تغطية موجزة حول ندوة حقوق الإنسان بالمغرب بمونتريال


محمد حومد
2013 / 1 / 29 - 00:20     

سهرت كل من لجنة دعم الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و مجموعة منظمة العفو الدولية على تنظيم ندوة حول حقوق الإنسان بالمغرب تحت إشراف الأستاذ/الرفيق ابراهيم الفاضل و ذلك يوم 24 يناير بجامعة كيبيك بمونتريال حيث صادف هذا اليوم يوم المعتقل الذي لازال شاهدا على مدى التعذيب و الترهيب اللذين عانى ولازال يعاني منهما شعبنا الأبي كما صادف ذكرى استشهاد خليفة زبيدة التي سقطت برصاص العدو من قلب المظاهرة التضامنية مع الشعب الفلسطيني يوم 20 يناير 1988 في الساحة الجامعية التي لازالت تحمل اسم 20 يناير وكذلك الشهيد الأجراوي محمد عادل الذي اغتاله النظام هو الآخر في نفس المناسبة.
إنها الندوة الأولى من نوعها التي أقدمت على إنجازها اللجنة منذ أن عرفت الوجود بمدينة مونتريال كخطوة أولية لفسح المجال أمام جموع المهاجرين للإنضمام إليها و هذا ما اتضح بالملموس في ختام الندوة , فرغم قساوة الطقس عرفت الندوة حضورا متميزا و متنوعا من شتى الأطياف السياسية المهاجرة أو الكيبيكية الأصل , لقد افتتحت الندوة بكلمة لممثلة مجموعة أمنيستي حيث عرفت بالمجموعة و بالعمل الذي تقوم به اتجاه الخروقات الحقوقية عبر العالم, ثم تلتها كلمة رئيس اللجنة الذي عرف بدوره بقضية حقوق الإنسان و بالدور الريادي الذي تلعبه ال.ج.م.ح من بين كل الجمعيات الأخرى و بضرورة المضي قدما نحو تأسيس الفرع بمونتريال.
تحت إيقاع التسيير للرفيق السعيدي محمد, استهل الأستاذ ابراهيم محاضرته بمقدمة في غاية الأهمية حيث أعلن عدم حياديته و أن الحيادية في الصراع لا محل لها من الواقع و من ثم فعرضه يلزمه و تلك هي رؤيته.
لقد تميز العرض ببنيته المتراصة و بمعطياته الدقيقة و الواضحة و الخالية من كل الدغمائيات و لعب النعامة المعتاد , فبعد أن حدد الموقع الجغرافي للمغرب كدولة قريبة من الدول المتقدمة إلا أنها بعيدة كل البعد عن ما أنجزته هذه الأخيرة من تقدم و بعيدة عن الدولة السعودية إلا أنها مرتبطة بتخلف هذه الأخيرة أعطى الصورة السياسية المغربية الأكثر تداولا و التي لا وجود لها في الواقع و القرارات السياسية الفعلية, فكل تلك البهرجة الإعلامية من قبتي البرلمان إلا تضليل في تضليل بل المسؤول الأول هو القصر و هنا سيرصد السلط الذي تقلدها القصر منذ سنة 56 موضحا أن القصر هو مصدر السلط و القرارات و من ثم الخروقات و بالتالي فكل الأحزاب السياسية ما هي إلا أدوات تؤدي وظيفة تخدم السهر على تثبيت السلم الإجتماعي في البلاد بفوارقه الطبقية أو كما سماها المحاضر مغربين متوازيين ‘‘مغرب البورحوازية و مغرب الكادحين‘‘ من أحزاب ما سمي باليسار و الدور الذي لعبته هذه الأخيرة في إحدى مراحل الأزمة السياسية بالبلاد أو ما اصطلحت عليه هي نفسها بالسكتة القلبية أو ما لعبته الأحزاب الإسلامية من دور في إنقاذ النظام مع الموجة العارمة لحركة 20 فبراير لما بدا الهلع يزحزح أركان النظام , و بصدد هذه الحركات الرجعية كان رد ه واضحا حول اعتبارها ليست رأسمالية و فقط بل هي تتجاوز سلبيا الفهم الرأسمالي من حيث مشروعها الثابت بينما مشروع الرأسماليين هو مشروع متحرك ذكرني رده هذا على أحد المتدخلين بالمقولة الشهيرة للمناضل السوداني ضد الحركات الظلامية حول النصوص القرآنية الثابتة في علاقتها مع الواقع المتحرك :لا يمكن للثابت أن يتحكم في المتحرك
فبعد طرحه للأقطاب السياسية الفاعلة في الساحة السياسية من شيوعيين إلى أقصى اليمين و مشاريعهم السياسية المرتبطة بالخط الفكري المتحكم في ممارستهم الميدانية انتقل إلى خروقات حقوق الإنسان بالمغرب مبرزا الإجحاف اللإنساني الذي تعاني منه جماعة إيمضر من طرف الباطرونا أونا و مركزا على الأربع سنوات الأخيرة مدرجا حالات لا تعد و لا تحصى و من بينها حالات المساس بثالوث النظام أو حالات الصحافيين من المنع للجرائد و المجلات و المحاكمات الصورية في حقهم ولم ينجى من هذه الخروقات حتى أعضاء ال ج.م.ح.إ أما الشبيبة الطلابية فحدث و لا حرج لقد كان النصيب الأوفر من حظها للدور الفاعل الذي لعبته في تأجيج الصراع , و عم جو رهيب لما رأت الجموع على الشاشة الحائطية صور الرفيق عزالدين بعد إضرابه البطولي عن الطعام بجسمه النحيف داخل المستشفى أو على كرسيه مقعدا عند خروجه من السجن مقارنة مع صورته الوسيمة قبل اعتقاله .
بعد نهاية العرض اجاب الرفيق المحاضر بحزم و ثبات على أسئلة الحاضرين اليمينية منها و اليسارية زورا و بهتانا .
و نحن نكتب هذه المخطوطات تلقينا بأسى و حزن عميقين خبر استشهاد الطالب محمد الفزازي على يد قوات القمع بمدينة فاس فلكم منا أصدق التعازي يا عائلة و رفاق الشهيد و تلقينا كذلك بقلق خبر الملاحقات البوليسية مرة أخرى في حق المناضل عزالدين الروسي
فمزيدا ممن الصمود و مزيدا من التضحية