عن الثورة واليسار - ج 2


وليد يوسف عطو
2013 / 6 / 27 - 19:29     

( 1) :
موت مفهوم ( الطليعة ) .
موت اللينينية كمفهوم وطريقة للعمل الحزبي .
الربيع اخضر مهما بدى لنا سواده
(الكاتب عصام الخفاجي )...
التطابق في التفكير والتكفير بين السلفيين والشيوعيين والماركسيين المتكلسين من بقايا الحقبة الستالينية
اعلان موت المثقف الحزبي (الكاتب وليد يوسف عطو )
المقال ماخوذ من كتاب ( عن الثورة واليسار ) للكاتب عصام الخفاجي – ط 1 – 2012 – دار ميزوبوتاميا للطباعة والنشر والتوزيع –بغداد – شارع المتنبي لصاحبها الاعلامي والباحث والكاتب والصديق مازن لطيف .
بدا الامر باقتراح من الاستاذ والرفيق رزكار عقراوي المشرف على موقع ( الحوار المتمدن ) الذي اقترح على عصام الخفاجي خوض نقاش مع القراء بموقع ( الحوار المتمدن ) حول موضوع ثورات الربيع العربي لمدة اسبوعين .تطور الامر الى تحوله الى كتاب . والكتاب يستعرض عدة مقالات عن معنى اليسار , وعن اليسار الجديد وثورات الربيع العربي , ودولة التسلط , ونظرية التفتيت , وعن خرافة الامن القومي , وعن مازق النظام السياسي العراقي ,تاملات في خيارات الديمقراطيين , بالاضافة الى جلسة حوارات .
تعريف اليسار :
اليسار بحسب تعريف الكاتب عصام الخفاجي هو :
( الحركة او الحركات التي تتبنى قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية والعلمانية , والساعية الى اطلاق المبادرات الذاتية والجماعية في مواجهة تحكم الدولة وممارستها دورا ابويا على شعوبها .).
هذا التعريف يفصل الالتباس بين اليسار والليبرالية , لان الليبرالية لاتتبنى مباديء العدالة الاجتماعية ,حتى ان رفعت شعاراتها , كما انها تعارض المبادرة الجماعية لصالح الحرية الشخصية للفرد ولمصالحه الاقتصادية والاجتماعية .
يقول الكاتب عصام الخفاجي : ان هذا التعريف يمثل قطيعة مع اللينينية التي الحقت ضررا فادحا بالمفهوم المادي للتاريخ في مساواتها بين الاشتراكية والدولتية , التي لابد ان تولد الفساد واعادة انتاج مجتمع طبقي وتبسط قبضتها البوليسيبة على شعوبها , وتحيلهم الى قطيع خاضع لسلطة حزب حاكم او قائد فرد .
ويضيف كاتب المقال ان الستالينية هي الوليد الشرعي للينينية وهما وجهان لعملة واحدة هي الاستبداد السياسي والفكري واحتكار السلطة باسم الطبقة العاملة .والدليل كما يؤكد عصام الخفاجي هي فشل هذه القوى فشلا ذريعا وابتعدت عنها الجماهير . لقد اثبتت الاحداث السياسية الراهنة موت الحزب السياسي التقليدي , يمينيا كان ام يساريا ذي الطابع الهرمي والانضباط الخانق للممارسة وللحرية الفردية , والالتزام بتعليمات القيادة .واهم من ذلك موت مفهوم ( الطليعة ) التي تنوب عن الشعب في تحديد مصالحه وتزعم ادخال الوعي الى حركته العفوية , وتقوم بدور الجسر الرابط بين الافراد والمناضلين لتنسيق النشاط الثوري , رغم ان وسائل التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والتويتر وغيرهما لاتزال بعيدة عن تناول قطاعات واسعة من الناس ومن ابناء المناطق النائية .؟ الا ان هذه الوسائل لعبت وتلعب دور الجسر الرابط الذي كانت تلعبه الاحزاب التقليدية . وهي تقوم بهذا الدور بشكل اكثر ديمقراطي بكثير , اذ انها لاتنقل تعليمات واوامر القيادة الى القواعد , بل تتبادل اراءا ومواقف مختلفة للوصول الى قاسم مشترك يجمع بين افراد الجماعة الواحدة من دون قسر الاعضاء على تبني موقف الاغلبية بشكل حرفي . وهي تضيف مسمارا اخر الى نعش مفهوم الطليعة الحزبية او طليعة الطبقة العاملة.
لقد خرج من ثورات الربيع العربي يسار جديد يمثل قطيعة مع اليسار الشيوعي كتنظيمات , لكنه استوعب اليسار الذي لعب ادوارا بارزة في بلدانه . هذا اليسار مكون من قوى شبابية تعيش وسط الناس سواء اكانت من ابناء الطبقة الوسطى او الفقيرة , العبرة في عيشهم بين الناس وتفهم همومهم , ولان هذا اليسار بدا يتبلور الان , فعلينا الا نتوقع ان يحتل موقع الصدارة في الامد القصير .
ان الثورة الفرنسية التي ارتبطت في اذهاننا بالعلمانية , لم تبني فرنسا العلمانية الا في عام 1905 , اي بعد مئة وستة عشر عاما من الثورة . يؤكد الكاتب عصام الخفاجي ان العلمانية والوصول الى ان يكون للمراة موقعا متساويا تماما من الرجل وغيرها من المباديء , ليست قرارات تتخذها سلطة ما , بل هي عمليات تاريخية لن تتحقق الا بجر غالبية المجتمع الى الايمان بها وتبنيها , ولن يتحقق ذلك الا عبر خطوات تراكمية .ومن هنا فشل الاحزاب الشيوعية واليسارية عامة والليبرالية كذلك ( والكلام لكاتب المقال ) لانها استندت الى تنظيرات غربية وليدة المجتمع الراسمالي المتطور , ولم تستند الى الواقع في حركته المتغيرة .
اسباب انحسار شعبية اليسار في منطقتنا :
يؤكد عصام الخقفاجي ان مايفسر انحسار اليسار في المنطقة ليس القمع لوحده , فباستثناء الحزب الشيوعي العراقي والايراني , لم يتعرض حزب يساري لاي قمع وحشي في منطقتنا اواخر الستينات ,بل تم احتواؤه في جبهات وطنية , او ادخال عناصره التائبة في مؤسسات غير مؤثرة مثل مصر وبعض بلدان الخليج , مع ترك من استعصى على الاحتواء غير ذي فاعلية , مما يدل على ان الانظمة الحاكمة ادركت ان اليسار الشيوعي لم يعد ذا تاثير على الشارع اصلا .
مقارنة بين تجربة احزاب الاسلام السياسي والاحزاب الشيوعية
لقد ادى القمع الشرس الذي تعرض له الاخوان في مصر منذ محاولتهم اغتيال جمال عبد الناصر 1954 الى تشرذمهم وغياب التعاطف الشعبي معهم , مثلما غاب التعاطف الشعبي مع الشيوعيين المصريين .
لقد كان عبد الناصر يحظى بشعبية هائلة لم يسبق لاي قائد عربي ان تمتع بها في التاريخ الحديث . وهي شعبية لم تاتي من فراغ . تعليم مجاني , خدمات صحية مجانية , وظائف استوعبها الجسم الطفيلي للدولة وقواتها المسلحة والامنية ,لكنها خلقت فرص عمل للملايين , اصلاح زراعي , وزع الارض على الفلاحين المعدمين وزاد من مساحة الاراضي الصالحة للزراعة بانشاء السد العالي وكثير من المنجزات الاخرى . تلك المنجزات جاءت على حساب افساد قطاعات شعبية واسعة وافقار للثقافة السياسية للمصريين وعسكرة المجتمع , والاهم هو اقامة نظام بوليسي شرس , الا ان تلك البشاعات لم تكن ذات اهمية الا للفئات المتعلمة والمسيسة
صعود الاسلام السياسي وتراجع اليسار
عاد منفيو الاسلام السياسي من دول الخليج وايران بعد السبعينات محملين بمليارات الدولارات التي انصبت عليهم . ومع ان كثيرا من تلك الاموال ذهبت الى جيوب القادة الاسلاميين في مصر وتونس والعراق , الا انهم نجحوا في اقامة دولة ظل او دولة موازية في الوقت المناسب , ولم ينسوا الدعاية لمكاسبهم عبر اقامة مصارفهم الاسلامية وشركاتهم التي خلقت الالاف من فرص العمل .وقدم هؤلاء انفسهم باعتبارهم المحاربين لفساد وظلم الانظمة السابقة ونظم الانفتاح الوحشي , مع انهم من اكثر المستفيدين منها .
ما الذي قدمه الشيوعيون واليسار في هذا الظرف ؟
لقد التصق الشيوعيون ( والكلام للخفاجي ) بانظمة دكتاتورية وراحوا يبررون وحشيتها تحت مسميات ( لاديمقراطية لاعداء الشعب )و ( بلدان التطور اللاراسمالي ) و (بلدان التوجه الاشتراكي ). وان الحفاظ على الجبهات القومية والوطنية في العراق وسورية اهم من الديمقراطية . اغمض الشيوعيون اعينهم عن النهب والفساد في قطاعات الدولة باسم الدفاع عن مكتسبات الشعب مكتفين بانتقادات خجولة لبعض المظاهر الثانوية . ورغم وجود يساريين وماركسيين وشيوعيين معارضين للانظمة الحاكمة وللشيوعيين الرسميين , الا ان رؤية الشارع ظلت تساوي بين اليسار والاحزاب الشيوعية الرسمية .فقبل سقوط نظم اشتراكية الدولة , كان الشيوعيون يتمتعون بامتيازات اثارت حقد شعوب البلدان الاشتراكية نفسها , اذ كان يقال لهم ان الاموال المقتطعة من دخول المواطنين تذهب لمساعدة حركات التحرر في البلدان الفقيرة , فاذا بهم يرون بام اعينهم قادة الاحزاب الشيوعية لتلك البلدان ( الفقيرة ) ياتون الى موسكو وغيرها من العواصم الشيوعية , مرتدين اكثر الملابس اناقة ويتمتعون بالعلاج في مصحات ومستشفيات لايحلمون بدخولها .وتنفتح امامهم مخازن اللجان المركزية التي تبيع ارقى البضائع المحرم عليهم دخولها , وتقدم لهم ولابنائهم وازلامهم والمحسوبين عليهم المنح الدراسية . واذ يعود اولئك ( المناضلون ) الى بلدانهم فانهم يانفون من السكن في احياء من يدعون تمثيلهم ويختارون المواقع المتميزة في العواصم لتكون مقرات لاحزابهم .
في هذه الظروف نجد ان قادة وقواعد احزاب الاسلام السياسي باتوا يشتركون في القيم والمعايير ذاتها , وفي اماكن السكن ذاتها ويمارسون الطقوس ذاتها , لدرجة صار من الممكن الحديث لا عن دولة ظل اقامتها تلك القوى الاسلامية , بل عن مجتمع ظل متماسك ومتضامن كذلك .
يؤكدعصام الخفاجي على ضرورة ان ترمي القوى الديمقراطية بكل ثقلها للضغط باتجاه اقامة وترسيخ نظم اشتراكية ديمقراطية على غرار نظم اوربا الغربية قبل ان تكتسحها موجة الخصخصة اوائل الثمانينات . وهي تكفل حقوق المواطنين في الحصول على التعليم والضمان الصحي والخدمات الاساسية , وامكانية مطالبة العمال والموظفين بزيادة اجورهم بالتناسب مع تغير الاسعار والتضخم .كما انها تشجع عملية التطور الاقتصادي والعلمي والثقافي التي تخلفت عنها منطقتنا . دون اللجوء الى اقامة دولة بوليسية . كما ان هذا النظام سيكون اداة جبارة لعزل قوى الاسلام السياسي
( 2 ) :
كتب الباحث والكاتب العراقي عبد الحسين شعبان مقالا بعنوان ( لعبة الكراسي ) جاء فيه :
( في الماركسية التي لايمكن التعامل معها كمنهج واداة تحليل فحسب , وانما ممارسة وتطبيق ...اصبحت ترى قيادة شيوعية تتخندق مع الاحتلال وتؤيد معاهداته الاسترقاقية . وتستمر في الوقت نفسه تعلق اللافتات الماركسية وتجلى مثل هذا الامر في المؤتمر الاخير للحزب الشيوعي في الاتحاد الروسي الذي يعود تاريخه الى حزب البلاشفة وهو يحاول التشبث بالتاريخ ...الظاهرة الروسية امتدت الى اوساط اخرى دينية وقومية . فعلى الرغم من ان بعضها انتقل الى الضفة الاخرى , لكنه استمر في الخانة الايديولوجية القديمة , يلوذ بتعاويذها ...الحزب الذي حلم بالغاء الفوارق الطبقية وتحقيق العدالة الاجتماعية ضاقت به السبل فاكل بعضه مثلما حاول ابتلاع المجتمع . ان الاخطاء الفادحة التي استمر عليها الحزب الشيوعي الروسي, هي تاييد انظمة الاستبداد ,سواء الموقف من صدام حسين او القذافي او الاسد اضافة الى مواقفه السلبية من دول الربيع العربي وقد اعتبر المؤتمر الاخير للحزب الشيوعي في الاتحاد الروسي ان الجماعات التي تقوم بثورات الربيع العربي ممولة ومدربة ويصلها السلاح دون ان ينظر الى مطالب قطاعات واسعة من الشعب السوري وهكذا تحول الحزب الذي ظل يبشر بالثورة ويدعو للحرية والعدالة الى حزب محافظ وصديق لقوى الاستبداد وضد حق الشعوب في تقرير المصير ومع الدولة المركزية ومجامل للكنيسة واصحاب رؤوس الاموال على حساب تاريخه العويص , العريض وصراعه التاريخي مع جميع هذه القوى
تنويه:
لقد حاورت جميع الناس في اماكن متعددة ومنها موقع الحوار المتمدن وعبر صفحتي في الفيس بوك واستطعت اقناع السلفيين الاسلاميين ودخلت في حوارات معمقة معهم , وهم ان ردوا علي فانما يردون علي باسلوب مهذب ْ الا الماركسيين والشيوعيين من اصحاب العقائد الستالينية الجامدة المتكلسة فهم برغم شهاداتهم وعملهم لايطيقون الحوار ويبداون بالشتائم .
سؤالي اين يكمن الفارق بين السلفي الاسلامي والسلفي الشيوعي ؟اليس السلفي الاسلامي اكثر بساطة وتواضعا ؟
(3 ) :
كتب الباحث والكاتب عبد الحسين شعبان مقالا بعنوان (النهضة والمشروع النقدي ) انقل بعض من مقاطعه :
( لايمكن الحديث عن مشروع نهضوي عربي جديد دون الاستناد الى ثلاثة عوامل اساسية . اولها اعلاء شان الحرية , استنادا الى حرية الفرد والمجتمع .ثانيهما اعادة النظر في مفهوم الهوية , لاسيما العلاقة بين الهوية الجامعة العامة الموحدة , وبين الهويات الفرعية , بالاعتراف بقيم التنوع والتعددية والتمايز والاختلاف .وثالثهما الاقرار بالحقوق الانسانية بما تتطلبه من مباديء المساواة والمواطنة الكاملة وعدم التمييز . ولعل الحديث عن مشروع النهضة لاينفصل عن القراءة النقدية الابستمولوجية , ابتداء بالتراث , وصولا الى شروط التغيير , وذلك من خلال النقد العقلاني التاريخي بما فيه الديني والتاويلي التي تشمل نقد المسلمات والفكر اليومي والسائد . اما القراءة الثانية فتقوم على نقد الايديولوجيا السائدة سواء كانت دينية او قومية او يسارية في منطلقاتها ومرجعياتها , خصوصا لما عفا عليه الزمن ولم يعد صالحا .
اما القراءة الثالثة فهي قراءة تستند الى الثقافة خصوصا من زاوية القيم الانسانية التي تقوم عليها في اطار عملية التنمية الثقافية السوسيو- اقتصادية , بما فيها وسائل الاتصال والمعرفة الحديثة وعلاقتها بقضية العدالة الاجتماعية .
المسالة الثانية التي تحتاج الى اقرار , هي تراجع القوى والجماعات التي حملت لواء الحداثة والتقدم , بل وارتدادها احيانا الى جماعات محافظة وتحولها من قوى راديكالية الى قوى محافظة , بل الى قوى رجعية في كثير من الاحيان ,لاسيما عندما تسلمت مقاليد السلطة .
الاعتراف الثالث هو فشل المشروعات الثورية الخمسينية والستينية , بل وارتدادها بحيث انقلبت الثورات الى نقيضها , الى درجة ان البعض كفر فيها , في حين كان يمكن للتطور التدريجي والتراكم التاريخي والاصلاح المؤسسي الطويل الامد ان يؤدي الى انضاج عوامل التغيير من دون الحاجة الى عمليات قيصرية وانقلابات عسكرية واخرى مضادة ... اذا كانت هذه المراجعة ضرورية , لان العديد من القوى والشخصيات الفكرية والثقافية والسياسية بدات تقتنع بها وتميل اليها . فانها بحاجة الى تاصيل وحوار مجتمعي يحرم العنف ويضع التغيير السلمي لعقد اجتماعي جديد , وهو مافعلته بعض قوى دول امريكا اللاتينية , التي استبدلت بشعار الثورة عبر الكفاح المسلح بشعار ( الثورة من خلال صندوق الاقتراع ) ,خصوصا بعد ان اصبح الارتداد على الماضي , بل وتقهقر خطط التنمية والتغيير سمة مميزة للثورات السابقة .
وختاما يؤكد عبد الحسين شعبان بان ( ليس بوسع الناس الذين خرجوا الى الميادين وفرضوا التغيير اعادتهم الى القمقم من جديد , كما لايمكن لاحد عزل نفسه عن حركة التغيير والتحديث ... واذا كان الحديث عن استراتيجيات وثوابت وطنية , فلعل الاستراتيجي المستمر والثابت التواصل هو الحرية وليس غيرها , والحرية هي غاية الانسان , التي ينبغي ان يخضع لها كل شيء , لانها تمثل القيمة العليا , وتلك هي التي تمثل الديناميكية الحركية , الاجتماعية والفردية التي تجسد الهوية ذات الابعاد الانسانية بمضمونها الجماعي او الفردي .
( 4 ) :
كلمة لابد منها :
عندما يعجز السياسي الحزبي عن اقناع الاخر,يعمد الى التكفير والقتل بدلا من الحوار .
- لايمكن للاحزاب في بلادنا ان تبني .
- السياسة تهدم ولاتبني .
- السياسة تفرق ولا تجمع .
- السياسة تتعارض مع الثقافة التنويرية .
قال الدكتور والباحث والكاتب نبيل ياسين ( له مني كل الود والتقدير والاعتزاز ) في لقاء متلفز على فضائية عشتار العراقية , ان اوربا وصلت الى ماهي عليه من تطور بفضل ثقافة وفلسفة التنوير , حيث تم الفصل بين السياسة والثقافة .
اما كاتب المقال فيرى انه يحق للمثقف الكتابة في الشان العام , لكن لايمكن قبول تحوله ( اي المثقف ) الى سياسي حزبي . ذلك ان الحزب يضع تابوات وكوابح تمنع المثقف من التفكير المستقل والحر .
لايمكن للاحزاب السياسية ان تبني الامة العراقية وهويتها .
مشروع بناء الامة العراقية يبنيه المثقفون المتنورون والمفكرون والاساتذة والعلماء في مراكز البحوث والجامعات ولا تبنيه الاحزاب .
ختاما اقول :
ليكن شعارنا :
( لنعمل على اشاعة الثقافة .. الثقافة للجميع .. الثقافة هي الحل ) .