البرشتينيه ..تخرف .. باضمحلال الراسماليه ..سلميا


ليث الجادر
2013 / 7 / 5 - 16:58     

مازال احد ملالي الماركسيه (اصحاب ابجد هوز النص الماركسي ) يخرف بقصه مفادها ان الراسماليه قد انهارت وانها لملمت فلولها بلا ثوره وبلا بديل ثوري يقوم فوق انقاضها ,اما وصفه لحال النظام الحالي (وان كان يسميه بالاقتصاد الاستهلاكي ) فانه لم يرسم لنا او يشخص ملامحه بما يجعله فعلا يعبر عن مرحله من مراحل التطور الاجتماعي.. ولعل اول شيء غاب عن ذهنية التخريف هذه هي ان داخل كل نظام اجتماعي اقتصادي لابد وان يوجد شكل معين وخاص لنشاط اقتصادي محدد فالقديم لايتلاشى بصوره مفاجئه ونهائيه والصراع بين الضدين يولد على الدوام احتمالية الاتجاه الثالث ..واظن ان صاحب هذه الخرافه غفل عن عمد واجبه في ان يلتفت الى نموذج الاقتصاد الاسيوي وان يكثر التمعن فيه وان يدرس وبجديه ماهيته الواقعيه وماهيته الفكريه في نظرية مراحل التطور الماركسيه ثم يقارن هذا بماهية الاقتصاد الاستهلاكي الذي لايعدو الا ان يكون حاله خاصه تشكل عليها النظام الراسمالي في مركزه الاكثر تكثفا ..لكن هذا (المنظر) له مبرارات قويه ليس فقط في تصدير خرافته بل وايضا في الاستهزاء بالعقول التي يوجه لها خطابه خاصة وانه ليعلم علم اليقين بان هناك من يؤازه ويستميت في دعم ما يكتبه سواء في النشر او طريقة تسويقه والترويج له فهو الكاتب المدلل الذي تفرض كتاباته على القارىء بطريقه ملتويه لكنها مهذبه وكل رد جاد على تخريفاته يتم التعامل معها بحذر وبالشكل الذي يجعلها غير قادره على الوصول الى الطرف الثالث والحقيقه تقال فان الجهه الاعلاميه القائمه بهذا لاتتبع هذا الاسلوب كحاله مميزه له بل انها تتعامل معه كنموذج لجزء مهم من الطرح الذي تتبناها والذي يبدوا انه يتشكل في النهايه على هيئة طرح تحريفي غير منسق ..طرح تحريفي فوضوي وصل في هزالته الى ان تدرج قصيده شعريه في محور دراسات ماركسيه وهذه القصيده كانت تمتدح صاحب تخريفة انهيار الراسماليه تصوروا قصيدة مدح !! ولم يتبقى لنا الا ان ينشر مقطع فديو يصور لنا السيد الكاتب وهو يكافىء الشاعر المداح وعلى طريقة هارون الرشيد ليقهقه ويصيح اعطوه الف درهم !! مهزله اقسم انها مهزله مخجله لو ان المعنيون بها تفكروا برهة بها لاخذهم الحياء من كل تفاصيلها ...بقى احتمال ضعيف احتمال لا يحتوي الا على 1 بالمئه من المعقوليه وهو ان المروجين لهذه الخرافه انما يفعلون ذلك هم والشله من الكتاب بدافع القناعه الفكريه التي تنبع من مقدار ذهنيتهم ..وهذا الاحتمال الضعيف يجعل نقد العام والمختصر لهذا الطرح امرا غير مقبول وغير وارد الا بكونه ردا مستفزا ومتعصب ..ويصبح بهذا الشكل كما لو انه محض افافات متذمره بوجه هذيانات التخريف ..وعليه لابد وان نناقش الفكره بجديه اكثر وهنا سابدا بادراج ملاحظات عامه ومختصره
1- بداية حينما وصفت السيد صاحب نظرية انهيار النظام الراسمالي باحد ملالي الماركسيه اصحاب منهج ابجد هوز النص فانا هنا اعني انه يتعامل بهذه الروحيه في مخاطبة عقول النصيه والمقدسين لها فهو يعرف جيدا بان العقليه النصيه تمثل قدم آخيل التي من خلالها يمكن اختراق حصون الفكر الماركسي وللتوضيح اكثر فانه هنا تم التاكيد على نسق المراحل التاريخيه الاربعه التي وردت في الطرح الماركسي بصيغ عام نهائيه (المشاعه الاولى – العبوديه – الاقطاعيه – الراسماليه - ) بينما لو تمت مراجعة هذه الصيغه بالمنهج المادي الجدلي لتبين ان ما بين كل مرحله من هذه المراحل كانت هناك فتره انتقاليه