الدولة القومية والفكر الديني بعد تفكك المعسكر الاشتراكي


فلاح أمين الرهيمي
2012 / 11 / 6 - 23:55     

الدولة القومية : يعتبر النظام الرأسمالي ومرحلة العولمة، امتداداً وتطوراً للنظام البورجوازي، وكان انتصار النظام البورجوازي الحاسم على نظام الإقطاع كما بينا في الفصول السابقة، انتصاراً كاملاً للإنتاج السلعي الذي جعل الطبقة البورجوازية تستولي على السوق الداخلية وتوحد الأراضي التي يتكلم سكانها لغة واحدة وإزالة كل حاجز من شأنه أن يعيق تطور تلك اللغة ورسوخها في الأدب وتطوره، كان ذلك هو الأساس في الحركات القومية والذي يصب في المصالح الاقتصادية لطبقة البورجوازية، وتعتبر اللغة هي أكثر الوسائل أهمية في اتصال الناس بعضهم مع بعض، كما أن وحدة اللغة وحرية تطورها هما من أهم الشروط لقيام المبادلات التجارية التي تتوافق مع مصلحة الطبقة البورجوازية وقيام الناس في بناء علاقات وثيقة بين السوق ورب العمل وبين كل بائع ومشتري. وكان لقيام الدولة القومية استجابة وانسجام مع المصلحة البورجوازية، ومع مرور الوقت جعلت الرأسمالية الامبريالية من الفكر القومي ذا بعد عنصري شوفيني استغلته في صراعها ضد الفكر الشيوعي الأممي.
بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار نظامه الاشتراكي ولدت وظهرت بشكل واضح مرحلة العولمة التي هي امتداد للنظام الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، فاقتضت مصلحتها أن تهدم ما شيدته في بداية ظهور المرحلة البورجوازية وأن تعيد مراحل التاريخ حينما اقتضت مصلحتها بتوحيد المقاطعات ودولة – المدينة وتكوين وبناء الدولة القومية، نجدها في مرحلة العولمة المتوحشة تهدم وتفتت الدولة القومية وتجزئها إلى دويلات وكيانات، كما حدث في يوغسلافيا والبوسنة والهرسك والجبل الأسود وفي دولة الاتحاد السوفيتي التي جزأته إلى كيانات قومية وطائفية، كما تقوم الولايات المتحدة الأمريكية من خلال إشاعة الفكر الليبرالي إلى تشجيع وتحفيز القوميات والطوائف الدينية والفئوية على إقامة فدراليات المدن والمناطق وتجزئة الوطن وإضعاف السلطة المركزية للدولة وإقامة كيانات ودويلات تتمتع بسلطات وحقوق سياسية واسعة، وإن هذا الاتجاه والمسعى للولايات المتحدة الأمريكية يحقق أهداف هذه الدولة من خلال ما يأتي :
1) تفتيت الدولة القومية إلى كيانات ودويلات ضعيفة حتى لا تستطيع الوقوف بوجه مؤسسات وهجوم العولمة المتوحشة.
2) حتى ذلك الكيان وتلك الدويلة تصبح أحادية الإنتاج أو تصبح ذات طابع ريعي أي اعتمادها على ما تنتجه من البترول أو المواد الأولية وهذا يعني أن تصبح صناعتها وحاجياتها وطلباتها غير متكاملة مما يدفعها إلى اللجوء إلى استيراد ما تحتاجه من مواد غذائية وغيرها من الدول الكبرى وبشكل خاص من الولايات المتحدة الأمريكية ومؤسسات العولمة، مما يجعل تلك الدويلات ترتبط أمنياً وغذائياً وغيرها بتلك الدول التي تصدر لها السلع والحاجيات وتصبح ألعوبة وخاضعة إلى تلك الدولة الكبيرة.
