الأنانية Egoism


اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني
2013 / 11 / 10 - 22:58     

مبدأ في الحياة وخصلة خلقية يدلان على سلوك الإنسان من زاوية موقفه من المجتمع والآخرين, وهي تعني أن الإنسان يُؤثر, عند اختاره لنهجه في السلوك, مصالحه الخاصة على مصالح المجتمع والآخرين, وتشكل أحد أكثر تجليات الفردية صراحةً وعلانية.
ان الأنانية, كخصلة خلقية, كان الوعي الأخلاقي, على امتداد تاريخه, يقيمها سلباً رغم أن هذا المفهوم كان يضمن أحياناً مغزى ايجابي ما.
وهي, كظاهرة اجتماعية واسعة, تظهر مع ظهور الملكية الخاصة في ظروف تفسخ العلاقات المشاعية البدائية, وتصير لها أهمية خاصة في المجتمع البرجوازي, حيث تصل علاقات الملكية الخاصة إلى أوج تطورها. إن الأعمال الخاصة التي تخضع لمصالح الرأسمالي الضيقة ولأهدافه الأنانية,تشكل بالنسبة له, الصيغة الفعلية الوحيدة, التي من خلالها يمكن أن يشارك في النشاط النافع اجتماعياً, ولذا فان البرجوازي من جهة, يربي الأنانية في نفسه, وهو من جهة أخرى, يصور تكديسه للمال والثروة لوناً من عمل الخير, يجود به على المجتمع. وعلى هذه الأرضية تظهر حتى نظريات فلسفية في منفعة الأنانية, (نظريات الأنانية). ان العلاقات الرأسمالية لا تكون النفسية الأنانية لدى الطبقة السائدة فحسب, والى حد كبير لدى البرجوازية والكادحين أيضاً, وفي خلال حياة الناس في ظل مجتمع رأسمالي, تدخل نظرات وتشكل جزءاً من السيكولوجيا الاجتماعية, (الإنسان للإنسان ذئب), (لا يهم ما دمت بعيداً عن النار), (لا احد ينفعك إلا نفسك).
ان مبدأ الأنانية لاإنساني في جوهره, لأنه يعني عملياً اللامبالاة بالآخرين وتجاهل مصالحهم.
ولكن في فترات معينة من التطور التاريخي, لعب هذا المبدأ دوراً تقدمياً نسبياً, فمنذ عصر النهضة وحتى سيطرة العلاقات الرأسمالية, لعبت الأنانية, كدعوة - في الأدب والفن والفلسفة- ( لمحبة الإنسان لنفسه, ولحق كل امرئ في السعادة) دوراً معيناً في تحرير أذهان الناس من التصورات الدينية القروسطية حول (فناء وتفاهة الحياة الدنيا), وساعد مفهوم الأنانية في الاعتراف بكرامة الفرد, ولوعي الناس مصالحهم, ولمشروعية نزوع كل منهم الى السعادة. ولكن مع ترسخ الرأسمالية, نُزعت عن النشاط الرأسمالي هالته ك(صانع للسعادة), فتكشف عن طبيعته اللاانسانية, المُشوهة للعلاقات بين الناس. ومنذ ذلك الحين صارت الدعوة للأنانية, ولاعتناقها, طابع لاأخلاقي جلي.
ان الأخلاق الماركسية اللينينية, تطرح في مجابهة الأنانية,مبدأ الجماعية, وإيثار المصالح العامة على المصالح الخاصة والعناية بالناس, والتعاون ألرفاقي.
وفي المجتمع الاشتراكي, تغدو الأنانية واحداً من رواسب الماضي, التي يتم تذليلها بالتدريج, وسيتم إزالة الأسباب الاجتماعية-الاقتصادية للأنانية بتأمين وفرة من الخيرات المادية والمعنوية, وبتطوير وعي الناس.

المصادر:
1- كتاب علم الأخلاق, ل ايغور كون, اصدار الاتحاد السوفييتي
2- النفسية والسلوك الطبقي, فاسيلي ديميتريف
3- اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني