الحزب الشيوعي العراقي


فلاح أمين الرهيمي
2013 / 7 / 8 - 14:22     

الحزب الشيوعي العراقي
تأسس الحزب الشيوعي العراقي في 31/3/1934، كظاهرة فرضتها حتمية التاريخ في مسيرة عجلة الزمن إلى أمام في تطورها وتقدمها التي أدت إلى نضوج الظروف الموضوعية إلى مستوى شروط جدليتها وتكامل أسبابها ومسبباتها، وتبلور الوعي الطبقي لدى طليعة الطبقة العاملة العراقية من جهة، ونتيجة وثمرة مباشرة من جهة أخرى، للمبادرة الواعية من جانب حاملي لواء الفكر الثوري، الماركسي – اللينيني، الذين تمرسوا في النضال الطبقي والوطني وعلى رأسهم المؤسس الفعلي للحزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان يوسف (فهد) الذي جسد في نضاله وكفاحه الطويل والأصيل، وترجمه بشكل عملي على أرض الواقع في وحدة نضال العمال والفلاحين ووحدة نضال القوميات المختلفة والطوائف الدينية المتآخية.
في 31/3/1934 انعقدت في بغداد اجتماع تأسيسي من جميع الخلايا الشيوعية التي أسسها فهد في بعض المدن العراقية التي استطاعت أن تنازع البقاء وأن تكون من أقوى دعائم الحزب، وتقرر في ذلك الاجتماع توحيد جميع المنظمات في تنظيم واحد مركزي باسم (لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار) وتم فيه انتخاب اللجنة المركزية كما أصدروا بياناً لخصت فيه الأهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ونظام الحزب ووزعوه على جماهير الشعب.
في أواخر تموز / 1935 عقدت اللجنة المركزية لمكافحة الاستعمار والاستثمار اجتماعاً قررت فيه إعلان اسم (الحزب الشيوعي العراقي) بدلاً من (لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار) كما قررت فيه إصدار جريدة مركزية باسم (كفاح الشعب) لسان الحزب الشيوعي العراقي.
كانت جريدة (كفاح الشعب) أول جريدة في تاريخ الحركة الثورية في العراق وكان على صدرها رمز الشيوعيين (المطرقة والمنجل) وشعار ماركس (يا عمال العالم اتحدوا) وشعار الحزب الشيوعي العراقي (يا عمال العراق اتحدوا) ومقتطف من البيان الشيوعي (فلترتعش الطبقات الحاكمة من شبح الثورة الشيوعية، فليس للبروليتاريا ما تفقده سوى أغلالها، وتربح عالماً بكامله) وكانت هذه الجريدة تطبع بطريقة سرية وكانت ولادة وتأسيس الحزب الشيوعي العراقي قد ظهر في ظروف كانت البلاد لا تزال تواجه قضية التحرر من الهيمنة الاستعمارية، وكانت الطبقة الفلاحية تعاني من العبودية والاستغلال المزدوج من قبل الاحتكارات الامبريالية العالمية والبرجوازية الربوية والإقطاعية الجديدة حليفة وصنيعة الامبريالية، وتعاني الطبقة العاملة الاستغلال والحرمان والاضطهاد بأبشع أشكاله، كما كانت البلاد تعاني من المشاكل القومية والتأخر الاقتصادي والاجتماعي، عندما ظهر الحزب الشيوعي العراقي للوجود انسحبت البورجوازية وجمدت نشاطها السياسي على الساحة العراقية من خلال حل أحزابها وتجميد نشاطها مما أدى إلى حرمان الحركة الوطنية العراقية من مبرر النشاط السياسي العلني وأي شكل من أشكال التنظيم المشروع.
أدت ولادة وتأسيس الحزب الشيوعي العراقي لظهور قيادة تمتاز بالإرادة والصلابة والروح الثورية النضالية والوعي الفكري الذي جسد بالأساس حركة الطبقة العاملة ومصالحها وأهدافها، الطبقة النامية التي تمتاز بالعنفوان الثوري بفضل إدراكها لوقعها المؤلم من خلال الاستغلال والاضطهاد والحرمان، وحرمانها من التملك الخاص لوسائل الإنتاج، الطبقة الواعية والمدركة والمتقدمة بفضل نظريتها الماركسية اللينينية الثورية وارتباطها بالإنتاج الكبير التي جعلتها أن تلعب بجداره وإدراك صائب وحقيقي الدور القيادي في نضال شعبنا العراقي ومن أجل تحرر المجتمع نهائياً من جميع أشكال الاستغلال والاضطهاد والحرمان وتشييد الوطن الحر والشعب السعيد ظهرت القيادة الجديدة لنضالات شعبنا، التي لا تعرف المهادنة والمساواة مع أعداء الشعب والوطن وحركتنا الوطنية، القيادة التي تغذت من ثدي العقيدة، ونشأت وترعرعت في أحضان المبادئ، بحيث لا تعرف الهوايات والرغبات الموسمية في النضال من أجل حقوق الشعب وحريته وسعادته ومستقبله الأفضل، وتتصف بالأمانة والانحياز الكامل إلى جانب قضية الطبقة العاملة وجميع المظلومين والمقهورين والمحرومين والجياع من أبناء شعبنا والوقوف بإخلاص مع قضيتهم العادلة.
لقد اتخذت قيادة فهد للحزب الشيوعي العراقي من النظرية الماركسية – اللينينية نبراساً في العمل والنضال واسترشاداً بأفكارها بما ينسجم مع طبيعة وظروف وحياة وتقاليد وعادات المجتمع العراقي بكافة أجنداته وأطيافه القومية والدينية. ومن خلال ذلك برز الحزب الشيوعي العراقي فارساً هماماً على الساحة العراقية بسبب استيعابه واحتضانه من قبل جماهير الشعب الواسعة بأسرع مما كان يتصوره ويتوقعه أعداؤها من أنصار ومؤسسات الحكومة العميلة للامبريالية وقد كان ذلك واضحاً من خلال تقرير المدير العام للأمن العراقي (بهجت العطية) يقول فيه (أن العقائد الشيوعية انتشرت انتشاراً واسعاً في المدن الكبيرة، إلى درجة أن الحزب استطاع أن يجذب إليه في أيامه الأخيرة ما يقرب من 50٪-;- من شباب الطبقات كافة، وكذلك وجدت الشيوعية طريقتها إلى السجون التي صار لها لفترة من الزمن مظهر لمؤسسات تعليمية وتثقيفية شيوعية).