ما هي التحريفية ؟


الموسوعة الفلسفية
2013 / 4 / 22 - 11:37     

التحريفية :- اتجاه معد للماركسية ولكنة يعمل باسمها في الحركة الثورية العمالية وقد اتخذت هذا الاسم من كونها تعيد النظر وتراجع النظرية الماركسية وبرنامجها الثوري وإستراتيجيتها وتكتيكاتها .
وقد ظهرت التحريفية في نهاية القرن التاسع عشر في وقت كانت فيه الماركسية منتصرة في كل أنواع الاشتراكية غير البروليتارية . وكانت تنتشر على نطاق واسع بين الجماهير العاملة .
كان الممثلون الرئيسيون للتحريفية القديمة ( نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين ) برنشتاين وكاتوسكي في ألمانيا واف ادلر واوباور في النمسا .والاشتراكيين اليمينيين في فرنسا وغيرهم أما في روسيا فقد حاول " الاقتصاديون " والمناشفه وبعد ذلك - بعد ذلك ثورة أكتوبر – التروتسكيون والبوخارنيون أن يحرفوا الماركسية .
وتحاول التحريفية أن تدخل الأيدلوجية البرجوازية في حركة الطبقة العاملة وان تلائم الماركسية للمصالح البرجوازية بتجريدها من روحها الثورية .
ويشترك التحريفيون في "عملية الإخصاء "البرجوازية" للماركسية " (لينين ). في كل أجزائها المكونة – الفلسفة والاقتصاد السياسي والشيوعية العلمية .
إن تطعيم الطبقة العاملة بالبرجوازية الصغيرة ورشوة الشرائح العليا من البروليتاريا – التي تسمى بالارستقراطية العمالية – من جانب الاستعمار يقومان كأساس اجتماعي للتحريفية .
وقد هجر خلفاء التحريفية القديمة – وهم الزعماء المعاصرون للأحزاب الاشتراكية اليمينية – الماركسية هجرانا نهائيا وانتقلوا إلى صفوف البرجوازية .
ولم يعد ان يطلق على الاشتراكية اليمينية بعد اسم التحريفية بالمعنى الدقيق للكلمة وفي الكتابات الماركسية أصبحت توصف بالنزعة الإصلاحية .
والمقصود بالتحريفية المعاصرة الاتجاه الانتهازي اليميني الذي ظهر في السنوات الأخيرة ( وخاصة للأعوام 1956 – 1958 ) في بعض الأحزاب الشيوعية في البلاد الرأسمالية ( غيتس وبتلمان في الولايات المتحدة الأميركية وا جيوليتي في ايطاليا ولوفيفر في فرنسا الخ ) .
وفي الأحزاب الشيوعية في بعض البلاد الاشتراكية ( يوغسلافيا والمجر وبولونيا وجمهورية ألمانيا الديمقراطية ) وقد أعطى برنامج الحزب الشيوعي السوفيتي تشخيصا واضحا للسمات الرئيسية للتحريفية المعاصرة .
وان الانتهازية الصريحة التي هي انعكاس للنفوذ البرجوازي هي الخطر الرئيسي داخل الحركة الشيوعية اليوم .
فان التحريفيين الذين يغطون نبذهم للماركسية بقناع الحديث عن وضع آخر التطورات في المجتمع وفي الصراع الطبقي في الاعتبار يلعبون في الحقيقة دور البائع المتجول للأيدلوجية الإصلاحية البرجوازية داخل الحركة الشيوعية .
أنهم يريدون أن يسلبوا الماركسية اللينينية وروحها الثورية وان يدمروا الإيمان الذي تملكه الطبقة العاملة وكل الشعب العامل بالاشتراكية وان يجردوها من أسلحتها وان يمزقوها في صراعها ضد الاستعمار .
إن التحريفيين ينكرون الضرورة التاريخية للثورة الاشتراكية ودكتاتورية البروليتاريا وينكرون الدور القيادي للحزب الماركسي اللينيني ويدمرون أسس الأممية البروليتارية وينجرفون نحو النزعة القومية .
وفي الفلسفة يشوه التحريفيون المبادى الرئيسية للمبادئ للمادية الجدلية والتاريخية ويستبدلونها بأفكار مأخوذة من الفلسفة وعلم الاجتماع البرجوازيين المعاصرين .
أنهم يستبدلون الجدل المادي بالسفسطة والتلفيق و ينادون بالنزعة الذاتية وفي الوقت نفسه يقلل التحريفيون من أهمية أنواع النشاط الواعي للجماهير ودور العامل الذاتي في التاريخ ويثبتون موقف المادية الفجة إذ يعولون على " التحول التلقائي للرأسمالية إلى الاشتراكية " .
والسمة المميزة للتحريفية هي تشويه المشكلة الأساسية للفلسفة وإنكار لتقسيم الاتجاهات الفلسفية إلى معسكرين مادي ومثالي ورفض لمبدأ الالتزام في الأيدلوجية وانفصال النظرية عن الممارسة .

المصدر :-
الموسوعة الفلسفية باشراف روزنتال ويودين .
ترجمة :- سمير كرم
مراجعة د.صادق جلال العظم وجورج طرابيشي
دار الطليعة بيروت 1967
نسخ الكتروني
جاسم محمد كاظم
[email protected]
مركز دراسات وأبحاث الماركسية واليسار
http://www.ahewar.org/lc/