الحركة الشيوعية في المشرق العربي-خصوصية النشأة


نايف سلوم
2005 / 5 / 25 - 12:08     

ترافقت نشأة الأحزاب الشيوعية العربية في المشرق العربي بعيبين لازما سير تطورها بدرجات متفاوتة، وحسب مسار كل حزب قطري. وكانت نشأة الحركة الشيوعية في فلسطين بداية عشرينات القرن العشرين هي المهيمنة على هذا المستوى وقد أثّرت بشكل ملفت على مجمل الحركة الشيوعية العربية في المشرق العربي بعد انتصار الثورة الاشتراكية في روسيا، وعلى أثر الحرب العالمية الأولى.
العيب الأول مرتبط بشكل نشاط الأممية الشيوعية بما يخص المسألة الكولونيالية والقومية في فلسطين والسيطرة اللاحقة للبيروقراطية الستالينية على الأممية الشيوعية وتحويلها إلى جهاز بيروقراطي للسيطرة على الأحزاب الشيوعية القومية كفروع للمركز الروسي ، والثاني مرتبط بالنشاط الصهيوني العمالي في فلسطين والقادم من النشاط الاشتراكي الصهيوني في روسيا بداية القرن العشرين. حيث ترجع "جذور الحركة العمالية اليهودية في فلسطين ، وبشكل أساسي ، إلى الجناح الصهيوني العمالي "بوعالي تسيون" داخل الحركة العمالية اليهودية في روسيا القيصرية ، الذي كان ينطلق ، في موقفه وسياساته، من إمكانية الجمع بين الصهيونية والاشتراكية ، ويدعو العمال اليهود إلى الهجرة إلى فلسطين وتصدّر النضال من أجل "ضمان الاستقلال الإقليمي للشعب اليهودي في فلسطين" وإيجاد حل "اشتراكي" للمسألة اليهودية. وعلى هذا الأساس قررت مجموعة من أنصار البوعالي تسيون الروسي في مطلع القرن العشرين الانتقال إلى فلسطين للمساهمة في عملية "التجميع الإقليمي للشعب اليهودي"، والنضال من أجل ضمان نجاح الحل "الاشتراكي " للمسألة اليهودية "(1)
"لم تنشأ الحركة الشيوعية الفلسطينية ،في مطلع العشرينات [من القرن العشرين]، بين صفوف السكان العرب الفلسطينيين، وإنما نشأت بين صفوف الأقلية الاستيطانية اليهودية ، المرتبطة بالمشروع الصهيوني ، على أثر الانشقاق الذي وقع ، في أعقاب الحرب العالمية الأولى وانتصار ثورة أكتوبر الاشتراكية ، داخل صفوف الحركة العمالية اليهودية في فلسطين "(2) فقد "اعتبر الشيوعيون [في فلسطين] أن الطبقة العاملة الفلسطينية من خلال جبهتها الأممية الموحدة اليهودية-العربية ، هي القوة الوحيدة القادرة على تجاوز "التناقض القومي " في البلاد والسعي من أجل حل معضلات المسألة القومية الكولونيالية في فلسطين "(3) لم يلاحظ الشيوعيون اليهود أن التناقض على أرض فلسطين لا يمكن حله عبر جبهة عمالية متحدة مزعومة بين مهاجرين يهود مستوطنين وبين سكان فلسطين من الفلاحين والحرفيين التقليديين وبعض عمال المشاغل. لم تفشل الجبهة العمالية المتحدة نتيجة تدني الوعي الطبقي عند العمال العرب كما يزعم ماهر الشريف ، بل جاء الفشل الذر يع من الطابع "القومي- الصهيوني " للحركة العمالية اليهودية " كما يقول هو ذاته: "إن تطبّع الحركة العمالية اليهودية بطابع "قومي – صهيوني " كان يشكل عائقاً موضوعياً أمام تحقيق وحدة العمال العرب واليهود الأممية : "فالعمال العرب في فلسطين كانوا يعتبرون الأول من أيار /مايو [عيد الأممية البروليتاريا] عيداً قومياً يهودياً.. ، وذلك بعد أن نجح الاشتراكيون الصهيونيون في أن ينزعوا عن هذا اليوم معناه البروليتاري والثوري ، وحولوه إلى عيد قومي بورجوازي صغير ""(4) وهو محق في قوله ، ويأتي الفشل أيضاً من كون أي تعاون "أممي مزعوم في فلسطين " يتحرك على الكف الصهيوني كتحرك القرد البوذي على كف معلمه بوذا . كانت الجبهة العمالية و الطبقوية في فلسطين تصب الماء في طاحونة الإستراتيجية الصهيونية ، في الهجرة اليهودية وتثبيتها. "فالهجرة اليهودية إلى فلسطين " جلبت معها هذا التناقض المستحيل الحل على أرض فلسطين ، وقد حاول الحزب الشيوعي [في فلسطين] تفسير ظاهرة هيمنة النزعة القومية على الحركة العمالية اليهودية ، بالرجوع إلى ظروف تشكل الطبقة العاملة اليهودية في فلسطين"(5) متناسياً أن الهجرة اليهودية هي السر وراء هذه النزعة ووراء التناقض المستعصي.
