دراسة - حول ((الانتفاضات )) العربية - حوار مع الاستاذ (هاشم صالح) عبر كتابه ((الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ))


حميد الحريزي
2013 / 6 / 15 - 00:59     

اضواء على ((الربيع)) العربي
اسئلة لابد منــــــــــــــــــــها
كتب الكثير حول الحراك الشعبي واسع النطاق في الوطن العربي، هناك من اطلق عليه وصف الثورة وهناك من قال انتفاضة ، ومن قال ربيع الشعوب العربية الديمقراطي ومن يرى بأنه خريف عاصف اقتلع الاخضر واليابس ...
ولكن الملفت للنظر حقا ان اغلب ما نقراه من مقالات ودراسات تسهب في توصيف ما يجري حاليا من افعال وأقوال قوى الحراك الاجتماعي ، وفي توصيف جرائم ونواقص الانظمة الديكتاتورية الاستبدادية العربية الساقطة او التي في طريقها للسقوط ... في حين المواطن العربي خصوصا في امس الحاجة الى تعريف الظواهر ، تعريف طبيعة الحراك ، بواعث ما كان وما سيكون ، الاسباب الكامنة وراء ما يجري ، ما هو سر هذا الانفجار الهائل الذي يبدو مفاجئا وغير متوقعا ،...
هل احرق ((بو عزيزي)) مراحل التطور ، او احرق يأسه وإحباطه ، هل كان يدرك ان سيكون الشرارة التي ستحرق اكواما من القش اليابس ، هل كانت نيران جسده اوصلت الحراك الاجتماعي الى درجة الاتقاد ؟؟؟؟
ما هي الاسباب الكامنة وراء قدرة المركب الاسلاموي في ركوب الموجة ، ماذا وراء استحواذ قوى الاسلام السياسي على طبخة الثورة المطهية بنيران اجساد شباب الثورة من اليساريين واللبراليين ، ما لذي ابدل قبعة جيفارا بعمامة القرضاوي ؟؟؟؟
ما لذي حصل لتصدر ((الثورة)) من مستودع قوى التخلف والاستبداد في قطر والسعودية ؟؟؟
سنحاول في دراستنا هذه ان نلقي الضوء على هذه الطاهرة من باب التعريف لا التوصيف استكمالا لدراستنا السابقة قبل اكثر من سنتين بعنوان ((اضواء على ((براعم الربيع العربي)).... وستكون هذه الاراء عبر حوار موضوعي مع الاستاذ القدير ((هاشم صالح)) وكتابه (( الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ )).


من يولد مــــــــــــــــــــن؟؟

يقول الاستاذ هاشم صالح :-
ان اساس المشكلة فكري وليس سياسيا ، وبالتالي اذا لم نحسم المسالة فكريا فلن تحسم سياسيا ولو بعد مليون سنة ))(1) .
ولكننا هنا نتوقف قليلا مع الاستاذ هاشم مع اننا نتفق معه تماما الى ما ذهب اليه في تشخيصه هذا فلا حرية بدون فكر حر متنور ، ولكننا نسال عن كيفية وجود وحضور وهيمنة هذا الفكر التنويري الحر ، هل هو وحي سماوي ، هل ارحام امهاتنا الاسلاميات والعربيات غير قادرة على انجاب المفكرات والمفكرين المتنورين ، هل القدرة على التفكير والتنوير خاصة بالأمهات الغربيات دون سواهن من نساء العالم ؟؟
كما انه شخص فقدانا هاما في العالم العربي والإسلامي للفلسفة حيث يقول :
(( ان لا حرية من دون فلسفة ، وليس غريبا اذن ان تكون الحضارة العربية الاسلامية قد ماتت بموت الفلسفة وتكفير الفلاسفة ))(2)
ويتساءل استاذنا الفاضل حول واقع مجتمعاتنا العربية الاسلامية وغرابة ما يجري ولا عقلانيته حيث يقول :-
((يبدو ان قوانين التطور التاريخي لاتنطبق على العالم العربي الاسلامي او قل انها تنطبق عليه بالمقلوب )) (3)
كما يقول ((الامور تسير بالمقلوب في العالم الاسلامي او العربي ، اقصد الثورات السياسية تحصل قبل الثورات الفكرية ))(4)
ان مثل هذه التوصيفات توقع المتلقي للفكر في متاهات كبيرة وحيرة يظل يدور في فلكها دون قرار ، حيث يغطس في لجة بحر التوصيف دون التعريف في اسباب ومسببات هذا الوصف وسبب تأبيد ظاهرة التخلف الفكري والحضاري وهل هو نقص وعجز جيني عرقي او ناجم عن ظروف اقتصادية اجتماعية ثقافية وبيئية محددة ادت الى هذا التعقيم او الخصاء الفكري المعرفي عند الاغلبية الساحقة من شعوبنا العربية الاسلامية ....
اشار الاستاذ هاشم صالح الى الثورة التونسية قائلا :-
(( ان تونس هي الاكثر تقدما في علمانيتها ، فانها الاكثر تقدما حتى في اصوليتها! او قل ان اصوليتها هي الاكثر استنارة والاقل ظلامية من بين كل الاصوليات العربية ))(5)
وقبل ان نلقي الضوء على الواقع الاجتماعي التونسي نؤكد مقولة الاستاذ هاشم صالح حول الثورة الفرنسية حيث يقول :-
(( ان الثورة الفرنسية كانت مضادة بعنف لرجال الدين ، ولم ترفع صورهم في التظاهرات الحاشدة التي نظمتها في باريس ، بل رفعت بالأحرى الصور المضادة لهم ، اي صور فلاسفة التنوير ، وبالأخص ((جان جاك رسو)) وفولتير ))(6)
وقبل ان نلقي الضوء على الواقع الاجتماعي الاقتصادي لتونس ، كنا نأمل ان ينورنا الاستاذ هاشم صالح بالأسباب الكامنة وراء هذا النضج العالي والمطلوب للثورة الفرنسية ، ونسبيته في تونس مقارنة بما يحدث الان في عدد من بلدان ((الربيع )) العربي كليبيا والعراق ومصر والعراق ..... وما هي الاسباب الكامنة وراء حمل الجماهير المنتفضة لصور الرموز الدينية من مختلف المذاهب وحسب طبيعة البلد والمذهب السائد في المجتمع ، وما هو سبب تصدر هذه الرموز الدينية والقبلية للانتفاضات في مصر وسوريا والعراق الان ؟؟؟؟؟
فلو اننا القينا نظرة على الواقع الاجتماعي والاقتصادي التونسي وغطسنا في نهر معطياته الاحصائية المختلفة لتمكنا من التقاط المفتاح المفقود القادر على فتح مغاليق مستودع الاسرار الكامنة وراء تخلف مجتمعاتنا ودخولها في كهوف الفوضى والظلام والعنف ...
تونس يعتمد اقتصادها على العمل المنتج في مختلف القطاعات الصناعية (34%) والزراعية (26%) والسياحية الخدمية (40%)... وان نسبة البطالة لاتزيد عن 12% ونسيبة السكان تحت خط الفقر (2%)..
يتوقع ان ترتفع نسبة الطبقة الوسطى في تونس الى 82% وان نسبة التعليم تتجاوز ال 77% من مجموع السكان ، وان متوسط دخل الفرد التونسي يعتبر الافضل حتى من بعض الدول البترولية .....
ولو قارنا ما ذكرنا اعلاه مع بلدان الريع العربي كالعراق مثلا حيث تبلغ ايرادات البلاد المالية بنسبة اكثر من 95% من النقد الاجنبي من وارادات البترول ، ويبلغ دخل الفرد العراقي 3،800 دولار مقارنة ب 4،600 دولار للتونسي في حين تبلغ نسبة منهم تحت خط الفقر 23% من السكان وان حوالي ربع السكان اكثر من ((6)) ملايين عراقي امي ابجدي ......
ولو اجرينا مقارنة بين حجم ونوعية الطبقات الاجتماعية المنتجة قياسا للقوى العاطلة والمعطلة عن العمل او القوى المستهلكة لكانت تونس في مقدمة هذه الدول العربية الاسلامية في حين تاتي المغرب ومصر وسوريا وليبيا والعراق في التدرج تنازليا في عدد قواها المنتجة وضعف وتردي واقع الطبقة الوسطى والطبقة البرجوازية والطبقة العاملة المنتجة في كل بلد من هذه البلدان ..
ولو عدنا الى المثل الفرنسي وكيف كانت الثورة تقودها البرجوازية الفرنسية المنتجة حاملة لواء التمدن والحداثة ضد قوى التخلف والاستبداد الارستقراطي الامبراطوري المتخلف المتخادم مع رجال الدين ورجال الكنيسة التي كان لابد من اعادتها الى اديرتها وكنائسها ونبذ تدخلها في الشأن السياسي وهكذا كان .......
من خلال ذلك نستنتج ان درجة نضوج الحراك الاجتماعي تتناسب طرديا مع حجم ودرجة نضج الطبقات الاجتماعية المنتجة وفي مقدمتها البرجوازية الوطنية والطبقة الوسطى والطبقة العاملة وهنا نؤكد مقولة الاستاذ هاشم صالح حيث يؤشر استاذنا القدير بحق الى الطبقة الاجتماعية حاملة الفكر التنويري ، فكر الحداثة والمدنية في اوربا إلا وهي الطبقة البرجوازية المنتجة في اوربا حيث يقول :-
(( لقد تمكنت البرجوازية بفضل ديناميكيتها الحيوية الرائعة من تقلب الطبقة الارستقراطية الاقطاعية وتحل محلها كطبقة قائدة للمجتمع... ينبغي ا لا ننسى ان ابرجوازية هي الطبقة التي تبنت فلسفة التنوير ، ولولا ذلك لما استطاعت تشكيل دولة مدنية حديثة بكل المقاييس ، لولا ذلك لشكلت دولة اصولية تماما كثورات الربيع العربي الحالية ))(7)
ولكنه وغيره من الكتاب لايكونون بهذا الوضوح عند تحليلهم لواقع الحراك الاجتماعي وتوصيف قواه الفاعلة في مجتمعاتنا العربية وخصوصا واقع غياب او تهميش او ضعف الطبقة البرجوازية المنتجة في مجتمعاتنا وليست فاعلة ومهيمنة كما في المجتمعات الغربية ذات التطور الطبيعي الغير معاق من قبل قوى داخلية او خارجية كما في المجتمعات العربية الاسلامية ......وقد لاحظنا هذا ليست عند الاستاذ هاشم صالح في كتابه موضوع المناقشة بل من قبل كتاب اخرين مثل الاستاذ ((جيبلبر اشيقر)) في كتابه (( الشعب يريد)) والأستاذ نضال حمادة في كتابه (( الوجه الاخر للثورات العربية )) ومقالات ودراسات اخرى عديدة ........ ونحن نقول كما قال الاستاذ خليل احمد خليل :-
(( اذا اردنا ان نبحث عن ينابيع النيل في الارض ، فلابد لنا ان نتتبع مجرى النهر ، اما اذا كنا نعتقد كالمصريين القدماء ان مياه النهر متأتية من دموع الهة فالمسالة تكون قد حلت نفسها ))(8) .
نلاحظ ان المجتمعات العربية الاكثر تخلفا وتطرفا وانقيادا للقوى الدينية هي المجتمعات الاستهلاكية في البلدان الريعية الغير منتجة كما هو الحال في العراق وليبيا وبلدان الخليج العربي ...... ولو اننا تتبعنا حركة التنوير الفكري عبر التاريخ العربي الاسلامي لشهدنا ازدهار الفلسفة والفكر التنويري قد واكب نمو حركة الانتاج وبداية ارهاصات نشوء برجوازية تجارية وزراعية وصناعية بدائية في العصر العباسي الاول حيث يقول حسين مروة :-
(( مجيء المأمون الى سدة الخلافة بعد صراع دموي بين زعامات القوى الاقطاعية وأمرائها التي كانت تؤيد اخاه الامين وبين القوى الاخرى الممثلة لاقتصاد المدينة ومجتمعها التجاري الربوي، الحرفي ، بالاضافة الى حملة الافكار الحرة من مثقفيها ، قوى المدينة هذه كانت تساند المأمون في سبيل اعتلائه عرش السلطة المطلقة ))(9)
هذا الوصف للإنتاج في عهد المأمون هو ما افرز حركة الاعتزال والمعتزلة التي تبنت التفكر العقلاني التنويري واعتماد العقلانية في التفكير والتغيير فقد
(( كانت افكار المعتزلة تمثل طموح المدنية بمختلف فئاتها ، الى مراكز اجتماعية وسياسية كانت احتكارا لنبلاء الارض )) (10) .
فولادة حركة الاعتزال من رحم الفكر الاسلامي انذاك تناظر ولادة وظهور البروتستانتية في العالم الغربي كحركة فكرية نابعة من رحم المسيحية لتكون سندا قويا للطبقة البرجوازية الناهضة انذاك في ارهاصاتها الاولى في مقاومة الطبقة الارستقراطية الاقطاعية في اوربا لإبعادها عن سدة الحكم والحلول محلها متزعمة حركة التنوير والتثوير لقيادة عملية الحداثة المدنية المبنية على حرية الفكر والعقيدة والعمل والتنظيم وهو ما يتوافق مع طموح البرجوازية الناهضة وحلفائها من شغيلة اليد والفكر في التطور والمنافسة والتجديد ونبذ التقليدي المعيق لحركة التطور والإنتاج والتجارة الحرة وكما قال د. محمد الدروبي :-
(( مع تطور اشكال الملكية وتمركز الثروات بايدي محددة بدأت مصادر القوة الاجتماعية تنتقل رويدا رويدا من الكنيسة الى المصنع ، من صاحب الايمان الى صاحب المال ، من الرهبان الى اصحاب رؤوس المال والإنتاج المادي وبالتالي نشبت معارك ما بين الطرفين حول احقية ايهما في لعب دور المشرع ))(11) .
وبناءا على ذلك شجعت البرجوازية حركة التعليم وتحصيل المعرفة والقضاء على الامية الابجدية ناهيك عن الامية الثقافية وهنا يمكن ان تتم الاستجابة لشرط وجود الحامل الفكري للديمقراطية والحداثة في المجتمع كما يقول الاستاذ هاشم صالح :-
(( قبل ان تعطي حق الديمقراطية للشعب ينبغي تثقيفه وتهذيبه وتعليمه ومحو الامية الى اقصى حد ممكن لكي يمشي على هدى من امره ويعرف ان يقرأ البرامج الانتخابية ويميز بين الامور وينتخب على بصيرة )) (12) .
وهنا نرى ان اساس المشكلة ليس فكريا بالأساس بل اساس المشكلة في تخلف وجمود القوى المنتجة في المجتمعات العربية مما نجم عنه كنتيجة موضوعية حالة من الركود الفكري التنويري وليس العكس وكما ذكر الاستاذ خليل احمد خليل :-
(( نلاحظ غياب الظروف الاقتصادية كالثورة الصناعية والعلمية التقنية ونمط الانتاج الصناعي العالمي ، مقابل نمط انتاج رعوي-زراعي - ريعي ، غير منتج في العالم العربي لنشوء جمهور واع ، قادر على حكم نفسه بنفسه ...))(13).
كما الديمقراطية لا تعطى كما قال الاستاذ هاشم صالح بل يجب ان تأخذ عبر صيرورة اجتماعية اقتصادية اجتماعية ثقافية لتكون حاجة ومطلبا شعبيا على اوسع نطاق تطابقا لما يتطلبه تطور وتقدم العمل المنتج على مختلف المستويات ...... مما يثير اشكلا كبيرا حول مقولة الاستاذ هاشم صالح :-
(( ان اساس المشكلة فكريا وليس سياسيا وبالتالي اذا لم تحسم المسالة فكريا فلن تحسم سياسيا حتى ولو بعد مليون سنة ))(14) .
الامر كما نرى لا يتعلق بعشرات او مئات او ملايين السنين بل في القدرة على بعث روح العمل المنتج والتخلص من ثقافة الاستهلاك في الدول الريعية ، ولو رجعنا تاريخ ظهور وعلو نجم المفكرين والفلاسفة والعلماء لوجدناه متزامنا مع نهوض الطبقة البرجوازية المنتجة ونقيضها وازدهار الطبقة الوسطى هذه الطبقة المشعة فكرا ونظرا وتحضرا في كافة الاتجاهات صوب الطبقة المهيمنة ونقيضها دافعة كليهما نحو التحرر والتقدم والتجديد في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والثقافية والفكرية وقد دفع البعض منهم حياته من اجل اثباتها كما حصل ((لبرونو)) و((غاليلو)) وغيرهم كثير ـ؟ وبالتالي السياسية لتكون رافعة مشتركة للتطور الشامل للمجتمع نحو الافضل والأكمل والاشمل وكما ذكر حسين مروة :-
(( العلاقة التاريخية المتميزة التي كشف حدوثها بين المعتزلة وسلطة الدولة العباسية في خلافة المامون واستمرت في خلافتي المعتصم والواثق فهي مسالة بقت حتى الان تدرس على اساس نظرة مثالية ذاتية ))(15) .
ما هي العوامل المعيقة لولادة طبقة برجوازية منتجة في العالم العربي الاسلامي ؟؟
والاجابة هنا تعيدنا الى التاريخ لنطلع على طبيعة الدولة العربية الاسلامية وعلى طبيعة مصادرها وإيراداتها المالية لتسيير امور الدولة وتغطية نفقاتها ......
نجد ان المصدر الاهم كان يأتي من الغنائم التي تحصل عليها الدولة منذ الخلافة الراشدية والأموية والعباسية وما بعدها من الغزوات والفتوحات ومن ايرادات الجزية المفروضة على غير المسلمين ومن فيء الخراج المفروض على ملاكي الاراضي ومستغليها ، مما يجعلها غير مهتمة بتطوير وسائل وطرق وقوى الانتاج وبقاءه على تقليدية ورتابته في الحصول على الثروة والمال بعيدا عن السعي للابتكار والتطوير والتغيير .... وهذا يأتي منسجما تماما مع طبيعة الطبقة الحاكمة بالتوريث للخلافة من الاب الى الابن ثم الحفيد وهكذا ، ليبقى صولجان الحكم بيد نفس العشيرة كما هو الحال مع قريش التي استأثرت بالسلطة دون بقية قبائل العرب الاخرى ، مما جعل الصراع يدور بين مختلف بطون قريش وأفخاذها حول احقيته بالخلافة من الامويين والعباسيين والعلويين....
ففي الوقت الذي كا ن فيه المأمون بحاجة الى من يدعمه لتثبيت حكمه عبر صراعه مع اخيه الامين تبنى حركة الاعتزال وشجع على ازدهار حركة الترجمة لكتب الفلسفة والعلم والفكر بما يتناسب مع طموحه في ازاحة مناؤيه ومنافسيه التقليدين في الحكم ، ومن تلك الاجراءات تقريبه للعلويين وعلى رأسهم الامام الرضا ((ع))، مستجيبا لطموح الطبقة المتنورة المسندة من قبل الطبقة التجارية الناشطة انذاك استجابة لمتطلبات الامبراطورية العباسية وحالة الرفاهة والثراء التي عمت قصور الخلفاء والأمراء وحواشيهم في السلطة ، وظهور متطلبات جديدة ومتجددة دوما لذوي الثروة والمال المتزايد باطراد مع توسع الفتوحات وكذلك مع عملية تطور الانتاج الزراعي والحرفي الواسعة في بلاد النهرين وما حولها و((استجلاب)) العبيد من افريقيا واستغلال الموالي والرقيق في عملية استصلاح الاراضي وزراعتها بمساحات شاسعة تلبية لمتطلبات الاستهلاك المتزايد ...
ومن العوامل الاخرى التأثير الذي عكسته الامبراطوريات المنهارة على اساليب حياة وتفكير الخلفاء العرب كالإمبراطورية الفارسية وماسوا ها ، وما تطلبه توسع الامبراطورية العباسية من عقول تدير عمليات الخراج وتنظيم الجيوش والتجارة مما شجع على تبني اساليب عمل جديدة غير معروفة من قبل لدى العرب
كل هذا عزز من حجم ودور ونفوذ الطبقة التجارية ونمو براعم البرجوازية المنتجة في التأثير على الخليفة العباسي صاحب القرار في حكم البلاد وكما قال حسين مروة :-
(( ان الموقع الطبقي في مجتمع القرن الثالث الهجري كان يستطيع ان يحدد الى قدر ما بعض المواقف السياسية في ذلك المجتمع ، وقد ظهر ذلك في مساندة مختلف تلك الفئات الاجتماعية في المدينة لفكرة ايصال المأمون الى عرش الخلافة العباسية )) (16)..
فقد كان التركيب الطبقي للمجتمع العباسي كما ذكرت اميرة رضا فرحات كالأتي :-
))
• الطبقة الاقطاعية :- تمتلك الاقطاعيات الواسعة ، وترتبط مصالحها وأوضاعها الاجتماعية بالخلافة عمليا .
• الطبقة التجارية :- وتتألف من التجار الذين توفرت الاموال بين ايديهم بصورة استثنائية في هذا العصر ، حيث عرفت التجارة الاسلامية ازدهارا كبيرا ، وهؤلاء التجار وظفوا اموالهم في الزراعة ، من طريق امتلاك الاراضي .
• الطبقة العامة :- وتتألف من الكادحين الذين يقطنون المدن ، الى جانب القبائل التي كانت لا تزال قريبة عهد البداوة ، والفلاحين البعيدين عن مركز الحياة السياسية .))(17) .
