الولايات المتحدة الأمريكية الاشتراكية


اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني
2013 / 11 / 18 - 15:55     

ترجمة لمقالة: (اشتراكية الولايات المتحدة الأمريكية)
الكاتب: غاس هول Gus Hall الحزب الشيوعي الأمريكي

نحن الشيوعيين, نؤمن, بأن الاشتراكية هي البديل الوحيد والأفضل, للرأسمالية التي أدت مهمتها, والتي لم تعد تلتقي مع مصالح وحاجات الأغلبية من شعبنا.
نحن نؤمن, بأن امريكا الاشتراكية سوف تبنى, ضمن عادات وتاريخ وثقافة وظروف الولايات المتحدة, بالتالي, ستكون مختلفة عن اي مجتمع اشتراكي اخر في العالم, ستكون امريكية على نحو استثنائي وفريد.

ما الذي ستكون اهدافنا في مجتمعنا الاشتراكي؟
1- حياة خالية من الاستغلال, انعدام الأمان, الفقر, ووضع نهاية للبطالة والجوع والتشرد.
2- وضع نهاية للعنصرية, الاضطهاد القومي, معاداة السامية, كل اشكال التمييز والمحاباة والتحيز والتعصب, ونهاية لكل حالات اللامساواة ضد المرأة.
3- تجديد وتوسيع الديمقراطية, ووضع حد للقوانين التي تفسح المجال للفساد, والملكية الخاصة لثروة امتنا. وانشاء مجتمع حقيقي انساني وعقلاني يحث على الازدهار التام للشخصية الانسانية, الخلاقة والمبدعة.

يدعي المدافعين والأيديولوجيين الرأسماليين, ان هذه اهداف طوباية, وأن الكائنات البشرية, بطبيعتها "الفطرية" أنانية وشريرة, ويجادل العديد منهم أن هذه الأهداف يمكن تحقيقها في ظل الرأسمالية.

لماذا الاشتراكية؟
بدايةً, شقت الرأسمالية طريقها على نحو مهلك. قوانينها الطبيعية - بزيادة ارباحها على ظهور الطبقة العاملة – تصعد الصراع الطبقي.
التاريخ, هو قصة متواصلة للناس الذين ينهضون ضد اولئك الذين يستغلونهم, مطالبين بما لهم. البداية التاريخية لدولتنا كانت ثورية. غايات العدالة والمساواة الهمت الكثير من الناس لقرون.
قبل ظهور كارل ماركس, كان الذين نادوا بالاشتراكية, طوباويين, وكان هذا بدافع المثل العليا فقط. كارل ماركس وصديقه فريدريك انجلز, هم الذين كشفوا القوانين الداخلية للرأسمالية, من اين يأتي الربح, وكيف يتطور المجتمع, لقد حولوا الاشتراكية المبنية على الرغبة والامنيات الى اشتراكية بقواعد مادية علمية.
الشيوعيين, يقولون, بأن الرأسمالية لن تبقى الى الأبد, مثل المجتمعات القديمة السابقة, لم تبقى الى الأبد ايضاً, فنشأ داخل العبودية ما جعلها تتحول الى الاقطاعية, ونشأ في الاقطاعية ما جعلها تتحول الى الرأسمالية... والرأسمالية ايضاً, سوف تتحول الى اشتراكية.

اسس الاشتراكية:
يجب أن تكون السلطة الاشتراكية في يد العمال, الاشتراكية تبدأ بتأميم وسائل الانتاج الأساسية, المزارع, المصانع, المشاريع الزراعية, وكل شيء ضروري لانتاج ما يحتاجه المجتمع, الشركات الاحتكارية الضخمة والبنوك ستوضع تحت الملكية العامة, اي ملكية مجموع الطبقة العاملة والناس الذين يقودون دوراً في بناء الاشتراكية.
الاشتراكية تعني الملكية العامة للصناعات الطاقية وكل المصادر الطبيعية, انها تتخلص نهائياً من سلطة الطبقة الرأسمالية التي تستغل الأغلبية.
توجه الحكومة الاشتراكية خططا تغطي الاقتصاد كله, وهي ترسم بالمشاركة الأوسع من الناس, يتم تحقيق هذه الخطط, لأنها تتلائم ومصالح الجميع, لأنه لا يوجد صراعات ناشئة من مستغلين العمال, ولا منافسة (ان لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب).
الاقتصاد يتطور ويزداد اسرع بكثير من الرأسمالية, باقتصاد مخطط وتقدم العلم والتكنولوجيا, وحماية وحفظ لبئتنا ومصادرنا الطبيعية.
الحكومة الاشتراكية مبنية على على كافة مجالات الديمقراطية, بدأً من الديمقراطية الاقتصادية, وكلما شارك الناس بشكل اوسع في تسيير الاقتصاد, كلما تعززت سلطتهم, سلطة الشغيلة, بالتالي تكون امريكا الاشتراكية أقوى بكثير.
ستكون النقابات العمالية في أمريكا الاشتراكية, الضامن لموازنة ما ينتجه العمال وما يحصلون عليه, ستكون النقابات لهم قوة حاسمة في تأمين شروط السلامة والصحة, وتأمين وسائل نقل جيدة, وظروف عمل صحية.
في ظل الرأسمالية, تكون الخدمات العامة-المستشفيات, المدارس, النقل, الحدائق, الطرق- متهاوية, وشركات الخدمات خاصة, أما الشركات التي تدريها الحكومة فغرضها الربح الخاص فقط.
في ظل دولة اشتراكية, سيتطور ويتوسع قطاع الخدمات والسكن, اكثر من اي شيء يمكن ان يحلم به في ظل الرأسمالية.
الولايات المتحدة الاشتراكية ستصبح موقع بنائي واسع, منازل, مدارس, مستشفيات , وسيتم بناء اماكن ترفيهية لتعويض النقص, ويتم استبدال البنى التحتية والمرافق العامة التي تكون دون المستوى المطلوب.