فقبل "انتصار ثورة أكتوبر الاشتراكية وقبل صدور وعد بلفور ، كان الخطر الرئيسي من النزعات القومية الانفصالية بين أوساط العمال اليهود في روسيا يتجسد بالأفكار التي كان يشيعها البوند* ، حيث كان تأثير هذا الحزب في صفوف البروليتاريا اليهودية يزيد عن تأثير مختلف المجموعات الصهيونية الاشتراكية مجتمعة "(6)
وطوال العشرينات من القرن العشرين بقيت مسيرة الحركة الشيوعية في فلسطين محكومة بخصوصية النشأة هذه . "فمع أن الحزب الشيوعي [في فلسطين] استطاع استقطاب وتنظيم عدد من العمال العرب ، اعتباراً من عام 1924 بعد تبنيه شعار "التعريب" ، كما ساهم في النضالات المعادية للإمبريالية والصهيونية ، التي كانت تخوضها الجماهير العربية ، وسعى إلى إقامة جبهة متحدة معادية للإمبريالية مع قيادة الحركة الوطنية العربية ، إلا أنه بقي طوال تلك المرحلة ، وعلى الرغم من ذلك حزباً "يهودياً" في تركيبه وتوجهه " (7)
لدخول الأممية الشيوعية اشترطت هذه الأخير على الحزب الشيوعي في فلسطين تشكيل جبهة متحدة مع الحركة القومية العربية الفلسطينية ، و"تعريب" الحزب عبر استقطاب وتنظيم عمال عرب في صفوفه . "واعترفت اللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية ، في شباط فبراير 1924، بالحزب الشيوعي الفلسطيني ، ووافقت رسمياً على قبوله في صفوف الحركة الشيوعية العالمية بعد أن اشترطت على قيادته التقيُّد بالشرطين التاليين: الأول هو السعي من أجل إقامة أوثق الصلات مع أوسع الجماهير العربية ، بغية تحويل الحزب من منظمة مقتصرة على الثوريين اليهود إلى حزب قطري حقيقي يمثل طليعة العمال العرب واليهود في فلسطين
أما الثاني فهو تقديم كافة أشكال الدعم لحركة التحرر الوطني للسكان العرب ، في نضالها ضد الاحتلال البريطاني- الصهيوني(8) كان هذان الشرطان يعملان على خدمة الهدف الصهيوني الاستيطاني حيث كانا يعطيان شرعية للهجرة اليهودية ويثبتانها. لم تأخذ الأممية الشيوعي في حسابها خصوصية المسألة القومية و الكولونيالية في فلسطين فجاءت شروطها لقبول الحزب الشيوعي في فلسطين في خدمة المشروع الصهيوني وإستراتيجية الهجرة و الاستيطان.
