مراجعات مختصره لمعنى المشروع الاشتراكي ....ج9


ليث الجادر
2013 / 5 / 30 - 14:30     


*,,شيئا فشيء سيعي اعضاء الوسطيه الطبقيه انهم لا محال مرتبطون بالطبقات الدنيا وان لا خيار لهم الا التوقف عن مناصرة السلطه لان امنهم حينها سيتهدد ومعاشهم الطفيلي لا يمكن ان يستمر في جو الارتباك الثوري الذي سيتصاعد في مرحلة نقض الامن الذي تفرضه ادوات السلطه من بوليس وعسكر ..هذا التدرج وهذا النضج المتنامي محكوم فقط وحصرا في كون الاحتجاج والانتفاضه مصاغتين ضمنيا من قبل تنظيم نخبه ثوريه صارمه وراسخة الايمان بحتم ظفر عقيدتها
*من قلب الفوضى وفي خضم صخيبها.. يتم انضاج محاولات تمكين حركة الثوره الاجتماعيه التي تبدا في التحريض على الاحتجاج ومن ثم تعمل على تطويره الى انتفاضه عنيفه ,,من المجرد العام للفكره الى تشكيل الاراده الواعيه لها, ثم الانتقال بها الى حال الفعل الحي..لتتحول في النهايه الى شكلها العنيف الخالق..,من الفئويه ومطالبها الاكثر الحاحا كاستجابات انعكاسيه مباشره.. الى استفزاز التناقضات بينها وبين حلولها وصولا الى اعادة وعيها الذي يمثل الحل الشامل والتغيير الجذري الذي ترتبط به شروط تطبيق الحلول ,هكذا يرسم القدر التاريخي ويحدد منهجيتنا الثوريه فنصبح حينها مرغمين على تاجيل استنتاجاتنا النهائيه ونعود في مجرى محاولة تطبيقها الى ممارسة جدليه واقعيه لاتستنكف من الخوض في غمار النشاط المطلبي الاجتماعي الاكثر اسفافا بالوعي الثوري والاكثر تبسيطا ومحدوديه له لنمارس بذلك دور التوعيه القسريه العمليه ,دور التوعيه بالصدمه ,لان القاعده التي نعول عليها في تاكيد احقية مشروعنا باتت اليوم اكثر جهلا بالخطى التي توصلها الى طريق الخلاص او اصبحت اكثر شكا بجدوى الايدلوجيه الداعيه اليه
*لن يمضي وقت طويل حتى يكتشف اللذين ناصروا (الثورات) الديمقراطيه وساندوا ثوارها بصورة لااراديه وكانت تتملكهم حالة اللاوعي الطبقي بانهم كانوا كمن يغرف ماء الجدول براحة يده العاريه فتعود اليه خاليت الوفاض ولن يمضي وقت اطول حتى تجد القوى الدوليه التي احتوت ارهاصات الثوره الحقيقيه ودفعت بها الى اتجاه الحل الديمقراطي بانها امام مهمة احتواء الحد الادنى من انعكاسات هذا الحل ومصادرت واقعيته ...فهي ليست مستعده لان تمضي مع الثوار الى نهاية المطاف الديمقراطي لان ذلك يعني وبكل بساطه التاسيس لحركة انهيار انظمتها ومصالحها الطبقيه وليس امامها الا الاستمرار بالتحكم في اتجاه العمليه السياسيه التي يجب ان تكون في احسن الاحوال حركه عمياء تستدير بمن حولها الى حولهم فالرفاه النسبي والاستقرار النسبي للمجتمعات المتقدمه ارتبط ارتباطا وثيقا بمشروع تصدير الديمقراطيه الى المجتمعات الدنيا والتي لا تفرز حالة تحقق الديمقراطيه البرجوازيه فيها الا شروط ظياع وعدم استقرارها وفقدان امنها الاجتماعي والسبب الجوهري الاول لذلك يكمن في ان هذه المجتمعات لم تتخطى بعد مرحلة بالخبز وحده يحيا الانسان وان مطلب اللذين ناصروا الثورات الديمقراطيه كان وسيبقى رغيف الخبز وليس حق الاقتراع وحق انتخاب من يوزع الارغفه بالتمايز وينظم ويلطف هذا التمايز والديمقراطيه البرجوازيه تقوم اليوم على اساس ترسيخ التمايز بين مجتمعات متطوره وبين مجتمعات متخلفه والتاكيد بذلك على التمايز الطبقي في تلك المجتمعات

*اللذين يعانون في الطرف الاخر من وطئة الواقع وبؤس شروط حالهم فيه ..هؤلاء يراهنون على المستقبل ويتاملون فيه خيرا اما توقيت زمن الخير هذا فهو مرهون للصدفه وغير محدد ,ولهذا فهم مقتنعون او هكذا يبدون بتاجيل مطالبهم وتاكيد شروط تحسين حال وجودهم ,المهم ان تتحقق سلطة الديمقراطيه وماهي هذه السلطه ؟ هي السلطه التي يقومون باختيارها هم . ومن هم ؟ هم نسبه مئويه من مجموعهم قد تزيد على النصف بصوت او صوتين ..ومن اللذين يقومون بانتخابهم ؟ هم المرشحون ..كيف يتم تحديد هؤلاء المرشحين ؟ هناك قوانيين وتعاليم تنظم ذلك ..من يضع هذه القوانيين والتعاليم ؟ الذي يضعها نخبه من المجتمع ...ومن ينزه هؤلاء الكتبه النخبه ويرفعهم عن مستوى المصالح والاهواء ؟ يتم ذلك بطرق مختلفه واهمها هو تصويت البالغين سن الرشد على لائحة القوانين العامه المجرده وبنفس الية احتساب وتعيين المرشحين للسلطه ..الذي يبلغ من العمر سبعة عشر عام واحد عشر شهر لا يحق له من ان يشارك في اختيار السلطه التي ستحكمه لمدة اربع او ستة سنوات, اما الذي يبلغ ثمانون عام وسبعون والذي استهلك عمره فصار يضع قدم على الارض وقدم في القبر فيحق له ان يختار السلطه التي ستحكم قبضتها على رقاب الاحياء بينما هو يغط في سبات الموت العميق!! اذن الديمقراطيه في النهايه تعني واقعيا تشكيل السلطه على اساس اختيارات ما يقارب 25% من المجتمع ويتم تنفيذ هذا التشكيل بانتخاب حكومه بنسبة لا تتجاوز اختيار 10% من المجتمع باعتبار وافتراض تعدد المرشحين والاختلاف عليهم من قبل الناخبين ..فهل هذا يتطابق مع التعريف البرجوازي للديمقراطيه التي يفسرونها على انها نظام حكم الشعب بالشعب وللشعب ؟ ام انها تعني تفويض قله من المجتمع لثله من الافراد مهمة ادارة شؤون المجتمع بكامله وعلى مدى فتره قانونيه يتمتع خلالها هؤلاء بمزايا تجعلهم فوق المجتمع واوصياء على مصيره ؟