ما يميِّز الشيوعية


خليل اندراوس
2013 / 11 / 20 - 09:15     

كتب انجلز يقول: فليس الذي يميز الشيوعية هو محو الملكية بصورة عامة، بل محو الملكية البرجوازية. غير ان الملكية الخاصة في الوقت الحاضر، أي الملكية البرجوازية، هي آخر وأكمل تعبير عن أسلوب الإنتاج والتملك، المبني على تناحرات الطبقات واستثمار بعض الناس لبعضهم الآخر. وعلى هذا باستطاعة الشيوعيين، ان يلخصوا نظريتهم بهذا الصدد، في هذه الصيغة الوحيدة، وهي القضاء على الملكية الخاصة".
"ويأخذون علينا، نحن الشيوعيين اننا نريد محو الملكية المكتسَبة شخصيًا بالعمل، هذه الملكية التي يصرحون انها أساس كل حرية وكل نشاط وكل استقلال فردي".
"الملكية، ثمرة العمل والكفاءة! هل تعنون بذلك هذا الشكل من الملكية، السابق للملكية البرجوازية، أي ملكية البرجوازي الصغير والفلاح الصغير؟ إن كانت هذه هي الملكية التي تعنونها فليس لنا نحن الشيوعيين، ان نمحوها ونزيلها، لأن رقي الصناعة قد محاها أو يمحوها يومًا بعد يوم.
أم تعنون، يا ترى الملكية الخاصة البرجوازية الحالية؟
ولكن هل يخلق العمل المأجور، عمل البروليتاري، ملكية البروليتاري؟ كلا! بل هو يخلق الرأسمال، أي الملكية التي تستثمر العمل المأجورـ والتي لا يمكن ان تنمو الا بشرط ان تنتج أيضا وأيضا عملا مأجورا لتستثمره من جديد. فالملكية في شكلها الحالي تتحرك بين هذين الطرفين المتناقضين: الرأسمال والعمل المأجور".
"إن كون المرء رأسماليا يعني انه لا يشغل في الإنتاج مركزًا شخصيًا فحسب، بل كذلك مركزًا اجتماعيا، الرأسمال هو نتاج جماعي، فهو لا يمكن ان يدار ويشغل الا بجهود متضافرة يبذلها كثيرون من الأفراد، بل هو في آخر تحليل لا يدار ويشغل الا بالجهود المشتركة لجميع أعضاء المجتمع".
"فليس الرأسمال قوة شخصية إذًا، بل هو قوة اجتماعية".
وعليه، إذا تحول الرأسمال إلى ملك مشترك يخص جميع أعضاء المجتمع فلا يكون معنى ذلك ان ملكية شخصية قد تحولت إلى ملكية اجتماعية، بل كل ما هنالك ان الصفة الاجتماعية للملكية تكون قد تغيرت، أي ان الملكية تفقد صفتها الطبقية.
فالشيوعية لا تسلب أحدا القدرة على تملك منتجات اجتماعية، انها لا تنزع سوى القدرة على استعباد عمل الغير بواسطة هذا التملك وعندما تتحول الطبقة العاملة إلى طبقة سائدة وتظفر بالسلطة والديمقراطية وتعمل الطبقة العاملة من خلال سلطتها على قلب أسلوب الإنتاج الرأسمالي بأسره، من خلال قيامها بتدابير تتعاظم وتتجاوز نفسها بنفسها خلال الحركة، وتكون ضرورية. من هذه التدابير:
1. نزع الملكية العقارية، وتخصيص الريع العقاري لتغطية نفقات الدولة.
2. فرض ضرائب متصاعدة جدًا.
3. إلغاء الوراثة.
4. مركزة التسليف كله في يد الدولة بواسطة مصرف وطني رأسماله للدولة ويتمتع باحتكار تام مطلق.
5. مركزة جميع وسائل النقل في يد الدولة.
6. تكثير المصانع التابعة للدولة وأدوات الإنتاج وإصلاح الأراضي البور وتحسين الأراضي المزروعة حسب منهاج عام.
7. جعل العمل إجباريًا للجميع على حد سواء.
8. الجمع بين العمل الزراعي والصناعي واتخاذ التدابير المؤدية تدريجيًا إلى محو الفرق بين المدينة والقرية.
9. جعل التربية عامة مجانية لجميع الأولاد ومنع تشغيل الأحداث في المصانع كما يجري اليوم والجمع بين التربية وبين الإنتاج المادي.. الخ.
ومع اختفاء الفوارق الطبقية وتزول خلال سير التطور ويصبح كل الإنتاج متمركزًا في يد جمعية واسعة تشمل الأمة بأسرها.
وهكذا على أنقاض المجتمع البرجوازي القديم بطبقاته وتناقضاته الطبقية يبرز مجتمع جديد تكون حرية التطور والتقدم لكل عضو فيه شرطًا لحرية التطور والتقدم لجميع الأعضاء.





* بتصرف عن كتاب ماركس، انجلز بصدد الثورة الاشتراكية.








* مراجع:


- من مؤلف مبادئ الشيوعية، كتب في أواخر تشرين الثاني 1847.
- البروليتاريون والشيوعيون – ماركس وانجلز – كتب في كانون الثاني 1848.