بيان الحزب الشيوعي الثوري (3) - [مصر] – 7 نوفمبر 1947


الوثائق التاريخية للحركة التروتسكية فى المنطقة العربية
2013 / 1 / 24 - 14:13     

أيها العمال
يومان خالدان في تاريخ صراعكم الرهيب الطويل:
18 مارس سنة 1871 و 7 نوفمبر 1917.
ثورتكم بباريس... وثورتكم بروسيا.
ثورة قادها ماركس وإنجلز... وثورة قادها لينين وتروتسكي.
ثورة فشلت... وثورة أُهدِرَتْ.

أيها العمال
ثلاثون عامًا مضت على الثورة التي أُهدِرَتْ.
في 7 نوفمبر 1917، استولى رفاقكم الأبطال على الحكم في روسيا، وانْتَووا أن يخلصوا الإنسانية من العبودية والاستبداد وأن يضعوا حدًّا نهائيًّا لاستغلال الرأسمالية البشع.
في ذلك اليوم استوليتم أنتم مُمَثَّلِين في رفاقكم السابقين على مقاليد السلطة واعتزمتم بمعونة زملائكم في البلاد الأخرى أن تحققوا الاشتراكية في العالم أجمع.
وكان فجرًا مشرقًا في تاريخ الإنسانية...
إلاَّ أن سحابة البيروقراطية الستالينية لم تلبث أن حجبت الشمس الطالعة...
ودخلنا في ظلماتٍ جديدة.
وهكذا أُهدِرَتْ ثورتكم... ولم يبقَ لنا إلاَّ الذكرى.
الذكرى التي تدفعنا اليوم إلى مواصلة الكفاح لإنقاذ ما تَبَقَّى من تلك الثورة الخالدة... إن كان هناك شيءٌ تَبَقَّى...

أيها العمال
حدث في ذلك اليوم ما كان يجب أن يحدث... حدث في ذلك اليوم ما سوف يحدث مرةً ثانية في جميع أنحاء العالم رغم أنف الفاشية والبيروقراطية الستالينية.
انتقل الوضع يومها في روسيا دفعةً واحدة من إقطاعية استبدادية شبه مستَعمَرة إلى ديكتاتورية البروليتاريا... ولم يُحدثنا لينين وتروتسكي وقتها عن (ديموقراطياتٍ شعبية) من طراز حكومات بلغاريا ورومانيا وبولونيا في شرق أوروبا الحالي...

أيها العمال
ذبح رفاقكم القيصر والإقطاعيين والرأسماليين... وفي بحرٍ من دمائهم الملوثة أقاموا دكتاتورية البروليتاريا والرقابة العمالية.
وجاء ستالين فذبح رفاقكم... وفي بحر من دمائهم الطاهرة أقام دكتاتورية البيروقراطية وألغى الرقابة العمالية.
هناك أناس يشعلون الثورة ويقودونها ويذهبون ضحيتها... وهناك أناس يخونون الثورة ويستغلونها ويعيشون على أنقاضها...
اغتيل تروتسكي بيدٍ آثمة... ولا زال ستالين حيًّا يحدثنا عن إمكانية تحقيق الاشتراكية في بلدٍ واحد وعن إمكانية حسن جوار البروليتاريا مع الرأسمالية... وأثبتَ نظريته العجيبة بتخليه الإجرامي عن مناصرة بل وبقمعه ثورات رفاقكم الأبطال في ألمانيا والصين وإسبانيا وشرق أوروبا.

أيها العمال
إن إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الثورة البروليتارية الخالدة بيدكم أنتم لا بيد البيروقراطية.
إن الستالينيين المصريين ووريقتهم (الجماهير) يقولون لكم إن البيروقراطية الستالينية ستهرع يومًا لنصرتكم... ويطلبون منكم لتحقيق ذلك أن تضعوا أيديكم في أيدي الفاشيين وأن تحصروا كفاحكم في مجلس الأمن وتطالبوا بالوصاية على السودانيين...
ونحن نقول لكم إن خلاصكم لن يتم إلاَّ عن طريق كفاحكم المستقل طبقيًّا، المشترك مع كفاح رفاقكم في جميع أنحاء العالم.
فانبذوا الخونة ونظموا صفوفكم وواصلوا كفاحكم الطبقي الموحد.
يا عمال مصر ... اتحدوا.
يا عمال الشرق ... اتحدوا.
يا عمال العالم ... اتحدوا.

الحزب الشيوعي الثوري
(الدولية الرابعة)