مراجعات مختصره لمعنى المشروع الاشتراكي ....ج8


ليث الجادر
2013 / 5 / 27 - 14:47     


لكي تبقى الماديه التاريخيه, جدليه يجب ان تعنى بدراسة المجتمع بكونه واقعا ( كائن) مفسرا بما (كان )وهي غير معنيه او ملزمه بما (سيكون) كتشكيل الا بمقايسس الواقع الحالي والا فانها ستطرح نفسها في النهايه بديلا نبويا ومحاوله كهنوتيه تتنبىء فيها وترسم طالع الانسانيه بما يوحى لها .. ولهذا فان الماركسياليه حينما استنتجت المرحله الشيوعيه كان عليها ان تقدمها كمشروع خلاص واقعي وليس مستقبلي ولما فهم عكس ذلك تم تعديله فيما بعد الى شكله الاشتراكي واعتبر انه بدايات النشاط التمهيدي الواعي لمرحلة الشيوعيه المفترضه والمشكله على مبداء حتم اختفاء الملكيه الخاصه والتي هي الاخرى لم تعد ماهيتها وانعكاسها التاسيسي لمجمل العلاقات الاجتماعيه العامه والمؤلفه للسايكلوجيه الاجتماعيه كسابق عهدها في المرحله الاقطاعيه او في مرحلة العبوديه انها تعقدت كثيرا وتطورت بتماهيها في النتائج المسببه
*ان عهد الانتاج الصناعي قد جرفنا وسحبنا في نهاية المطاف من الحتميه الماديه المؤكده ووضع تاريخنا بذلك امام احتماليين مشروطين فاما المضي قدما واما التصحيح ..وهذا بدقيق العباره ووفق الماديه التاريخيه يعني اما المضي نحو الشيوعيه المؤلمه واما جعلها ليست كذلك بنفي امكانياتها الخارجه عن ارادتنا واستبدالها بالامكانيات الواعيه تعبيرا عن قدرتنا في الصراع مع كل ما هو موضوعي وهذا لا يعني الا ان يتحقق فعل الثوره الواعيه لمعنى كونها اشتراكيه,, والاشتراكيه هنا تعني اولا انها يجب ان تمثل نقضا لامكانيات امتداد وسيولة التناقض في المركز وثانيا تعني بناء نموذجها الاجتماعي في ظروف هذه المقاومه ..ان هذا ايضا يمثل الاستجابه الواعيه التي يختص بها الانسان ومجتمعه لانعكاسات الشرط المادي والذي هنا يعبر عن حالة التناقض بين الاساس المادي للانتاج وبين شكل تنظيم علاقاتنا في العمل وبعده (تناقض تقييم الجهد والنتيجه)

والخلاصه لكل ما تقدم تتمثل في ان دوافع التغيير واسس الحراك السياسي الذي يجتاح المفاصل الفاعله في محيط المجتمع الانساني لا يتمثل جوهره وهو (انعكاس الامكانيات الموضوعيه في خلق ارادة التغيير )بكونه اساسا فكريا او عقائدي ثقافي بل هو ما يمثل انعكاس صيرورة النتيجه التي ستؤول اليها ازمات النظام الاقتصادي الراسمالي المحكوم بالزوال ..وهذه الخلاصه هي ما يمثل القيمه الواقعيه للماديه التاريخيه ويحدد في ذات الوقت صيغة عرضها والدعوة لها اما جوهرها النهائي فانه يبقى متجليا بكونه مرشدا ودليلا لعملية تمكين شروط التغيير واستقدامه التي ينهض بادائها قادة التغييرومركز الوعي الثوري واللذين يدركون مشروع الخلاص الاجتماعي بكونه يحمل معنى محاولة تلطيف حال وجودنا الاجتماعي في ظل انعكاس شروط اضمحلال الراسماليه وما يترتب عليها من ازمات اكيده ويدركون ان نشاطهم هذا انما هو مكون جوهري لحتم انهيار وتلاشي النظام الراسمالي ان الماديه التاريخيه اذ تكشف عورة التاريخيه الوثائقيه وتجرد المؤوسسات الاجتماعيه العليا التي تقوم على مبدا تقديسها فانها بذلك تحررالواقع الحاضر من اسر الماضي المتلاشي بكل قيمه واخلاقياته الموهومه وفي ذات الوقت تقدم للانسانيه ولاول مره في تاريخها نموذجا نقيا لمعنى الاخلاق والقيم التي تنبثق كحتم لتطبيقات وعي الحاضر فالاهتمام بالمستقبل والحرص على بناء واقع مشرق للاجيال والتمسك بقيم المحبه الانسانيه ...الخ لم تعد وفق التطبيقات المتعلقه بالماديه التاريخيه قيم مجرده ومحدده مسبقا لتوجهات النشاط الاجتماعي وبصوره مثاليه متعاليه بل انها تصبح نتاجا مباشرا لمعاجات الحاضر وواقعه ان القيم والاخلاق الاجتماعيه المثاليه تقف دوما حائلا بين حالة التوازن النفسي لمجموع الافراد بدعواتها للتضحيه والعمل من اجل الجميع ومن اجل مستقبل افضل لمن هو وجودهم في علم الغيب وكانها تضطرهم الى زراعة نخله كي يتفيء بظلها هؤلاء المفترضون ويتمتعوا بحلاوة ثمرها لاحقا.. بينما الاخلاق التي تساهم الماديه التاريخيه في صياغتها فانها تشابه تماما حال اصحاب الحاضر اللذين يجدون انهم بحاجه لان يزرعوا شتله الان كي يتمتعوا بثمارها اولا ثم انهم يدركون بان عملهم هذا انما سيساهم في الحفاظ على خصوبة الارض الى الدرجه التي تجعل اللذين ياتون بعدهم قادرين على الانتفاع منها بمقدار اكبر ..ان التاكيد على هذه الحقيقه والتوقف مليا عندها يمثل شرطا مهما وجوهري لفهم القاعده النفسيه للانسان والتعامل معها وتطويرها والانتقال بها الى حالتها الثوريه .. الانتقال بها من القسريه والشعور باضطهاد الذات الى الطوعيه والاحساس بالذات الحره في ارتباطها مع الغير