لم تراع الأممية الشيوعية خصوصية المسألة الكولونيالية والقومية في فلسطين ، من هنا كانت سياساتها تساعد تثبيت مبدأ الهجرة الصهيوني. كان النشاط الصهيوني واضحاً عبر اختراقات للأممية الشيوعية بما يخص جامعة كادحي الشرق ، وعبر المندوبين الذين كانت ترسلهم الأممية الشيوعية للمساعدة في تأسيس أحزاب شيوعية جديدة . يكتب رفعت السعيد: "والذي لاشك فيه أن الكومنتيرن كان يقدم نوعاً من العون السياسي والتنظيمي للأحزاب الحديثة التأسيس ، وأنه كان يمدها في بعض الأحيان بعدد من الكوادر المدربة . كذلك كانت تشير الدلائل إلى أن الكومنتيرن وقد كان بمثابة هيئة مركزية بالنسبة لكل الأحزاب المنتسبة إليه كان يرسل ممثلين سرّيين له في عدد من البلدان التي تعاني الأحزاب فيها متاعب ما . وكان هؤلاء المندوبون "السرّيون" ، حتى عن الحزب نفسه، يعدون تقارير حول مشاكل معينة .
وفي وثائق المؤتمر الخامس للكومنتيرن ما يشير إلى شكوى بعض الأحزاب من أن اللجنة التنفيذية للكومنتيرن تتلقى معلومات غير دقيقة بطرق غير سليمة من الناحية التنظيمية " [رفعت السعيد : اليسار المصري 1925-1940 ص121-122] . ومن هؤلاء المبعوثين إلى المنطقة العربية ومن سوء حظ الحركة الشيوعية العربية خاصة في فلسطين: أبو زيام (حيدر) اسمه الحقيقي وولف أورباخ ، يهودي روسي ، أحد خبراء ومبعوثي الكومنتيرن إلى البلاد العربية . أرسل إلى فلسطين عام 1922 وساهم في تأسيس وقيادة الحركة الشيوعية هناك ما بين 1924-1929 شمل نشاطه الحزب الشيوعي في سوريا ولبنان "(9) . أيضاً ، "بييرجيه (ي. بيرغر) اسمه الحقيقي جوزيف ميكائيل زيلسنيك ، يهودي بولوني معروف باسم بارزيلي من خبراء الكومنتيرن ومبعوثيه إلى فلسطين عام 1920 . ومن ثم إلى سوريا ولبنان . عاد إلى موسكو 1932 فيما بعد صار رئيساً لقسم الشرق الأوسط في معهد فارغا للشؤون الاقتصادية والسياسية والعالمية ...تحول إلى صهيوني فيما بعد" (10). وهناك يعقوب تيبر (شامي) خبير في شؤون البلاد العربية لدى الكومنتيرن ومبعوث من قبله إلى فلسطين ، ساهم في تأسيس وقيادة الحزب الشيوعي الفلسطيني . شمل نشاطه الحزب الشيوعي في سوريا ولبنان . ولد في روسيا ثم هاجر إلى بلجيكا حيث التحق بالحزب الصهيوني العمالي (بوعالي تسيون) ثم التحق بالشيوعية وأرسل من قبل الكومنتيرن إلى فلسطين ثم سوريا " (11). ومن المبعوثين أيضاً "أفيجدور (بهيل كوسي) ولد في أكرا نيا عام 1892 والتحق بالحركة الثورية في وقت مبكر وهاجر إلى الولايات المتحدة قبيل الحرب العالمية الأولى . التحق في أميركا بالفيلق اليهودي Jewish Legion الذي كان قيد التأليف وقتئذ ، ثم ذهب إلى فلسطين لوقت قصير عام 1918 وأقام في مصر عاما ونصف ثم عاد إلى روسيا . أرسل إلى مصر مرتين عام 1922 وعام 1924 لينظم أو بعبارة أدق لـ يبلشف الحزب الشيوعي المحلي .. وقد صار معروفاً كثقة في شؤون مصر . ثم أرسل عام 1932 ليتجول في الشرق الأوسط ويفتش على الأحزاب المحلية" (12) ونذكر من المؤسسين للحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو) أو الميلاد الثاني للحركة الشيوعية في مصر : هنري كوريل، ومارسيل إسرائيل، و هليل شوارتز وهي شخصيات يهودية بورجوازية عاشت في مصر بين الحربين (13). وقد ساهم هؤلاء بتأسيس الفرع السوداني للحركة والذي سيشكل أساس الحزب الشيوعي السوداني. يكتب الدكتور رفعت السعيد بخصوص نشأة الاشتراكية في مصر : "ثمة روايات عديدة لتلك القصة المجيدة ، قصة بدء النشاط الحزبي للاشتراكية في مصر ... لكن كل الروايات تتفق على أن البداية كانت بأيدي أجنبية " (14)
