بيان النهج الديمقراطي -المغرب- بمناسبة فاتح ماي ‏2005‏‏


النهج الديمقراطي العمالي
2005 / 5 / 1 - 12:07     

الكتابة الوطنية
بيان بمناسبة فاتح ماي ‏2005‏‏
أيتها العاملات، أيها العمال،
تخلد الطبقة العاملة المغربية فاتح ماي، العيد الأممي للعمال، في ظل ظروف دولية وإقليمية ووطنية عصيبة تتميز بما يلي:
تواصل الإمبريالية، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، هجومها ضد الشعوب المضطهدة والطبقات العاملة في العالم. ففي مختلف بقاع العالم تتعرض الأنظمة التي ترفض وتقاوم هيمنة الإمبريالية الأمريكية إلى الضغوطات والتحرشات والمؤامرات (فينزويلا، كوبا، كوريا الشمالية، إيران...)، ويتركز الهجوم الإمبريالي على العالم العربي في محاولة لإعادة تشكيل المنطقة، عبر تفتيتها وإخضاعها بالكامل لهيمنة الإمبريالية الأمريكية وللكيان الصهيوني في إطار المشروع الجهنمي المسمى "مبادرة الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا". هكذا تستمر الحرب القدرة التي تخوضها أمريكا وحلفائها ضد الشعب العراقي وتتصاعد الضغوطات الإمبريالية على سورية والسلطة الفلسطينية ومحاولات نزع سلاح المقاومة الفلسطينية اللبنانية واجتثاثها.
وفي الوقت الذي تهرول فيه جل أنظمة العالم العربي إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني والاستسلام للإملاءات الإمبريالية، يستمر الشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة عاصمتها القدس وتوجه المقاومة العراقية الضربات للمحتل الأمريكي وحلفائه وعملائه.
وتصعد الإمبريالية، بواسطة الشركات متعددة الاستيطان وعبر مؤسساتها المالية والتجارية (صندوق النقد الدولي، البنك العالمي، المنظمة العالمية للتجارة...) من نهب خيرات الشعوب وتكثيف استغلال الطبقات العاملة وخوصصة الخدمات الاجتماعية مما يعمق تفقير وتجهيل وتهميش غالبية سكان المعمور.
إن مواجهة هذا العدوان الإمبريالي المتعدد الأوجه، يفرض على الشعوب المحبة للسلام والشعوب المضطهدة والطبقات الكادحة في العالم العمل بقوة وسرعة على إحياء الجبهة المعادية للإمبريالية وتفعيلها.

