من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله الى من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته


ادم عربي
2013 / 7 / 14 - 03:56     

من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله الى من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته


الماركسية اللينينية هي من طبقت الاشتراكية على ارض الواقع ، فالنظام الاشتراكي هو في جوهره نظام اقتصادي اجتماعي ، قائم على نزع الملكية الخاصة وتحويلها الى عامه ، اي ملكية وسائل الانتاج ، من اجل خدمة المجتمع ، والغاء استغلال الانسان لاخية الانسان كما هو الحال في النظام الراسمالي الذي هو نقيض الاشتراكي .

تعددت المذاهب والنظريات التي تحدثت عن الاشتراكيه الا ان الماركسية اللينينية هي من اخرجت هذا المفهوم الى حيز الوجود ، واولها الاشتراكية السوفيتيه ، ان الاساس التي تقوم علية الاشتراكية هي تلبية الحاجات الماديه والروحية للمجتمع ، والقضاء على الاستغلال ، كما هو النظام الراسمالي ، والقضاء على الاغتراب الروحي ، ولذلك في النظام الاشتراكي حيث قدسية العمل هي بديل قدسية الملكية الخاصة وما يتبعها من معاناة للطبقة المضطهدة ، قدسية العمل في النظام الاشتراكي هي قاعدة اساسية ولذلك من لا يعمل لا ياكل .

ان المجتمع الاشتراكي مرحلة تمهيديه لمرحلة اكثر انسانيه واكثر امميه وعدل وهي المرحلة الشيوعيه ، المرحلة الاشتراكيه يقع على عاتق الطبقة المسيطرة وهي البروليتاريا محو الطبقات تدريجيا وهي مرحلة يمكن وصفها بانها مزيج من بقايا النظام الراسمالي السابق والمرحلة الجديدة ، لذلك المجتمع لم يتخلص بعد من القيم الراسمالية رغم التغيير الاقتصادي والمادي الجديد ، لذلك في مرحلة الاشتراكية الشعار المطروح " من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله " ما هو في حقيقته الا خليط من قيم برجوازيه مع اشتراكيه ، وهو بمفهوم العدالة المطلقة او المساواة ، لا يمثلهما ، فالعمل هنا او لكل حسب عملة لا يمثل المساواة ولكنه يحقق الحد الادنى منها ، اذن هي صيغة لرفع الانتاجية بما يتلائم مع خروج النظام الاشتراكي من رحم الراسمالية ، وبذلك يتحول المجتمع من مجتمع متناحر طبقيا الى مجتمع يوحد تطلعات ومصالح قوى الانتاج ، هذا مع التاكيد على دكتاتورية البروليتاريا لانها الطبقة التي تضطلع بهذه المهمة ، سيما وان الصراع الطبقي سوف يكون على اشدة ، اساسة بقايا البرجوازية .

اما الشيوعية فهي حركة متقدمه جدا وتاتي بعد العبور الاشتراكي بسلام والذي لم يتحقق بعد ، ان مهمة الشيوعية السيطرة على المجتمع وثروتة ومقدراتة لصالح كل فرد في المجتمع بالتساوي والعدل المطلق ، وهنا ليس لفرد ميزة على فرد اخر بالمزايا التي تعود على المجتمع بالفائدة ، بل انت المجتمع وصل الى حالة انسانية وقيمية غير مسبوقة قائمة على مصلحة المجتمع ولا مكان للقيم البرجوازيه كما في مرحلة الاشتراكيه اذا ما قُدر عبورها بسلام ، لذلك شعار المرحلة الشيوعيه " من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته " وفي هذا الشعار مساواة لا نهائيه ليس فيها اي بعد برجوازي ، ان المنتقدين للمرحلة الاشتراكيه وخصوصا من شعار من كل حسب عملة لا يميزون ان النظام الاشتراكي وُلد من رحم الراسماليه ولذلك لا بد ان ينصبح من النظام القديم ، وهنا التحدث عن الاجحاف في توزيع الثروة يبدو لا اهمية له مقابل التحول الاعظم وهو الشيوعيه ، ان لينين من اهم من دافعوا عن الشيوعيه ولا ننسى اسهامات الفيلسوفه روز لكسمبورج التي نادت بالشيوعية كتطور حتمي للاشتراكية .