مرحله انتقاليه من الفوضى وهي تمثل الحد بين مرحلتين لهذا فالصيغه الاكثر تفصيلا للمراحل الاجتماعيه هي التي تقول ب( المشاعه – فوضى – العبوديه – فوضى – الاقطاعيه – فوضى – الراسماليه – فوضى – ( اللارسماليه )...) ماذا يعني هذا يعني اننا يمكن من ان نقرا عبارة الفوضى المتكرره بين المراحل كالاتي (مشاعه – لامشاعه – عبوديه – لا عبوديه – اقطاعيه – لا اقطاعيه – راسماليه – لاراسماليه - ...) الفعل الثوري هو الذي حول تلك المراحل الانتقاليه الى مراحل رئيسيه ( لا مشاعه الى عبوديه ولا عبوديه الى اقطاعيه ولااقطاعيه الى راسماليه ) والحال هنا ان السيد المخرف بانهيار النظام الراسمالي العالمي بدون ثوره انما يصف ملامح مرحله انتقاليه وليست مرحله جديده ..فالاقتصاد الاستهلاكي هو البشاره القاسيه لبزوغ مرحلة انهيار النظام الراسمالي وليس هو النظام البديل
2- يتبجح السيد المخرف بغزارة معرفته بالقتصاد السياسي وهو لايكل ولا يمل في توجيه نعوت الجهل بالاقتصاد السياسي لمنتقديه ..وفي الحقيقه فانه اسؤ الجاهلين بروحية الاقتصاد السياسي ولاسباب التاليه
أ‌- ان الاقتصاد السياسي لا تحكمه الارقام بصوره نهائيه بل ان مهمته تتمثل في استخلاص الارقام لكي يقرا ما خلفها اي يقرا اعادة انعكاسها في الواقع ولهذا يتم في بحوث الاقتصاد السياسي التركيز وبحذر على الفصل مابين النقد وبين الاجر ..بين الحركة الراسمال النقدي وبين حركة النشاط الانتاجي ..والسيد صاحب بشارة انهيار الراسماليه يقيم الدنيا ويقعدها على اساس حقيقة المديونيه النقديه لدول المركز الراسمالي ..لكن كيف له ان يهمل قيمة الانتاج الماسوره لتداعيات هذه المديونيه في مجتمعات الاطراف.. كيف له ان يهمل هذه الفوضى المستتره في توزيع قيم الانتاج على المستوى الاجتماعي الانساني
ب‌- هذه الاقتصاديات (اقتصاديات المركز )لايمكن التعامل معها بصوره شكليه نهائيه ,محال ان يصح هذا , لان مجمل النشاط الاقتصادي يرتكز كوحده واحده مابين اقتصاديات الاطراف والمركز ومن العجيب ان يغفل هذا السيد جوهر وحدة النشاط الانتاجي هذه مع العلم انه وفي سياق كلامه يؤكد على استهلاك مجتمعات المركز لمعظم ما تنتجه مجتمعات الاطراف (من الطاقه ومواد الخام )؟..كما انه يتعامل مع اقتصاديات المركز باعتباره وحده واحده نهائيه بينما هي في حقيقتها تمثل وحده جدليه غير ثابته
ت‌- مازال السيد صاحب الخرافه هذه يظن ان النقد له قيمه تبادليه اقتصاديه خالصه وحره ..هذه مهزله ذهنيه ..فالنقد كف على ان يكون هكذا وصار اساس قيمته هي القوه الموضوعيه السياسيه
3- ان هذا السيد المبشر بخرافة انهيار النظام الراسمالي بلا ثوره بالاضافه الى انه يمارس نشاطا تحريفيا للماركسيه فانه ايضا يقوم بهذا الدور بشكل غير لائق وغير نزيه من الناحيه الفكريه لانه يدعي وباصرار على ان ما يقوله انما يعبر عن استنتاجاته الشخصيه ,, بينما الحقيقه تؤشر الى ان هذا الطرح هو مكمل ومترجم للنظريه المجتمع بلا طبقات التي روج لها منظرين البرنشتانيه وكان اخرهم الكاتب الامريكي الجنسيه السيد اولبرايت (( والد الدبلوماسيه الامريكيه الشهيره مادلين اولبرايت ))..
4- بالاجمال فان القضيه التي نحن بصددها تمثل انموذجا موضوعيا يدلل على مقدار المستوى المتدني الذي تقبع فيه الدعايه الماركسيه في ادبياتها العربيه ..ويؤشر بالتالي الى ضرورة القيام بنشاط نظري هدفه اعادة صياغة الماركسيه وتطويرها ..والاساس المناسب لانطلاقة مثل هذا النشاط يتمثل في اعادة دراسة وشرح ونقد نظريه (فائض القيمه ) ..
...يتبع