رفاقي وأصدقائي في احزاب وفصائل اليسار الماركسي العربي...


غازي الصوراني
2013 / 12 / 8 - 19:24     

ان الأخلاق الثورية تبرز في الحزب كقوة تتجسد في سلوك الجماهير، ولكن اذا ما تعرض الحزب الثوري أو اليساري الماركسي إلى عوامل وتراكمات الازمة الداخلية في صفوفه ، فإن الأزمة الأخلاقية الفعلية ، تبلغ ذروتها بسبب استمرار مفاعيل و تراكمات هذه الازمة(عبر رموزها) طالما بقي الحزب عاجزا عن الخروج منها ، حيث تتراجع المبادئ وتختل أسس الحوار الديمقراطي الداخلي مما يؤدي الى اختلال قواعد التنظيم وتراجع الوعي ومن ثم تراجع الاهداف والمبادىء وكل معاني الالتزام والانتماء والمصداقية والاحترام والعلاقات الرفاقية الدافئة، ويسود منطق الشللية و التكتل والنفاق وانزلاق بعض الرفاق إلى مستنقع الانتهازية التي تتجلى في كسب الأنصار بأية طريقة كانت ، فتتراجع النظرة الموضوعية، كما تتراجع الثقافة النظرية، والهوية الفكرية للحزب ، ويصبح الانجرار وراء الأشخاص، لا التمسك بالمبادئ، هو السائد، ويغيب النقد والنقد الذاتي. ولذلك فان المهمة الأكبر التي تواجه الحزب المأزوم هي الكيفية التي يواجه بها هذه النزعة الخُلُقية الشائنة المتفشيه في صفوفه . وفي مثل هذا الوضع ، يصبح المطلوب من هذا الحزب أو الفصيل أن يكون أكثر قدرة وأكثر حزماً في التصدي لمظاهر الازمة وادواتها رغم الظروف الصعبة التي يمكن ملاحظتها ليس فقط فيما يتعلق بقضايا الاختلاف السياسي والفكري فحسب بل في تلك الممارسات الشللية والتكتلات الانتهازية واللاأخلاقية التي تعزز دوما بقاء ازمة الحزب بكل تراكماتها ورموزها التي تسد الطريق على خروجه من الازمة صوب النهوض . وبالتالي فإن كل هذه المؤشرات والمظاهر والممارسات السيئة تفرض على كافة اعضاء وكوادر وقيادة الحزب أن يعملوا على إعادة ترسيخ القيم الثورية المبدئية والاخلاقية (السياسية والفكرية والتنظيمية) التي بني الفصيل او الحزب على اساسها ودرج عليها بما يتوافق مع روحه الكفاحية العالية ومع مواقفه المبدئية الثابتة ، وبدون ذلك العلاج تشتد مفاعيل المرض وتتفاقم الأزمة المشخصنة تمهيدا للسقوط واسدال الستار .