• نستنتج من اعلاه مدى قوة الطبقة التجارية الطامحة بالتطور ، وان يكون لها حضورا مميزا في ديوان الخلافة والخليفة ، وتعاطفها المصلحي المصيري مع الطبقة الثالثة الطبقة العامة باعتبارها الطبقة المنتجة في المجتمع ، لتكون حليفتها في صراعها ضد هيمنة ونفوذ الطبقة الاقطاعية المعيقة لحركة التطور ولعجلة الانتاج والتحضر ، وهنا لا غرابة ان نشهد
شيوع فكرة الحرية وسيادة العقل باعتباره المفتي الاول في تدبير وتفكير مختلف شؤون الحياة وان العقل قادر على فهم وإيجاد الحل لكل الاسئلة والإشكاليات المطروحة عليه في حياته الواقعية المعاشة ، ادى الى استشعار بالخطر من قبل حملة صولجان الخلافة بالتوريث ـ فالعقل يقول بغير ذلك ويفترض ان يكون صولجان الحكم بيد من هو اكفء واقدر على ادارة شؤون البلاد والعباد بغض النظر عن انتمائه القبلي والعشائري او القومي في دولة الاسلام الذي قال رسول الله (( لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى)) والتقوى غير محصورة في بني امية او بني لعباس او العلويين من قريش ولا في ابناءهم وأحفادهم ، (( وقد بلغ هذا النقد درجة اخاف الخلافة حتى امر المعتضد امرا بتحريم كتب الفلسفة عام 279 هجرية حيث يذكر الطبري (حلف الوراقون إلا يبيعوا كتب الكلام والجدل والفلسفة ))(18) .
... ففي عهد المأمون كما في بداية الدعوة العباسية كان لغير القرشيين ولغير العرب دورا كبيرا في الاعداد للثورة على الاموين وإسقاط حكمهم حكم الارستقراطية العربية المستبدة .. وأمر ابو مسلم الخراساني والخلال وغيرهم من القادة البارزين من غير العرب في ذلك الوقت واللذين تمت تصفيتهم في مراحل مختلفة من حكم العباسيين كما حدث للبرامكة وسواهم وللعلويين من بني هاشم .... هذا الخطر الفكري الداهم استوجب قلب ظهر المجن للمعتزلة وإقصائهم بمختلف الطرق والوسائل بما فيها العنف الاعتباري والجسدي وقد شنت حملة شعواء على كل من يدعو الى سيادة العقل والعقلانية كما دعت اليه المعتزلة ... كما حوربت الفلسفة والفلاسفة بشدة وهمجية واستحدثت تهمة الزندقة والتزندق لمن يعارض ويتفكر ويتفلسف وبذلك كان الوأد الاول لحركة الفكر والنهضة الفكرية التنويرية في الاسلام وما جرى بعدها من ردع وكبح للثورات المتوالية للبابكية والخرمية وثورة الزنج وثورة القرامطة وثورات وانتفاضات العلويين بمختلف اطيافهم وانتماءاتهم ..... طبعا هذا الكبح رافقه كبح لإرهاصات الطبقة التجارية والبرجوازية الناشئة وسد الطريق امام تطورها وتقدمها لأنها لا يمكن ان تتطور وتتقدم دون حرية الفكر والإبداع والابتكار ضمن العلوم التجريبية المادية والعقلية المستنيرة .... ومما مكن الدولة من تحقيق ذلك هو وجود مصدر تمويل لنشاطات الدولة عن طريق الجزية والخراج ونهب ثروات الشعوب عبر الفتوحات والغزوات بدلا من اعتماد اموال دافعي الضرائب من اصحاب الثروة ابناء الطبقة المنتجة من التجار والزراع والصناع ، كما حصل في الغرب الرأسمالي فيما بعد ، فأبعدت هذه الطبقات عن مركز القرار كما يبعد المصباح المنير عن باحة الدار فيعم الظلم والظلام ويؤمن تكاثر ووجود الحشرات والطفيليات والهوام ، فنشطت الحركات المعادية للاعتزال اذا لم نقل للعقل من قبل المرجئة والحنابلة وغيرها من المذاهب الاخرى المتخادمة مع السلطان ومنتجة وعاظه ومريديه والداعين له بالخلود والعزة ودوام الحكم .... ولازال هذا الصراع قائما لحين التاريخ وسيبقى مادامت عملية الانتاج متوقفة ومادامت البرجوازية الوطنية معاقة ومهمشة وما زالت الطبقة الوسطى مستبعدة ومشلولة وكما ذكر ذلك الاستاذ هاشم صالح قائلا :-
(( منذ اندلاع الصراع بين المعتزلة والحنابلة ايام المأمون ، ثم بين الغزالي وابن سينا ، ثم بين ابن رشد والغزالي الى تهافت الفلاسفة مقابل تهافت التهافت الف سنة ولم يستطع العرب ان يحسموا المعركة .. هل يعقل ان تستمر معركة مقيتة مدة الف سنة ؟ كم سيكون رهانها عظيما؟ وألان عادت الى المربع الاول ، الى نقطة الصفر ...))(20) هاشم صالح ص 287.
ونحن نقول نعم استاذا الفاضل معقول جدا ان لا تحسم المعركة لان احد طرفي الصراع الطامح بالتغيير والحامل لمشعل الحرية والتنوير لا زال مشلولا ان لم يكن يعاني من الموت السريري في واقعنا الراهن وكما قال محمد اركون :-
(( لقد بتر المسلمون انفسهم وبترو تراثهم وتاريخهم اذ منعو منعا باتا نظرية المعتزلة عن القرآن المخلوق ونحن لانزال ندفع حتى اليوم ثمن هذا البتر دما ودموعا ))(20) .
اننا يجب ان نسمي الظواهر بأسمائها وننسب السلوكيات الى اصحابها وفاعليها فان نقول العرب او نقول المسلمين هذا اطلاق وتعميم خاطئ علميا وعمليا ، ان علينا ان نشخص الطبقات والفئات والشرائح الاجتماعية المعيقة للتطور والتحرر والتقدم وان نشخص الطبقات والفئات والشرائح الاجتماعية الساعية نحو التغيير والتحرير والتنوير ... وهنا نقول لأستاذنا هاشم صالح ان قوانين التطور سارية المفعول على كل المجتمعات البشرية دون استثناء مع الاخذ بنظر الاعتبار خصوصية كل شعب وكل مجتمع في كل مرحلة من تاريخه .. لما تقدم بطل مقولتكم :-
(( ان قوانين التطور التاريخي لا تنطبق على العالم العربي الاسلامي او قل انها تنطبق عليه بالمقلوب ))(21) .
فان شلل وموت الطبقات المنتجة ادى بالضرورة الى موت الفلسفة والفكر الحر وليس العكس صحيح ... وقد رميت الفلسفة بالزندقة (( من تفلسف تزندق)) وبذلك ماتت الحضارة العربية الاسلامية بموت الفلسفة ، بموت المسائلة الفكرية ، بموت التفكر في اصل الظواهر الكونية والحياتية في اثارة اسئلة مشاكسة ومستفزة للواقع المعاش الراكد وهنا نتفق تماما الى ما ذهب اليه الاستاذ هاشم صالح :-
(( ان لاحرية من دون فلسفة ، ولاديمقراطية من دون فلسفة ، ولا حضارة من دون فلسفة ))(22) .