الدين : إن الطبيعة السياسة والثقافية والفكرية للمجتمع تكون انعكاس للواقع الموضوعي لذلك المجتمع من خلال طبيعة النظام الاقتصادي السائد في تلك المرحلة من التاريخ في طبيعة نمط الإنتاج والتبادل التجاري والتنظيم الاجتماعي وبما أن الديانات السماوية ظهرت في عهد الرق والعبودية وكانت أهدافها وغاياتها تحرير الإنسان من الظلم والقهر والاستعباد الذي كان سائداً في ذلك العصر، فإن الباحثين والمفكرين يعتبرون الدين انعكاس لطبيعة ذلك الواقع الاجتماعي الذي كانت تعيشه البشرية قبل ألف وأربعمائة سنة وبشكل خاص الدين الإسلامي، وبما أننا الآن نعيش في القرن الواحد والعشرين الذي يسود فيه عصر العولمة الليبرالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية الذي يعمل على إشاعة أنماط وسلوكيات غريبة وفاضحة من الأخلاقيات التي تتعارض مع أنماط الحياة والسلوكيات التقليدية الشائعة في المجتمعات الأخرى التي تتجاوز القيم القابلة للتغير لتستهدف الثوابت من القيم الاجتماعية للشعوب الأخرى لاسيما العربية والإسلامية من خلال سيطرتها على وسائل الإعلام المختلفة التي استطاعت بفضل الثورة المعلوماتية والتطور التكنولوجي في العلوم والاتصالات أن تخترق جدران البيوت، وتعتمد على أسلوب الإبهار والإغراء الجنسي والتشويق لاسيما الموجه للشباب وبشكل خاص الإنسان المسلم فتجرده من قيمه الدينية والأخلاقية وتجعله بعيداً عن قيمه الأصلية وعن الدين الإسلامي بشكل خاص وذلك بتهجينه بالأفكار والقيم والتقاليد والعادات الغربية، كما أنها ستعمل على إلغاء الهوية القومية والوطنية والخصوصية المحلية وفرض أنموذج ثقافي غربي ذا طابع عالمي يقضي بالنتيجة إلى تراجع وانحسار الثقافة الوطنية القومية، وهذا ما أشار إليه الدكتور محمد عابد الجابري في كتابه (قضايا الفكر المعاصر) حيث قال : (كيف كانت الثقافة في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، فقد كانت الثقافة ثقافتين، ثقافة استعمارية امبريالية، وثقافة وطنية تحررية، أما اليوم فالتصنيف الذي يريد تكريسه الواقفون تحت تأثير أيديولوجية العولمة، هو ذلك الذي يجعل الثقافة صفين، ثقافة الانفتاح والتجديد، وثقافة الانكماش والجمود، أي الأولى ثقافة التبعية والثانية الثقافة الوطنية).
والآن نعود إلى الكتابين (نهاية التاريخ والإنسان الأخير للكاتب فوكاياما) والكتاب الثاني (صدام الحضارات للكاتب هنغتون). فالكتاب الأول كان كاتبه يبشر فيه بأن العالم والإنسان الأخير سوف يكون ليبرالياً منذ سقوط جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار نظامه الاشتراكي، أما الكتاب الثاني الذي توقع فيه رؤيا من صراعات ونزاعات قومية ودينية بعد زوال ونهاية الصراع الأيديولوجي الذي كان قائماً بين النظامين الاشتراكي والرأسمالي بتفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار نظامه الاشتراكي، سيصبح الصراع صراعاً ونزاعاً قومياً ودينياً، وقد رأينا تحقيق نبوءة هذين الكتابين في إشاعة وغزو العولمة المتوحشة التي تعتنق الفكر الليبرالي أقطار العالم، وكذلك تحققت ولا زال بعضها يمارس ويطبق في العالم وأقصد به الصراع القومي، والآن لم يبق من هذه النبوءات سوى الصراع الديني الذي سنخوض في مواضيعه القادمة بالبحث والتحليل بما تهدف إليه الستراتيجية الأمريكية في الاستحواذ على جميع أقطار المعمورة كالحادلة التي تزيل المرتفعات من على سطح الأرض وتردم وتطمر الحفر والمنخفضات حتى تجعل الأرض منبسطة ومستوية، تمسك بقبضتها الفولاذية المدمرة على رقاب البشرية سياسياً واقتصادياً وثقافياً وفكرياً واجتماعياً.
والآن، تستعرض فلسفة الولايات المتحدة في رسم ستراتيجيتها وأهدافها في خلق العدو وإيجاد التبريرات والوسائل في القضاء عليه وإذا تطلب الأمر لحسم الموضوع تبرير الضربة الاستباقية للقضاء على ذلك العدو، وقد برزت هذه الأفكار الجهنمية والفلسفة العدوانية بعد الحرب العالمية الثانية، فلقد أراد الأمريكيون أن يكون لهم دورٌ فعالاً على الساحة الدولية بعد هرم وشيخوخة وعجز قوى الرأسمالية التقليدية بريطانيا وفرنسا وانسحابها من الساحة الدولية بعد أن أنهكتها الحرب العالمية الثانية وحركات التحرر في العالم ونضالها من أجل الاستقلال والسيادة الوطنية مما أوجد فراغاً سياسياً على الساحة العالمية، بما زرع الخوف والقلق لدى الولايات المتحدة الأمريكية من استغلال ذلك الفراغ من قبل الاتحاد السوفيتي وامتداد الخطر الشيوعي إلى أوربا والعالم، فرمت بثقلها على الساحة العالمية بأسلوب جديد وسلوك ماكر خداع مغاير ومختلف عن الطريقة الاستعمارية التقليدية، وهي الدولة الأقوى في العالم سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، فاتبعت الأسلوب والسلوك الاقتصادي في استعمار تلك الدول والسيطرة والتحكم والتأثير عليها وفرض شروطها والتحكم في سياستها.