العمل والتعليم للجميع:
سوف تنجز العمالة الكاملة بقدر ما يتوسع الانتاج لارضاء حاجات الناس, و"أتمتة" خدمة الناس سوف تقود الى تقليص يوم العمل, وتجعل مستوى حياة الناس ارفع, بدون تسريح للعمال.
لن يكون هناك خطر من الكساد, طالما كان الانتاج مخططاً, واجور الناس عالية , بنفس الوقت الذي سيكون انفاق الناس كثيراً على البضائع الاستهلاكية والخدمات.
سيتم وضع حد للفقر مع ازدهار الموارد الهائلة التي تنفق الان على الانتاج الحربي, وسيتم وضع حد, ونهاية لأرباح الشركات, وأنماط الحياة الفارهة التي يعيشها الأغنياء القذرين.
سيكون التعليم مجاني, بدون رسوم, وكل شخص سيكون له الحق في أخذ العناية الطبية الصحية اللامحدودة بدون مقابل, هذه الحقوق سوف تتحقق بسرعة بقدر ما تبنى المرافق وتؤهل الكوادر.
مع انتهاء الرأسمالية, ستتلاشى الجريمة تدريجياً, لكونه النظام الرديء, المعتمد على الربح, لأنه يفسد الناس ويلد الجريمة.

الى كل حسب عمله:
البعض يسأل اذا كان تأمين الحاجات الأساسية, التعليم المجاني, السكن المنخفض التكاليف والعناية الصحية, ستشجع الناس على الكسل وتجنب العمل. مبدأ الاشتراكية هو: من كل حسب قدرته الى كل حسب عمله.
الاشتراكية تؤمن تحفيزاً للعمل, انتاج اكبر, بجودة أعلى, محرزةً مهارات عالية, انها (لا) تساوي الأجور, بل أن الاجور تتغير حسب نوع العمل والفعالية, وبالأساس, فالأجور العالية التي تضمن العيش, متوفرة.
في ظل الرأسمالية, يخشى العمال من تحسن المهارة والتنظيم والتكنولوجيا لأنها تهدد العامل مباشرةً, أما في ظل الاشتراكية, فانه تتوفر الفرصة لجعل العمل اكثر اثارةً للاهتمام, بالقدر الذي يجعل (العمل) الحياة ذات مستوى افضل.
الاشتراكية تحفز العمل الأخلاقي, لأن انتاج الطبقة العمال يفيد الجميع, فلا احد يسرق ارباح عمل الأخرين. وعندما يكون (الجميع) قد حققوا الأهداف الاجتماعية, سيعملون بالتالي لأجل هذه الأهداف. سيقل كون العمل عبئاً, بقدر ازدياد النشاط الخلاق, بحيث يكون كل شخص لديه جار وزميل مساعد, بدلاً من ان يكون (منافساً).
صحيح أن الاشتراكية تؤمم كل الانتاج, والممتلكات والعقارات ذات النطاق الواسع, ولكن الاشتراكية لا تلغي كل الأعمال التجارية المملوكة للقطاع الخاص. ولا يوجد داعي لتأميم كل الممتلكات الصغيرة المملوكة للناس والتي يعتاشون منها, بشرط ان لا يكون هؤلاء مستأجرين لقوة عاملة يستغلونها لجني ربح. الملكية الشخصية- المنازل الخاصة, السيارات الخ... ستبقى كما هي, ملكية شخصية.
سيبقى هناك مجال للمزارع الصغيرة المملوكة للأسر, في نطاق الزراعة الالية الأمريكية المتطورة, وسيتم تحرير المزارع الصغيرة المملوكة للأسر من الاحتكارات والمضاربات الزراعية للشركات الكبرى.
سيكون هناك الغاء سريع للعنصرية والاضطهاد القومي, الاشتراكية ستجلب العدالة والمساواة لأولئك المضطهدين عرقياً وقومياً. لن يكون هناك اي تسامح مع العنصرية, ولن يكون هناك طبقة رأسمالية تغتني من هذا النوع من الظلم.
العنصرية, الاضطهاد القومي, معاداة السامية, اللامساواة بين الجنسين, محاباة العداء للمهاجرين, وكل اشكال الاجحاف والتعصب سوف تحرم بالقانون, والتأكيد عليها بصرامة وقوة.
ان النشاطات الايجابية سوف يتم توسيعها فوراً للقضاء على مئات السنين من النهب العنصري.
العدالة الكاملة ستكون احدى اهم اولويات المجتمع الجديد, وسيتم ايقاف اي دعاية للحرب, واي دعاية من هذا النوع ستكون خارجة عن القانون.
سيكون الأطفال والشيوخ هم القطاعات المميزة الذين لهم, ويكتسبون الحق في العناية الصحية الحثيثة, والسعادة, والتأمين التقاعدي.
سيجني الأطفال جل الفائدة من المجتمع الاشتراكي, حضانات مجانية, ومدارس بأفضل وسائل التعليم, وأفضل كوادر المعلمين, وسيحصل الأطفال على وسائل رياضية واستجمامية رائعة, سيكون لديهم الخيار ايضاً, لاختيار اي مهنة يرغبون بتعليمهم عليها مجانياً, لكي يحققوا رغبتهم.
تؤمن الاشتراكية للناس مصادر الديمقراطية الفعالة بمشاركة واسعة منهم, لذلك, يتطلب- انجاز الاقتصاد الاشتراكي والتحول الاجتماعي- ان تكون الطبقة العاملة مستلمة للحكم السياسي, حكومة الشعب, حكومة للشعب.

