الموقف من المرأة


اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني
2013 / 11 / 18 - 00:19     

يعتبر الموقف من المرأة أحد أهم ميادين العلاقات بين الناس, وهذا الموقف يمثل من الزاوية الأخلاقية والاجتماعية, مشكلة من لون خاص, ذلك أن المرأة تلعب في المجتمع دوراً متميزاً (فعليها تقع في المقام الأول مهمة انجاب الأطفال وتربيتهم), وأن تقسيم العمل بين الجنسين قد أدى بالمرأة الى وضع اجتماعي خاص, وقد تغير الموقف من المرأة تاريخياً مع تغير الثقافة البشرية, ولكن التقدم في هذا المجال كان في غاية التناقض. فمن جهة صيغت أشكال مختلفة لاحترام المرأة الظاهري- عبادة جمالها, التغني بها في الفن والشعر, التصرفات الشكلية المختلفة لاحترام المرأة في المجتمع, ومن جهة اخرى, لا يعترف عملياً, بأنها متساوية الحقوق مع الرجل في الحياة الاجتماعية, وكمثال على ذلك, في المجتمع البرجوازي يمكن ايراد مختلف الأشكال المشوهة من تقديس جسد المرأة (الضجات الصاخبة التي ترافق (مباريات الجمال), واستخدام "الحسناوات" في الدعاية التجارية, والستريبتيز), وفي المجتمعات العربية تتبدى اشكال "احترام المرأة اكثر تشوهاً وشكلية (منع المرأة من العمل لأنه يجب "تعزيزها وتكريمها في منزلها, فلا يجوز ان للمرأة ان تتعب", التصرفات الشكلية العامة بين الناس مثل (الاتيكيت, والمانير) الخ), وكل هذا, ليس في حقيقة الأمر, الا صيغاً من الاتجار بالمرأة.
وبالطبع, يلعب النظام الاقتصادي الاجتماعي القائم الدور الرئيسي في تحديد الموقف السائد من المرأة.

في المجتمع الاشتراكي يبدأ تحرير المرأة من الاعتراف الواقعي بتساوي حقوقها مع الرجل في العمل وفي النشاط الاجتماعي السياسي, وثورة ثقافية تجتث كل ما هو بائد من العادات والتقاليد, وتعزيز العلمانية المرتبطة ارتباطاً جذرياً بالاشتراكية كنظام اقتصادي اجتماعي.
ولكن كل هذا ليس الا خطوة اولى على طريق التحرير الكامل للمرأة, لأنه رغم كل قوانين التحرير, (يثقل تدبير المنزل على المرأة , يخنقها ويبلدها ويذلها, بأن يشدها الى المطبخ وغرفة الأطفال, ويختلس جهدها بعمل فاحش في تدني انتاجيته, في تفاهته وقتله للأعصاب وتبليده الذهن) كما يقول فلاديمير لينين.
وفي المجتمع الاشتراكي, يتم التحرير التدريجي للمرأة من أعباء الأعمال المنزلية بفضل عناية الدولة الاشتراكية بتحسين ظروف الحياة البيتية, وبتسهيل أعمال المنزل وبتطوير منظومة تربية الأطفال العامة.

ومع ذلك, ونظراً للدور الخاص بالمرأة في اعادة انتاج الحياة البشرية, ولخصوصيات تكوينها النفسي والبيولوجي, تظل مطروحة مسألة اللطف واللباقة في الموقف من المرأة, المقصود اللطف واللباقة المقترنان بالمعرفة العميقة بالمسؤوليات القائمة, وبذلك تتعزز مسألة احترام كرامتها والمحبة الانسانية الحقة لجمالها الجسدي والمعنوي. وتطالب الأخلاق الشيوعية الرجل, العناية واللطف واللياقة في التعامل مع المرأة, سواءاً في الحياة الاجتماعية أو في العلاقات الشخصية.

1- كتاب علم الأخلاق, ل ايغور كون فيلسوف سوفييتي
2- النفسية والسلوك الطبقي, فاسيلي ديميتريف... فيلسوف بلغاري
3- اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني