مقدّمة ... ومقتطفات ماركسيّة


مريم نجمه
2005 / 5 / 15 - 12:04     

في عام 19995 - زرت " معرض الكتاب " في بيروت , وبعد أن تجولّت في كل أرجائه وأجنحته , لم أجد سوى الكتب التي لا علاقة لها بالسياسة وبالفكر العلمي والتقدمي , علما أن بيروت تحتضن عيون دور النشر التقدميّة .. كدار الفارابي , ودار الطليعة , وغيرها , بينما كانت تملأ المعروضات الكتب المتعلقة بالأزياء , والطبخ , والأعشاب , والكتب الدينية وغيرها .., بينما لم أجد في المعرض كلّه كتابا ماركسيا أو إشتراكيا أو تقدميا واحدا .
إستغربت ذلك الواقع والمشهد في بلد الثقافة والنشر الأول في العالم العربي حيث المثل يقول : " مصر تكتب ولبنان تنشر والعراق يقرأ " .
أنا لست ضد نشر وعرض هذه الكتب والمواضيع , لكن المؤسف هو حجب الكتب وخاصة السياسية العلمية بشكل ملفت للنظر ومقصودا لإقصاءالفكر العلمي والتقدمي عن الأجيال الجديدة التي يريدون لها الضياع في متاهات الثقافة الأمريكية وصرعاتها البرجوازية .
وهنا.. لا أدري كيف توجهّت إلى أحد باعة الكتب وسألته , عن وجود أحد الكتب التقدمية ..؟ فهزّ برأسه وهمس إيجابا .. قائلا لي : موجود لديّ , هو مخبأ في الداخل ,
ثمّ عاد به وهو يحمله , وقال إننا لا نتجرأ عرض هذه الكتب مع الأسف - هكذا أصبح مصير الفكر العلمي التقدمي في بيروت عاصمة الثقافة ...!!!؟؟ا , ظلّ
لهذا ولغيره من الأسباب خرّب وحرق ودمّر لبنان , تحت ظلّ الحرب الأهلية , والإحتلال الإسرائيلي , والنظام السوري ربع قرن وأكثر .., وهيمنة الفكر الطائفي والديني الرجعي على الشارع اللبناني وبالتالي على الشارع العربي , واغتيال واحتواء وإجهاض الحركة الوطنية الديمقراطية والتقدميّة في لبنان والعالم العربي .

بعد هذه الخاطرة أو المقدّمة السريعة ... من واجب جميع المناضلين في سبيل نقاء الفكر العلمي , ونشره وتطويره ضمن الصراع الطبقي والفكري المستجّد في زمن العولمة الأميركية الصهيونية . وبعد تنكر الكثير من الأحزاب والشخصيات الإشتراكية لهذا الفكر , وسقوطها في أوهام وخدع العولمة والنظام الليبرالي الحديث .. أو الديني المتعصّب الرجعي , إعادة الإعتبار لهذا الفكر ضمن الواقع الحديث وتجديده ضمن الثوابت الطبقية والفكرية .

