مسيرة الماركسيه العربيه 3


ادم عربي
2013 / 4 / 14 - 00:25     

مسيرة الماركسيه العربيه 2

تقول الماركسيه كنظريه ان الفكر المجتمعي هو تعبير ثقافي ،وفوقي
فوقي عن وجود طبقي وعن علاقات انتاج , وعن شكل اجتماعي واقتصادي محدد.

في الحاله العربيه والثقافه العربيه , لم تكن الماركسيه تعبيرا عما سبق بقدر ما كانت نتاجا لمثاقفة الغرب , أي لم تكن القاعده الفكريه والايدولوجيه لفكر الطبقه العامله العربيه ، ولم يكن هناك استقلال فكري او ثقافي بروليتاري ، بل لم يكن هناك مفهوم بروليتاري بالمعنى الحقيقي للكلمة ، بل لم يكن هناك تشكلات طبقيه حقيقيه ، مفهوم القبيله والعشيرة هو ثقافة هذه المجتمعات .، ولم يخرج الموضوع كما ذكرنا عن مثاقفة الغرب .، والمثاقفه من المفردات التي تعبر عن العطاء والاخذ ، بين الحضارات المختلفة .

تُعرف الثقافة على انها موروث اجتماعي يكتسب من الاباء الى الابناء ، مع اهمية لعب المجتمع دورا مركزيا في بلورة اي ثقافة او مفهوم او قيمة اجتماعية ، واخراجها الى حيز الوجود ، كنتيجة تفاعليه ببن بين البيئة والانسان ، لثقافة العربيه خصوصا والاسلاميه عموما ، هي خليط ديني اجتماعي ، ليس للبيئة اي اثر فيها ، اي لا يوجد تفاعل بين مكونات وعناصر البيئه ، حيث يعطي كل منهما للاخر شروط الاستمراريه والبقاء ،فالثقافة العربية قائمة على مبدا الحلال والحرام .
في يناير 1919 حين أعلنت الأممية الثالثة بحضور قادة شيوعيين من مختلف البلدان ونادت هذه الأممية بتشكيل أحزاب شيوعية في مختلف البلدان تتوظف هذه الأحزاب في مساندة المشروع اللينيني، مشروع الثورة الإشتراكية العالمية. مساهمة كل حزب تقررها ظروف البلد المعني بغض النظر عن مستوى تقدم المجتمع فيه .

ان خصوصية المجتمعات العربية القائمه على ادلجة الفكر العربي , وخصوصية التشكيلات الطبقيه , والاقتصاديه والاجتماعيه ,ادت الى نشوء فكر خاص بها , فمن غير الممكن التحدت عن طبقه عماليه او التحدث عن طبقه برجوازيه في مجتمعات لم تشهد ثوره صناعيه كما شهدت اوروبا , واذا تحدثنا عن بوليتاريا عربيه او برجوازيه عربيه او غير ذلك , فما هي الا استعارات لفظيه لا تعبر عن حقيقة هذه المفاهيم ولا مصداقيه لها تقافيا او ايدولوجيا او اقتصاديا .

الذي حدث في الماركسيه العربيه هو استباط الباحث عن تشكيلات عربيه على النمط الغربي , لذلك اصبح مفهوم الطبقات في المجتمع العربي , وفي الماركسيه العربيه موجه من قبل الفكر , وليس العكس كما هو الحال في النظريه الماركسيه , ولذلك يصبح الفكر هنا هو بنيه اساسيه وليس بنيه فوقيه , حسب المفهوم الماركسي نفسه.

وبذلك تكون الماركسيه العربيه اكثر وضوحا في مفارقاتها الكبرى , ولمن تكن قط تجسيدا وتعبيرا عن وجود طبقي , بقدر ما كانت تعبيرا عن او جزئا من حركة مثاقفة الغرب , وما لبثت ان تركت جوهرها المثقافي , واصبحت تبحث عن موقف سياسي ومحتوى ثقافي , معادي للغرب , ورافعا مبدا الاستقلال .

وسارت الماركسيه العربيه في هذا الاتجاه القيمي و الاثنيني , العرب يمثل القيم والخير بصوره مطلقه , والغرب يمثل الشر بصوره مطلقه , واصبحت تبحث مع الاستقلال السياسي عن استقلال ثقافي واقتصادي واجتماعي .

وبذلك اتهم الماركسيون العرب حركات التنوير في القرن التاسع عشر وبدايات العشرين , بانها خيانات برجوازيه للاندماج بالراسماليه الغربيه
وبذلك مهدت الطريق امام مجموعات من العسكر الذين تشربوا من الفضاء المفاهيمي الذي اسسته , بان ياخذوا ديماغوجيا الاستقلال ومعاداة الغرب لبناء الدكتاتوريه العربيه .
بعد انتهاء التجربه السوفييه عام 1991 , تراجعت الماركسيه العربيه من ساحة الجدل في المجتمعات العربيه , ولكن بما لن الفكر الماركسي لم يسقط , فلن تسقط الماركسيه العربيه .