الحرب الإمبريالية وسقوط الديكتاتوريات الإنقلابية العسكرية العربية


امال الحسين
2013 / 8 / 28 - 18:09     

إن بروز ديكتاتوريات الإنقلابات العسكرية في البلدان العربية أمر حتمي بعد اغتيال إرادة الشعوب العربية في التحرر والديمقراطية بالقضاء على قوى حركات التحرر الوطني، وعلى رأسها الحركة الماركسيةـاللينينية التي تعرضت للقمع من طرف زعماء البعث والناصرية بتآمر مع الحزب الشيوعي السوفييتي التحريفي. هذه الديكتاتوريات الإنقلابية العسكرية تعايشت في مرحلة ما يسمى ب"الحرب الباردة" مع "الحركات الإسلامية" التي تقودها "حركة الإخوان المسلمين" بمصر، والتي رأت فيها هذه الأنظمة الديكتاتورية عونا للقضاء على الفكر العلمي المادي في أوساط الجماهير العمالية خاصة بعد التطبيع مع الصهيونية في أواخر سبعينات القرن 20.

ونرى اليوم امتدادات هذه الديكتاتوريات الإنقلابية العسكرية العربية في حرب مع حلفائها بالأمس القريب تنظيمات "الإخوان المسلمون"، وهي عملية حتمية في ظل صراع التناقضات الداخلية لهذه الأنظمة الديكتاتورية بعد احتداد أزماتها الداخلية. وما تعيشه هذه الأنظمة ما هو إلا صراع تناقضاتها الداخلية بعد تغييب الحركة الماركسيةـاللينينية التناقض الرئيسي لهذه الأنظمة. والمستفيد الأول والأخير من هذه الصراعات الثانوية هي الإمبريالية التي تستغل التناقضات الداخلية للأنظمة التبعية لها لتصدير أزماتها وامتصاص تناقضاتها الداخلية، وهي تسعى إلى القضاء على الفكر العلمي المادي في أوساط الجماهير العمالية عبر إشعال الحروب، والخاسر الأول والأخير هي الشعوب العربية التواقة إلى التحرر والديمقراطية وهي التي تؤدي ثمن هذه الحروب الثانوية باهضا.

فكيف لنا أن ندافع اليوم عن الديكتاتوريات العسكرية العربية التي تنهار بشكل درامي وهي التي صنعت نعوشها بأيديها ؟ إنه انهيار حتمي لأنظمة خارجة عن نطاق الصراع الطبقي ضد الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية، أنظمة ديكتاتورية لا ترى في وجودها إلا سلامة قياداتها الديكتاتورية على حساب فناء شعوبها وثرواتها الطبيعية.

إن الحرب على سوريا وقبلها العراق وليبيا وبعدها إيران ... ما هي إلا حلقة من حلقات تناقضات الأنظمة الديكتاتورية العسكرية الداخلية التي تغذيها الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية، وهذه الحروب لا يمكن أن تنتج إلا ديكتاتوريات جديدة بتسميات جديدة أغلبها طائفية ودينية وقومية في أحسن الأحوال. وكل القيادات الديكتاتورية العسكرية التي نشاهدها اليوم ما هي إلا مساحيق الديكتاتوريات البورجوازية الكومبرادورية التي تسعى في أحسن الأحوال إلى الظهور بمظهر التناقض الرئيسي للإمبريالية بمساحيق قومية زائفة.

إن هذه الحروب الثانوية ما هي إلا تعبيرات عن أزمات الإمبريالية التي تصنعها كلما احتدت تناقضاتها الداخلية لتفجرها خارجيا في البلدان التابعة لها وقاية من تفجيرها داخليا بين الإمبرياليات فيما بينما.

إن الحرب المركزية هي التي تسعى إلى القضاء على الإمبريالية بالدفاع عن الوطن الإشتراكي ودونها فكل الحروب الإمبريالية زائفة، فعلى الحركة الماركسيةـاللينينة شق طريق الثورة من صلب التناقض المركزي بين تحالف الطبقة العاملة والفلاحين ضد تحالف البورجوازية والبورجوازية الكومبرادورية، بين الإشتراكية والرأسمالية ... عبر العمل على تغلغل الفكر الماركسي اللينيني في أوساط الجماهير العمالية والفلاحين أولا، وبناء الحزب الماركسي اللينيني للعمال والفلاحين والجنود الثوريين يفود الحرب ضد الإمبريالية وحلفائها الكومبرادوريين ثانيا، من خلال الحالف الحربي بين العمال والفلاحين إلى التحالف الإقتصادي بينهم في مرحلة البناء الإشتراكي والدفاع عن الوطن الإشتراكي.