ستالين وجريمة تهجير شعوب القرم


طريف سردست
2012 / 11 / 6 - 15:17     

القرم شبه جزيرة، تقع على شواطئ البحر الاسود.
خلال الاعوام 1917-1920، الجيش الاحمر والجيش الابيض، تناقلوا السلطة عدة مرات على منطقة القرم، في النهاية سيطر الجيش الاحمر عليها. عام 1921 نشأت منطقة حكم ذاتي في القرم، ضمن جمهورية روسيا الاتحادية، بناء على قرار حق الشعوب في تقرير مصيرها، عندها كان ستالين وزير القوميات. عندما أصبح ستالين السكرتير الاول للحزب، واصبح حاكم بدون منازع، أظهر وجهه الحقيقي تجاه فهمه لمضمون " تقرير الشعوب لمصيرها" ، إذ في عام 1945 أصدر قرارا بإلغاء الحكم الذاتي للقرم، كما ألغى العديد من مناطق الحكم الذاتي الاخرى، ليظهر واضحا أن " حق تقرير المصير"، بالنسبة لستالين، كان مجرد تكتيك مرحلي، جزرة لوح بها للشعوب عندما كان البلاشفة في موضع ضعف. عام 1948 أهدى ستالين القرم الى اوكراينيا، بمناسبة الذكرى 300 لاتحاد خانات اوكراينيا مع روسيا. عام 1991 اصبح القرم، من جديد، منطقة ذات حكم ذاتي ضمن جمهورية اوكراينيا. [1]

عند النظر الى التنوع الاثني لمنطقة القرم، في السنوات الاولى على ابواب دخولها في مجموعة شعوب روسيا الاتحادية، عام 1920، ونقارنها بالتنوع الاثني للوضع في عام 1959، نرى صورة مخيفة. لقد اختفت بضعة شعوب من المنطقة.

في عام 1921 كان يعيش 718900 شخص، موزعين قوميا حسب النسب التالية :
44,1% روس،
26% تتار القرم،
7,4 اوكرانيين،
6,7% يهود،
5,9 % المان،
3,3% يونانيين،
1,7% ارمن،
1,5% بلغار،
0,8 قوميات اخرى،
0,8% بولون، [1]

في عام 1939 نجد ان عدد السكان وصل الى 1126385، وتتوزع قوميا حسب النسب التالية:

49,6% روس،
19,4% تتار القرم،
13,7% اوكرانيين،
5,8% يهود،
4,6 % المان،
1,8% يونانيين،
1,1% ارمن،
15,3% بلغار،
2,6% قوميات اخرى، [2]

في عام 1959، بلغ عدد السكان 1202500 شخص، والتوليفة القومية اصبحت على الشكل التالي:
71,4% روس،
22,3 اوكرانيين،
2,2% يهود،
0,1% بولون،
[1]

لقد اختفى تتار القرم و الالمان و اليونانيين و الارمن و البلغار والقوميات الاخرى. وايضا انخفض عدد البولونيين واليهود بقوة. مالذي حدث، واين ذهبت هذه القوميات، ولماذا؟

تتر القرم، بين هتلر وستالين
في منطقة الحكم الذاتي للقرم كانت اللغة الروسية ولغة التتار هي اللغات الرسمية. وكان التقسيم الاداري للمنطقة، حتى عام 1939، يقوم على اساس توزع القوميات. كانت هناك مجالس السوفيتات الزراعية القومية، منها 207 روسية، 144 تتارية، 37 المانية، 14 يهودية، 9 بلغارية، 8 يونانية ، 2 ارمنية و2 استونية. إضافة الى ذلك كانت هناك تقسيمات الى مناطق قومية. عام 1930 كان هناك 5 مناطق قومية تتارية، ومنطقة واحدة المانية، ومنطقة واحدة يهودية. في جميع المدارس، كان اطفال الاقليات يدرسون بلغاتهم القومية الخاصة. [2]

في الحرب الوطنية العظمى تمكنت المانيا من احتلال منطقة القرم. حاول المحتلين الالمان، بذكاء، جذب السكان المحليين الى جانبهم. لقد أصدر القادة العسكريين الالمان، في القرم، اوامر الى قواتهم بمنع اية انتهاكات ضد السكان المسلمين، وطالبوا بأبداء مظاهر الاحترام للطقوس الاسلامية.