أمريكا الاشتراكية:
ستبني الولايات المتحدة الاشتراكية من خبرات وأخطاء ومنجزات الدول التي بنت الاشتراكية والتي ما زالت تبنيها, ولكنها ستعكس بالأساس الخصائص المميزة للولايات المتحدة, تطويراً وبيئةً.
المزايا التاريخية للولايات المتحدة, , والمصادر الطبيعية الفريدة من نوعها, الأرض الخصبة, المناخ المناسب, بجانب اسهامات عديدة من جانب أجيال الجماهير العاملة أتاح لرأسمالية الولايات المتحدة أن تحقق انجازات اعلى من الرأسمالية في اي دولة اخرى, وكذلك بالنسبة للاشتراكية هنا, ستحقق انجازات بارزة.
1- لدينا صناعة متطورة جداً اضافة الى طبقة عاملة متعلمة ومدربة.
2- الولايات المتحددة متحررة من اي تدخلات أجنبية, الاشتراكية لن تحول الناس والمصادر الاقتصادية الى حربية لتدافع عن نفسها.
3- أمريكا الاشتراكية سوف تتجنب المشاكل الرهيبة التي يولدها الفقر الشديد, وستتجنب الأمية, والحروب الأهلية, وحروب التدخل والحروب العالمية.
4- الولايات المتحدة الاشتراكية سوف توسع الديمقراطية الى اقصى الحدود, اخذة بعين الاعتبار التقاليد الديمقراطية والمؤسسات الديمقراطية للشعب الأمريكي.

الطريق الى الاشتراكية:
يمكن ان نقول, بأنه من الممكن الوصول الى الاشتراكية في امريكا بالوسائل السلمية, ربما عبر وسائل الاقتراع, ولكن الواضح, انه لن يكون هناك اشتراكية في الولايات المتحدة بدون ان يكون اغلبية الشعب يريدون الاشتراكية.
نحن نؤمن, بأن مجتمع اشتراكي في دولتنا سوف يؤمن كل الحريات المحددة في وثيقة الحقوق, والتي لم تتحقق كلياً, هذا يتضمن حق الناس في ان يعبروا عن انفسهم بشكل كامل وبحرية من خلال ما يختارونه من منظمات ومرشحين يحترمونهم, ويسترشدون بالاشتراكية.
بالفعل, فان الحريات في وثيقة الحقوق ستأخذ معنى اعظم, بالغالبية العظمى من الناس, الذين سيكونون حينها, مالكين لقاعات الاستقبال والاعلام والراديو والتلفزيون, وسيكون متاحاً لهم ان يمارسوا تلك الحريات بفعالية.

الاشتراكية هي رؤيتنا لمستقبل أمريكا, انها رؤية-نحن نكسب المزيد والمزيد من الناس-لأنها أعظم بديل للرأسمالية, ولأنها الخطوة الحتمية اللاحقة في سلم الحضارات البشرية.

ترجمة: مالك ابوعليا
رابط المقالة: http://www.cpusa.org/socialism-usa-gus-hall/