انه 1 ماي....تمرد


محمد المثلوثي
2013 / 5 / 2 - 06:40     

أيتها العاملة، أيها العامل..... تمرد
إن كل قطعة من ثروة المجتمع فيها لمسة من يديك، وقطرة من عرقك، وفيها وضعت عصارة ذهنك وجزء ثمينا من حياتك. وان كل هذا البناء الحضاري العملاق هو من صنع أجيال متعاقبة من إخوانك الذين سبقوك وأفنوا أعمارهم مثلك في تشييده.
لكن، كما ترى، فكل ما تنتجه يداك يتحول الى قوة غريبة عنك تستعبدك وتستغلك وتضطهدك. كل ما يثمره مجهودك ومجهود إخوانك يتحول الى سلسلة تقيدك وتجبرك على قبول ظروف عمل تزداد بؤسا وشقاء، بأجور لا تكفل لك ولأبنائك الحد الأدنى من حياة تليق بالبشر.
ولماذا؟
لأن فئة قليلة من رجال الأعمال والملاك العقاريين الذين لا يلوثون أياديهم الناعمة بصديد العمل، هم من يستحوذ على ملكية وسائل إنتاج الثروة الاجتماعية، ويديرونها لصالحهم، ولصالح رغبتهم في تحقيق الأرباح وتحسين موقعهم في سوق المنافسة. وبما أنهم يستأثرون بالجزء الأعظم من ثمرة الجهد الجماعي للعمال، فإنهم يحولون ذلك الى وسيلة جديدة لمزيد السطو على ما لم يساهموا في صنعه، ولم يبذلوا أي جهد في إنتاجه.
لأن من يعمل فعليا لا يملك إلا الوسائل التي يجدد بها وجوده كعامل مستعبد ولينجب أجيالا جديدة من العمال. ومن لا يعمل، ولا يقدم للمجتمع أي شيء إضافي سوى حبك العلاقات مع رجال البنوك والبورصة ودوائر السلطة السياسية وتدبير الصفقات، هو الذي يملك ما يجدد به موقعه الاجتماعي كسيد على الآخرين.
هم يريدون إقناعك (ويسمونك أحيانا موظف) بأن هذا الواقع هو من طبيعة الأشياء، وانك من فصيلة دنيا وأنهم من فصيلة عليا، وأن أفضل ما تستطيع القيام به هو المشاركة في نقابة للمطالبة بتحسين نصيبك البائس مما تصنعه يداك.
أما أن تنهض لتستعيد ما هو في الأصل يعود لك ولكل الأيادي الكادحة، أن تنهض لتكسر سلاسل العبودية التي تجعلك أمام خيارين لا ثالث لهما: العمل أو الموت جوعا، أن تنهض لتعيد ملكية وسائل الإنتاج الى أصحابها، المنتجين الحقيقيين للثروة، ولتبسط، مع إخوانك وأخواتك، إدارة جديدة ذاتية، تعاونية، يقرر فيها المنتجون الأحرار أسلوب إنتاجهم وأسلوب توزيعهم لثمرة الإنتاج بما يتوافق مع الحاجات الفعلية والمتضامنة لكل أفراد المجتمع وليس من أجل تحقيق الربح ولا في إطار حرب المنافسة البورجوازية التي تضع الكل ضد الكل، وتستنزف طاقات البشر والطبيعة لتبديدها في النهم الاستهلاكي المريض للفئات الطفيلية، أن تنهض ضد "مصلحة الاقتصاد الوطني" الذي هو اقتصادهم، وضد "مصلحة البلاد" التي هي مصلحتهم، فذلك ما يسمونه فوضوية، شيوعية، كفر، تطرف يساري، أوهام طوباوية....الخ.
هم يريدونك أن تظل عبدا، ويريدونك أن تحتفل بعبوديتك.....فتمرد
تمرد على أسيادك، إنهم ليسوا أسيادا إلا لأنك مازلت تفضل لعب دور العبيد.
أيتها الفلاحة، أيها الفلاح...... تمرد
إن كل طعام فوق موائد الأسياد هو حصيلة شقائك. إن كل ثمرة تنتجها الأرض أنت من زرعها، وأنت من حصدها، وأنت من وضعها في مخازن أصحاب المزارع والسماسرة والمضاربين.
إن الأرض لا تساوي شيئا بدون أن تمسها يداك المشققتان بالكدح والجهد. وأن ما تعج به الأسواق من خيرات فيها شيء من حياتك وعضلاتك وتعبك. لكن، كما ترى، فكلما استنبت الأرض وأخرجت ما يتغذى به المجتمع ويعيش إلا وازدادت تغذيتك وتغذية أبنائك سوء. والأرض التي أنت في الأصل سيدها تتحول الى قوة تسحقك وتستعبدك.
ولماذا؟
لأن الملاك العقاريين الذين اغتصبوا، جيلا بعد جيل، الأراضي الخصبة، وانتزعوا من أجدادك وآبائك، بالقوة أو بالتحيل، كل وسائل عيشهم، وحولوهم الى صنف من العبيد، هؤلاء الملاك العقاريين الذين لا يرون في الأرض إلا دجاجة تفقس الأرباح، هم وحدهم من يعود لهم القسم الأعظم من الإنتاج، والذي به يزدادون تغولا وسطوة. أما أنت فبالكاد تعيل نفسك وعيالك، وبالكاد تواصل حياة الكفاف والتحقير، وينعتونك بأقذع النعوت: مزارع جلف، ريفي متخلف...