إن النزعة البيروقراطية للأممية الشيوعية اعتباراً من 1922 ، وسيطرة مصلحة الدولة السوفييتية الجديدة على مصالح الحركة الشيوعية في العالم وإخضاع سياسات الأحزاب الشيوعية القومية لمصلحة الدبلوماسية السوفييتية ، وعمى الأممية عن رؤية خصوصية المسألتين الكولونيالية والقومية في فلسطين جعل تسرب عناصر ملوثة صهيونياً إلى الأممية الشيوعية ومن ثم قدومهم إلى المشرق العربي ليشرفوا على تأسيس أحزاب شيوعية محلية أمراً في غاية الخطورة والالتباس التاريخي كما أدى تشجيع النزعة الطبقوية والنقابية إلى نوع من العدمية القومية العربية ، وإلى دعم أممي تلقائي للمشروع الصهيوني . وإلى نفور الحركة القومية العربية من الطبقوية الشيوعية ومن التعاون النقابي اليهودي العربي . وبهذا الشكل تم التأسيس لأحد إشكالات الحركة الشيوعية العربية في المشرق العربي: وهي الانفصال بين الشيوعية والحركة القومية العربية . وتخفيض البرنامج السياسي للحركة الشيوعية العربية إلى برنامج مطلبي نقابي ، وإلى أخطاء كارثية في التعاطي مع قضية فلسطين كمشروع التقسيم وغيره.
يقول د. ماهر الشريف: "كانت الأممية الشيوعية تجابه في فلسطين مسألة كولونيالية ذات خصوصيات معينة . فالقضية الفلسطينية، كمسألة كولونيالية، لم تكن نتيجة الصراع الدائر بين الإمبريالية وحركة التحرر الوطني للشعب العربي فحسب ، وإنما نتجت عن تصارع ثلاث قوى ، فوق الأرض الفلسطينية ، وهي : الإمبريالية الإنكليزية والحركة الصهيونية من جهة ، والحركة القومية العربية الفلسطينية من جهة أخرى.وهكذا ، كان ينبغي على الأممية الشيوعية أن تحدد موقفها تجاه كل من هذه القوى المتصارعة " (15) في نفس فترة انعقاد المؤتمر العالمي الثالث للأممية الشيوعية ، انعقد في موسكو ، في الفترة بين 3، 19 تموز 1921 المؤتمر العالمي الأول للنقابات الثورية ، حيث تم تأسيس الأممية النقابية الحمراء تحت اسم "البروفينترن"" (16) وهذه ثغرة أخرى إذا ما أضيفت إلى خصوصية المسألة الكولونيالية والقومية في فلسطين سوف تستغلها الصهيونية العالمية ، حيث التآخي النقابي العمالي بعيداً عن التمايزات القومية. في المؤتمر الثالث للأممية الشيوعية أعرب لينين "عن اعتقاده بأن الرأسمالية العالمية قد دخلت في مرحلة "الاستقرار المؤقت" وأن على روسيا السوفيتية أن تتعايش ولفترة من الزمن ، مع بلدان أوربا الغربية في محيط رأسمالي . وقد دعا لينين الحركة العمالية الثورية إلى أن تسعى بنشاط في سبيل تحضير شروط انتصار الثورة الاشتراكية ودراسة مراحل تطورها بشكل دقيق وملموس في البلدان الرأسمالية المتقدمة "(17).. وقد أكد المؤتمر بأن الأداة الثورية الكفيلة بإنجاز هذه المهام تتمثل بالجبهة العمالية المتحدة القائمة على أساس وحدة العمل والنضال بين جميع العمال بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية وعن قناعاتهم الأيديولوجية . وقد طالب المؤتمر جميع الأحزاب الشيوعية بالسعي إلى إقامة مثل هذه الجبهة " (18) بغض النظر عن الخصوصية الكولونيالية والقومية لبلد من البلدان . وهذه نقطة أخرى سوف تخدم المشروع الصهيوني بطريقة آلية ، وبالتالي سوف لن تخلق جبهة متحدة ، بل المزيد من العداء بين العرب والمهاجرين اليهود ، وتخلق المزيد من التباعد بين الحركة القومية العربية في فلسطين وغيرها وبين الحركات الشيوعية في المشرق العربي.