يكتب قائد ثوار منطقة كراسنيكوف الخامسة:" منذ اليوم الاول لوصولهم، الالمان، معتمدين على القوميين التتار، لم يتحرشوا بممتلكاتهم كما فعلوا مع السكان الروس، كانوا يهدفون الى إقامة علاقة طيبة مع السكان المحليين". [2][8]

جرى تشكيل لجنة المسلميين التتار، و في 3 يناير من عام 1942 أنعقد اول مؤتمر لها، حيث شارك فيه ضباط الفيرماخ، وممثلين عن الشعب التتاري. كلمة احد فقهاء التتار، تحتوي على نص، على الاغلب وضع الاساس لمستقبل التتار في القرم، إذ قيل :" ديننا وعاداتنا تحتم علينا المشاركة .. في الحرب المقدسة الى جانب الالمان، من حيث ان النصر النهائي سيعني بالنسبة للتتار ليس فقط رفع السيادة السوفيتية عنا وانما، من جديد، تفتح امامنا ابواب العودة الى ديننا وعاداتنا واخلاقنا". [2][8]

حسب معطيات المؤرخ الالماني هوفمان تمكن الالمان من تحشيد ستة الاف متطوع تتري، من 204 قرية، ، حتى اذار من عام 1942 هؤلاء التتار جرى وضعهم في تشكيلات بتاليون تتار القرم، واستخدمه الالمان لحفظ النظام في معسكرات الاعتقال وللقتال ضد السوفييت في حرب العصابات. كما صدرت جريدة للدعاية في صفوف التتار بإسم " أزاد الكريم"، " تحرير القرم". غير انه من المعروف ايضا ان عدد من " المتطوعين" التتار لم يحظوا بثقة الالمان، وبنتيجة ذلك هربوا من وحداتهم. [2][8]

في ذات الوقت مئات من التتار انضموا الى الثوار السوفييت وقاتلوا ضد المحتلين الالمان. من اشهر الثوار التتار كان هناك: مصطفي سليموف، رفعت مصطفيف، مهميت ابازسوف، كورتمولا ماميتوف، ابالعزيز اوسمانوف، اميرخان يوسيفبوف، اسمان خسايف، إزات خيرولايف، جبار كالسينكوف واخرين. [2]

حسب معطيات ارشيف الحزب الشيوعي في منطقة القرم ، في 15 يناير عام 1944، كان عدد ثوار حرب العصابات السوفيت 3733، منهم 1944 روسي، 348 اوكراني، 598 تتري. [2]

كما ان القرى التترية كانت تأوي المحاربين السوفيت من قوات حرب العصابات. ونحن نرى ان القوات الالمانية كانت تمارس اقسى القسوة بحق التتار الذين يتعاونون مع السوفييت.
عندما اسرت قوات الالمان احد قادة كتيبة استطلاع الثوار، للفرقة الثامنة عشرة، وكان من القومية التترية، لم تتمكن من استخلاص اية كلمة منه، بسبب ذلك جرى قتله بوحشية، إذ قطعوا ضلعه الخامس وعلقوه على الشجرة. في ذلك المكان Колан-Баиром جرى بناء نصب تذكاري عام 1975.
في قرية كرا كيات كانت هناك مجموعة كبيرة من 78 شخص، يقودها التتري ابدولله داغدجي Абдулла Дагджи وثلثي المجموعة من التتر. مارست هذه المجموعة تخريب الطرق الحديدية وجمع المعلومات وتزويد الثوار بالاسحلة والغذاء والدواء وتحرير المعتقلين من السجون. في عام 1943 تمكن الالمان من زرع جاسوس لديهم وتم اعتقالهم جميعا. قسم منهم جرى شنقه والقسم الاخر تم رميهم بالرصاص.
في ابريل من عام 1944، قبل بضعة اشهر من تحرير القرم، تمكن الالمان من اعتقال مجموعة مخربين من 30 شخص، غالبيتهم من التتر، ورئيسهم التتري Ибраима Боснаева. جميعهم جرى اعدامهم. [2] العديد من التتر، قادة منظمات سرية مقاومة للنازية، جرى اعدامهم في اقبية الجستابو، واسماءهم تحتفظ بها السجلات السوفيتية. من مجموع 134 قرية جرى حرقها من قبل الالمان كانت 132 قرية تترية بكاملها تقريبا.

