تزعزع وحدة مفهوم الرب


ليث الجادر
2013 / 3 / 31 - 14:47     

الايمان بوجود قوه عليا ومحاولة الارتباط بها هي حاله انسانيه ..حاله مرتبطه ارتباطا وثيقا ومتاصلا بطبيعة العقليه الانسانيه ومحدوديتها النسبيه والمقترنه اصلا بشرط كينونتها القائمه على اساس التفاعل والدائب مع انعكاسات الموضوع باعتبارها كينونه متغييره متطوره, فلايمكن باي حال من الاحوال افتراض قدره عقليه بامكانها الاجابه على كل تساؤلات الوجود ..وهذا ايضا لايرتبط بدرجة التطور الفكري والعقليه الجمعيه ولا حتى بالتطور العلمي التجريبي الذي يفرض حقائقه بطريقه محسوسه مباشره ..فبعض العلوم التطبيقه ونتيجه لارقى منجزاتها المتحققه قد تم انتاج شروط احتوت العقليه المؤمنه فيها وطورت من خلالها مفهوم الله كما هو في الديانه الرائيليه باعتمادها واستنادها لمنجزات علم الهندسه الوراثيه وعمليات استنساخ الاجنه ,,وكما هو الحال ايضا في الديانه ((النسخيه )) التي ظهرت في السويد قبل عاميين والتي تستند في اطروحتها على نشاطات عالم الانترنيت ...الخ هذه الشروط التي شكلت الايمان بقالب الدين ونقلت الاحساس العقلي وهو في طور السيروره الى سلوكيه معبر عنها بالطقوس والممارسات اليوميه الخاصه لايمكن والحال هذه ان تنسب الى العقل لان هذا يعني ان العقل اجاب على ذاته مما يشترط ان كل الرائيلين وكل النسخيين يجب ان يحسوا بانهم انبياء وليسوا تابعين لنبي ..وهذا ينافي الحقيقه الموضوعيه لان للرائيلين نبي يدعى رائيل وهو صحفي فرنسي وكذلك النسخيون (ايزاك جيرسون ) ..اذن ماذا يعني ذاك التحول , كيف وجد الرائيلي اجابته والتي من المفترض بانها تبقى جدليه مجرده لا نهايه لها الا بنهاية وجوده ..كيف انتقلت الرؤيه الذاتيه للصحفي رائيل الى الرائيليين ..هل حدث هذا لانهم استمعوا اليه .. طيب هل هذا يعني ان كل من استمع اليه صار رائيليا او ان كل من استمع اليه رفض فكرته ..الجواب العقلي هنا يختفي ..هنا تختفي بل وتعجز العقلانيه في الاجابه ..لكن الماديه الجدليه تسارع بكل ثقه لان تفسر لنا الحاله وتوضح ان الاداة المتميزه التي تم بها نقل قدرة رائيل الشخص وجعلها قادره على تشكيل ماهو ذاتي لذات اخرى ((الرائيليون كافراد )) انما هي انعكاسات الواقع الاجتماعي والطبقي المحيط بكل هؤلاء ..ففي هذه المجتمعات استنفذ الدين الكلاسيكي الكثير من قدراته لاحتواء حالة الايمان وعلى سبيل المثال لم تعد اجابة المسيحيه في كيفية بداية الخلق تمثل اجابه على سؤال ملح عن البدايات ..هناك اكثر من نظريه علميه تشرح كيف كانت البدايه ..الانفجار العظيم ..مراحل تطور كوكب الارض وما تخلل ذلك من عصور اظهرت متابعة تفاصيلها بان الماده الحيه انما نشات نتيجة الامطار الحمضيه وتفاعلها مع الكاربون ..الخ وهكذا لم يتبقى للدين تلك السطوه الجباره في مستوى الاجابه عن البدايات ..لكن بقت له سطوه من نوع ما لاحتواء اسئلة النهايه ..ماذا بعد الموت ماذا سيحدث غدا ..وهذا هو الجوهر الذي يشترط الى الان بقاء الدين باعتباره تشكيلا عاما وقسريا للايمان ..نصف التامليه انتهت ماتت لكن نصفها الاخر مازال حيا ينبض ..فكيف يتم هذا ؟اليس الاجابه عن النهايات انما يمثل وحده واحده مع الاجابات عن البدايه ...اليس من المفترض انه اذا ما تلاشى مفهوم الرب الذي بدأ بخلق الانسان من طين لابد وان يتلاشى معه مفهوم الرب الذي سنلتقي به بعد الموت , بعد النهايه , ليحاسبنا ويعاتبنا ويؤنبنا , ومن ثم اما ان يباركنا او يلعننا .؟ الحاله المحسوسه والواقعيه تقول لنا نعم من الممكن ان تظهر فيها هذه الحاله التي يتناقض فيها طرفي مفهوم الرب لكنه يبقى ربا واحدا .. بينما المنطق العقلي (وليس العقلاني) يقول هذا محال فالرب الذي انزلقت قدماه بصخرة الاجابه على البدايه لابد وان تنكسر رقبته ويموت كرب في النهايه !!ومن هنا تستخلص الماديه الجدليه موقفها باعتبار ان الايمان كحاله مجرده لا ترتبط بمقاييس العقل ومقاييسه المجرده (مقدماته العامه) حيث المطابقه والاستنتاج ..لكنها تتشكل ( تستحيل الى دين ) باجابات الواقع عليها ولان الواقع متغيير ولان كل ماهو موضوعي فيه في تطور دائب فان الدين يبقى حتما في حالة نقض ونقد مستمرين ..ان الادبيات الدينيه ذاتها تحمل لنا بوضوح تاريخ تطورها ومراحل تكون مفاهيمها لكينونة الرب ..كما اكدت لنا تلك الحاله التي كانت في كل مره يعتري فيها مفهوم الله معضلة عجزه في تبني الحركه الاولى وبالتالي تتهتز قيمة سلطته في النهايه ..هذا حدث منذ كان الرب (طوطما )..ثم استحال الى (الحاكم الاله ) ..ثم صار صنما ..حتى انتقل الى السماء ..