ولكننا طبعا لا نتفق معه في كون موت الفلسفة سببا بل هو نتيجة موضوعية لموت الطبقات المنتجة سواء اكانت للثروات المادية او الفكرية مع سبق الاولى على الثانية تماشيا مع حقيقة اسبقية المادة على الفكر والقول القائل (( الحاجة ام الاختراع)) والحاجة ام الاسئلة ومولدتها والحاجة ام التطور ، ان ما ذكرناه واستعرفناه اعلاه ينطبق تماما على حال البلدان العربية الاسلامية في مختلف دول الخلفاء والسلاطين والإمبراطوريات الاسلامية وقد استمر الحال بوضع اكثر سوءا في عصر السيطرة الاستعمارية الوحشية على عالمنا العربي والإسلامي من قبل الامبراطورية الفارسية والعثمانية والبريطانية والفرنسية والطليانية والأمريكية الان في عصر عولمتها الرأسمالية المتوحشة لتعود بنا الى عصور الاستعمار التقليدية الاولى لذلك :-
(( اننا لم نعد الى الوراء بل الوراء هو الذي عاد الينا لاننا لم نتجرأ في اي يوم من الايام على مسائلته او مناقشته ، فضلا عن نقده وتفكيكه ))(23).
ولا ادري كيف يتصور الاستاذ هاشم صالح ان يتساءل من فقد القدرة على النطق وفقد القدرة على الفعل منذ اكثر من الف عام اي منذ وأد حركة الاعتزال ... متناسيا ان الرحم العربي الاسلامي قد عقم قهريا من قبل سلاطين الماضي وسلاطين الامبريالية في الوقت الحاضر .... فالسؤال بحاجة لمن يتبناه والفكر بحاجة لمن يحمله ويؤمن به وان عالمنا العربي والإسلامي ظهر بين ظهرانيه العديد من دعاة التفكير والتنوير والإصلاح دفع العديد منهم حياتهم ثمنا لأفكارهم ومعتقداتهم ولازالوا ولكن صرخاتهم وأفكارهم تذروها رياح الجهل واللامبالاة في ظل مجتمع مستهلك ماديا وروحيا مجتمع راكد اسكرته الرأسمالية العالمية ببهرجها المغري ، وصنعت عقول الاغلبية ضمن مقاسها ومصالحها كجماعات مستهلكة وليست منتجة .... بمختلف الاساليب الثقافية والدعائية وصولا الى التصفية الجسدية لمن لا يريد ان سكت ولا يريد ان ييئس وقد صدق قول الاستاذ هاشم :-
(( قلة من المجانين المتهورين سوف يظلون متعلقين بمشروع التنوير الذي يخترق كل الطوائف والمذاهب ويتجاوزها ، وحدهم هؤلاء سيرفضون العودة الى بيت الطاعة الطائفي الضيق ، او الانصياع لمنطق القطيع )) (24)
وهم الان يمثلون الحركات والأحزاب الشيوعية واليسارية ونخبة النخبة من المثقفين والأدباء والمفكرين .. اللذين يشعرون بالاغتراب وقلة الحيلة في اخترق هذا الاسمنت التخلفي السائد ...وهذا بالضبط ما نريد قوله كونه السبب الاهم وراء ضمور وضعف وشلل فكر التنوير والتغيير في مثل هذه المجتمعات نظرا لغياب الحامل الفكري لهذا الفكر العلمي والعملي عابر القومانية والاسلاموية والطائفية والقبلية .....خصوصا وان هذا الصراع هو صراع مجتمعي شامل صراع طبقات تتبنى مبادئ وبرامج وطموحات وتوجهات لا يمكن ان تعدل من هيجان بحر الحراك الاجتماعي الذي يحكم فيه عوامل موضوعية حاكمة وليس رغبات وأمنيات شخصية فردية مع تقديرنا لأستاذنا هاشم صالح حيث يقول :-
(( مشكلتي مع رجال الدين مشكلة شخصية لا حل لها في المدى المنظور ... اني اعتبرهم اخطر فئة على وجه الارض، بل واخطر من المخابرات لأنهم هم انفسهم مخابرات الهية !، هذا ان لم اقل شيطانية ))(25) .
ان نقرأ للأستاذ هاشم صالح كل هذه الصراحة والإطلاق يبرره واقع ما يجري من مجازر وحرائق وخنق للحريات نابعة من ادعياء الدين وجوهر الدين الحق منهم براء ، هؤلاء من اجبروا السماء على قبول ولايتهم وقيموميتهم على الانسان هذا الذي حرم الله ايذائه او قتله وخلقه على احسن تقويم وارجع اليه مصيره يوم الحساب ... فأراد هؤلاء القتلة ان يقيموا القيامة على الارض قبل يوم الحساب ليعفوا الله عز وجل من يوم القيامة الموعود ، فهم انجزوا المهمة بالنيابة عنه .... وهنا نقول ان سطوة وقوة هؤلاء لا تكمن في ذواتهم ولكن في جمع القطيع البشري الذي يأتمر بأوامرهم وينفذ فتاويهم .. هذا القطيع الذي لا يفقه من امور دنياه ولا من امور اخرته شيئا ، غيب الله واستبدله بهؤلاء الاقزام القتلة الجهلة ... هذا القطيع الذي اعتزل العقل والعقلانية واتبع التقليد الاعمى دون بصر ولا بصيرة وقد اعتزل المعتزلة ليأتمر بأمر الجهلة فساد الظلام والجهل والتخلف وكما ذكر حسين مروة :-
(( لو سادت تعاليم المعتزلة في ... سلطان العقل وحرية الارادة ... بين المسلمين من عهد المعتزلة الى اليوم لكان للمسلمين موقف اخر في التاريخ غير موقفهم الحالي وقد اعجزهم التسليم وشلهم الجبر وقعد بهم التواكل ))(26) .
وهذه ال ((لو )) هي اداة امتناع لوجود علينا فهم هذا الوجود المانع القامع ولا نسرف في وصفه فقط ....فمعاناة الانسان وقهره وعذاباته ستدفعه غريزيا لنشدان الراحة والخلاص و (( ان غريزة الانسان هي اصل تدينه ، فمن التعب الاجتماعي ، مثلا ، يولد البحث عن آخر لا يتعب ، آخر مدبر ، يسقط تدبير التعب - بمعنى سياسته ومسؤوليته – عن كاهل المتعبين ، فيتكلون على آخر ، بدلا من الاتكال على انفسهم )) (27) .
وإذا علمنا ان ااضطهاد المعتزلة وخنق الفكر الاعتزالي كما الفكر الفلسفي ناتج عن ضعف الحامل الفكري لهذا الفكر وكون دولة الخلافة الاسلامية دولة الريع والخراج ... فما هو المخرج اذن من هذا الواقع المتخلف ؟؟؟
لناخذ بلدنا العراق مثالا ونموذجا الى ما نريد ان نصل اليه من استنتاجات ، فالتاريخ يذكر لنا ماحل ببغداد عاصمة الرشيد بعد ان تم خنق الفكر الحر واتهم مفكر ومعترض ومشاكس ومتسائل للتقليد والتأليه بالزندقة وهي تهمة تعادل تهمة الشيوعية في عصرنا الراهن من قبل الانظمة الاستبدادية ... فقد قتل الحلاج والسهر وردي وابن المقفع ومثل بهم وحرقت مؤلفاتهم وأجسادهم واضطهد ابن رشد ونظرائه وأحرقت مؤلفاته ... فتدهورت الخلافة وسادها الترك والخصيان والجواري والقيان ... وأخذت تتناوب على حكم بغداد التتر والفرس والأتراك ثم جاء دور الانكليز ومن ثم الامريكان في هذا الزمان .....
