هو اسوا مما كان عليه تحت النظام العنصري في الكثير من المجالات والسبب ليس عدم اهلية السود للحكم او نتيجة البرنامج الاشتراكي لنيلسون مانديلا كما يقول اليمين الغربي المتطرف بل نتيجة التدهور في الوضع المعيشي على مستوى العالم نتيجة ازمة الرأسمالية والتوجه المتزايد نحو السياسات الاقتصادية النيوليبرالية.
رغم كل الانجازات التقدمية التي حققها نيلسون مانديلا والمؤتمر الوطني الافريقي الا ان قرارهم بانه لم يكن بالامكان تجاوز الرأسمالية اي ان الاشتراكية لم تكن خيارافي تلك الحقبة ادى الى استمرار وتعمق عدم المساواة في المجتمع. مثلما لم تحقق البرجوازية بعد الثورة الفرنسية شعار الذي رفعته اي الحرية والمساواة والاخاء الاجتماعي في اوربا او اي مكان اخر، لم يتمكن نيلسون مانديلا باقتصاده الرأسمالي من تحقيق الحرية والمساواة والاخاء الاجتماعي التي وعد بها لان الرأسمالية هي ضد كل هذه الاهداف.
ان الميل المتزايد نحو الساسيات النيوليبرالية منذ 1994 مع مايتطلبه من قمع وعنف واستغلال ادى الى خلق مجتمع في وضع الانهيار كما هو الحال في الكثير من الاماكن بما فيه في قلب كبرى المدن الغربية.
التاريخ سيحكم على نيلسون مانيدلا والمؤتمر الوطني على هذه الحقيقة كما سيحكم عليهم على انهائهم لعمر النظام العنصري المشؤوم.
ان الدرس الاساسي الذي نتعلمه من نضال نيلسون مانديلا هو: من اجل ادخال تغير جذري في حياة الانسان وتحيقيق الحرية والمساواة والاخاء يجب الاطاحة بالنظام الرأسمالي.
من جهة اخرى على عكس الرؤية التي تخلقها الطبقة الحاكمة عن عقم وعبثية وحتى خطورة الحركات الجماهيرية والمشاركة في النضالات الاجتماعية فان النضال الذي اطاح بنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا هو افضل مثال على اهمية وفعالية الحركات الجماهيرية والنضال الجماهيري . اذا يعتبر نضال نيلسون مانديلا والمؤتمر الوطني الافريقي احد اهم نضالات البشرية في القرن العشرين ضد الظلم والتميز. لقد استمر هذا النضال لعقود وكانت هناك تضحيات ضخمة الا انه في النهاية حقق انتصارا لصالح الجماهير المظلومة الثائرة ووضع تاثير على مصير البشرية بشكل عام.
.