وهكذا كانت النزعة الطبقوية والنزعة النقابية وعدم مراعاة الخصوصية الكولونيالية والقومية في فلسطين تعمل مرة أخرى لمصلحة المشروع الصهيوني وضد مصلحة المشروع القومي العربي ، وتحرم هذا الأخير من الاستفادة من الطاقة التفسيرية والتعبوية للاشتراكية الماركسية . كانت التصريحات الثورية التي تقول : "على البروليتاريا الثورية أن تدعم النضال المعادي للإمبريالية الذي تخوضه حركة التحرر القومي في البلدان المستعمرة والتابعة ، ولكن بشرط النضال "ضد النزعة القومية العمياء" والدعوة إلى إحلال روح الحقد الطبقي محل روح الحقد العنصري "(19) . هذا الشرط كان يصب الماء ،في شروط فلسطين الكولونيالية، في طاحونة المشروع الصهيوني عبر الدعوة إلى التعاون العربي اليهودي العمالي . لقد كانت الحركة البروليتارية الصرفة الموجهة مباشرة ضد المستثمرين الوطنيين والأجانب تلعب نفس الدور الرجعي بما يخص المسألة الكولونيالية والقومية في فلسطين . وهذا ما دعا المندوب السوفييتي مانويلسكي رئيس اللجنة الخاصة المكلفة بصياغة تقرير عن المسالة القومية و الكولونيالية، في المؤتمر الخامس للأممية الشيوعية 1924 لتقديم نقد واضح بهذا الاتجاه . "فقد انتقد مانويلسكي في تقريره ، الأحزاب الشيوعية في البلدان المستعمرة والتابعة ، واتهمها بأنها قد جابهت باستحياء بالغ خلال الفترة السابقة ، المسألة القومية و الكولونيالية . وأكد بأن نقص الاهتمام الذي أولاه الشيوعيون لهذه المسألة قد أدى على ترك قيادة الحركة التحررية المعادية للإمبريالية تفلت من أيدي الشيوعيين، وتعود إلى أيدي العناصر البورجوازية القومية كما انتقد مانويلسكي في هذا الاتجاه أيضاً نقص الاهتمام الذي توليه الأحزاب الشيوعية الأوربية للمسألة القومية و الكولونيالية وحذرها من خطر "وجود بقايا اتجاهات اشتراكية- إمبريالية بين صفوفها "" (20) لقد أثر مصير ومسار الحركة الشيوعية في فلسطين على كافة الأحزاب الشيوعية في المشرق العربي . حيث حرمت الحركة الشيوعية من قيادة الحركة القومية العربية بسبب بيروقراطية الأممية الشيوعية وسيادة النزعتين النقابية و الطبقوية في الحركة الشيوعية العالمية ، بفعل ثقل تأثير المركز الروسي على الأحزاب الشيوعية القطرية والقومية.

الهوامش
1- د.ماهر الشريف : "الشيوعية والمسألة القومية العربية في فلسطين 1919- 1948 " الوطني والطبقي في الثورة التحررية المناهضة للإمبريالية والصهيونية مركز الأبحاث ، منظمة التحرير الفلسطينية الطبعة الأولى تشرين الأول 1981 ..ص17-18] توجد طبعة أخرى للكتاب من منشورات مركز الأبحاث والدراسات الاشتراكية في العالم العربي 1986 . وقد اعتمدنا طبعة مركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية لأنها منشورة قبل الثانية .