وهنا لا بدّ لي .. من شكر موقع " الحوار المتمدّن " الذي أتاح الفرصة لجميع الأقلام الحرّة أن تستعيد وهج الديالكتيك الثوري للوصول إلى الرؤى الصحيحة , وتربية الأجيال الجديدة التي عاشت وتعيش في عقود القمع وإقصاء الفكر السياسي والعلمي.., واستجابة لطلبات عدد من الصديقات والأصدقاء , وإغناء الحوار الحوار الفكري والوطني الديمقراطي , وللضرورة التاريخية خصوصا في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الشعوب .
وعلى ضوء ذلك أقدّم .. " مقتطفات ماركسية " :
مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسي
-----------------------
- 1 - الحزبالشيوعي
نواة القوة التي تقود قضيتنا هي الحزب الشيوعي الصيني . والأساس النظري الذي يرشد تفكيرنا هو الماركسية اللينينية . " من الكلمة الإفتتاحية في الدورة الأولى للمجلس الوطني الأول لنواب الشعب في جمهورية الصين الشعبية -15 سبتمبر أيلول -1954 "
يجب أن يكون هناك حزب ثوري ما دمنا نريد الثورة . وبدون حزب ثوري , حزب مؤسس وفق النظرية الماركسية اللينينية الثورية وطبق الأسلوب الماركسي اللينينيالثوري , تستحيل قيادة الطبقة العاملة والجماهير العريضة من الشعب والسير بها إلى الإنتصار على الإمبريالية وعملائها . .... " يا قوى العالم الثورية , اتحدي وقاومي العدوان الإمبريالي " نوفمبر - تشرين الثاني 1948" المؤلفات المختارة , المجلد الرابع .
بدون جهود الحزب الشيوعي الصيني , وبدون وجود الشيوعيين الصينيين باعتبارهم ركيزة أساسية للشعب الصيني , لا يمكن للصين أن تحرز إستقلالها وتحررها ولا يمكن تصنيعها وجعل زراعتها زراعة حديثة . " الحكومة الائتلافية " 24 أبريل نيسان - 1945 ) المؤلفات المختارة , المجلّد الثالث .
الحزب الشيوعي الصيني هو النواة القيادية للشعب الصيني قاطبة . وبدون هذه النواة لا يمكن أن تنتصر قضية الإشتراكية . " حديث في مقابلة مع كل مندوبي المؤتمر الوطني الثالث لعصبة الشبيبة الديمقراطية الجديدة الصينية ( 25 مايو - أيار -1957 ) .
حزب قوي النظام مسلّح بالنظرية الماركسية اللينينية , يستخدم أسلوب النقد الذاتي ويرتبط بجماهير الشعب , وجيش يقوده مثل هذا الحزب , وجبهة متحدة تضم مختلف الطبقات الثورية والجماعات الثورية ويقودها مثل هذا الحزب -هذه هي الأسلحة الرئيسية الثلاثة التي ننتصر بها على العدو . " الديمقراطية الشعبية " 30 يونيو - حزيران - 1949) المؤلفات المختارة , المجلّد الرابع .يجب أن نثق بالجماهير وأن نثق بالحزب , هذان مبداّن أساسيان . وإذا شككنا في هذين المبدأين فلن نستطيع إنجاز أي شئ . " حول مسألة التعاون الزراعي " ( 31 يوليو - تموز -1955 ) .
إن الحزب الشيوعي الصيني المسلح بالنظرية والأيديولوجية الماركسية اللينينية قد خلق بين الشعب الصيني أساليب جديدة في العمل , أهمها أسلوب ربط النظرية بالتطبيق العملي , وأسلوب الإرتباط الوثيق بالجماهير الشعبية , وأسلوب النقد الذاتي . " الحكومة الإئتلافية " ( 24 أبريل نيسان - 1945 ) المؤلفات المختارة , المجلد الثالث .
يستحيل على حزب سياسي يقود حركة ثورية كبرى أن يحقق النصر إذا لم يكن مسلّحا بالنظرية الثورية ولا ملّمابمعرفة التاريخ ولم يكن لديه فهم عميق للظروف الفعلية للحركة . " دور الحزب الشيوعي الصيني في الحرب الوطنية " أكتوبر -تشرين الأول - 1938 ) المؤلفات المختارة , المجلّد الثاني .
قلنا سابقا إن حركة الإصلاح هي " حركة واسعة الإنتشار للتثقيف الماركسي " . ويعني الإصلاح أن يدرس الحزب كله الماركسية عن طريق النقد والنقد الذاتي . ويمكننا بالتأكيد أن نتعلم من الماركسية أشياء أكثر أثناء حركة الإصلاح . " خطاب في المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية " ( 12 مارس - اّذار - 1957 ) .
إنها لمهمة شاقة أن نضمن معيشة حسنة لسكان الصين البالغ عددهم مئات من الملايين , وأن نجعل من بلادنا المتأخرة اقتصاديا وثقافيا قطرا غنيا قويا ذا مستوى عال من الثقافة . فلكي نتمكن من النهوض بهذه المهمة بصورة أفضل والعمل على وجه أحسن مع جميع الناس من غير أعضاء الحزب ممن لديهم مثل عليا ويعزمون على إجراء الإصلاحات , لهذه الأغراض بالذات , يجب علينا القيام بحركات الإصلاح الاّن وفي المستقبل أيضا , لنخلص أنفسنا بصورة دائمة من كل خطأ . من نفس المصدر السابق .
السياسة هي نقطة الإنطلاق في كل عمل يقوم به الحزب الثوري , وهي تعبّر عن نفسها في مجرى ذلك العمل وفي نتائجه . وقيام الحزب الثوري بأي عمل من الأعمال معناه أنه يطبّق سياسة ما , فإما أن يطبق سياسة صحيحة وإما أن يطبّق سياسة خاطئة . وإذا لم يكن يطبق سياسة محدّدة عن وعي فإنه يطبقها بصورة عمياء . ونحن حين نتكلم عن التجربة فإنما نعني بها عملية تطبيق السياسة ونتائج هذا التطبيق . ونحن لا نستطيع أن نتحقق مما إذا كانت السياسة صحيحة أو خاطئة , ولا ان نحدد مدى صحتها أو خطئها إلا عن طريق التطبيق العملي من قبل الشعب أي عن طريق التجربة . ولكن التطبيق العملي الذي يقوم به الحزب الثوري والجماهير الثورية , لا بدّ أن يكون مرتبطا بهذه السياسة أو تلك . ولذلك يجب علينا قبل الإقدام على أي عمل من الأعمال أن نوضح لأعضاء الحزب والجماهير السياسة التي صغناها على ضؤ الظروف المحدّدة . وأن لم نفعل ذلك , فإن أعضاء الحزب والجماهير سوف يشطون عن إرشاد سياستنا ويتصرفون بصورة عمياء ويطبقون سياسة خاطئة . " حول السياسة الصناعية والتجارية " ( 27فبراير - شباط - - 1948 ) , المؤلفات المختارة , المجلد الرابع .
وضع حزبنا الخطّ العام والسياسة العامة للثورة الصينية , كما وضع مختلف الخطوط المحددة , بيد أن عددا كبيرا من الرفاق كثيرا ما يتذكرون ما وضعه حزبنا من خطوط العمل المحددة والسياسات المحددة وينسون خطّه العام وسياسته العامة . وإذا نسينا فعلا خط حزبنا العام وسياسته العامة أصبحنا ثوريين عميان , غير ناضجين ولا واعين , وعندما نقوم بتنفيذ خط عمل محدد وسياسة محدّدة سوف نضلّ إتجاهنا ونميل إلى اليسار تارة وإلى اليمين أخرى ونلحق الضرر بعملنا . " خطاب في مؤتمر الكوادر بمنطقة شانسي- سوييوان المحرّرة " ( أول أبريل - نيسان -1948 ) , المؤلفات المختارة , المجلّد الرابع .
السياسة والتكتيك هما حياة الحزب , فيتحتم على الرفاق القادة من جميع المستويات أن يعيروهما إنتباها كاملا ولا يجوز لهم إهمال شأنهما مطلقا . " منشور حول الوضع " ( 20 مارس - اّذار - 1948 ) , المؤلفات المختارة , المجلّد الرابع .

يتبع - هولندا -