شطحات أفاكيان -الفلسفية-


محمد علي الماوي
2013 / 5 / 28 - 20:35     

شطحات أفاكيان "الفلسفية".

الحلقة الثانية
1- تعليق حول العنوان
نود في البداية كشف ما يخفيه عنوان"الخلاصة الجديدة " من ارتداد على الماركسية اللينينية الماوية. يؤكد العنوان من خلال كلمة "جديدة " موقف القطيعة والقطع مع الماضي الماركسي الذي لم يعد صالحا حسب هذا المثقف وهذا هو معنى الجديد وفق التحديدات المادية الجدلية التي تعتبران "حلول الجديد محل القديم هذا هو القانون العام والدائم للكون(في التناقض ص 120) كما سبق لإنجلز ان قال: " ان كل الاوضاع التي تتالت في التاريخ ليست سوى مراحل انتقالية في التطور اللامحدود للمجتمع البشري في اتجاه التقدم من الاسفل الى الاعلى ,ان كل مرحلة ضرورية وبالتالي مشروعة بالنسبة للعصر والعوامل التي نشأت على اساسها لكنها تصبح باطلة وبدون مبرر في ظل عوامل الارقى وتتطور تدريجيا في احشائها ويجب فسح المجال لها وفي مرحلة عليا ستدخل هي ايضا بدورها في مرحلة الانحلال و الموت " (لودفيغ فويرباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الالمانية-دار النشر الاجتماعيً13-14)
ان تعويض القديم بالجديد هو قانون عام ولكن لابد من التفريق بين القانون الموضوعي الذي يميز بين القديم والجديد . نعتبر ان الفارق الاساسي يكمن في مدى تطابق الجديد مع اتجاه التطور التاريخي للبشرية بحيث كل ما يمثل مصالح الجماهير الشعبية والطبقة العاملة هو شيء جديد وعلى العكس من ذلك فكل ما يعبر عن مصالح الطبقات الرجعية حتى وان تقدم في ثوب جديد مثل الخلاصة الجديدة - هو شيء قديم وبهذا الشكل نحدد موقفنا منه فإما نسانده او ان ندحضه ونعمل على اسقاطه وبدون اطالة يمكن دراسة المراجع الاساسية في هذا الموضوع(انجلز:نقد فويرباخ –لينين :نقد المذهب التجريبي- و ماو:في التناقض) ونقول ان كانت الخلاصة الجديدة جديدة وفق المبادئ الاساسية المذكورة اعلاه فهي تعتبر الماركسية عامة قديمة ولى عهدها لذلك تطرح الخلاصة الجديدة والمرحلة الجديدة و الإطار النظري الجديد و الأرقى حسب هذا الموقف البرجوازي كبديل لما سبق .
غير ان الواقع يبين عكس ذلك وبما ان أفاكيان لا ينطلق اطلاقا من الواقع و لا يتحدث عنه لا أمريكيا و لا عالميا بحيث غابت التحاليل الطبقية من وجهة نظر بروليتارية , فان ما أسماه بالجديد هو قديم , ولتذكيره ان أطروحات خروتشوف كانت "جديدة " واطروحات خوجة كانت جديدة كذلك فهل ان ذلك يعني انها جديدة حسب المنظور المادي الجدلي ؟ لا , انها قديمة في ثوب جديد , انها رجعية و في تعارض تام مع مصالح الكادحين ومع القانون العام لتطور الاشياء والمجتمعات .
اما فيما يخص كلمة خلاصة فان النص – البيان - في الحقيقة لا علاقة له بالخلاصة فهو مجرد تلخيص سردي وجرد لبعض الظواهر كان الهدف منها الوصول الى استنتاج مفاده ضرورة تجاوز اخطاء ونواقص ماركس انجلز ولينين وستالين و ماو وهي اخطاء "ثانوية هامة" كما يقول افاكيان لكنها متسببة في "هزيمة الاشتراكية " وبمحاولة تقديم الحلول يكشف هذا التحريفي خلافه مع الماركسية فيما يخص مفهوم الحقيقة ومفهوم الوعي ومدلول نفي النفي الخ من المفاهيم التي تظل معزولة عن واقع الصراع الطبقي ويظل افاكيان غارقا في تفلسفه يعيش في عالم شيوعي قد يكون دخله في حالة غيبوبة من أبواب كهف افلاطون .
2- سنتناول في الحلقة الثالثة مفهوم الحقيقة المطلقة والموضوعية والنسبية وعلاقاتها بالتفسيرات المثالية الذاتية والبراغماتية-(هذه التهم التي ألصقها افاكيان الى الماركسية-) ومفهوم الوعي وعلاقته بالصراع الطبقي ومسألة نفي النفي التي يحرّفها أفاكيان وبعض التهم الاخرى الموجهة لتراث الحركة الشيوعية عموما .