كون دولة العراق الحديثة اعتمدت على البترول كمصدر رئيسي لا يرادتها ، اهملت الصناعة والزراعة بشكل كبير وخطير ، وبذلك تم خنق اي طموح للطبقة البرجوازية الوطنية المنتجة ونقيضها الطبقة العاملة في حين تم تصنيع طبقة وسطى تابعة للسلطة منفذة لإرادتها مخلقة على مقاس طبقاتها السياسية الهجينة الحاكمة التابعة للرأسمال العالمي رغم ما تدعيه من عداء للامبريالية العالمية وزيف دعواها بتبنيها للاشتراكية ... وهي في واقع الامر صنعت خصيصا في مطابخ المخابرات الغربية لضرب ومعاداة وتصفية الاحزاب الاشتراكية والشيوعية في المنطقة بأكملها كما فعل حزب البعث وسلطته بقيادة صدام حسين من تصفية لكل القوى اليسارية والديمقراطية واللبرالية لأنها هي القوة القادرة فعلا على قطع التبعية للرأسمال العالمي والعمل على بناء اقتصاد عراقي قائم على الانتاج والتطور وليس على الاستهلاك والميوعة .... فحصل موت الامة العربية وموت الحرية والاشتراكية بموت الطبقة البرجوازية المنتجة والطبقة الوسطى وخنق حرية الفكر وحصره بالحزب القائد والقائد الضرورة ..... ضرورة حفظ النظام وليس ضرورة بناء الوطن والدولة ورفاه وحرية الشعب ....
فإذا كانت حركة المجتمع راكدة لا تنمو في بركها غير الاشنات الضارة والطفيليات ... فهل من خلاص لبلداننا من حلقة التخلف ولعنة الاستهلاك والازمات التي لا تنتهي ؟؟؟
اننا اذ نرى ان العمل المنتج هو المفتي وهو الباعث على التفكير والتنوير عند الانسان ... فما دامت عجلة العمل متوقفة تماما في المدن والريف ، اما العمل الذي نراه فهو عمل مستهلك يستند على الاستيراد من (( الحذاء الى الطائرة)) حيث تم تخصيص :-
الف وسبعمائة وأربعة عشر مليار وثلثمائة وثلاثة وعشرون مليون دينار (1714323000) للقطاع الصناعي من اصل موازنة تبلغ تقدر ايرادات الموازنة العامة الاتحادية للسنة المالية /2013 بمبلغ (119296663096) الف دينار(مائة وتسعة عشر الف ومئتان وستة وتسعون مليار وستمائة وثلاثة وستون مليون وستة وتسعون الف دينار
(
فلا يعدو العاملين سوى وكلاء صغار في خدمة المنتج الرأسمالي العالمي ، نمو وتضخم طبقة برجوازية تجارية طفيلية ، ركنت كل مبادئ الوطنية والديمقراطية ومبادئ الانسانية الى سيدها الاكبر الدولار هذا الساحر العاهر العجيب مولد الثروة والرفاه والبؤس والشقاء وعابر الحدود ومحطم السدود .... في حين تعيش كتلة كبيرة من البشر تحت كابوس الجهل - 7 مليون امي أبجدي والبطالة - اكثر من نصف المجتمع عاطل عن العمل او واقع تحت هيمنة البطالة المقنعة - تدهور مؤسسات الصحية والتعليمية تدهور الزراعة - استيراد الطماطم والبصل والرقي والبطيخ - من دول الجوار
(2684995000) (الفان وستمائة وأربعة وثمانون مليار وتسعمائة وخمسة وتسعون مليون دينار)
المخصص للقطاع الزراعي - استيراد الماء من دول الصحراء من السعودية والكويت
تدهور مريع للثروة الحيوانية واستيراد المنتجات الحيوانية من دول الجوار ومن ما وراء ألبحار .
هذا الواقع المتردي للعمل الطفيلي انما يولد البلادة والتبعية والغيبية والقدرية ... فساد الفكر الديني المسيس ، وحكمت فتاوى ((المراجع)) وحورب الفكر التقدمي التنويري العقلاني الحر ...
اخذ يتضاءل عدد ونوع الفئة المثقفة الواعية الطامحة بالحرية وبناء دولة الحداثة المدنية العلمانية في بلد متعدد القوميات ومتعدد الاديان والطوائف ، الحالمة بتحويل المجتمع الى مجتمع منتج مستقلا قدرات البلد المالية الضخمة من ايرادات البترول المتزايدة والاستفادة من العقول العراقية المبدعة والمنتشرة في المهجر في كل قارات العالم ........ ولكن هذه القلة هي بلا حول ولا قوة تبدد اصواتها رياح الطائفية والعرقية وسيادة فكر متخلف ... وسط سيادة ظاهرة الفساد المالي والإداري للطبقة السياسية الحاكمة ، التي يستنتج من يلقي نظرة على الارقام المخصصة للزراعة والصناعة اصرار هذه الطبقة على بقاء البلد متخلف زراعيا وصناعيا ، وبذلك تبقى الطبقة المنتجة مهمشة مشلولة من حيث العدد والوعي المتردي الناجم عن واقع عمل متردي لأنه بذلك يؤبد هيمنت ((القطوازية )) على الحكم مستفيدا من شرذمة الطبقات الاجتماعية وفقدان الاصطفاف الطبقي في مثل هذه التركيبة الاستهلاكية للمجتمع .......
فما العمــــــــــــــــــــــــــــل اذن ؟؟؟؟؟؟
هل هناك امكانية ان تصل نخبة وطنية كفوءة الى سدة الحكم عن طريق صناديق الاقتراع لتضع الخطط والبرامج الكفيلة بإعادة الحياة الى عجلة العمل في القطاع الخاص والمختلط والحكومي ، وسن القوانين والتشريعات الحمائية للمنتج المحلي الصناعي والزراعي لحين تمكنه من منافسة المنتج العالمي من حيث النوعية والسعر ... وبذلك تتكون لدينا برجوازية منتجة تقود القطاع الانتاجي الخاص في البلاد وبالتالي تنمو الطبقة العاملة حاملة مشعل الحداثة والتمدن وازدهار نمو الطبقة الوسطى بعيدا عن هيمنة السلطة وتبعيتها ... عندها ينتعش الفكر التنويري الحر المنتج وتذوي نجومية الاحزاب الطائفية والقومانية المعتاشة على التخلف الفكري للمجتمع ... في حين تسري روح الحياة والنشاط والحيوية في جسد النقابات المهنية والديمقراطية والأحزاب اليسارية الديمقراطية واللبرالية لتكون هي المهيمنة بدلا من القبيلة والعشيرة والطائفة اي سيادة مكونات المجتمع المدني بدلا من مكونات المجتمع الاهلي الما قبل حداثي ....