2- د. ماهر الشريف : الشيوعية والمسألة القومية العربية في فلسطين مرجع مذكور.. ص17
3- د. ماهر الشريف: الشيوعية و المسألة القومية .. مرجع مذكور.. ص35
4- د. ماهر الشريف: الشيوعية والمسألة القومية في فلسطين 1919-1948 ص 40 نقلا عن : "أبو زيام (القدس) الأول من أيار في فلسطين ، المراسلات الصحافية الأممية ، العدد 63، 22 أيار /مايو 1926، ص682"
5- د. ماهر الشريف : الشيوعية والمسألة القومية في فلسطين .. مرجع مذكور ص37
* "البوند : اتحاد العمال اليهود العام في لتوانيا وبولونيا وروسيا تأسس سنة 1897 في المؤتمر التاسيسي للفرق الاشتراكية- الديمقراطية اليهودية في فيلنو . ضم على الأغلب العناصر شبه البروليتارية من الحرفيين اليهود في المقاطعات الغربية من روسيا . في المؤتمر الأول لحزب العمال الاشتراكي الديمقراطي في روسيا سنة 1898 انضم البوند إليه ، بوصفه منظمة متميزة ، مستقلة فقط في المسائل المتعلقة بالبروليتاريا اليهودية خصيصاً ... في المؤتمر الثاني لحزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي 1903 خرج البوند من الحزب بعد أن رفض المؤتمر طلب البوند اعتباره الممثل الوحيد للبروليتاريا اليهودية .في سنة 1906 انضم البوند من جديد إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في روسيا بموجب قرار المؤتمر الرابع "التوحيدي" . في داخل الحزب في داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي في روسيا دعم البونديون على الدوام الجناح الانتهازي في الحزب (الاقتصاديين ، المناشفة ، التصفويين) وناضلوا ضد البلاشفة والبلشفية . في سنة 1917 ساند البوند الحكومة المؤقتة البورجوازية ، وناضل إلى جانب أعداء ثورة أوكتوبر الاشتراكية .في سنوات التدخل الأجنبي المسلح والحرب الأهلية (1918-1920 ) التحق قادة البوند بقوى الثورة المضادة . وفي الوقت نفسه ارتسم بين أعضاء البوند العاديين انعطاف في صالح التعاون مع السلطة السوفييتية . في آذار مارس 1921 صفى البوند نفسه بنفسه ، وقبل قسم من أعضائه في الحزب الشيوعي (البلشفي) في روسيا بموجب القواعد والأسس العامة ." منقول عن [لينين عن التحرر الوطني والاجتماعي ص 314-315 من ملاحظات الناشر السوفييتي ترجمة الياس شاهين دار التقدم 1986]
6- د. ماهر الشريف: الأممية الشيوعية وفلسطين 1919-1928 دار ابن خلدون الطبعة الأولى 1980 ص107
7- د. ماهر الشريف : الشيوعية والحركة القومية... مرجع مذكور ص 17
8- د. ماهر الشريف : الشيوعية والمسألة القومية.. مرجع مذكور ص25
9- فؤاد الشمالي كتابات مجهولة ، تحرير وتقديم محمد كامل الخطيب دار المدى للثقافة والنشر الطبعة الأولى 2000 الطبعة الثانية 2001 . ملحق (1) : تعريف موجز ببعض الشخصيات الوارد ذكرها في كتاب[فؤاد الشمالي]: أساس الحركات الشيوعية في البلاد السورية-اللبنانية" إعداد المحرر ص187
10- كتابات مجهولة ، مرجع مذكور ملحق(1) ص 188
11- كتابات مجهولة ، مرجع مذكور ملحق (1) ص 190
12- الدكتور رفعت السعيد "اليسار المصري 1925-1940 تاريخ الحركة الاشتراكية في مصر (2) دار الطليعة للطباعة والنشر بيروت الطبعة الأولى حزيران/يوليو 1972 . ص 121
13- راجع، أوراق هنري كوريل والحركة الشيوعية المصرية ، دراسة : دكتور رؤوف عباس، ترجمة: عزة رياض. سينا للنشر الطبعة الأولى 1988
14- د. رفعت السعيد : تاريخ الحركة الاشتراكية في مصر 1900- 1925 دار الفارابي بيروت 1975 طبعة ثانية ص 169
15- د. ماهر الشريف: الأممية الشيوعية وفلسطين 1919-1928 مرجع مذكور ص12
16- د. ماهر الشريف : "الأممية الشيوعية وفلسطين .. مرجع مذكور ص 37
17- د. ماهر الشريف : الأممية الشيوعية .. مرجع مذكور ص37
18- د. ماهر الشريف : الأممية الشيوعية .. مرجع مذكور ص 37
19- د. ماهر الشريف: الأممية الشيوعية .. مرجع مذكور ص 38
20- د. ماهر الشريف : الأممية الشيوعية .. مرجع مذكور ص44