مراجعات مختصره لمعنى المشروع الاشتراكي ....ج7


ليث الجادر
2013 / 5 / 27 - 12:13     

*.... فان الماديه التاريخيه هي اولا من الناحيه الفكريه مفهوم خاص بالماركسيه وثانيا ان هذا المفهوم مرتبط بتحقق وحده المجتمع الانساني بكونه مترابط واقعيا الى اقصى درجات الترابط واشملها ويكون بذلك مقدار قيمة قانون الثوره والتغيير الاشتراكي مرهونا بمقدار واقعية تحقق النظام الراسمالي وليس فقط النمط الراسمالي بحيث يدخل في تعبير ومفهوم المجتمع الانساني بصوره نهائيه ..وحينها فقط يصبح من حقنا ان نضع توقيتات لبداية (العهد الاشتراكي) ..لكن خصوصية الماديه التاريخيه لا تكمن قيمتها فقط بالشكل المعرفي بل ان ماهيتها التي كشفت عن سر التاريخ مثلت قيمه واقعيه لان نبحث ونتعمق في البحث عن امكانيات التغيير الذي هو في صيروره على مستوى مجتمعاتنا التي تمثل ذلك الجزء والخاص من المفهوم العام المشترك .فتجسدت قيمتها في كونها اداة لانبثاق (عهد اشتراكي ) لمحاوله اشتراكيه ولمشروع اشتراكي غير ملزم بنصية وحرفية التعبير عن قانون الثوره الذي استنتجته الماديه التاريخيه ..وهي بذلك نقلت تطلعات الانسان في تحقيق العداله والرفاه والمساواة الكامله من مستوى الحلم والخيال الخير الى مستوى ارادة الوعي الممكن ....هكذا نستطيع ان نفترض محاولة تعميم هذا الوعي من البدايه بالتاكيد على ان الانسان يجد نفسه لكي يبقى حيا داخل المجتمع فعليه ان يعمل وفق ما يرتئيه المجتمع ويسند له دوره ومكانه في العمل ..ويزعم المجتمع انه مكون من افراد متساويين في حق الحياة وتحقيق شروطها مع حتم تباين واختلاف اداء كل واحد منهم ..لكن ليس كل واحد منهم في النتيجه يتاكد من هذه المزاعم بل يكتشف جلهم ان المجتمع مقتنع بان افراده ليسوا على الاطلاق متساويين في حق الحياة بكيفيتها الجمعيه ولذلك يجب ان يتباينوا في اداء ادوارهم وهذا يعني ان يتباينوا في شكل الجهد الذي يبذلونه من اجل انتاج قيم وجودهم ..لكن الانسان مادام حيا فهذا يعني انه انتج مقدار من القيمه التي تجعله كذلك وهذا هو ما تخبرنا به معارفنا للقوانين الطبيعيه مما يعني وجوب تساوي قيم ما ينتجه الانسان كل انسان وهذا يعني تساوي مقدار الجهد كمضمون وليس كشكل ,لكن ايضا يكتشف الواحد منا ان ما يحصل عليه من تلك القيم لا يساوي ولا يكفي الا ان تجعله مختلفا عن الاخر واغلبنا يرى ويحس ان ما يحصل عليه لا يكفي الا ان يجعله في حال مقاوم للموت وليس في حال الحي ..بينما يحيا الاخرون اللذين اسند لهم دور اخر بحال افضل وبشرط حياة احسن بمعنى ان القيمه هنا ارتبطت بالدور الذي اناطه المجتمع وليس وفق القانون الطبيعي للقيمه كمعنى لانتاج الوجود ...وهذا ما يجعل الواحد منا يطالب بتغيير دوره وان يقوم بدور اؤلئك السعيدي الحظ وهنا يصبح هذا المطلب محال لان المجتمع ووفق القانون الطبيعي ايضا لا يحتاج الى دور واحد ولا الى نمط معين وثابت من العمل ..