أيتها العاملات، أيها العمال،
أما في بلادنا، فإن الباطرونا تشن حربا طبقية ضد الطبقة العاملة تتمثل في تسارع وتيرة التسريح الفردي والجماعي اللاقانوني للعمال والعاملات وإغلاق المعامل وتخفيض الأجور سواء عبر تخفيض ساعات العمل أو بدونه والتنصل من التغطية الاجتماعية والصحية والدوس على حق الإضراب عبر طرد العمال، وخاصة المناضلين النقابيين، وعدم تطبيق بعض بنود مدونة الشغل التي ليست في صالح الباطرونا بل المطالبة الصريحة بإلغائها بعدما تمكنت الباطرونا من فرض "مدونة الشغل والأجور" في مدونة الشغل.
ويعمق النظام المخزني والطبقات السائدة من تبعيتها للإمبريالية على المستوى السياسي (استضافة "منتدى المستقبل" الذي يشكل الحلقة الأولى من "مبادرة الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا"، المناورات العسكرية المشتركة مع القوات الأمريكية والكلام عن إقامة قاعدة عسكرية بمصب واد درعة، التطبيع غير المعلن مع الكيان الصهيوني، الاستعداد لعقد اجتماع الحاخامات والأئمة في بلادنا) والاقتصادي (اتفاقية التبادل الحر بين المغرب وأمريكا الشمالية، الامتثال للسياسات الليبرالية المتوحشة لصندوق النقد الدولي والبنك العالمي والمنظمة العالمية للتجارة...)، وذلك عبر تقليص نفقات الدولة من خلال التصفية التدريجية للتعليم والصحة العموميين وتفويت المؤسسات العمومية للخواص وتقليص عدد الموظفين (73.000) عبر ما يسمى بـ"المغادرة الطوعية" ووضع الأمن الغذائي والصحي و"الثقافي" في أيدي الإمبريالية الأمريكية. ولتمرير هذه السياسات التي تعمق البؤس والإحباط والتشرد والفقر، يلجأ النظام المخزني إلى محاولة توسيع الالتفاف حوله وتلميع صورته في الخارج بواسطة الخطاب حول "الديمقراطية" و" الحداثة" و"طي صفحة الماضي" و"المصالحة" و"الأمازيغية" و"المرأة" و"التضامن" مستفيدا من استسلام بعض النخب أو أوهامها؛ في نفس الوقت الذي يصر فيه على الحفاظ على دستور يكرس الحكم الفردي والاستبداد المخزني وعلى الإفلات من العقاب في الجرائم السياسية والاقتصادية، كما يواجه بقوة كل جبهات النضال والصمود عبر محاولة إرهاب المناضلين النقابيين (عمال إيميني ولاكليمنتين كنموذج، ومفتشي الشغل النزهاء (عشر سنوات سجنا نافذا لزين العابدين قاشة) والتنكيل بحملة الشهادات المعطلين والطلبة التقدميين واستهداف القوى الاشتراكية المتشبثة بمصالح الطبقة العاملة وعموم الكادحين عبر محاولة تمرير قانون للأحزاب يرمي إلى منع تأسيس أي حزب يطمح إلى تغيير النظام السياسي والاقتصادي- الاجتماعي القائم، وعبر الإقصاء الممنهج من الإعلام السمعي- البصري ومن الإعلانات الممنوحة للصحافة. وقد عزز النظام ترسانته القمعية بقانون مكافحة الإرهاب المنافي للحريات وحقوق الإنسان ويستعد لاستصدار قانون تكبيلي لحق الإضراب.

أيتها العاملات، أيها العمال،
لقد خاضت الطبقة العاملة والشغيلة المغربية نضالات دفاعية تمكنت من خلالها، خاصة حين استطاعت لف حركة تضامنية حولها كما وقع في إيميني ولاكلمنتين، من عرقلة مخططات الباطرونا. غير أن تطوير نضال الطبقة العاملة وقدرتها على صد الهجوم الرجعي وتحقيق مطالبها الآنية يتطلب من المركزيتين النقابيتين المناضلتين الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل توسيع العمل النقابي وبلورة شعار الوحدة النضالية للطبقة العاملة في أفق الوحدة النقابية وتشجيع كل أشكال التضامن بين الحركة العمالية وحركة المعطلين والحركة الحقوقية والأمازيغية الديمقراطية والنسائية والشبابية وغيرها من الحركات الاحتجاجية الديمقراطية، وكذا بناء شبكات في إطار عولمة التضامن.
إن النهج الديمقراطي يعتبر أن نضال الطبقة العاملة وعموم الكادحين، يستهدف، ليس تحقيق مكتسبات اقتصادية فحسب، بل بالأساس القضاء على الاستغلال الرأسمالي وبناء الاشتراكية.
إن هذا النضال يمر الآن بمرحلة النضال من أجل التحرر الوطني والبناء الديمقراطي.
إن إنجاز مهام هذه المرحلة يستوجب بناء التنظيم السياسي المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين وتبوئه لقيادة جبهة الطبقات الشعبية، لذلك فإن النهج الديمقراطي يدعو الطبقة العاملة وعموم الكادحين إلى ربط النضال الاجتماعي بالنضال من أجل الديمقراطية والتحرر الوطني، ويناشد الطلائع العمالية والقوى والمناضلين الاشتراكيين الحقيقيين، العمل دون كلل من أجل توحيد صفوفهم.
أيها العمال، أيتها العاملات، الوحدة النقابية سبيلكم للدفاع عن مطالبكم..
من أجل جبهة عالمية معادية للإمبريالية تحت شعار : يا عمال العالم ويا شعوبه المضطهدة، اتحدوا ..
النهج الديمقراطي
الكتابة الوطنية
24/04/2005

العنوان: النهج الديمقراطي، عمارة 70 زنقة ماكس كدج رقم 12، المدينة، الدارالبيضاء، المغرب. هاتف وفاكس 022 22 55 11
المراسلة: ص. ب. 15927 البريد المركزي، الدارالبيضاء 20001، المغرب