الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية والسقوط في شرك واحابيل السلطات الحاكمة


سلام ابراهيم عطوف كبة
2013 / 4 / 11 - 20:55     

تحكم البلدان العربية قبل ما اطلق عليه عهد الربيع العربي وبعده سلطات استبدادية،الا ان الفضل الرئيسي لهذا العهد هو ايقاظه شعوب هذه البلدان والبلدان الاقليمية لخوض نضال نشيط في سبيل التقدم والعدالة الاجتماعية،وخوض غمار الكفاح العنيد لنيل الاستقلال الوطني الناجز والسير قدما في طريق الاصلاحات في ظل الاوضاع الدولية المتغيرة!وافسدت وتفسد ظاهرة الاسلام السياسي كعادتها بالتنسيق مع المراكز الرأسمالية العالمية هذا الربيع محاولة منها تسييره حسب هواها او تحويله الى خريف جارف كما هو حاصل اليوم في مصر والعراق!
وتبذل الاحزاب الشيوعية والعمالية هنا جهودا مضاعفة لاستيعاب الديالكتيك الاجتماعي في فوضى التحولات الكبيرة!ومنع استبدال الاستبداد القديم باستبداد جديد تحت عباءات وعمائم خادعة وبما يضمن آليات فعالة لتداول السلطة بشكل سلمي عبر انظمة انتخابية عادلة وديمقراطية،وان يترك لشعوب البلدان العربية حرية تقرير مصائرها ومستقبل اوطانها دون وصاية من احد!ومقاومة الارهاب والمد الرجعي واعداء التغيير الاجتماعي الذين يريدون سرقة حلم الملايين فى بناء دول العدل والحرية والديمقراطية والجمهوريات الجديدة التي يكون فيها الشعب هو السيد وهو المطاع.وفي مسعاها هذا تجابه الاحزاب الشيوعية استماتة غير مسبوقة من القوى الطبقية المهيمنة محاولة اطفاء الجذوة الثورية التي تتصف بها هذه الاحزاب!
 تحويلها عن اهدافها الاساسية باعتبارها احزاب طبقية تدافع عن مصالح الطبقة العاملة والفلاحين وسائر الكادحين والكفاح من اجل تأمين التطور الديمقراطي الحر والمستقل لبلدانها ولتحقيق التحولات الاجتماعية وصولا الى بناء الاشتراكية!ولتحقيق هذا المسعى تعمل السلطات الاستبدادية لتحويل هذه الاحزاب الى مؤسسات تدار على هيئة شركات مساهمة،ومن ثم تقزيمها ولا ضرورة للعمال والفلاحين والجماهير الواسعة،ويكفي لها وجود تمويل المخابرات ومجلس الوزراء والكادر الضيق من اشباه الرجال - الموظفين الذين يطلق عليهم مجازا اسم الكادر الحزبي!احزاب - كلاب صالونات تعوي ولا تعض!وتتسم بدهاء الورع المزيف وانتقاء الكلمات التي لا معنى لها والتشدق بعبارات مميزة لأنصاف المتعلمين!وهذا ما استدركته الاحزاب الشيوعية في سورية مؤخرا!
 تحويلها الى مؤسسات ذات طابع روزخوني ايماني غيبي حوزوي كنائسي!وهذا ما لم يستطع عليه نظام ولي الفقيه الاخرق مع توده!
 تحويلها الى نوادي اجتماعية خيرية او مؤسسات تفتقد للحس الثوري!
 تحويلها الى مؤسسة للطبقة الوسطى وموظفي الدخل المحدود والغاء هويتها الطبقية!
 دعم العناصر الانتهازية التوفيقية التحريفية الروزخونية وذات الولائين والجبانة للتسلق الهادئ دون منغصات وضجيج وصولا الى قيادات الاحزاب نفسها!
 وسم الاحزاب بالطابع البراغماتي النفعي لينتشر الفساد ولتعبد الحوالات المصرفية ويعبد الدولار واشقائه وليسود التسول والطابع الاستعراضي الميكافيلي!
 اختزال عملها ونشاطها ككل في الجانب الاعلامي فقط ومن ثم تحويلها الى بيادق تهريجية!
 اختزال نشاطها ككل في المجال الاكاديمي والثقافي وليتحول الحزب الطبقي الى جامعة عابرة للطبقات يلقي بها بعض الميسورين من الاكاديميكا المحاضرات المملة!ومن ثم تحويلها الى روضات حضانة!
 اختزال عملها في دار نشر للكتب والمطبوعات او مكتبة يرتادها من هب ودب!
 زرع الشقاق ومحاولة تفكيك الاحزاب بخروقات الانظمة الداخلية وتضخيم الجانب الامني!
 التمسك بالكراسي ومقاومة التجديد عبر التحديثات الشكلية الاستعراضية التي لا تقدم ولا تؤخر!واتهام المخالفين بالتطرف!
وتجهد الاحزاب الشيوعية بالانحياز المطلق الى الطبقة العاملة والايمان الصادق بعدالة قضيتها والدفاع عن كل العمال دون تمييز بدافع اختلاف اللغة والعنصر والعقيدة والانتماء الفكري والسياسي والطائفي،وتجنب كل ما يسيء الى سمعة الحركة النقابية والعمال وذلك بالحذر واليقظة من احابيل العدو الطبقي.وهي عدوة لدودة للارهاب ولا تعرف التردد ونصيرة ثابتة للمجتمعات المدنية والتداول السلمي للسلطات!وبارعة زمن السلم والحرب!وهي تدرك بقوة محاولة المركز الرأسمالي التفرد بمنطق وآليات العقلنة واعمال القانون الاجتماعي العالمي،لتكتسب عقلانيته قوة تصدير اللاعقلنة والروزخونية الى مناطق الاطراف.ومن اشكال لاعقلانيته المعاصرة محاولة تدجينها!وهي ما تعتمد عليها"الفوضى الخلاقة"،بمنهجية وبرامج"منظمة"!