على ابواب تحرير القرم، كتب سكرتير لجنة المنطقة الحزبية تشورسين، في جريدة " القرم الاحمر"، يقول:" إذا أدعى الالمان انهم جائوا يحملون الحرية الى تتر القرم، لاتصدقوهم. اليوم نعلم ان عشرات القرى التترية جرى مسحها من سطح الارض، ومئات والاف من تتر القرم جرى اعدامهم. الالمان جائوا الى القرم لخداع وسرقة التتر".

على الرغم من كل ذلك كانت نتائج " تحرير القرم" من الالمان كارثية على مجموعة الاقليات القومية في القرم وعلى الاخص التتار. بعض المؤرخين يحاولون تبرير جرائم ستالين ضد القوميات السوفيتية، بحسن نيته في تحسين حماية الجدار الخارجي لقلعة الاشتراكية، الحدود الخارجية، من خلال اسكانها بأبناء القوميات الذين يمكن الثقة بهم، لذلك أحل لنفسه تهجير التتر والارمن والبولون والفنلنديين والكوريين والالمان. مؤرخين اخرين يعتقدون ان السبب وراء التهجير هو " تجربة فاشلة" ردا على العلاقة القديمة بين هذه الشعوب والدولة الروسية في الماضي. غير ان الاغلب ان ستالين كان يعتقد ان تلاعبه بمصير هذه الشعوب، تضحية لابد منها، لتحقيق اهدافه الفكرية العليا.

خطة تهجير تتر القرم ولدت قبل أحداث مايس من عام 1944 بكثير. لتحقيقه كان ينقص فقط الاسباب، والتي تم الحصول عليها بعد تحرير القرم. منذ اليوم الاول للتحرير بدأت حملة واسعة من الاعتقالات بين السكان، بما فيه بين التتار. في الرسالة التي وجهها بيريا الى ستالين، في 10 مايس 1944 كتب يقول:" لقد تم اعتقال 5381 شخص". في الرسالة نفسها نجد انه يقول ايضا:" جميع الذين جرى استدعائهم الى الخدمة 90 الف شخص، من بينهم 20 الف شخص من تتار القرم. غير انه 20 الف من تتار القرم هربوا من الخدمة عام 1941 عندما غادرت الفرقة 51 اراضي القرم. وقد خانوا الوطن، عندما ذهبوا لخدمة الاعداء وبالسلاح في ايديهم قاتلوا الجيش الاحمر". [3][2] هذه الخبرية تحمل في طياتها استفزاز دعائي، من حيث انها تعني ان جميع المستدعين للخدمة العسكرية من تتار القرم قد خانوا الوطن. في واقع الامر غالبية الجنود التتار خدموا وطنهم بشرف. [2] ومع ذلك رسالة بيريا اصبحت الاساس المطلوب لمعاقبة "الشعب الخائن".

بعد بضعة ايام من توجيه بيريا الاتهام الجماعي الى شعب تتار القرم، وقع ستالين " قرار لجنة الدفاع العام رقم 5859 من 11 مايس لعام 1944 حول تتار القرم" [4] من اجل تنفيذ عملية تهجير تتر القرم وصل الى القرم نائب قوميسار الشعب للامن الداخلي كوبولوف ونائب لجنة امن الدولة سيروف. كما وصل 20 الف جندي من القوات الداخلية وخمسة الاف عنصر امن. ولمراقبة تنفيذ القرار جرى تشكيل لجنة مرتبطة بمجلس قوميساريات الاتحاد السوفيتي لشؤون التهجير الخاص. كما جرى تشكيل لجنة لاستلام حيوانات السكان المصادرة ومحصولاتهم واموالهم، والروتين اللازم الاتباع.