كانت فلسفة الولايات المتحدة الأمريكية تقوم على صناعة الأزمات أو تصنيعها التي تمثل وجهين للسياسة الأمريكية، الأول (صناعة الأعداء أو تصنيعهم) والثانية (تنمية الفراخ ورعايتهم وتدريبهم) ومن ثم تبدأ مؤسساتها الأخطبوطية أن تخلق من ذلك العدو قوة رعب وخوف للعالم كله من أقصاه إلى أقصاه مما تؤثر في فكر الشعب الأمريكي وصحافته حتى تنال موافقة (الشعب والكونغرس والصحافة الأمريكية) بالقيام بالعمل الحاسم والضربة الاستباقية لذلك العدو إضافة إلى قيامها بحشر الحلفاء والأعوان والعملاء إلى جانبها في مناهضة والانحياز ضد ذلك العدو.
لقد ذكرنا أن الكتابين اللذين صدرا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار نظامه الاشتراكي كانا تهيئة للأذهان لمرحلة ما بعد التفكك وانهيار العدو الأيديلوجي (الاتحاد السوفيتي والنظام الاشتراكي) وقد تحققت جميع الأفكار والنبوءات التي بشر بها الكتابان ما عدا الصراع الديني الذي سوف نستعرضه الآن.
إن الدين يعتبر علاقة روحية بين الله سبحانه وتعالى وبين الإنسان وهذا يعني أن قوانين الدين ومكوناته وفلسفته وضوابطه هي التزامات خلقية وإنسانية ترتبط بإحساس وشعور الإنسان وتغوص وتنصهر في أعماقه الإنسانية. ولذلك فإن أية قوة أو جبروت لا يستطيع زعزعت قوة الإيمان والعقيدة والعلاقة بين الإنسان والدين. ما عدا الإغراء والتشكيك والتشويه وهذا يأتي من خلال (محاربة الفكرة بالفكرة) وهذا ما سوف تسلكه مؤسسات العولمة المجندة والمنفذة لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية في تنفيذ الفقرة الثانية (الدين) من فكرة ونبوءة (هنغتون في كتابه صدام الحضارات).
تنطلق السياسية الأمريكية من الفلسفة التي تعتبر أن أي شيء في الوجود يقوم على الحركة والتغيير من خلال الصراع بين الأشياء والذي يؤدي إلى انتصار أحدهما على الآخر من خلالها تستمر الحياة، وهذه الرؤيا مستخلصة من أفكار ميكافيلي في كتابه (الأمير). وهي الفكرة التي تقوم على صناعة الأعداء أو تصنيعهم حسب ما تفرضه وتستوجبها المصالح خارج حدود العلاقات والصداقات فحينما تطلبت محاربة العلمانية الشيوعية فرضت المصالح الأمريكية تنمية الفراخ واحتضانهم ورعايتهم وتدريبهم كنموذج على ذلك (أسامة بن لادن). وأصبح هذا الرجل عدوا للولايات المتحدة الأمريكية حينما وجهت إليه أصابع الاتهام بتفجير برج التجارة العالمية في 11/ أيلول/ 2001 بالرغم من أن بعض الشكوك تناقلتها وسائل الإعلام حول ذلك العمل الإرهابي. وقد استغلت الولايات المتحدة الأمريكية هذه العملية وخلقت من أسامة بن لادن قوة رعب وخوف للعالم كله فحشدت الكثير من دول العالم في تحالفات مناهضة للإرهاب، وقد حلل وزير خارجية الولايات المتحدة السابق (هنري كيسنجر) هذه الإستراتيجية التي تقوم على وجود وتشخيص العدو بأنها تعمل على تقليل مظاهر الغموض والتناقض في الإستراتيجية باعتبارها هدفاً ينبغي التعامل معه وإزالة خطرة، ومن الناحية السيكولوجية فإن ظاهرة العدو الخارجي يعزز ويقوي تماسك العلاقة والثقة بين الشعب والدولة، وتجعل الشعب مشدود الأعصاب نحو ذلك العدو ومدفوعاً ومؤيداً لأي عمل أو سلوك تقوم به الدولة ضد ذلك العدو، وكما فعلت ذلك مع صدام حسين حينما شجعته وأيدته في شن حربه على إيران واحتلاله دولة الكويت، وليس بعيداً عنا ما فعلته مع شاه إيران الذي كان يلقب بشرطي الخليج وحينما نحي عن السلطة وأراد السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج من مرض السرطان واللجوء فيها لم تمنحه (فيزة دخول) إلى الولايات