كيف يحاول افاكيان التحريفي تمرير نظرية التحّول السلمي؟


محمد علي الماوي
2013 / 6 / 21 - 12:48     

الحلقة الرابعة
تذكير
ينطلق منظّر الح "الش "الثوري الامريكي من أخطاء التجربة الاشتراكية ونواقصها التي يعتبرها في البداية اخطاء ثانوية ثم سرعان ما يؤكد انها هامة ومحددة وينتقل من نقد هذه الاخطاء الى نقد الم الل الماوية عامة فينعتها بالمثالية والميكانيكية و بالدغمائية واللاهوت( ص20 و22 ) ويعتمد اسلوب التلخيص الفوقي الانطباعي و الذاتي الذي لا علاقة له بمفهوم التقييم العلمي ليقدم "الخلاصة الجديدة " كمرحلة ثانية بديلة تقطع كليا مع ما يسمّيه "بقايا الماضي " ويتسم هذا التلخيص بالقفز على واقع التناقضات التي تحكم المجتمعات وعلى المراحل الموضوعية التي مرت بها التجربة الاشتراكية فيطمس الصراع الطبقي و ما أفرزه من مكاسب في مجال النضال ضد كل انواع الانحرافات يمينية كانت أم يسراوية . ورغم محاولات التظاهر بالدفاع عن بعض الايجابيات فانه ينظّر علنا "لنظرية القوى المنتجة " وللتحول السلمي(ص 7 و 8 ) من خلال التمسك بالمبدأ العام القائل "بضرورة تطابق علاقات الانتاج مع طبيعة القوى المنتجة " فينفي الصراع الطبقي وبالتالي العنف الثوري بما انه لا يذكر ,عمدا , في دستور الجمهورية الامريكية كيف سيقع افتكاك السلطة ولا يتحدث عن الثورة الاشتراكية بل يمر رأسا الى الثورة الشيوعية ويدافع خلال تلخيصه عن "الطابع الانساني " فوق الطبقات وعن "مجتمع مدني مستقل عن الدولة " وعن سلطة الدولة مع تجنب كلي لعبارة ديكتاتورية البروليتاريا والتركيز في المقابل على المبادرات الفردية والمدارس الفكرية بكل اتجاهاتها والتي يعتبرها تخدم الشيوعية دون تحديد طبيعة هذه الاتجاهات الفكرية .
1- نظرية القوى المنتجة و"الثورة السلمية"
ينطلق افاكيان التحريفي من القانون العام للاقتصاد السياسي الماركسي فيما يخص علاقات الانتاج والقوى المنتجة ويقر في معرض ثرثرته(ص5) انه يجب تثوير علاقات الانتاج التي تدخل في تناقض مع قوى الانتاج و لا يذكر طبعا طبيعة هذه الثورة ولا القوى التي ستقوم بها بل يطوّع هذه العلاقة الجدلية بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج ليخدم نظرية الانتقال السلمي في ظل المجتمع الرأسمالي فيقول "ان قوى الانتاج الموجودة حاليا تجعل من الممكن التوسع في الانتاج الذي من الممكن ان يتم تقاسمه واستخدامه في تلبية الحاجيات المادية لكل الانسانية في كل مكان " (ص6) ويضيف"في العالم اليوم,انتاج الحاجات وتوزيعها على نحو ساحق بواسطة عدد كبير من الناس يعملون بشكل جماعي ,منظمون بشبكات عالية التنسيق و في اساس هذه العملية توجد الطبقة العاملة وهي طبقة عالمية لا تملك شيئا , ولكن هي التي خلقت هذه القوة المنتجة ذات الطابع الاجتماعي,هذه القوة الانتاجية الهائلة سوف تمكن الانسانية ليس فقط من تلبية حاجياتها الاساسية لكل فرد على ظهر هذا الكوكب بل بناء مجتمع ذو علاقة اجتماعية مختلفة ,مجتمع يستطيع فيه الناس ان يزدهروا معا..."(ص7)
يرتكز هذا التحريفي على مبدأ "القوى المنتجة هي العنصر الاكثر حركية وثورية في الانتاج " ليمرر نظرية "الثورة السلمية " الناشئة في احشاء المجتمع الرأسمالي بما انه يتحدث عن "العالم اليوم ". وقد سبق للتحرفيين من خروتشوف الى تيغ سياو بيغ ان اعتمدوا نفس المنطق .تكمن اذا عملية التحريف الاولى في طمس دور علاقات الانتاج الرأسمالية في عرقلة القوى المنتجة و تهميش قضية تثوير هذه العلاقات من خلال القيام بالثورة الاشتراكية في البلدان الرأسمالية (بما في ذلك الصين وروسيا...) اما عملية التحريف الثانية فتتمثل في مروره مرور الكرام على الانتفاضة المسلحة في هذه البلدان , الوسيلة الوحيدة لافتكاك السلطة . والتحريف الثالث يتمثل في القفز على المرحلة الاشتراكية والصراع الطبقي الذي يتخللها و مبدأ "كل حسب طاقاته " ليذهب رأسا الى المرحلة الشيوعية وكل "حسب حاجاته " فيتحدث عن "الثورة الشيوعية " حيث "تتناسب مع أكثر المصالح الجوهرية للبروليتاريا, البروليتاريا التي في ظل شروط السيطرة والاستغلال الرأسماليين تقوم بالإنتاج الجماعي والتي تجسد امكانية جعل علاقات الانتاج تتناسب وقوى الانتاج و اطلاق المزيد من قوى الانتاج تلك بما فيها الناس ذاتهم "(ص7) ويتوج ضربه في العمق للعنف الثوري فيقول"بقيادة بوب افاكيان التوجه الاستراتيجي الجوهري الضروري وانجاز العمل الثوري وظهور شعب ثوري بالملايين والملايين وثم اغتنام الفرص حين تتوفر في النهاية "(ص 21) هذا مفهوم الثورة لدى هذا التحريفي! (الترجمة في الموقع المذكور اسفله رديئة جدا وتحمل على غرار الوثائق الاخرى عنوان, draft مسودّة .) (فليترقب في فرنسا ظهور شعب ثوري في امريكا!)