18 مايس، الذي اصبح يوم نكبة تتار القرم، جرى تجميع السكان تحت تهديد الرشاشات وسوقهم كالقطيع الى عربات قطار البضائع، لتحميلهم الى اقصى الشرق. قوميسياريات الشعب كوبولوف وسيروف ارسلوا تلغراف الى مديرهم بيريا، يبشروه بنجاح العملية قائلين:" جرى مرافقة 165515 شخص الى محطة النقل. وجرى ارسال 50 عربة قطار على متنها 136412". في 20 مايس ارسلوا تلغراف الى بيريا ، يقول:" جرى ارسال 180014 شخص". فيما بعد اشار سكرتير اللجنة الحزبية للقرم ان مجموع التتار المهجرين كان 187859 شخص، وان مجموع سكان القرم اصبح 445076 شخص. [5] في 20 مايس انتهت عملية تهجير تتار القرم واحتاجت الى عشرين ساعة فقط، حسب تلغراف كوبولوف. عن نجاح العملية ارسلت اوزبكستان تلغراف № 1476 от 8.06.1944 г. تخبر فيها " في الطريق الى اوزبكستان مات 191 شخص فقط".

جريمة تهجير قوميات القرم الاخرى
غير ان تهجير تتار القرم لم يكن آخر عقوبة لقوميات القرم. "العملية الناجحة" اعقبها عمليات، هذه المرة لتهجير 12 الف من البلغار ، 14 الف من اليونان، 10 الف من الارمن. هذه القوميات لم يوجه اليها اية اتهامات، رسميا او علنيا، ومع ذلك وعلى مدى 12 سنة، من السنوات الاخيرة لحياة المجرم ستالين، كانوا موضوعين على لوائح التهجير الخاص، واعتبروا " اعداء الشعب". [9]

من المثير ان رومانكو، في كتابه " الكتائب الاسلامية في الرايخ الثالث" آشار الى ان في الشرطة المحلية، التي شكلها الالمان بعد احتلالهم المدن والمراكز الرئيسية لتجمع السكان في القرم، " كانت تتألف بشكل رئيسي من ثلاث قوميات، الروس والتتار والارمن". ومع ذلك لم تكن هذه الحقيقة سببا لتهجير جماعي للروس من القرم مثلا. في الواقع ذكر الكاتب عن مشاركة الجورجيين، ايضا، وهم شعب ستالين نفسه ولم يصاب بأي اذى. عندما اشار الكاتب الى الجورجيين والارمن " المتطوعين في الكتائب" الالمانية المسلحة". [9]

بيريا: مبررات تهجير البقية
بتاريخ 29 مايس من عام 1944 ارسل بيريا رسالة الى الرفيق الاعلى ستالين يحضه على تهجير بقية القوميات، قائلا:
" بعد تهجير تتار القرم استمر العمل على الكشف عن وإعتقال العناصر المعادية للسوفييت من قبل جهاز لجنة قوميساريات الشؤون الداخلية. على اراضي القرم يعيش اليوم 12075 بلغاري، 14300 يوناني، 9919 ارمني. يعتقد البعض ان اسباب تهجير اليونانيين والبلغار كان انطلاقا من مشاركة بلغاريا واليونان الى جانب هتلر، وان تهجير الارمن من منطلق تحصيل حاصل.
أغلب السكان البلغار، يقطنون في التجمعات السكنية بين سيمفيروبيل وفيودوسي ومنطقة دجانكايا. توجد 10 سلخوزات سوفيتية ( قرى) في كل منها من 80 الى 100 بلغاري.
في فترة الاحتلال الالماني قسم من البلغار شاركوا بنشاط في الاجراءات التي اتخذها الالمان لصنع الخبز والمواد الغذائية وتزويدها للجيش الالماني ، مساعدة الالمان في التحقيق واعتقال اعضاء الجيش الاحمر والثوار السوفييت، كما اوكلت اليهم مهمات حماية الشهود.
الالمان شكلوا فصائل لحفظ النظام من صفوف البلغار، كما قاموا بإختيار المفضلين لارسالهم الى العمل في المانيا.

السكان اليونان في غالبيتهم يقطنون مقاطعة القرم. غالبية السكان اليونان، وعلى الاخص على الساحل، نشطوا في التجارة والصناعة الصغيرة منذ قدوم الالمان. السلطات الالمانية دعمت نشاط اليونانيين في التجارة ونقل البضائع.

السكان الارمن في اغلبهم يعيشون في مقاطعة القرم. في التجمعات السكانية الكبيرة لايوجد ارمن. بدعم من الالمان، اللجنة الارمنية تعاونت من الالمان بنشاط وساعدتهم بالاعمال المعادية للسوفييت.
في مدينة سيمفيروبيل توجد منظمة المانية للتجسس باسم " دروميدار" "Дромедар", يقودها الجنرال السابق درو Дро, والذي كان يقود عمليات التجسس ضد الجيش الاحمر، ولهذه الغاية انشأ العديد من اللجان الارمنية للتجسس وتمزيق جسم الجيش الاحمر وللمشاركة في منظمات كتائب المتطوعين الارمن.
اللجان القومية الارمنية، بالتعاون مع عناصر اللاجئين القادمين من برلين وتركيا، عملوا على نشر دعاية " ارمينيا المستقلة".
كما يوجد مايسمى " الجمعيات الارمنية الدينية" ، والتي عدا ممارستها للقضايا الدينية، كانت تمارس تنظيم اعمال تجارية وحرفية صغيرة ، وسط الارمن. هذه المنظمات قدمت مساعدات للالمان، وعلى الاخص بطريقة جمع التبرعات للحاجات العسكرية الالمانية.
والمنظمات الارمنية انشأت مايسمى " بالكتيبة الارمنية" التي جرى تمويلها من صندوق الجمعيات الارمنية.

قوميسياريات الشعب للشؤون الداخلية يوصي بضرورة ترحيل جميع البلغار واليونان والارمن من اراضي القرم.

التوقيع: بيريا [6]

من بيريا الى ستالين: نظفنا القرم
بعد تنفيذ ترحيل الاقليات القومية من اراضي القرم ارسل بيريا، رسالة مؤرخة 5 يوليو من عام 1944، الى ستالين يعلمه بالتنفيذ. ترجمة الرسالة:
لجنة الدولة للدفاع، الى الرفيق ستالين.

بتنفيذ اوامركم الى قوميساريات الشعب للشؤون الداخلية، قوميساريات الشعب لامن الدولة، من فترة ابريل الى يوليو عام 1944، جرى تنفيذ تنظيف اراضي القرم من العناصر المعادية للسوفييت والجواسيس، وايضا ارسال التتار والبلغار والارمن واليونانيين والمواطنين الاجانب الى الاقاليم الشرقية. بنتائج هذه العملية تم اعتقال من العناصر المعادية للسوفييت 7883 شخص، من الجواسيس 988 شخص، ترحيل معسكرات خاصة 225009 شخص، مصادرة اسلحة غير مرخصة 15990 قطعة، بما فيه رشاش 716 وذخيرة 5 ملايين قطعة.

في عملية القرم شارك 23 الف مقاتل وضابط، من قوات قوميساريات الشعب للشؤون الداخلية وحوالي 9000 عنصر دعم من جهازي امن الدولة والشؤون الداخلية. [7]

------------------------------------------

1- История Крыма
2- А.Бочкала.ДЕПОРТАЦИЯ
3- Иосиф Сталин - Лаврентию Берии: "Их надо депортировать ...": Документы, факты, комментарии / Сост. Н.Ф.Бугай. М.: Дружба народов, 1992. С.131.
4- постановление ГКО № 5859 ее от 11 мая 1944 г. "Окрымских татарах"
5- Иосиф Сталин - Лаврентию Берии:"Их надо депортировать ...": Документы,факты, комментарии. С.138-139
6-(ГАРФ. Ф.Р-9401. Оп.2. Д.65. Л.162-163. Цит. по: Иосиф Сталин - Лаврентию Берии: "Их надо депортировать ...": Документы, факты, комментарии. С.140-142.)
7- (ГАРФ. Ф.Р.-9401. Оп.2. Д.65. Л.271-272. Цит. по: Иосиф Сталин - Лаврентию Берии: "Их надо депортировать ...": Документы, факты, комментарии. С.144.)
8- Архив ИРИРАН. Ф.2. Разд.VI. Оп.13. Д.31. Л.6. Цит. по: Бугай Н.Ф. Л.Берия - И.Сталину: Согласно Вашему указанию ... С.145.
9- Депортация крымских армян