المتحدة الأمريكية مما اضطره إلى السفر إلى مصر (أنور السادات) واللجوء فيها ونفس الشيء فعلته مع حسني مبارك وعلي عبد الله صالح وزين العابدين بن علي وكانوا جميعاً ضد الإرهاب وحتى ضد الأفكار الدينية التي شاركت في حراك الربيع العربي وأدت إلى تنحيتهم من الحكم، وبالرغم من أن حراك الربيع العربي من المحتمل أن يكون حدوثه عفوياً نتيجة متراكمات ضد أولئك الحكام وسلطتهم التي أدت إلى اندلاع لهبة انتحار ذلك الأكاديمي بائع الخضروات محمد عزيزي حينما صفعته تلك المرأة الموظفة في بلدية تونس فحرق نفسه، إلا أن ليس بعيداً أن يستغل الإخطبوط المخابراتي الأمريكي ذلك الحدث ويؤيد الحراك الربيعي العربي الذي جاء به إلى السلطة (الأخوان المسلمين والسلفيين الإسلاميين) وربما هذا ما تتمناه الولايات المتحدة الأمريكية لكي تستطيع أن تنفذ الفقرة الثانية من رؤيا ونبوءة هنغتون في كتابه صدام الحضارات الذي يعتبر الصراع بعد زوال العدو الأيديولوجي الاتحاد السوفيتي، سوف يكون صراعاً قومياً دينياً وبما أن الصراع القومي قد أنجز فإن الصراع سيكون دينياً إلا أن في هذه الجولة من الصراع سيكون من خلال التشويه ووضع المطبات وخلق عدم الثقة بين الإسلاميين وهم يخوضون تجربتهم الأولى في سلطة الحكم مما يؤدي إلى خلق فجوة من عدم الثقة بين تلك القوى وجماهير الشعب الواسعة التي منحتهم الثقة وأوصلتهم إلى سدة الحكم.
إن الفكر الإسلامي الذي تتمسك به الجماعات الحاكمة يقوم على مصطلحات كالقطيعة والحذف والمسموح والإجباري والممنوع في التفكير والتكفير، وهذه الأفكار كانت تمارس في سياق اجتماعي تاريخي وبالتالي سوف تكون له صورة ثقافية مضطربة وضبابية في العصر الحاضر التي استطاعت فيه الثورة المعلوماتية والتقدم التكنولوجي الهائل أن يخترق جدران بيوتنا بصوره الجذابة ومغرياته المدهشة التي تسلب النفوس المكبوتة وتدجن الأفكار الملهوفة بصورها وجاذبيتها، وتتسلل هذه الأيديولوجيات المعولمة بأساليب وطرق مموهة تخفي حقيقة أهدافها الرامية إلى تدجين جيل الشباب الصاعد عبر العديد من البرامج والأفلام المؤثرة بإغراءاتها وجاذبيتها في منحى التكوين العقائدي، وهم في طور التفتيش عن ملاذ تكتمل به شخصيتهم الموجهة حتى تنسجم وتتطابق مع نماذج أبطال الأفلام ذات المضمون الذي يحثهم على الانخراط في دائرة الاستهلاك السوقي الذي يجعل الشباب ينجرف أكثر فأكثر بالملذات والإحباط النفسي حسب قاعدة (الإنسان حريص على ما منع) وتكون هي الفكرة التي تحارب فكرة الدين وهذا يعني خلق فجوة من الخلاف والصراع والتصادم بين الأجيال المعاصرة وبين الأجيال القديمة، وبما أن الأفكار الدينية تعيش وتتمسك بالمطلق ولا تمتلك التجربة والنضوج السياسي، فإن ذلك سوف يؤدي إلى الصراع والاصطدام والعنف وهي ما ترمي إليه وتسعى له الولايات المتحدة الأمريكية من كتاب صدام الحضارات لكاتبه هنغتون عن الصراع القومي والديني وإن هذا الصراع ليس فيه صواريخ ولا دبابات ولا مدافع وإنما سيكون بين المسموح وبين الممنوع وبين النسبية الفكرية وبين الفكر المطلق وبين الشعور بالحرية وبين قمع ذلك الشعور إلى أن تتحول الصورة من إيجابية إلى سلبية وهو ما يطلق عليه بالفكرة التي تناقض وتحارب الفكرة الأخرى والذي يؤدي إلى خلق التناقض والصراع والنزاع بين الفكرتين الذي يعتبر كل واحد من أصحابها وروادها هو الصحيح والآخر خطأ إلى أن تتسع الفجوة بين أهدافها وتتحول إلى صراع ونزاع وخصومة وعداء وتصبح كما يقول الشاعر :
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا