تناقضات الطبقة العاملة


ادم عربي
2013 / 6 / 26 - 23:04     


عصر الكمبيوتر ، عصر التكنولوجية الرقمية الرفيعة ، عصر العولمة ، عصر الازمات المالية هي سمة وديدن حاضرنا الذي نعيش ، هي الدول ريعية الانتاج ، متربعة على عرش الثروة وهي واحدة من مهازل الاقتصاد السياسي والعلمي ، فالدول البترولية والتي تقتصر ثروتها في استخراج بترولها من باطن الارض وتصديرها للخارج دون تعقيدات علاقات انتاج رأسمالية ، وهي اذ ذاك تستخرج دولارات بكميات هائلة بقدر ضخامة مخزوناتها ، دون اثر على بنية المجتمع سواء كانت مادية او فوقية ، وهي بذلك ، تلك الثروة ، وفي عصرنا تُشكل عائق حقيقي امام مجتمعاتها التي لن تبارح وستظل تُراوح مكانها وتعيد انتاج نفسها بما ورثته من تخلفها وان كانت من أعلى دخول العالم ، فتلك الدول تفتقر لطبقة عاملة يمكن ان يُبنى عليها تناقضات تقود الى تغيير في بنية المجتمع .

تلك المجتمعات تعيش على اقتصاد الخدمات سواء مستوردا او محليا ، وهي بذلك تكتفي بما لديها من ثروة ريعية ، حيث انتاجها الخدمي لا يُضيف لها مليما واحدا وانما تعظيم هنا ونقصان هناك ضمن ما هو متوفر اصلا من الثروة ، ان غياب الطبقة العاملة في تلك المجتمعات تُساهم في تشوية وتناقضات الطبقة العاملة ، كون الطبقة العاملة ليست الا مفتاح التغيير العالمي من خلال تناقضاتها وتمظهر وعيها الطبقي ، ولكن اذا كان هذا هو الحال في المجتمعات الريعية ، فما هو الحال في المجتمعات المتطورة ؟ .

ان الصورة تبدو متشابه وهي شائكة تاريخية كما تبدو لي ، فالمراكز الراسماليه العالمية ، صاحبة قوانين فائض القيمة ، ملهمة ماركس في تحليل اقتصادها تعيش في حالة فوضى اقتصادية جوهر انتاجها العمل الخدمي الذي لا يضيف جديدا للثروة الوطنية ، ان المراكز الرأسمالية والتي خرجت منذ قرنين من الانتاج الريعي وعبرت الرأسمالية وطورت المجتمعات الى المدنية والحضارة بعلاقة العامل بالماكينه ، وخلقت الثروة ، وطورت مفهوم الطبقة العاملة ومفهوم الوعي الطبقي ، طريق التغيير والولوج الى مجتمع اكثر رقاءا وتقدمية ، هبطت لوحل السكون الطبقي او التدجين الطبقي .

بنظرة سريعة للمجتمعات الراسمالية نرى تراجع رهيب في اعداد الطبقة العامله لحساب تنامي عمال الخدمات ، بمعنى اخر تراجع في الثروة الوطنية لصالح التضخم ومن ثم المديونية ، ان تراجع الطبقة العامله لهو هزيمة للانسانية ولامكانية تطورها فوقيا ، ان تراجع الطبقة العاملة سنح الفرصة لتنامي القوى الرجعية غير التقدمية ، اول مظاهرها خروج البرجوازية الوطنيه عن دورها التقليدي والهروب خارج حدود الوطن للاحتفاظ برساميلها ، بعدما وجدت في العولمة المنقظ لها ، سيما وان العولمة مشروع الطبقة الحاكمة التي وجدت فيها التحكم بمسار العالم السياسي والاقتصادي ، والعولمة هي صمام امان العالم الان من الانهيار التام .

ان الكمبيوتر والتكنولوجيا الرقمية وان كانت صناعات رأسمالية متطورة وصناعات معرفة وثمرة ذكاء الانسان وعلى اهميتها في الاقتصاد لم تستطع انقاظ الطبقة العاملة من الانقراض لانها تتضمن احتكار المعرفة ومحدودية استيعاب الطبقة العاملة وهي صناعات احتكارية تمثل نوع من تطور راس المال باتجاة تعظيم راس المال على حساب المجتمع وخصوصا الطبقة العاملة ، وان العولمة هي باب الثراء لتلك الشركات على حساب دخل الفرد في المركز الراسمالي .

ان اهمية الانتاج الراسمالي تكمن في طبقة عاملة عريضة وغنية ، تستطيع استيعاب انتاجها اولا ، فبقدر تعظيم الطبقة العاملة تُخلق الثروة الوطنية وهي ثروة الوطن او المجتمع الحقيقية ، ان الوضع الان في المراكز الراسمالية اشبة بالاقتصاد الريعي مع فارق ان الاقتصاد الريعي جالب لثروة حقيقية ، في الاقتصاد الريعي والدول البتروليه مثال ، سلعتها في ما تستخرجة من باطن الارض ، اما المراكز الراسمالية والولايات المتحدة افضل مثال فسلعتها هي ما تطبعه من دولار ، ان اقتصادها الريعي هو الدولار ، لذلك لن تسمح الولايات المتحدة لاي قوة في العالم كسر هذه المعادلة ولو اضطرت لخوض حرب عالمية ، فباسم العولمة والبنك الدولي اداتها يتم نبذ اي اقتصاد مستقل او بناء اقتصاد مستقل يُغرد خارج السرب .