إنهم يريدون إقناعك بأن ملكيتهم مقدسة، وأنه عليك أن ترضى بقدرك، وأن تسبح بحمدهم وبحمد حكوماتهم لأنها تتذكرك بالإعانات الخيرية كلما اجتاحتك الكوارث الطبيعية، ولأنهم يشبعونك بالخطب والوعود مع كل حملة انتخابية، أو يحولونك الى فرجة تلفزيونية تستدر عطف القلوب الرحيمة.
أما أن تنهض لتعيد الاستيلاء على أرضك وأرض أجدادك، أن تنهض أنت وإخوانك لبسط سيطرتكم على إنتاج أيديكم بأسلوب تعاوني بعيدا عن منطق الربح والمنافسة، ومن أجل تخفيف أعباء العمل وتحسين طرق الزراعة والحفاظ على البيئة الطبيعية والقضاء على كل أشكال السمسرة والوساطة ونسج علاقات تعاونية حرة مع إخوانك العمال في المدينة، أن تنهض لتفرض حاجاتك الإنسانية في مواجهة حاجات الرأسمال في المراكمة والتوسع، فذلك ما يسمونه تمرد وعصيان، ويواجهونك بالقمع لأنك اعتديت على ملكية الأسياد.
هم يسمونك فلاح، وأنت في الواقع عامل بسيط لا علاقة لك بالأرض إلا بصفتك أداة من أدوات الإنتاج.
تمرد على أسيادك، تمرد على ملكيتهم، إنها ليست ملكيتهم إلا لأنك تفرط في حقك وحق جدودك.
أيها الشباب..... تمردوا
ليست بطالتكم قدرا، بل نتيجة اختيارات اقتصادية واجتماعية وضعها الأسياد.
ليس تهميشكم وحياة البؤس في الأحياء المسماة شعبية والجريمة والدعارة والتسول والانتحار قدرا، إنها حصيلة النهج الاقتصادي الكارثي الذي تواصله وتعمقه الحكومات المتتالية.
المؤسسة التعليمية لم توجد لترسيخ المعرفة في عقولكم، إنها مجرد جهاز لتدجين عقولكم وأجسادكم، وتربيتكم على الطاعة والخنوع. مؤسسة لتفريخ الأجيال الجديدة من عبيد العمل المأجور. مؤسسة تكرس فيكم روح الأنانية والمنافسة، حيث المعرفة تتحول الى مجرد معدلات وشهائد وأرقام. أما طاقاتكم المبدعة فإنهم يقبرونها في القاعات المكتظة والدروس التلقينية وهرسلة الامتحانات والمناظرات التي لا تنتهي.
لقد كنتم وقود الثورة الحقيقي، من صفوفكم سقط الجرحى والشهداء. لكن ماذا كانت الحصيلة؟ لقد عاد الأسياد في حلل جديدة وماكياج ديمقراطي خلاب، مستثمرين تضحياتكم ونضالاتكم في سوق النخاسة السياسي. وبعد أن كنتم موحدين حول مطالبكم (شغل، حرية، عدالة اجتماعية) أدخلت فيكم الأحزاب المتكالبة على السلطة بذور الفتنة والانقسامات، وأصبح البعض منكم "يناضل" بالوكالة عن ديناصورات السياسة، ويستخدمونهم لتشكيل المليشيات مرة باسم الدين ومرة باسم الحداثة، هذه الحداثة التي لم تروا منها غير البطالة والتهميش ومزيد الفقر والبؤس.
لكن هذه ليست الحصيلة التي انتفضتم من أجلها. وهذا ليس المجتمع الذي حلمتم ببنائه. إنها ليست سوى البداية. بداية نهوض ثوري جديد. ما سطرتموه من بطولات، وما خضتموه من تجارب، ما ستستخلصونه من دروس، كلها ستكون زادكم للذهاب في حلمكم الثوري أبعد من الحدود التي يريدون لكم الوقوف عندها.... تمردوا
النظام لم يسقط، هذا العالم الرأسمالي المتفسخ لم يسقط، وذلك لأنكم وقفتم أمام أسواره معتصمين أحيانا، متظاهرين أحيانا أخرى، والحال أنه كان مطلوبا هدم الأسوار، وبناء عالم جديد تصنعونه بإبداعكم الثوري بعيدا عن كل وصاية، وعن كل تسلط.
إنهم يريدون إقناعكم بأن الثورة الاجتماعية مستحيلة، وانه عليكم الاكتفاء بإصلاحات سياسية للدولة التي تقمعكم، وتغيير هذا الحزب بذاك، وهذه الشخصية بتلك. إنهم يريدون إقناعكم بأن حلمكم في التغيير الجذري والحقيقي مستحيل.... لتعبروا نحو المستحيل.... تمردوا
تمرد أيها العامل
تمرد أيها الفلاح
تمرد أيها الموظف
تمرد أيها البطال
تمرد أيها التلميذ وأيها الطالب
يريد الأسياد تمزيق وحدتكم، يريدون تصويركم كفئات اجتماعية مختلفة ومتنازعة فيما بينها. يريدون إقناعكم بأن لا شيء يجمعكم، وأن كل فئة منكم لها مشكلتها الخاصة. أما في الواقع فان النظام الذي يستعبد العامل والفلاح والموظف هو الذي يحيل الشباب على البطالة ويدجن التلاميذ والطلبة ويهمش شباب الأحياء.
عدونا واحد، وقضيتنا واحدة..... لنتمرد

الدولة تقمعنا....الاقتصاد يجوعنا.....الأحزاب تخوننا
التمرد طريقنا

هيئات العمل الثوري/ حركة تمرد
هيئات العمل الثوري/ حركة عصيان