النبي يعقوب ورهط التحريفيين ...


ادم عربي
2013 / 5 / 1 - 23:25     

النبي يعقوب ورهط التحريفيين ...
الصهيونية هي لسيت نقيض الاشتراكيه فحسب ، بل العدو اللدود لها....لذا ليس غريبا ان نجد الفكر التحريفي الانتهازي في نقد اخر مقال للرفيق العراقي التقدمي حسقيل قوجمان من سلسلة مقالاته الامبريالية اعلى مراحل الراسماليه ، ولربما نجد ان اطروحات لينين في الدول القميه ومقارعة المستعمر (ودعم حركات التحرر الوطني ) تجد قدسيه على طريقة "احبو الغريب ". لذا راينا الكتابة في الموضوع ليس كرد على تحريفاتهم وتخريفاتهم التي باتت مكشوفه اكثر من كونها تحليلات موضوعيه ذات قيمة ، بل من باب تنشيط الذاكرة فيما قراناه من الارث الماركسي اللينيني .

الامبرياليه بما تحملة من معنى واسع مطاط هي استخدام القوة من اجل السيطرة على الشعوب الضعيفة ، وبمعناها الضيق السياسي هي السياسه التي انتهجتها الدول الراسماليه في القرن التاسع عشر لتقسيم العالم تحت نفوذها . الفهم الماركسي للامبرياليه اكثر خصوصيه من المعنى الواسع ، واكثر عموميه من المعنى الضيق الاخير ،، الامبرياليه ليست طابع عام للمجتمع البشري ، وكذلك ليست سياسة معينه ، وانما هي اعلى مرحله من مراحل نمو النظام الراسمالي ، اي كما قال ووصفها لينين في كتابة .

يتم تقزيم الماركسيه واتهامها بالجمود وهذه نغمة يضرب عليها نسبة لا باس بها من كتابنا في هذا الموقع الاثيري ، ومن من ؟ من كتاب يصفون انفسهم انهم كتاب ماركسيون ولكنهم حسب تعبيرهم ، ليسوا متحجرين ، بل طوروا الماركسيه وتصالحوا مع البرجوازيه ، ولم تعد نظرية الطبقه العامله هي تناقضات البرجوازيه مع العمال واستبدلوا بذلك شعار" يا عمال العالم اتحدوا" بشعار يا شعوب العالم اتحدوا ، معلنين بذلك مرحلة جديدة من الامبرياليه العادلة العابرة للقارات ، بل كما يسمونها العولمه حيث اصبحت تلك العولمه هي الاشتراكيه الموعوده وهي جنة الله على الارض ، وان العالم قريه واحده كالبنيان المرصوص ، يشد بعضة البعض ، وان البنك الدولي هو بيت مال الجياع والمضطهدين ، وان ظهور الاتحاد الاوروبي لهو حجه على الماركسيه اللينينيه ونهجها الديالاكتيكي ، وهم بذلك لا يعلمون ان العولمه ما هي الا حجه على النظام الراسمالي ، وان المنهج الديالاكتيكي يستنتج حتميه وحودها كفشل للراسماليه ، فهي الملاذ الاخير قبل الهاويه ، لما تحمل من تناقضاتها وتشوهاتها حتى قبل ولادتها ، فهي وكاله خصوصيه مساهمة من ثمان دول لتبيض الاموال .

بعد الكتاب ينطبق عليهم القول " اللاموقف هو موقف لا يخدم الا الرجعيه" مع احترامنا الشديد الى صاحب الموقف واحترامنا الفاتر الى صاحب اللاموقف . مجمل التعليقات والتلميحات تقول ان الراسمالية في عصرنا الحالي قد تغيرت ، وبالتالي الامبرياليه اعلى مراحل الراسماليه التي كتبها وشرحها لينين لا معنى لها .