يبدو ان هذا حلما ورديا غير سهل المنال على المدى القريب لإيقاف حالة التدهور الخطير وانحدار البلاد صوب التقسيم الى اقطاعيات طائفية وقومانية متقاتلة ومتحاربة مع بعضها وكذلك بين نفس فصائل الطائفة الواحدة والقومية الواحدة للحصول على الثروة والمال والوجاهة خصوصا ان هذا التوجه تعمل من اجله قوى الرأسمال العالمي الامريكي على وجه الخصوص ول((بايدن)) شهادة في هذا الامر قبل وقت قصير حيث يرى حل الاحتقان الحاصل في البلاد عبر التقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم ........ وهذا ما يجعل البعض يذهب بعيدا في هذا الشأن معلقا الامل الاكبر في الخلاص على التطورات المرتقبة للحراك الاجتماعي في بلدان المركز وخصوصا لقوى اليسار الجديد في هذه البلدان لتكون المساعد النزيه على نمو بلدان المحيط المستقل لتنهض اقتصادياتها وتخليصها من قوى التطرف والإرهاب ... وهذا طبعا حلما لازال بعيدا ايضا بسبب قدرة الطبقات الاستغلالية الحاكمة على تجديد نفسها واحتواء ازماتها والإمساك بمقود التحولات الاجتماعية وتصنيع العقول المساندة لتأبيد سلطتها وهيمنتها على مقدرات الشعوب عبر مسرحيات انتخابية وهمية ممثليها من نفس الطبقة ولكن بأزياء مختلفة ، خصوصا كونها طبقة تعاني من ازمة خطيرة وقد تجاوزت الراسمالية مرحلة الامبريالية كونها اعلى مراحلها كما وصفها لينين ، لتدخل طور الارهابية باعتبارها اعلى وآخر مراحل الامبريالية كما نرى ذلك ، وهي بذلك اما ان تجر العالم الى خراب محقق في واقعه النووي وتطوره التقني الهائل وخصوصا لوسائل الدمار ، او ان تستسلم لخيار قوى التغيير والبديل الانساني العقلاني لمليارات من البشر للعيش بسلام وامان وعدالة على مستوى العالم بقيادة قوى اليسار واللبرالية الجديدة، وهذا طبعا يعتمد على مدى قوة وقدرة وحنكة كل من الطرفيين في توجيه الحراك الشعبي على مستوى عالمي ........
اذن ان نوجه اللوم الى ذواتنا او الى شعوبنا، ان نجلد انفسنا او نجلد شعوبنا كما نلاحظ ذلك في كتابات ومقالات العديد من المنظرين والمفكرين العرب خصوصا ومنهم الاستاذ هاشم صالح ... امر خطير وغير علمي وغير عملي لاننا بهذه الحال تاسرنا الظواهر وتبعدنا عن التفتيش عن الاسباب الحقيقة الكامنة وراء مودنا وتخلفنا وتخلف شعوبنا .....
ان المطلوب لم شمل وتحالف وتآلف القوى الوطنية الديمقراطية واليسارية التي تعي لا وعيها لتجاوز واقعها المتردي وتجاوز الموضوع المتخلف لبناء وتفعيل الذات الواعية والعمل على تعبئة وتوعية الجماهير بمصالحها الحقيقية ونزع عصائب التضليل والتجهيل عن عيونها ، عبر قدرتها على اجتراح اساليب كفاحية جديدة عملية وواقعية لتحقيق ذلك وبالتعاون والتنسيق الكامل مع قوى اليسار والديمقراطية العربية والاقليمية والعالمية لتحقيق اهدافها الواحدة في الحرية والسلام والسعادة في كل ارجاء العالم بالضد من ارادة ومخططات كقوى الراسمال العالمي وحلفائهئه من قوى التخلف والاستغلال والاستبداد .......
وقفة قصيرة عند الوضع في سوريا
هانحن نشهد المطاولة في المقاومة من قبل ((النظام )) السوري والجيش العربي السوري لمواجهة ((المعارضة )) التي سرعان ما رمي لها السلاح من قوى اقليمية وعالمية لتحويل الحراك الشعبي السلمي المشروع الى صراع مسلح بقيادة قوى ظلامية متطرفة كما حدث بالضبط في ليبيا وبسرعة اكبر نظرا لطبيعة التوازنات الدولية في حالة ليبيا عنه في سوريا الان ........ وهذه المقاومة العنيدة للمخطط المرسوم بمخالب الراسمال العالمي والمؤطر باطار عربي تابع ، ناجم عن قوة وتماسك الطبقة المنتجة في سوريا ووعيها بما يخبئ لها هذا ((الربيع)) الاسود من خريف قاتل سيجرها الى كهوف الظلم والظلام المسكونة من قبل قوى القاعدة والنصرة وكل قطعان التكفير الاسلاموي المرعب .....
زواج سفاح بين الرأسمال العالمي وال((قطوازية)) العربية
بعد ان ادرك المركز الرأسمالي المأزوم ان زمن التحولات اخذ يقترب من النضج وموعد الانفجار الشعبي يقترب في هذه البلدان التابعة نتيجة ما تعانيه من فقر وبؤس واضطهاد وحشي من قبل الانظمة الديكتاتورية ، كان لابد من تدبير عملية التفاف لخطف الثورة المرتقبة من ايادي صناعها الحقيقين وخصوصا القوى اليسارية والديمقراطية واللبرالية الوطنية صاحبة المصلحة الحقيقة في التغيير ، لتكون هذه الثورات في ايادي قوى ممكن ترويضها ان لم يكن مروضة اصلا ومرتبطة بطريقة او اخرى بمخابرات المركز وقواه الفاعلة وبالتالي سيكون التغيير شكليا وسيؤمن بقاء الطبقة السياسية الحاكمة لها وبما هو اكثر قوة من سابقتها المتعفنة والتي انتهى دورها مع انتهاء الحرب الباردة وانهيار المعسكر الاشتراكي ....
ان من اهم اساليب حرف هذه الثورات هو العمل على تفجيرها قبل ان تتبلور قيادتها وقبل ان يتبلور برامجها وكمطالبها ((الشعب يريد تغيير النظام )) نعم ولكنه لا يدري ماذا يريد بعد تغيير النظام .... اي لم تتم بعد صياغة برامجها وقبل ان تتمكن من صياغة تكتيكها واستراتجيها المطلوب ... حيث تحولت الشعارات من شعارات مطلبية محددة الى مطلب الرحيل للحكام اللذين عجزوا من احتواء موجة الحراك الشعبي المتفجر بل سلكوا طريقتهم التقليدية القمعية البوليسية في مواجهة الجماهير الهائجة ، فأغرقها طوفان الهيجان الشعبي خصوصا بعد ان تخلى عنها اسيادها الامريكان وبقية قوى الرأسمال في المركز وبعد من ضمن ولاء قوة صنعتها للقفز على موجة التغيير إلا وهي قوى الاسلام السياسي بمختلف توجهاتها ضمن زواج سفاح بين الرأسمال العالمي الصهيوني و ((القطوازية )) العربية المتمثلة بالسلفية الاسلاموية لاستيلاد مسخ ديمقراطي كبديل للأنظمة المنهارة ... هذا المسخ الاسلاموي هو القوة المختارة من قبل المركز لأنه لا تسعى إلا الى الهيمنة على كرسي الحكم ولا يتقاطع على اي مستوى من المستويات مع الرأسمال العالمي ان لم تسعى الى ترسيخ هيمنته على شعوب وثروات المنطقة
(( اعطيت الاوامر للسفراء الغربيين في تونس والقاهرة وسواها من العواصم لكي يستقبلوا قادة الاخوان المسلمين متى شاءوا، ولكي يزروهم في مقارهم ، وأصبحت العلاقة بين الطرفين احلى من العسل ))(28) .