فيعود الانسان ويتسائل عن السبب الذي جعل اؤلئك احسن حال منه في تحقيق وجودهم فلا يجد اجابه الا بكونهم لا يمتازون عنه الا في استحواذهم على كم من القيم التي تجعلهم في ان يكونوا هكذا وحينما يبحث بصوره اعمق ويتقصى الحقيقه عن اسباب ذلك الاستحواذ الغير متساوي اطلاقا يجد ان ذات المجتمع الذي افترض المساواة في كل شيء قد وضع في ذات الوقت نظاما يتم التبادل فيه بطريقه تجعل اؤلئك يحققون مبتغاهم الذي يغبطهم عليه ..ويعرف حينها ان ما كان ينصت اليه باعتباره صوتا للمجتمع انما هو صوتهم وتعاليمهم ..ويدرك انه حينما يؤخذ منه يحتسب على انه قيمه استعماليه ولكن بالقياس لحاجة من ؟ قياسا اولا بحاجته هو منها فيكون انه في الحال الطبيعي يحتاج الى ثلاث ارغفة خبز ومئة غرام من الجبن وهو ينتج عشرة ارغفه ,قيمة المؤخذ منه هي قيمة السبع ارغفه الزائده عنده وليس ما يساوي المئة غرام بالضروره ..وما ياخذه فقط هو ذا قيمه تبادليه من الممكن ان يعادلها وليس من المؤكد (وحتى لو ان كان هذا سيصبح مؤكدا وبافتراض انه يحتاج فقط لثلاث ارغفة خبز ومئة غرام فاننا سنكتشف ان ما انتجه لا يساوي في كل الاحوال هذيين الشرطيين بل يساوي قيمة ما تحرر من طاقته اثناء انتاجه للارغفه العشره وبصوره شكليه مبسطه فانه انتج قيمة ما يحتاجه الان زائدا س من قيمه ..وحينما يعود الى المبادله الثانيه فانه لا يجد فيها الا تقييم من يريد مبادله معه ولهذا فان اؤلئك القليلين السعداء الحظ هم اللذين يجدون ماذا يعطونه وليس ما يجب ان ياخذه او ما يحتاجه وعلى مرور الزمن اصبحت مهمتهم في هذا التقييم المخادع سهله ومرنه ولا تكلفهم ادنى عناء او جهد في المراوغه والمساومه وحدث هذا حينما انتج المجتمع سلعه سماها النقد وهي بحد ذاتها ليست سلعه وليست ذا قيمه استعماليه او ذا قدره لان تكون كذلك بصورة غير مباشره حتى هي ليست رغيف خبز وليست قطعة جبن وهي ليست ثوبا بل خلقت لكي تتم عملية التقييم لكل تلك السلع ..ومن هنا تبدا عملية الاستغباء التي يمارسها البعض ضد كلنا فتعيس الحظ يصل في النهايه انه مجبر على اخذ هذه السلعه من اؤلئك المحظوظين مقابل اعطائهم سلعه حقيقيه وذا قيمه عليا وسلعة كل السلع انه يعطيهم عمله وحدث هذا كله ضمن تقييمهم وليس ضمن التحديد الطبيعي للقيمه لقد اخذوا منه ما يمكن استعماله مباشرة واعطوه ما فقط يمكن ان يبادل به لكي يستعمله والذي يستعمله هو عند من بادولوه لانهم استعملوا سلعته (العمل)التي اخذوها منه لا لكي يستهلكوها بل لكي يعيدوا انتاجها على شكل قيم لاشباع حاجات وهكذا دواليك يعودون ليقيموا سلعته من خلال مبادلته بالنقد فيسترجعون 2س منه لكي يشتروا منه في المره القادمه ما ينتج 10س وهذا الحال تاكد بجلاء في عهد الانتاج الاجتماعي الصناعي السلعي وان كان الذي مارسه بوضوح الاول مره هم منتجي السلع الحرفيين ..ان مغدور القيمه ذالك الانسان البائس يدرك ويحس ايضا بانه وبمرور الوقت يصبح اقل اداءا ويجد درجه اكبر في صعوبته انه يحس بتدحرج سؤ حاله يوما