وضع لينين الاسس اللينينيه الماركسيه في الاقتصاد عندما اكتشف الراسمالية الامبرياليه هي اعلى مراحل التطور الراسمالي ، وفيها تجسد الراسمال المالي على بقية مراحل الراسمالية ، ففي البدايه ظهر الراسمال التجاري ، حيث ازدهرت التجارة بسبب ازدهار العمل الحرفي البسيط ، قبل المنيفاكتوره ، وظهرت تبعا لذلك البرجوازيه كومبرادوريه ، ثم ظهر العمل الماجور مع تطور المانيفاكتوره حيث ظهرت البرجوازيه الصناعيه التي تستغل العمال .
كان تطور الصناعة الاوروبيه وازدهارها متزامنا مع ضيق الاسواق المحليه لفائض الانتاج فائض انتاج الطبقة العامله التي لا تستطيع امتصاص انتاجها ، لذلك ظهرت الامبرياليه باحتلال واستعمار الدول المتخلفه والفقيرة من اجل البحث عن الاسواق واستمرار وصول المواد الخام ،ومن ثم ظهر الرأسمال المالي مع تقدم اإمبريالية وكان ذلك بسيطرة البنوك على الصناعة ونقل رؤوس الاموال الى الدول المستعمرة ، لذلك نرى في زمن لينين عايش سيطرة وهيمنة راس المال المالي على التجاري والصناعي ، لذلك قال لينين حسب المنهج الديالكتكي " الامبرياليه اعلى مراحل الراسماليه" . ومن يريد تخطي الماركسيه اللينينيه في الاقتصاد عليه في البدايه ان يتخطى الثلاث مراحل للراسماليه ، التجاريه ، والصناعيه ، والراس مال المالي .
يُظهربعض الكتاب ان الامبريالية اليوم قد تغيرت ، ولهذا يجب تطوير الماركسيه اللينييه بوضع اسس جديدة! قد يكون هذا الهراء من الناحيه الشكليه صحيح ، ولكن هل جوهر الامبرياليه والراسماليه قد تغير؟ بالتاكيد لا ،فاذا استعملت الامبرياليه سكة الحديد والقطار البخاري سابقا ، فتستعمل الخواصات والطائرات والذرة اليوم في حروبها واستغلالها للشعوب ، فالجوهر لم يتغير وانما ما قد تغير هو وسائل الانتاج التي بلا شك تغير في البنيه الماديه للمجتمعات ، ان تغيير الشكل لا يُغير المضمون ، وان الذي تغير في الحقيقه هو اسلوب الامبرياليه في الاستمرار على قيد الحياة ، بانتهاج النظام الاقتصادي المعولم والذي لا يعني اكثر من امتصاص دم العمال مجانا ، ومحاربة لاي ظهور لاي اقتصاد وطني مستقل ، فهو موقف للصراع الطبقي ولا يعني اكثر من احتضار النظام الراسمالي ، واذا كان هناك صراع طبقي فما هي الطبقه التي تتربع على عرش الراسمالية اليوم ؟ هل هي طبقة راسماليين برجوازيين؟ اذا كان نعم ، فما بال جميع المراكز الراسماليه تعاني الدين الباهظ , ولماذا يهرب راس المال خارج حدود الدوله الوطنيه؟ فاساس الراسماليه تقوم على الدوله والامه .
اما القول عن التطور التكنولوجي اليوم على الصعيد العالمي من الانترنت الى السمارتفون....وتصويرها شروط متوفرة لتحقيق الديموقراطيه المباشرة ، فان هذا الكلام في تناقض مطلق مع تطور الراسمالية الامبريالية ، بل تستعمل كل هذه الوسائل التقنيه والتكنولوجية لقمع الشعوب واستعمارها ، فلا يمكن استغلال ما حققتة الراسماليه للبشريه جمعاء دون الثورة الاشتراكيه.
نستطيع سؤال السؤال التالي : هل الظروف والشروط التي انبثقت عنها الراسماليه الامبرياليه قد تغيرت؟ وما هو الشيئ الذي تغير؟ ان الحرب والاستعمار شيئان متلازمان للامبرياليه ، ولا يمكن للتطور في وسائل الانتاج ان يحقق الديموقراطيه في وجود الامبرياليه ، لان الامبرياليه تسخر كل امكانياتها في اضطهاد الشعوب ، وكان ذلك جليا في غزو العراق ، والذي يُفرق الإمبريالية في هذا العصر عن الامبريالية في زمن لينين هو الشكل اما الجوهر فهو كما هو لم يتغير وهو صفتي الحرب و الاستعمار المرافقتات لها .