متخادمة معها للحفاظ على مصالحها الطبقية الاستغلالية بالنسبة لقوى المركز الاستغلالي وتحت شعار المحافظة على ((بيضة الاسلام)) من قبل القوى المتاسلمة وكل هذا خوفا من تصاعد حضور المد اليساري والديمقراطي الوطني في عقول الجمع الجماهيري في الشارع الهائج مما يمكن قوى اليسار والديمقراطية من الوصول الى السلطة وبالتالي حدوث القطيعة مع قوى الاستغلال الرأسمالي المبنية على النهب والاستحواذ على ثروات الشعوب والذي لا يمكن ان تؤمنه لها سوى ((القطوازية )) المتمثلة بالنيولبرالية والبرجوازية الطفيلية المتمركزة عقائديا وفكريا في منظومة التطرف الاسلاموي كالقاعدة والنصرة والإخوان وماشاكلهم من قوى الاسلام السياسي وعلى مستويات مختلفة ، وقد كان موقف قوى الرأسمال واضحا في تسهيل وصول وقيادة الخميني والتيار الاسلامي للثورة الشعبية في ايران والعمل على تحجيم قوى اليسار الايراني ومن ثم استبعاده تماما رغم تاريخه النضالي الكبير وتضحياته المشهودة من اجل اسقاط حكم الشاه ... وكما يذكر الاستاذ هاشم صالح موضحا دور المخابرات الامريكية في استغلال هيجان الشارع العربي وخصوصا الشبابي :-
((هذه الحالة من الغضب الاجتماعي للشبيبة العربية استغلها الاسترتيجيون الامريكان لقلب الانظمة وتجديد الطبقة السياسية العربية ، وقطع الطريق على الديمقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية الحقيقية ))(29) .
.... وهنا نريد ان نؤكد على نقطتين هامتين :-
الاولى - ان قوى القهر الاستبدادي الوطني منذ عهد السلاطين الى ما بعدها من ملكيات او جمهوريات متخادمة مع الرأسمال العالمي الاستعماري بمختلف تمظهراته المسلحة وغير المسلحة انما عملت على اعاقة تطور ونمو الطبقة البرجوازية الوطنية المنتجة وبالتالي اعاقة نمو الطبقة النقيض الطبقة العاملة وشلل وتبعية الطبقة الوسطى هذه الطبقة التي يفترض ان تكون مشعة فكرا منتجا تنويريا باتجاه الطبقة البرجوازية وباتجاه الطبقة العاملة جاذبة ايهما نحو العقلانية والتوازن والإيمان بالتطور والتقدم ونبذ حالة الجهل والتخلف والتشجيع على التفكر والتفلسف والإبداع وبناء الذات المستقلة التي تأبى التبعية والمسكنة والعبودية كما تسحبها صوب صناديق الاقتراع ليكون الطريق الاسلم للوصول للسلطة وتبادلها سلميا ....
هذا الحال يؤدي الى هلامية المجتمعات بوصفها تكتلات بشرية لا تحمل مظاهر واضحة او مستقرة بل هي حالة من الميوعة وتحول وتغير دائم مما ينمي سلوكيات القردنة والثعلبة والأنانية ويديم ثقافة الاستهلاك وينشر روح الاتكالية والعدمية والغيبية بذلك يفقد القوى الوطنية اليسارية والديمقراطية الحامل الفكري لها وبالتالي ادامة حالة الاستغلال والاحتلال الوطني والعالمي وهذا هو ما يحصل بالضبط في عراقنا اليوم ......
بما تقدم يمكننا ان نجيب على علامات التعجب والاستفهام لمن يتساءل عن السبب الكامن وراء هيمنة الفكر الغيبي التخلف وسيادة ثقافة الاقصاء والاخصاء ان لم تكن ثقافة الافتراس للآخر ضمن كتلة بشرية تعيش في بيئة تشبه بيئة الغاب ......
الثانية - من خلال كارتلات الاعلام العملاقة المسيطر عليها والمملوكة من قبل قوى المركز الرأسمالي تم نشر ثقافة الاستهلاك والاتكالية ومسخ الذات الفاعلة مع تحفيز وتثبيت الذات المنفعلة المنبهرة الخانعة التابعة ... وقد عملت قوى الخارج والتابعة في الداخل على اختلاق وتوليد الازمات التي هي بالأصل مجينة ضمن بنيتها كطبقة مأزومة ، تعمل على تفريخ المزيد من الازمات وخصوصا العرقية والطائفية من اجل احتواء او قتل اية بذرة وعي وطني وطبقي لدى الجماهير المسحوقة والمستلبة والمهشمة وتحويل مجرى نضالها نحو الصراع الطائفي والعرقي والقبلي وحتى المناطقي ضيق الافق وابتعادها عن طريق كفاحها الرئيسي الوطني والطبقي لبناء الدولة المدنية الديمقراطية التعددية دولة المواطن الفرد دولة الحداثة المدنية ....
هنا حينما يتفاعل العامل الاول والعامل الثاني يمكن قوى القهر والاستغلال على تأبيد سلطته وثقافته المدمرة ثقافة المجتمع الاهلي المتخلف مما ينتج حالة من التشظي السريالي المضحك المبكي بين مظاهر الحداثة وما بعدها وبين واقع ما قبل المدني القروسطي المتخلف ..... حيث تطالعك صورة ((الفانوس)) الى جانب مرسلة الانترنيت ، والستلايت عابر القارات والمحيطات وصورة المحراث اليدوي الى جانب طائرات ألاف 16 ، صورة الجينز وآخر التقليعات في قصات الشعر الى جانب صورة قالب الفحم الاسود الذي لا يرى له وجه ولا قفى يدعى امرأة ...
هنا نجد التعريف المنتج لظواهر التخلف والتعصب الطائفي والقبلي وانتعاش عصابات القتل والسلب وظاهرة فساد الطبقة السياسية الحاكمة .....
المراجع:-
1- ص295 الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ هاشم صالح.
2- ص118.= =.

3- ص217.= =

4- ص146.= =
5- ص310.= =
6- ص16.= =
7- ص192.= =
8- ص220 سيسيولوجيا الجمهور السياسي خليل احمد خليل.
9- لمحات مادية – حسين مروة المجلد الثاني ص407.
10- = = ص437.- = = = = = .
11- وعي السلوك – الكونفورما وأنظمة الوعي - د. محمد الدروبي ص79.
12- هاشم صالح الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ ص145.
13- سسويولوجيا الجمهور السياسي الديني خليل ابراهيم خليل ص 129.
14- هاشم صالح الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ ص 295
15- ص406 لمحات مادية – حسين مروة المجلد الثاني .
16- (16) ص49 لمحات ج2.
17- اميرة رضا فرحات الزنج وثورتهم المنسية ، دار الحجة البيضاء ط1 2011م ص105
18- ابراهيم علاوي كتاب المشترك ص 72.
19- محمد اركون – قضايا في نقد العقل الديني ص27.
20- ص217 الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ هاشم صالح.
21- الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ هاشم صالح.
22- الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ هاشم صالح.
23- ص26 الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ هاشم صالح.
24- ص192 الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ
25- الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ هاشم صالح ص217.
26- ص374 لمحات مادية – حسين مروة المجلد الثاني ج2.
27- سسويولوجيا الجمهور السياسي الديني خليل احمد خليل ص 215
28- الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ هاشم صالح ص121 .
29- الانتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ هاشم ص131.