2 – نفي الدور الأساسي للصراع الطبقي في تطور التاريخ.
يفرغ هذا التحريفي ككل الخونة التحريفيين جوهر الاقتصاد السياسي الماركسي والقوانين الموضوعية التي تفعل فعلها على اساس الظروف الاقتصادية المحددة بمعزل عن إرادة الانسان."ففي المجتمع القائم على الملكية الخاصة واستغلال الانسان للانسان فان الصراع بين القوى المنتجة وعلاقات الانتاج يتجلى في الصراع الطبقي فيتم اذاك الانتقال من نمط الانتاج القديم الى الجديد بالثورة الاجتماعية "(كتاب الاقتصاد السياسي- المقدمة –اكاديمية العلوم في الاتحاد السوفياتي_طبعة 1955)
اتبعت الخلاصة الجديدة نهج خروتشوف وتيغ سياوبيغ فطمست الصراع الطبقي والعنف الثوري المجسد في الانتفاضة المسلحة كنتيجة حتمية لحل التناقض بين علاقات الانتاج والقوى المنتجة في المجتمع الرأسمالي وخلطت عمدا بهدف بث البلبلة وتغطية خيانتها خلطت بين المجتمع الرأسمالي (وتحديدا بين القوى المنتجة في المجتمع الرأسمالي والقوى المنتجة في المجتمع الاشتراكي) والمجتمع الاشتراكي الذي لا يمكن تحقيقه دون العنف الثوري المسلح-الانتفاضة المسلحة - وبين المجتمع الشيوعي حيث اضمحلال الطبقات...
وتجدر الاشارة الى ان هذا التحريفي ومن يسانده غير معني بتاتا بما يحصل في المستعمرات و اشباهها فلا يعترف بالتناقض بين الامبريالية وشعوب العالم و اممه المضطهدة و لا يتحدث عن المسألة الوطنية من منظور بروليتاري .
وقد سلك هذا التحريفي المندس نفس المنطق في تعامله مع مفهوم ازمة النظام الامبريالي والتناقض الذي يحكم المجتمع الرأسمالي بحيث لا يعتقد "ان اصل الازمات الاقتصادية للنظام الرأسمالي يكمن في التناقض بين طبيعة الانتاج الجماعي والملكية الخاصة لوسائل الانتاج وبالتالي ثمرة الانتاج وان هذه الازمات هي ازمات فائض انتاج بالأساس "(لندرس الاقتصاد السياسي - شنغهاي 1975-E 100ص184-النسخة الفرنسية) لكن افاكيان بعد اللف والدوران وبعد الاستشهاد بانجلز ولينين يدعي ان الشكل الرئيسي المحرك للتناقض الاساسي في المجتمع الرأسمالي هو الفوضى /التنظيم anarchy/ organisation)) فيصبح الصراع الطبقي نتيجة مباشرة لهذه الفوضى بفعل التناحر فيما بين الامبرياليات حسب زعمه وبذلك لا يعترف بان الصراع الطبقي هو المحرك الاساسي كما يطمس التناقض الذي يحكم المجتمع الرأسمالي وبفعل تركيزه على التنافس الامبريالي وقضية اعادة اقتسام العالم بشن الحروب يستنتج ان التناقض الاساسي والرئيسي الذي يشق العالم هو التناقض فيما بين الامبرياليات وينظر لإمكانية حصول حرب عالمية(ص 125 انحطاط امريكا-America in decline )
وعليه فانه من الطبيعي ان يسخر هذا المندس من التناقض امبريالية/ شعب ومن المسألة الوطنية في المستعمرات و أشباهها ويتهم ماو بالقومية والاممية الثالثة والجبهة المعادية للفاشية بالشوفينية الضيقة...ويقدم ذلك في شكل الدفاع عن الاممية وعن الثورة الشيوعية وبذلك يعتبر ان العامل الخارجي هو المحدد في قيام الثورة .
ان تحريفية رئيس الحزب "الش الثوري "الامريكي واضحة لا غبار عليها وستكشف الايام القريبة العمل التخريبي الذي قام به هذا الحزب ورئيسه صلب الحركة الاممية الثورية ودوره في تفجير الحركة وفرقعتها كما ستبين الايام ان الفرز الطبقي قد حصل منذ تفكك الحركة الاممية الثورية ولم يعد الحديث عن صراع خطين كما يزعم بعض السذج او القردة الذين يقلدون أسيادهم منذ سنوات خلت بل صراع الماركسية اللينينية الماوية ضد أحفاد كاوتسكي و خروتشوف وتيغ سياو بيغ...

ملاحظة: تعتبر هذه الحلقات ارضية اولية هدفها فضح عاشق البلوز والهيب هوبblues hiphopو صاحب الخلاصة الجديدة او الافاكيانزم أي التحريفية في ثوبها الامريكي.

المراجع :
Revolution revcom.us- a new communist manifesto
-الشيوعية: بداية مرحلة جديدة
بيان الحزب"الش الثوري" الولايات المتحدة الامريكية- سبتمبر 2008 نسخة بي دي أف-pdf .
-حول استراتيجية الثورة
-دستور الجمهورية الاشتراكية الجديدة usa

تونس 21 ماي 2013